أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد فؤاد - عين بلجيكية على العراق: حين تصور العدسة ضحايا الديموقراطية














المزيد.....

عين بلجيكية على العراق: حين تصور العدسة ضحايا الديموقراطية


عماد فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 1911 - 2007 / 5 / 10 - 11:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أواخر عام 2004، أي في ذروة الحرب الأميركية البريطانية المستمرة حتى هذه اللحظة في العراق، عرض المصوّر البلجيكي برونو ستيفنس المجموعة الأولى من صوره الفوتوغرافية التي التقطها على العراق تحت الموت، في الجزء الثاني حالياً، في المتحف الملكي للفن والتاريخ في بروكسل، يستكمل ما بدأه لكنه يضيف لقطات جديدة من بغداد والبصرة والمدن الأخرى التي حولتها الحرب الدائرة إلى خراب، وخلّفتها هشيماً وقنابل من الفتن والحروب الطائفية.

برونو ستيفنس كان المصور البلجيكي الوحيد في العراق إبان الأشهر الخمسة الأولى التي شنت فيها قوات التحالف حربها على بغداد، منذ آذار 2003 حتى تموز من العام نفسه. معرضه الجديد يقدم رؤية لمصوّر لا يبحث عما يثير مصوّري الصحف الآخرين، بل ينحاز بوضوح الى الشعب العراقي ومعاناته. وإذ يلتقط الصور التي تهرع وكالات الأنباء العالمية إلى نشرها على صدر صفحاتها الأولى، فإنه يهجس في شكل أساسي بالتقاط تلك التي لن يهتم بها أحد، وتؤرخ للمهمل والمنسي والمتروك جانباً.

في العودة إلى تاريخ برونو ستيفنس (من مواليد بروكسيل، 1959) الفوتوغرافي، سنعثر على ما يثير دهشتنا فعلاً. فإلى المصادفة التي جعلته المصور البلجيكي الوحيد في أقوى لحظات الحرب الأميركية - البريطانية على العراق، سنجد أنه احترف التصوير منذ خمسة أعوام فقط. درس علوم الهندسة الصوتية، وبعد تخرجه بسنوات أنشأ محترفه الخاص للتسجيلات الصوتية، ثم أسس شركة لتنفيذ العروض الفنية والمسرحية. لكن بعد مرور عشرين عاماً على عمله هذا، عاد إلى هوايته الأولى، التصوير الفوتوغرافي، وقرر التفرغ لها تماماً، مستعيداً مغامرات له كمصور فوتوغرافي في العديد من البلدان التي شهدت حوادث ساخنة وحروباً لا تنتهي. سافر مرتين إلى أفغانستان واستطاعت عدسته أن تقتحم حصون المجاهدين الأفغان، وتنقل بين المكسيك وهاييتي وصربيا وكوسوفو والشيشان والهند ولبنان وفلسطين.

في جديده الفوتوغرافي، نظرة خاصة إلى حياة العراقيين خلال ثلاث فترات رئيسية، ما قبل الحرب، أثناءها، وبعدها. بغض النظر عن آراء المعلقين السياسيين في الحرب التي شنتها قوات التحالف على الشعب العراقي، يرينا المعرض مدى بشاعة تلك المجزرة التي تقودها "الديموقراطية الجديدة" في عالمنا الراهن وتحمّل العراقيين وحدهم أوزارها، أطفالاً وشيوخاً ونساء. هنا، صورٌ تروي هواجس العراقيين من الحرب المرتقبة، وكيف انتظروها برعب ورهبة، عزّلاً بين شقّي الرحى، الأميركيين وقوات التحالف بترساناتها العسكرية المهولة من أمامهم، وصدام حسين وأعوانه من ورائهم. هناك، العدسة التي لا ترحم، حيث لحظات الهجوم على بغداد، الجثث في كل مكان، الهموم على تجاعيد الكهول في المقاهي والساحات والشوارع، دموع الأرامل اللواتي اتشحن بالسواد وهن يبكين موت أخ أو زوج أو ابن. في القسم الثالث من المعرض، السقوط المدوّي لبغداد في أيدي الأميركيين، لحظةً بلحظة، نهب القصور، الغضب العارم، والخوف من المجهول.
تشعرك هذه الصور التي صدرت أيضا في كتاب ضخم، بأن العين التي التقطتها لم تحاول تقديم تفسير معين أو محدد لهذه الحرب، بقدر ما حاولت إظهار الألم لدى ساكني هذه الصور، وإشعال الأسئلة الصعبة حول مشروعية الحرب، سواء في الصور الملونة أو تلك التي بالأبيض والأسود. ورغم أن الفنان يثبت تواريخ التقاط الصور، والأمكنة، بل ويكتب ملابسات كل صورة وأسماء الذين يسكنونها، أكانوا مصابين، مشوّهين، جثثاً متفحمة، أم باكين، أم جالسين باسترخاء على شاطئ دجلة والفرات يتجرعون البيرة التركية الرخيصة التي انتشرت في بغداد بعد سقوطها في أيدي الأميركيين، فإن العين التي تشاهد المعرض تشعر بأن زمن الصورة هو زمن تملكه هي تماماً، وبأنها لا تحتاج الى النص المجاور لكل صورة.
صور برونو ستيفنس تسرد تاريخها في سمفونية صمتها الأبدي.

حصل برونو ستيفنس مرتين على جائزة الـWorld Press Photo عامي 2001 و2003، ونشرت بعض صوره في أشهر الصحف العالمية، منها "نيويورك تايمز ماغازين" و"باري ماتش" و"الموندو". سافر للمرة الأولى إلى العراق في تشرين الأول 2002 واستمرت رحلته ثلاثين يوماً فقط، ثم ثانية من بداية شباط حتى آخر نيسان 2003، وعاد ثالثة إلى بغداد في أيار وحزيران من العام نفسه، وبقي هناك خلال الأشهر الخمسة الأصعب من الحرب، رغم أن جواز سفره لا يحمل سوى فيزا عراقية مدتها عشرة أيام فقط.



#عماد_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة ترجمة الأدب العربي إلى الهولندية: ثغر لا تحصى والإسلامي ...
- حرير .. المجموعة الرَّابعة لعماد فؤاد تصدر في بيروت
- في الظِّل الغامق لامرأةٍ لا تشبهنا
- ديوان تقاعد زير نساء عجوز


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد فؤاد - عين بلجيكية على العراق: حين تصور العدسة ضحايا الديموقراطية