|
فن التشكيل البصري في زمن العولمة
فاضل سوداني
الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:42
المحور:
الادب والفن
"الجمال ماهو إلا بداية الرعب الذي مازلنا بالكاد قادرين على تحمله مبهوتين" (ريلكه) الآلة المتوحشة وعزلة الفنان اذا كان الإنسان في زمن العولمة يشعر بعزلته من جراء تطور عالمه تكنولوجيا، فان الفنان المعاصر يعاني من اغتراب وعزلة مضاعفة: * عزلة أمام عدم تكاملية منجزه الفني و تكامل مفردات لغته الفنية لعدم امتلاكه قدرة الخيال المطلق والحاسة الخارقة للتعبير عن أسرار الحياة والوجود. / * وعزلة أخرى تحاصره كفنان من خلال اغترابه الذي تخلقه الآلة والثورة التكنولوجية. وبالتأكيد فان هذا يعمق الهوة بينه والعالم الآخر وينسحب هذا الاغتراب ايضا على مجالات ثقافية أخرى، مما يضع المثقف والعالم الذي يعيش فيه في زمن العولمة، أمام أزمة فكرية ومعرفية تثير الكثير من الالتباس والغموض. ومما يعمق هذا الاغتراب والعزلة وهستيريا الروح المعاصرة هو: وجود الفوضى الكونية المنظمة التي تبدو حضارتنا من خلالها وكأنها تنحدر نحو هاوية النهاية الجحيمية وليس غريبا ان يفنى كل شئ ويعود الإنسان الى الكهوف الحجرية. وبالرغم من ان العولمة ومكتشفات الفكر منحتنا حق تفحص كل اليقينيات من جديد، فالعقل والخيال البشري المتنور قد أنجز الكثير من مراحل التطور مما منحنا الآن القدرة على الشك في كل شئ، بما فيه الشك في التاريخ و الفكر ومرتكزات الإبداع والوعي الجمالي وكذلك الشك في المفاهيم جميعها سواء الكونية أو البيولوجية منها أو علاقة الذات بالأنا الأخرى…الخ. لكن الشئ المهم هو أن الخطوات الأولى لمرحلة الشك في الوعي الإنساني ذاته قد أنجزت أيضا عندما بدأ كل من ماركس ونيتشه وفرويد، الشك في المفاهيم السابقة ووضعوا تأويلهم الجديد لها وصاغوا مفاهيم جديدة، وبهذا فأنهم اعتبروا فلاسفة للشك الذي من خلاله فرضوا الحداثة في الفلسفة والفكر ووضعوا البذور الأولى لما بعد الحداثة مما مهد الطريق أمام هيدجر وبارت وفوكو ودريدا وغيرهم لاكتشاف بصرية الشك والتأويل. لكن ما يزيد عمق الأزمة المعاصرة هو، العمل وبقصدية، على استلاب الإنسان الثقافي ومحو أي اختلاف فكري عن طريق سلطة العنف والقمع، وعكس هذا فان الأنظمة والقوى المسيطرة ستضع الإنسان في زاوية التمرد من اجل السيطرة عليه. مما يخلق اتجاها استغلاليا (استهلاك فكري) يجعل من العولمة انقلاب يتسم بالهيمنة على المراكز الحضارية الصغيرة فيؤدي الى بروز سمة مميزة في الثقافة الإقليمية هي: الحنين الى الماضي الذي يبدو وكأنه يوتوبيا متخلفة لأنه ماض يشكله النهب الامبريالي والاستعماري فيصبح وكأنه حنين الى صور الفقر والبدائية كما يؤكد رايموند وليامز في كتابه طرائق الحداثة.(عالم المعرفة ـ الكويت). والحنين الى الماضي سببه التمسك والبحث عن الهوية والخصوصية، وهو سلوك لمواجهة غزو الاغتراب السيكولوجي الذي يفرضه التبادل السلعي العابر للقارات في المجال الثقافي أي الغزو الثقافي الذي يحرص على ان يتحول الى اشكال ثقافية وفنية ووسائل إعلام تفرضها الأقمار الاصطناعية على الثقافة الإقليمية.وبالتأكيد فان هذا يفرضه واقع جديد هو ان مراكز الإنتاج الثقافي والإعلامي والفني العالمي حُددت بأماكن حضرية قليلة فرضت مايسمى بالقرية العالمية في محاولة لفرض ثقافة متجانسة تفرضها شركات الاحتكارات التي تعمل على إشاعة التجانس والتهميش الثقافي وكذلك وجود نخبة من المثقفين الذين ينظرون لأديولوجيا التجانس، وبالتأكيد فان هذه الآديولوجيا تجد ضالتها في التطور التكنولوجي الاستغلالي لفرض غزو ثقافي يخلق الاغتراب. ومثل هذه الآديولوجيا ضيعت فرص التبادل الثقافي الأصيل والمتنوع بين الشعوب والأمم (انظر المصدر السابق) وبالتأكيد فان هذا يخلق سوء التفاهم بين البشر ويعمم العنف التكنولوجي ـ الحضاري ضد الإنسان بما فيها الحروب المعتمدة على آلات تكنولوجية للدمار. ومن اجل خلق الحصانة الداخلية إزاء هيمنة السطو الثقافي في زمن العولمة تتحول المجتمعات الإقليمية الى مايشبه الكيانات المعزولة مما يؤدي الى العودة الى كل ماهو ماضوي و فطري وبدائي وسلفي مما يحتم نبذ ميراث الفكر الحديث، وانحسار النظرة الكوسموبولوتية ـ الكونية للعالم وإبداعات الإنسان العلمية والتكنولوجية. ولكن اذا نظرنا الى التطور التكنولوجي، على أساس تكاملية التكنولوجيا ولخدمة تطور جميع الثقافات في عالمنا، فان العولمة تصبح ضرورة عالمية، وهذا يعني التبادل والتكامل الثقافي بعيدا عن الهيمنة من طرف واحد لمراكز القوى، فيصبح فتح الحدود أمام هذا التطور الهائل هو تحقيق النزعة التفائلية التي دعى لها فلاسفة القرن الثامن والتاسع عشر، بمواجهة فلسفة نهاية التاريخ والإنسان المتشائمة. ومن جانب آخر فان الثقافة والفن والفكر بأبعادها الكوسموبولوتية و بعيدا عن مركزية الهيمنة لثقافة ما، ستحقق طرفي المعادلة، وسيكون هدف الثقافة والفن الإقليميتان بخلفيتهما التكاملية لتحقيق شمولية الوعي الإنساني.هذا النزوع التكاملي هو الذي يعطي لخصوصية الهوية تمايزها، وفي ذات الوقت يمنح الفكر والفن الكسموبولوتي غناه وتنوعه وتفرده نتيجة لاختلاف مصادره هذه الخصوصية وتنوعها. وإذا كانت هنالك خطورة نتيجة لهيمنة الآلة و تعميم آلية العقل التجريدي المعاصر وإشاعة التجانس والتشابه الفكري والفني مما يخلق ثقافة اغترابية وإنسان معزول، فان الخطورة تكون مضاعفة في الإبداع الفني، لان كل هذا سيحول نتاج الحواس الى آلية وعقلانية تؤدي الى تشيئ الذات والفكر وتحويله الى فكر استهلاكي، وتخلق نوعا من انتفاء القدرات الحسية في الفن وتحتم قاحلية اللغة الفنية وتهميش الفن وفقر الخيال وقدرته على التأويل الجمالي. وبالرغم من هذا التطور التكنولوجي الهائل وما انعكس على تطور في الفنون البصرية وبالذات في الفن العالمي الا ان السؤال الجوهري يبقى ملحا وهو: هل يتحول الفن الحسي الى فن تتحكم به الكابلات والأقمار والفضائيات؟ وهل تتكيف الثقافة والفن نتيجة لتقنية العقل التكنولوجي الجديد؟ أم ان الفن مازال يمتلك خطابه ولغته وتأثيره الذي سيشمل تطور الإنسان والآلة معا من خلال اكتشاف الفنان لتلك الوسائل التي تكيف التكنولوجيا لخدمة اللغة الفنية والجمالية التي ستستغل العلم لتطوير مفردات خطاب الإبداع الفني وهدفيته. وهل سيتولى الكمبيوتر أمرنا أم ان القلب النابض ومشاعر الإنسان تحت قيادة عقل متنور حاضن ومبدع للتطور التكنولوجي هي التي ستخلق اللغة الفنية والإبداعية الجديدة.؟ إذن ماهي الحصانة الداخلية التي يجب ان نمتلكها في مواجهة هذه الخطورة؟ بداً ان المشكلة الجوهرية هي ان حواضرنا العربية المعاصرة لا تمتلك أساسا الحصانة الداخلية في مواجهة الغزو الفكري والتكنولوجي الأوربي، لأنها مدن متلقية، وبهذا فليس أمامنا إلا إذا آمنا بضرورة معرفة الكيفية التي يمكن ان تتحول بها هذه التكنولوجيا (الغازية؟؟) الى جزء من حياتنا اليومية وتدخل ضمن ثقافتنا ومفردات لغتنا الفنية. لكن هذا غير مسموح به لأسباب كثيرة منها سياسية واجتماعية ودينية، لأن العرب عادة يربطون بين التطور التكنولوجي والإباحية سواء كان ذلك في إشاعة الحرية والديمقراطية و ماتتطلبه الحياة المتطورة من الدعوة الى منح المرأة حقوقها وحريتها في ممارسة العمل الميداني جنبا الى جنب مع الرجل كمنافس له. أو الدعوات التي يطلقها الفكر السلفي الذي يحارب الحياة الحديثة عادة عندما يدعو الى أن الكمبيوتر هو آلة شيطانية تؤدي الى الفساد وتخريب الأخلاق، متنا سين بان شيطان هذه الآلة (العقل العلمي) هو الذي يمنح هذه الثورة العلمية والفكرية والتكنولوجية التي تمنح الشك في كل شئ وإثارة الأسئلة المسكوت عنها التي هي ضرورية لتطور المجتمع والإنسان. أما من الجانب الجمالي والفني فأن الالتباس الذي يعيق تطور الفن العربي الآن ويخلق جوهر أزمته هو سكونية لغته الفنية بالنسبة الى المشاهد. لذا فان ديناميكية الفن لايمكن ان توجد الا في قدرته على إثارة الأسئلة و هذا يدفعنا الى التفكير بالفن التشكيلي العربي المعاصر من جديد مع تشخيص الخطورة التي تواجهه والتي تكمن في أن هذا الفن سيفني ذاته كفن…..لأسباب ثلاثة: • أما كونه فنا واقعيا فوتوغرافيا يخدعنا برؤية الواقع والطبيعة مرة ثانية في اللوحة. • أو لأنه فنا استهلاكيا يلتزم بسوق العرض والطلب التجاري، مبتعدا عن معالجة القيم الإنسانية • والمعرفية العميقة وقلق الإنسان بسبب الخوف من انهيار حضارته. ـ أو باعتباره فن لايعالج أسئلته اعتماد على لغة الفن البصرية والتي تؤثر على البصر والبصيرة، وهذا يمنع الفنان من القدرة على التفكير بصريا لأنه مازال يفكر بحدود إطار اللوحة فقط. ومن اجل ان يؤثر الفن التشكيلي العربي في الوعي الفكري والجمالي للفنان والمتلقي يكون من الضروري التفكير بجوهر وماهية الفن باعتباره بحث قوامه وطبيعته اجتماعية فلسفية جمالية وفينومينولوجية ـ ظاهرا تيه وبصرية ـ وهذا يتطلب تغيرا في المفاهيم الأساسية للغة الفن البصري بحيث يشمل التغيير: 1. الوعي البصري للفنان 2. السرد البصري التأويلي لمكونات فضاء اللوحة. 3. علاقة فضاء اللوحة بالفضاء الملتبس الذي يكون خارج إطارها، وكذلك علاقة فضائها بالمشاهد ـ المتلقي البصري ـ أي المتفاعل وذلك عن طريق ماندعوه بالتفاعلية في الفن. ولا يمكن ان يتحول الفن الى رؤيا بصرية إبداعية و صورة فنية متشبعة بالدلالات مالم يوجد حيز للبعد الرمزي والتأويلي. ففي الفن البصري يتحول الزمن الواقعي الى زمن فني يشكل بعدا ميتافيزيقيا، أي زمن الرؤيا والحلم والواقع اللامرئي في حركته الديناميكية. ان مثل هذا المفهوم للفن يخلق رؤيا بصرية تجعل من الفنان راء متفرد نتيجة لرؤيته الإبداعية الخاصة التي تبحث في الزمن الإبداعي. إذن الرؤيا الإبداعية تبنى من خلال تحقيق معمارية السرد البصري للفضاء في اللوحة،وهذا الفضاء البصري الديناميكي سيبقى حجابا غير مكشوفا وسيتحول الى لغز غامض بالنسبة الى المشاهد اذا لم يكون قريبا من روحه و اذا لم يعالج ماض وحاضر الإنسان و يتنبأ بمستقبله ويمنحه القدرة على ان يفكر بصريا حتى يقترب من ان يكون بصيرا. اللغة البصرية لمكونات فضاء اللوحة ضمن مفهوم البعد الرابع الزمن الميتافيزيقي والبعد الرابع لفضاء اللوحة. تنجز العملية الفنية في فضاء اللوحة في زمنين هما الماضي والحاضر أي 1) ذلك المحفز الذي تشكلت صورته في ذاكرة الفنان 2) والزمن الآخر هو حاضر تحقيق اللوحة، والحاضر هنا هو آنية وعي وذاكرة الفنان مضافا إليه التداعيات التي يفرضها انجاز فضاء اللوحة. وهذا ينتج بل يشكل زمن واحد هو الزمن الإبداعي الآني، بمعنى ان الحاضر يحتوى ايضا على الماضي المتكدس والمتوهج في ذاكرة الفنان وليس الماضي كمفهوم زال وانتهى. وهذا يعني حسب (هايدجر) آنية لحظوية (أي حضور آني). أما المستقبل فهو ذلك السؤال الذي يطرحه الفنان على المشاهد المتفاعل وهذا هو احد الجوانب الفكرية لتحقيق البعد الرابع.إذن فالمستقبل الغامض الذي يطمح الفنان من خلال فضاء اللوحة في الكشف عنه يعني ذلك السؤال المصيري الوجودي الذي يقلق الفنان والمشاهد المتفاعل في ذات الوقت. وباختصار هو جوهر العملية الفنية. ولهذا فان الرؤيا البصرية تعني سرد الفضاء الذي يشكله مكونات فضاء وديناميكية اللون وذاكرة الأشياء غير المتناهية وحركية الإيقاع وهي في زمنها وفضاءها الإبداعي، وعلاقة كل هذا بالتلقي من قبل المشاهد وقارئ اللوحة، والبعد الرابع لزمن وفضاء اللوحة يعني ايضا إدراك المشاهد المتفاعل للبعد البصري لفضاء اللوحة المبني على تلامسية الأزمنة الثلاث، الماضي والحاضر والمستقبل، وهنا يبدأ تأثير التفاعلية في وعيه وحواسه. وبما ان البعد البصري يساعد على تحقيق الامتداد اللامرئي لمكونات عالم اللوحة خارج إطارها أي خارج عالمها، وفي ذات الوقت الامتداد داخل العالم الخارجي (عالم الفنان والواقع).ان هذه العلاقة بين بصريات اللوحة امتدادها خارج إطارها، وبين الدخول بل التأثير في العالم الخارجي: هو نزوع لتشكيل لغة جديدة تنشئ كشف اللامحدود واللامرئي الذي يخلقه فضاء الفن البصري في علاقته بالعالم الخارجي و بالمشاهد. لان اللوحة بالرغم من انتمائها الى العالم المتناهي إلا ان طبيعة الرؤيا البصرية لذلك الفنان الذي يبحث في المجهول هي التي تغني مكونات فضاء اللوحة ليتعمق امتدادها في اللا متناهي. وبالتأكيد فا ن هذه الرؤيا تتجاوز من الإدراك العقلاني الذي يقوم العقل فيه بتجريد الأشياء وتصويرها، الى الإدراك الحسي، الذي يلعب دوره الأساسي في كشف الرؤى الفنية التي تمتد في الزمكان(هو نسبية الزمان والمكان ـ الفضاء)الذي تنتمي فيه مكونات فضاء اللوحة الى فضاء ديناميكي آخر غير واقعي، لاينتمي الى الزمان المألوف وإنما الى الزمان البصري أي الى حركية الوجود الديناميكية لمكونات فضاء اللوحة.
الزمان والحركة وبالتأكيد فان هذا الفهم لمعمارية السرد البصري في فضاء اللوحة يعتمد على الزمان المتحول الى حركة، وبالرغم من ان جميع المفاهيم الفلسفية والعلمية لتفسير الزمان التي أكدت على انه جوهر غامض وغير محسوس إلا من خلال علاقته بمظهر مادي آخر، غير ان الزمان يبقى هو ذات الزمان بسريانه الأزلي. ولتحقيق هذا يمكن ان يقترن الزمان بالحركة المادية (كحركة الشئ وإيقاعه) من اجل ان يصبح محسوسا وتكون له بداية ونهاية ويمكن السيطرة عليه. ولكن عندما نتكلم عن البعد الرابع لفضاء وزمن اللوحة يعني بالضرورة الحديث عن الزمان الإبداعي البصري المرتبط بحركية مكونات فضاء اللوحة (موضوعها). و يلعب الإيقاع أهمية خاصة لتأكيد حركة الزمن في اللوحة كما هو الحال في فن الأوب آرت Op Art. وبالتأكيد فان معالجة فضاء اللوحة ضمن مفهوم البعد الرابع والتأكيد على الزمان البصري فان هذا سيعالج إمكانية خلق أسطورية " الواقع الواقعي " حسب شوبنهاور أو حسب فاسيلي كاندنسكي الذي يعتبر الفن " كإرادة تمثيل الأساسي الجواني " دون غيره مع حذف كل مصادفة بّرانية. ومن هذا المنطلق يمكن ربط الزمان البصري بأسطورية الواقع الذي يعالجه الفنان في فضاء اللوحة وهنا يرتبط الزمان الإبداعي بالزمان الأسطوري، وهو كيان له مكوناته المادية الممتدة من الماضي ليمتزج في الحاضر ويستشرف المستقبل، فاستعادة الأسطورة ضمن مفهومنا للبعد الرابع لمكونات فضاء اللوحة يعني كشف حجب الأسرار و وضبابية السديم بواسطة اكتشاف الرمز والتأويل عن طريق البصيرة والكشف الباطني للفنان وهنا تعني أسطورية الواقع الواقعي في فضاء اللوحة (هي استعادة مجسدة للزمان بكل مكوناته المحسوسة والملموسة) (حسب د. ملك احمد أبو النصر) وهذا الزمن الخاص هو الزمن الأسطوري الذي يعبر من خلاله الفنان عن أسطورية الواقع الواقعي، كما هو الحال مع الرؤيا الأسطورية التي شخصها فاسيلي كاندنسكي في تجريداته الأسطورية عن الواقع الواقعي اعتمادا على مفهومه عن الزمان الخارجي للعناصر والزمان الداخلي للكائنات. وبهذا فان التعبير عن أسطورية الواقع تخرج الزمان الأسطوري في فضاء موضوع اللوحة، من ظلام البرزخ الى نور الأنوار، من العدم الى الوجود (أي تأكيده) من اجل سمو الإدراك العقلي والحسي. وكما نؤكد من خلال مفهومنا للبعد الرابع لفضاء اللوحة على ديناميكية الزمان البصري فانه في ذات الوقت يتم التأكيد على ذاكرة اللون وبصرية الإيقاع الذي يكون أكثر وضوحا ماديا في فنون بصرية أخرى. كوبنهاكن شمال الكوكب
#فاضل_سوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعد الرابع لغة فن التشكيل البصري
-
البعد الرابع لغة الفن البصري
-
الممثل في مسرح البعد الرابع البصري
-
هل مازال العراق يلتهم أبناؤه
-
الموسيقى ومجزرة حلبجه
-
زهور المدينة المدللة في الزمن الهني
-
فان كوخ .... رحلة ضوئية باللون والجسد للتطهير من العنف
-
طنجة .... برزخ الابداع والمنفى
-
أسطورة النار المقدسة في الأزمنة المنسية
-
الجسد والحضور الميتافيزيقي للشعر البصري
-
عبد الرزاق المطلبي واحلام كانت مرمية في الطريق) سر التجسد)
-
تعاويذ الحب وتوهج الجسد في بهو النساء
-
الحضور الابداعي للكتابة عن المسرح
-
باشلار و ظاهراتية الصورة الشعرية
-
منفى المثقف في شمال الكوكب
-
لا رحيق لزهور تنبت في أرض غير أرضها
-
جــدلية الأحــلام بين المتنكــرين و الرعيــة عندما يتحول الم
...
-
توهج الذاكرة ........مرثية لعامل الطين وقارئ الفلسفة محاولة
...
-
ذاكـــرة المــرآة
-
الأقمــــار المنســــية
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|