التاريخ والحكمة والتزوير

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 08:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الهدف من قراءة التاريخ هو :من أجل الأتعاض وأخذ العبرة والدروس من أخطاء الماضي .
ويقول سمير عبده في كتابه :تزييف التاريخ لقد قرأعلى معاوية بن أبي سفيان تاريخ الفرس وألأكاسرة ولكن ما من خطأ وقع به الفرس وألأكاسرة ال وقع به هو شخصيا وقد قرأهارون الرشيد تاريخ الأمويين ولم يعجبه وصية عبد الملك بن مروان حين كتب وأوصى أن تكون الخلافة من بعده لأولاده ألأربعة علما ان الرشيد أوصى للخلافة من بعده لأولاده وقتل واحدا منهم الآخر .
وقد يقرأ بعض الملوك والحكام والناس تاريخ الذين من قبلهم ويقعون بكل أخطائهم ويكونون قد قرأوا التاريخ من أجل أخذ العبرة والحكمة ولكن بمجرد ما يغلقون الكتب يكونون بذلك قد نسوا التاريخ والحكمة معا .
ويستطيع ألنسان أ، يصطاد السمك اليوم بنفس الطريقة التي كان يصطاد بها أسلافه السمك منذ أكثر من 100000الف سنة على أقل تقدير , والحكمة من ذلك أن السمك لا يستفيد من أخطاء السمك الآخر وكذلك ما زال ألأنسان يذهب الى المزارع الحيوانية ويذبح الماشية رقم 100 بنفس الطريقة التي ذبح بها الماشية رقم 1 واحد.
والحكمة من ذلك أم المخلوقات ألأخرى لا تستفيد من أخطاء غيرها من أفراد جنسها .
ولكن ألنسان يستفيد نوعا ما من تجربته وتجربة غيره من البشر , وهذا نادرا ما يحدث فحين تتدخل ألأنانية والحقد والجشع وحب الثروة والتسلط وقهر الآخرين تضيع كافة الخبرات البشرية عموما .
ولم يكن التاريخ الذي درسه معاوية أكثر دموية من تاريخه هو حيث أن تاريخ الدولة ألأموية كله دموية وأقل من تاريخ الأكاسرة والفرس .
أن ألأنسان يعرف الحكمة من قراءة التاريخ ولكن الجشع والطمع وحب التسلط تجعله يتنكر لأنسانيته ويضرب بأخلاقه عرض الحائط .
ويقرأ ويعرف الحكام العرب كثيرا عن المزورين الذين زوروا لملوكهم الحقائق وللناس التاريخ واليوم ما زال بعض المؤرخين العرب وغير العرب يزورون التاريخ والحاضر والماضي وهم يعلمون أن ألمزورين الكلاسيكيين في الماضي قد كشفهم الكتاب المعاصرون ومع ذلك لا يتأثرون بهذه الهالة ويستمرون في تزوير التاريخ .

والمزورون للتاريخ هم أصلا كتاب على درجة كبيرة من ألأخلاق الوطنية والتعصب لأمتهم وهذا هو السبب الذي يجعلهم مزوريين للتاريخ فلو كانوا غير وطنيين وأحرار لكتبوا ويكتبوا بروح علمية وحيادية .

أن التاريخ الحقيقي وغير المزور هو الذي يكتبه مؤرخون من خارج نطاق البنية الأجتماعية لأي أمة .
والفضل ألكبير للمستشرقين هو : أنهم هم أول من أوصل لنا الحقائق عن تاريخنا العربي لأنهم لا ينتمون الى أي جهة أجتماعية وسياسية , وللذين يريدون أن يقرأوا تاريخنا يجب عليهم أولا أن لا يقرؤا للذين يكتبون بروح وطنية وأنتمائية .
فألأنتماء للوطن من قبل الوطنيين هو الذي يعمل على تزوير الحقائق

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات