|
كبار الشيوعيين ...أبناء معممين - الحلقة الأولى -!
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 11:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
نحن السيكولوجيين ، لا سيما المهتمين بتحليل الشخصية ، لدينا فضول " لطيف خبيث!" أننا " نبحوش " في الأشياء لنقع على قرارها . فنحن ولوعون في تحليل حالات متناقضة في تفردها أو استثنائيتها أو انحرافها أو غرابتها ، من : جنون أمريء القيس الى إبداع المتنبي وجواد سليم ..فتضخم الأنا عند صدام حسين ، فوحشية " أبو طبر " ..الى الآخرين الأقسى والأبشع الذين اذا حللنا شخصياتهم لذبحونا من الوريد الى الوريد . ستقولون : هات الجمل من أذنه وادخل بالموضوع ، وها أنا آت به . لدى قراءتي الكتابين الثاني والثالث " العراق " لمؤلفهما حنا بطاطو ، لفت انتباهي أن الكثير من قادة الشيوعيين هم أبناء رجال دين !. فحسين محمد الشبيبي عضو اللجنة المركزية للحزب الذي أعدم مع فهد عام 949 ، نجفي شيعي ..والده رجل دين " معزّي". وسكرتير الحزب الشيوعي العراقي حسين أحمد الرضي " سلام عادل " ، الذي مات تحت التعذيب عام 63 ، نجفي ..شيعي ، والده "سيد " ورجل تقي . وعامر عبد الله ، عضو المكتب السياسي للحزب ، سنّي ، أبوه مؤذن للصلاة في جامع بمدينة عنه . ووالد عزيز شريف وعبد الرحيم شريف خطيبا في الجامع نفسه . وكذلك كان والد شريف الشيخ . وجمال الحيدري ، كردي من عائلة الحيدريين ..عائلة أسياد . ومحمد حسين أبو العيس ، مسؤول مكتب الفلاحين بالحزب ، شيعي "كظماوي " من عائلة أسياد . ووالد بهاء الدين نوري ، كردي ، مدرس في جامع ساح رحيمين بالسليمانية .وجميع هؤلاء- لمن لا يعرفهم – احتلوا أعلى المواقع في قيادة الحزب الشيوعي العراقي . والمدهش أن حوالي " 32%" من أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي للمدة من( 1955-1963 ) هم من عائلات أسياد ! وأنهم متوزعون بين سنّة عرب وشيعة وأكراد!. فما هي أسباب أن يكون ثلث كبار الشيوعيين العراقيين ، أبناء رجال دين ؟. سيما أن المفهوم العام للدين عند العراقيين هو الإيمان المطلق ، وأن الشيوعية في مفهومهم العام تعني الكفر والإلحاد !. واللافت "سيكولوجيا"أن معظم القياديين الشيوعيين من أبناء رجال الدين ، كانوا الأقدر على تحمّل أقسى أنواع التعذيب بشجاعة نادرة في رفض الاعتراف على رفاقهم . والأكثر إخلاصا لمبادئهم ، والتضحية بأرواحهم من أجل معتقداتهم .بل فعل الأكثر من ذلك . فعبد الرحيم شريف ..كردي من عائلة أسياد ،وعضو اللجنة المركزية للحزب الذي قتل عام 63 ..عندما رأى رفيقه في المعتقل القيادي جورج حنا تلّو قد ضعف أمام معتقليه وصار على وشك الكشف عن أسرار الحزب ..قام بقتله ! بمسدس كان قد نجح في إخفائه . إن الهدف من هذا الموضوع هو : تحليل سيكولوجي صرف للحالة التي يتحول فيها عقل الإنسان من منظور فكري معين الى منظور فكري مضاد ومناقض له ، بغض النظر ما اذا كان مضمون هذا التحول إيجابيا أم سلبيا على وفق هذا المعيار أو ذاك . وأرى أن هذا الموضوع يصلح لمشروع ثقافي ممتع ، يسهم فيه : • شيوعيون قدامى يستبطنون الحالة ويتحدثون عن خبريهم في هذه المسألة تحديدا . • باحثون نفسيون واجتماعيون من المهتمين بعلم النفس والاجتماع السياسي . • مثقفون ماركسيون ومثقفون متدينون . على أن تتسم المساهمة بالموضوعية والأسلوب المهذّب الذي يتعامل باحترام مع الفكرين الديني والماركسي، بعيدا عن المدح والقدح . وأن يكون التركيز فقط بالحالة التي يتحول فيها ابن رجل الدين أو ابن عائلة أسياد ..الى شيوعي أو ماركسي . فالكاتب القدير حنا بطاطو يعزو سبب ذلك الى أن " نسبة التعليم بين هؤلاء – يقصد أبناء رجال الدين – أكبر منها بين شرائح الشعب المتواضعة والمستاءة . ويضيف بأنه : لا يستغرب على الإطلاق أن يكونوا هم في المقدمة " (ص،313،الكتاب الثالث ). وأعتقد أنكم تتفقون معي بأن تفسير بطاطو هذا غير مقنع بمفرده وغير منطقي . ذلك أن المنطق يقضي بأن ينخرط هؤلاء في حركات دينية أو قومية أو وطنية ، لا أن "يفرملوا " عقولهم وينعطفون بها 360 درجة !.
انقسام الشيوعيين ..نفسيا أودت الكارثة المرعبة التي استهدفت الشيوعيين العراقيين عام (963) الى أن يزج بأكثر من عشرة آلاف شيوعي في السجون العراقية . وفي تقديرات الشيوعيين ، كان عدد القتلى في 8 الى 10 شباط عام 963 لا يقل عن خمسة آلاف ، فيما قدّر العدد مراقب دبلوماسي حسن الاطلاع بألف وخمسمائة . ويشير حنا بطاطو الى أن العدد المعلن رسميا بإعدام 149 من الشيوعيين ليس صحيحا . ويذكر ما يسميها " طرفة!" رواها العقيد محمد عمران ، العضو السوري في القيادة القومية للبعث أثناء المؤتمر القطري السوري الاستثنائي للحزب عام ( 964) أنه قال :"بعد المؤامرة الشيوعية ، طلب من أحد ضباط الجيش العراقي إعدام أثني عشر ولكنه أعلن أمام عدد كبير من الحاضرين أنه لن يتحرك إلا لإعدام خمسمائة شيوعيا ، ولن يزعج نفسه من أجل أثني عشر فقط "( ص: 304 ، الكتاب الثالث ). وكان أن نجم عن الانكسار النفسي هذا أن أنقسم الشيوعيون ، الذين صاروا الآن قدامى ، على النحو الآتي : • قسم رجعوا الى ما كان عليه آباؤهم ، فأطلقوا اللحى وأكثروا من السجود ..ربما للتكفير عن خطيئة وطلب الغفران . معتبرين انتماءهم للحزب ذنبا عظيما هم مسؤولون عنه وعليهم هم محوه بالإكثار من الصلاة وطلب الاستغفار . • قسم عدّ الحزب مسؤولا عن خطيئة تحولهم الفكري من الإيمان الى الإلحاد . فأكثروا من اللعنة عليه "الحزب " كآلية نفسية في ترحيل الخطيئة على الحزب و تبرئة النفس وضمان الحصول على المغفرة . . • والقسم الأكبر ترك الحزب لهذا السبب أو ذاك ، معتبرا هذه القضية مسألة شخصية . ومعظم أفراد هذا القسم ظلوا يحملون للحزب عتبا جميلا ، أو لوما قاسيا على فرص أضاعها ، أو ودّا مكتوما في القلب شبيها بودّ لحبيبة نقية صادقة ..مكتفيا بالسؤال عنها عن بعد ..باعثا لها سلاما مع صديق ، وداعيا لها أن يوفقها بالزواج ولو من ابن خال خال السلطة !.
خبرة شخصية كانت " الشطرة " تسمى في خمسينات وستينات القرن الماضي " موسكو الثانية " لكثرة ما فيها من شيوعيين ومثقفين تقدميين . وكنا ونحن صغارا، يحذرنا كبارنا من الاقتراب من بيت " التميمي " لأنه مراقب من الشرطة والأمن ، الذين كانت لهم أيامها رهبة مرعبة . ولقد عرفنا فيما بعد أن أحد أفراد هذه العائلة المحترمة كان شيوعيا ..وقيل لنا انه كان أصغر سجينا مع " فهد " . وكان هذا السجين الصغير آنذاك هو الذي يتوكأ الآن على عصا ويترأس نقابة الصحفيين .." شهاب التميمي " الذي أكرمه نضاله بأن وضعه على رأس السلطة الرابعة !. وكنا في ستينات القرن الماضي عصبة من الشباب تضم ابن أكبر تاجر في الشطرة ، وابن رجل دين بارز فيها ، وابن فلاّح يجيد قراءة " الأبوذيه" وشاعر شعبي مبدع ،وأنا ..معلم مدرسة السادة آلبو هلاله. وكان لنا طقس في كل ليلة خميس على جمعة ، نجتمع نحن الخمسة في بيت أحدنا ومعنا سادسنا " أم كلثوم " و " شيخ القعدة ..حليب السباع العراقي !.". وكانوا يصنفون عليّ لأنني أحتسي " البيرة " ويتباهون بأن " حليب السباع للسباع !". والغريب أن صديقنا ابن رجل الدين كان أثقفنا في غير الدين !.وكان يدهشنا بعقله الذي كنا نعدّه آنذاك موسوعيا . وكانت له نباهة خبيثة!..منها انه قال لنا بمناسبة عودة والده من الحج ، أن موسم الحج الى مكّة في زمن الجاهلية مأخوذ من طقوس عبادة آله الخمر " ديونيسيوس " . فسأله صديقنا أبن الفلاّح وهو يحتسي " حليب السباع " : " صدقه للحجي ..ما تكلي منو دنسوس هذا ؟". فأجابه ساخرا : "من عشيرة الخلفوك ..تبقى غبي .. آني ما أعرف اشلون لينين اتبناهم للفلاحين المتخلفين ". وحقا ، كنت أنا أيضا لا أعرف من هو " ديونيسيوس " ..فقصدت صباح اليوم الثاني مكتبة " نعيم العصفوري " ليسعفني بأصل ديونيسيوس وفصله . ( بالمناسبة : مكتبة نعيم العصفوري كانت أشهر مكتبة تقدمية في الشطرة ، انتقل بعدها الى شارع المتنبي ، ولا أعلم ماذا حلّ بالرجل الطيب ..نعيم بعد الحدث الرهيب ). وكان ابن رجل الدين هذا يصدمنا في حالة إبهار ، ويضع عقولنا في حالة تحدّ وتساؤل عن أمور ليست في برامج عقولنا " الفريش" والعطشى للمعرفة ..منها مثلا أننا كنا نتحدث عن الزواج فقال لنا : إن النبي سليمان كان مغرما بالنساء الجميلات ، وأنه ورث حب النساء هذا عن أبيه داود الذي كانت له 99 زوجة ، فزاده سليمان بخمسمائة وواحدة " يعني 600 زوجة !". كنت أنا ابن رجل دين أيضا ، فوالدي أسمه " الشيخ حسين ، وليس حسين حاف " .وتعني الشيخ في ريف الجنوب العراقي الرجل المؤمن لمن هو ليس " سركالا " أو إقطاعيا . وكنت في بدايات شبابي اكثر العصبة ورعا على قلتّه! فلاطفت ابن رجل الدين قائلا : - أنت ما تكلي اشلون ابن فلان ..وكيل المرجع الفلاني !؟. نظر أليّ وقال : +أكيد حضرتك تعرفه لفرويد ..تدري شيكول : نحن من خلقنا الإله بأنفسنا ثم أخذنا نعبده . فرددت عليه : - اللعنه عليك وعلى فرويد . ولما شعر صديقنا ابن الفلاّح أن " الكعده " ستتحول الى ما يتعب الرأس ، صدح ببيت من الأبوذيه : " حبيبي لا تشد راسك سلامات ". وختمه " اليوم أريد أحباب كلبي " . واغرورقت عيناه بالدموع ، فعلّق عليه ابن رجل الدين ساخرا : " هي ابن الكح...هسه أنت ما الكيت وحده تحبها إلا بنت الشيخ !". وكان صديقنا ابن الفلاّح هذا قد عشق ابنة شيخ عشيرته الذي كان إقطاعيا متنفذا وصديقا لمدير أمن الشطرة! . كانت هذه بدايات التحرّش بـ "الدين " ..وتحديدا بأنبياء قدامى ، وبداية الاقتراب من خطوط حمراء ، كنت أنا أخاف منها أو أهابها أو أقدّسها أو كل هذا مجتمعا . فأنا بدأت الصلاة في العاشرة من عمري . وصمت أول رمضان لي وأنا في الثانية عشرة ..في صيف حار لم يكن عندنا حينها كهرباء . وكنت أنا "آخر العنقود " لا يصح في قيم عائلتي " عائلة الشيخ حسين " أن أكون المفطر الوحيد فيها بشهر الطاعة ..رمضان المبارك . ثم أن والدي كان يتباهى بي ..أعني بصيامي وصلاتي وأنا في السادس الابتدائي . وكان أكثر ما يعجبني في أبي : صوته وهو يقرأ القرآن في الفجر . فإلى الآن أتذكر صوته الجميل وهو يستقبل كلّ فجر مرددا : " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " . وكان صوته المتهدّج وهو يتلو بخشوع آيات من القرآن ( الذي يحفظه كلّه على صدره !) يجعلني ، وأنا الطفل الصغير ، افكّر بالجنة والنار وارسم صورا لهما في خيالاتي . وكنت اذا صليت أطيل سجودي وأكثر من البكاء أحيانا . الى أن التقيت أصدقائي ، وبالذات ابن رجل الدين الذي " خربط " عقلي ، أو بالأحرى .. جعلني أتفحص ما بعقلي من أفكار ..فوضعني أمام وقفة عقلية خطيرة ..خلاصتها : عليّ أن أغيّر السكّة!.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحكومة والبحث عن يقين
-
الشعر الشعبي... ندّابة المازوشيا الممتعة!
-
العلم العراقي
-
العرب.. وقراءة الطالع
-
جيل الفضائيات
-
أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا
-
السيكولوجيون العرب وتحديات العصر
-
الحزن المرضي ... والشخصية العراقية
-
10% فقط. ..نزيهون في العالم
-
مرض الكراهية
-
مصيبتنا ..فيروسات ثقافية!
-
كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !
-
حصة العراقي بالنفط ... والدستور
-
العراقي وسيكولوجية الرمز
-
الشخصية العراقية تخطّئ علم النفس!
-
العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!
-
يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
-
تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
-
الحقيقة ...عند الحاج غيلان !
-
العراقي : هل صار مكروها عالميا ؟!
المزيد.....
-
نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما
...
-
روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما
...
-
بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في
...
-
سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف
...
-
السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و
...
-
اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ
...
-
حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
-
ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من
...
-
ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر
...
-
الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|