|
فان كوخ يعرض طقسا مسرحيا
زهير شليبه
الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 10:34
المحور:
الادب والفن
حوار مع الدكتور فاضل سوداني أجراه الدكتور زهير شليبه
د. زهير شليبه يتحدث د.فاضل سوداني عن الطقس المسرحي بحماس مصرا على ان تجربة مساء الخير ايها السيد فان كوخ هي تجربته الخاصة .بالرغم من انه لا يلغي الدكتور فاضل سوداني تجارب الاخرين في هذا المضمار، إلا أنه يؤكد على خصوصية تجربته كمخرج لم تسعفه ظروف التنقل والترحال في ان يكوّن مسرحه الخاص به وكمنظّرمتخصص في الاخراج المسرحي. يرى د. فاضل سوداني بان مصطلح " المسرح " خاطئ، والمفروض ان يُستعمل مصطلح الطقس بدلا عنه. في حوارنا الحالي معه نحاول ان نلقي الضوء على عرضه الاخير" مساء الخير ايها السيد فان كوخ " التي قدمها طقسا مسرحيا كما يؤكد على تسميتها، في البيت العراقي في كوبنهاكن. والبيت العراقي هو في حقيقة الامر مقهى او قاعة مغلقة صغيرة تتسع لعشرات المقاعد ليس أكثر. هذا هو المحراب الذي عرض المخرج فاضل سوداني مناسِكِه، ضمن ظروف اقل ما يقال عنها إنها غير مناسبه لمثل هذا النوع من العمل الدرامي او الممارسات الابداعيه. إنها على اية حال تجربة غنية فيها من المراسيم اوالمناسك او الطقوس المسرحيه ما يثير الحوار والحديث، والحديث ذو شجون. ولكن لماذا فينست فان كوخ بالذات؟ ماذا عن نجيب سرور؟ أو السياب؟ او غيرهما من الاعلام التراثيه، لماذا هذا الاصرار باستمرار على حالات لا نرفضها ولكن لدينا ما يشبهها في تراثنا وتاريخنا المعاصر؟ أيكون السبب حقا في اننا نريد بذلك ان نكون قريبين اكثر من الغرب؟ ولكن هل يصح ان نقدم لهم ما اعتادوا على رؤيته ومشاهدته بمختلف الاشكال والطرق الفنية والابداعية؟ أم اننا نريد ان نبرهن لهم قدرتننا على هضم تجاربهم وفنونهم في زمن لم يعد هذا ينفع في ردم الهوه الشاسعه بين الشرق والعرب؟ أم لان مثل هذه الموضوعة يمكن ان تكون منفذا يطل منها الفنان العراقي في غربته الصعبه التي ازدادت محطاتها واتسعت دائرة همومها؟ كل هذه التساؤلات بدأنا بها حوارنا الصريح مع الدكتور المخرج الدكتور فاضل سوداني.
د.فاضل سوداني
على مدى التاريخ البشري هنالك حالات استثنائية تحولت الى سمة لهذا العصر او ذاك واعني بان المفكرين الذين يتعاملون مع الثقافة والفكر يعانون دائما من الالغاء والتهميش . التاريخ يشهد، والبشريه مازالت مدانه الي اكبر عقل علمي مثل غاليلو مع الاختلاف بينه وبين كوخ. والمثير للضحك انه أُعترف بصحة آرائه وخطأ الكنيسه في فترة قريبه. وهذا يدل على ضيق الافق إزاء الفكر الشمولي ورموزه. وفان كوخ هو شاهد ملعون على عصر لم يفهمه وبقي غير مفهوم لحد الان، بحيث ان العالم لم يفهمه فهما حقيقيا. بالتاكيد ان هذا ينطبق على الكثيرمن المفكرين الاستثنائيين في الوطن العربي وغيره، من الذين مروا بنفس حالة كوخ. وليس المهم هنا من هو الذي اتناوله، بل الحاله، وهي تنطبق على كل المبدعين الذين عانوا من الاضطهاد. ولهذا فان الاهمال المقصود من قبل العصر والمجتمع للفنان يؤدي إلى هذه الحاله وهي تشكل ظاهره يشترك فيها موزارت وغاليلو وكوخ وغيرهم من العرب بغض النظر عن التاريخ والجغرافيه، تؤدي إلى شعور المجتمعات فيما بعد بتأنيب الضمير والذات. السؤال الجوهري هو لماذا يقع المفكرون بهذه الشبكه؟ ما اردت ان اقوله هو اني اردت ان اقدم طقسا حول الوحدة البشريه وعزلة الانسان، وبالتالي طقسا رؤيويا حول تفوق البطل وتقدمه على عصره، وحول حرية الفنان وماهو حق المجتمع في ان يكون قاسيا بهذه الدرجه العنيفه مع المبدعين. فهل يحق للمجتمع ان يحد من حرية تفكير الفنان ونبؤاته؟ هذا هو السؤال الذي اردت ان اطرحه في شكل طقس مسرحي.
د. زهير شليبه في أغنية الصقر حاولت ان تكون اكثر ارتباطا بالواقع المعاصررغم معالججتك للتاريخ من خلال توجهك نحو الماضي محققا وحدة الاحساسات والهموم. لم يكن المتآمرون والكهنة والنصابون وغيرهم من الجبابرة غريبين علينا، كنا نشعر بهم من خلال قراءة ما بين السطور مرة، وبوضوح كامل في حالات اخرى. صحيح اننا قرأنا الكثير من إحباطاتنا على لسان انكيدو وجلجامش الا انهما بقيا يلاحقان الهموم التاريخيه العظيمه. في كوخ أيضا سمعنا إحباطاتنا المعاصره، إحباطات الفنانين في الغربه، إحباطاتك الشخصيه. إنها حالتك وحالة العشرات، بل المئات من الفنانين العراقيين اليوم الذين ضاقت بهم كل المحطات دون ان يتمكنوا من تدبير الذات والتعبير عن جمالياتهم وابداعاتهم. إنها إسقاط لهذه الحالة تبدو واضحة في الكثير من الحوارات، إنها الحماية التي ينشدها الفنان اليوم من ظلم الناس والمجتمع له.
د. فاضل سوداني اعتقد بان اعنية الصقر كنص مسرحي يختلف جذريا عن حالة فان كوخ ، فعلى الرغم من ان اغنية الصقر حالة جماعية أي انني عالجت فيها موقف المجتمع او الامة التي تخون فعلها الثوري إلا ان هناك ادانه ما ، وهناك ايضا تاكيد على ان البطل يضع حياته على راحة يده ويسير مفتونا إلى الموت بغية الدفاع عن الحياة، او هناك قوه تحاول ان تضيق من حدود حريته. في فان كوخ هنالك ضغط من المجتمع على فنان حساس ورؤيه جماليه لم يفهمه الناس ولكن من ناحة اخرى انه بالرغم من عنف تعامل كوخ مع الحياة من خلال رغبته في الوصول إلى عمق الجمال في الحياة البشريه، وهي غير مهمه بالنسبه للرؤيه الاجتماعيه فهو حريص بهذا الشكل اوذاك على ان يحققها، وهذا لا يمكن ان يتم بدون ان يحقق حريته الفرديه ويرى النور الذي يراه في عقله. والوصول الى الجمال وطرح ذلك السؤال التراجيدي المصيري لا يتم ما لم يمتلك اانسان حريته الكامله. ولكن المشكله ان المجتمع يشعر بان هذا الفنان يشكل خطوره عليها لانه يمتلك حسا خاصا ويقوم بانفعال يؤمن بها. ماذا فعل كوخ؟ رسم طبيعه صامته، رسم احذية تعبيرا عن البؤس البشري، رسم سمكتين مدخنتين مثيرا بها حفيظة البوليس، ولا اعرف لماذا تثير حفيظتهم؟ او يخرج الى الحقول في الليل ليرسم على ضوء القمر او يقطع اذنه وهو حر في ذلك، او ينتحر وهو ايضا حر في هذا. كل هذا يشكل استفزازا للحاله ااجتماعيه، فيطلب المجتمع من البوليس لحجزه، وفعلا يتم ذلك وبهذا يضطهدالفنان. كوخ كان يؤكد : هذه حياتي وهذا جسدي وانا حر في التصرف فيه. لماذا لم يبع كوخ سوى لوحة واحدة في حياته؟ لماذا لم يستوعبوا نتاجاته وهو كان في حالة جوع ويعيش على مساعدات اخيه ثيو؟
د. زهير شليبه اوربا تمر بنوبات وصرعات في الفن وفي المظاهر الاجتماعية ، مالم يكن مقبولا في السبعينات اصبح مقبولا الان وهذا ينطبق على كل الاصعدة بمافيها الجماليه والفكريه والفنيه والحالات الشكلانيه الاجتماعيه العاديه. المجتمعات الاوروبيه تعاني من تأنيب الضمير تجاه اليهود، فانشغلت بماسيهم في الحرب العالميه الثانيه وكرست لهم الروايات والافلام السينمائيه والمسرحيات. بلا شك ان فان كوخ يشكل ظاهره فريده من نوعها من حيث كونه انسانا ملتهب المشاعر والمعاناة، الا ان بيع لوحاته باغلي الاثمان لا يمكن ان يخلو من مشاعر تانيب الضمير والشعور بضرورة الظهور امام العالم بمظهر لائق، ولا يمكن ان يكون بسبب تذوّق الاوربيين الرفيع المستوى بالذات. سلفادور دالي مثلا رسم نفذاته الهوائيه في لوحة بيعت باثمان غاليه، هناك ممثل او مخرج ايطالي لا يحضرني اسمه علّب خروجه في علبة لانه كان مصابا بالامساك وتوفي فيما بعد بالسرطان، وبِيعت علبته الشهيره بمبالغ هائله. انا شخصيا انظر للاسعار نظرة تجاريه تعيشها اوروبا واميركا. بالتاكيد انهم يشترون الاثار والتُحف الشرقيه باسعار اغلى. بالتاكيد ان حالة كوخ خاصه وهولم يكن مصابا بالجنون، بل محتجا بطريقته على المجتمع السلبي. وانت لم تتطرف لا في النص ولا في العرض عن جراته في قطع اذنه وتقديمها هدية الى صديقته المومس د. فاضل سوداني إن ما يثير الضحك هنا هو ان فان كوخ أُعتبر مجنونا من قبل مجتمعه وحتى الان ، ولهذا فانا انا عالجة مأساته بعيدا عن الجنون، بل في حالات من الوجد التي يمكن ان يصاب بها اي مفكر او فنان او مثقف ، وهذا ليس كلامي، بل كلام الاطباء الذين عالجوه واكدوا ان ما يسمى بالجنون هو في حقيقة الامر وعي كامل لحالات كان يمر بها، واستمر اضطهاد كوخ حتي وقتنا الحاضر حيث يعدونه مجنونا ويتصورون انه قطع اذنه لان ريسشيل قالت له انهاجميله فقطعها وقدمها هديه لها. الحقيقه هي انه تعب من الاصوات البشرية النشاز التي كانت تزعج اذنه، إضافة الى سوء علاقته مع المجتمع والالغاء الذي يمارسه على المفكرين والفنانين كما هو الحال في وقتنا الحاضر .
د. زهير شليبه قطع الاذن بالنسبة لكوخ هي اجمل لوحه فنيه، وهي في الوقت نفسه تعبير عن الشعور بالحريه في التملك والتصرف والاثاره. إنها حالة فنيه و شعور برغبة التطهيروتجاوز الالام والصعاب التي يعاني منها في حياته واحساساته الجماليه والفنيه.
د. فاضل سوداني الهديه الي المومس هي نتيجه وجزأ من عبثيه الاحساس بقدسية الجسد و قوانين وتقاليد المجتمع. د. زهير شليبه وهو بذلك يستفز المجتمع ويفضل المومس عليه.إنه يشعر بالارتباط الروحي مع المومس اكثر من المجتمع رغم مظاهره وتقاليده. والنظاره يجب ان تفهم هذه العلاقه رغم رفض كل المجتمغات والاديان لها. وهذا ما يجعلني اثير موضوعا له علاقة بمسألة " المناسك المسرحيه " او الطقوس المسرحيه كما تسميها، الا هو نخبوية النظارة ودرجة تفاعلها وقدرتها على التفاعل والتواصل مع الحدث. هنا لا توجد احداث ولا مقدمات ولا تمهيد ولا خاتمه، بل هنا نحن امام مشاعر بشريه، إرهاصات روحيه، قدرات انسانيه، طاقه رهيبه يمكن ان يرتجلها الفنان على المسرح بدون ان يخطط لها، وهذا كله متوقف على حالة الفنان المزاجيه والروحيه ودرجة تفاعل النظاره معه، وهو متوقف ايضا على درجة تأثير المجال المغناطيسي، او الجاذبيه الجسديه والدراميه التي من شأنها ان تحرك مشاعر الناس وتجعلهم متفاعلين بالحدث وليس متلقين و مستمتعين فحسب بل مشاركين يثيرون بمشاركتهم للفنان سواء من خلال التعليق او النظرات الثاقبه المعبره، او إرتسامات الوجه وغيرها تثير في الفنان هواجس جديده يعبر عنها بطريقة اكثر شاعريه واكثر عفوية واكثر ارتباطا بالحالة الروحيه النورانيه وبهذا يتحقق البعد الشعري في المسرح. وكل هذه الامور تفترض وجود نظاره خاصه متفهمه للعمل الذي تقدم علي المشاركة به لا مشاهدته، وفنان مدرك لحالته الروحيه وذكي في اختيار المسرح او الجمهور وقدرته على الايحاء. هذه التجربه نجدها عند عبدالله ونوس ولدى نجيب سرور مع بعض الاختلافات.
د. فاضل سوداني المسرح لدي طقس فني ابداعي، وبالرغم من ان الطقس هي كلمه دينيه. الا انني اتعامل معها بمنظور آخر فني اكثر مما هو ديني ،. ماذا يعني الطقس بالنسبه لي؟ هو الفعل والحدث ضمن ما افكر فيه انا ضمن البعد الرابع للزمان والفضاء المسرحي والتي احاول ان اؤكدها واثبتها كتنظير للمسرح . هناك ثلاثة ابعاد للزمان الماضي والحاضر والمستقبل وفي الفن هنالك بعد او زمن اخر هو البعد الرابع وهو البعد الابداعي. الذي اريد ان اؤكده دائما ، وحاولت بشكل مبسط ان اقوم بهذا ضمن ظروف لا انسانيه فانا امام جمهور مغلق هما في المنفى الدنماركي لايعني المسرح شيئا بالنسية له لانه مشغول بهموم المنفى المعيشية او جمهور دنماركي لا يفهم لغتي ، وعندما قدمت المسرحية برؤية ونص جديد تحت اسم الرحلة الضوئية باللغة الدنماركية فهم الجمهور هذا التمازج بين حضارتي وثقافتي وطقوسي الشرقية وبين الثقافة الدنماركية .
د.زهير شليبه : سواء ان كان المسرح لديك نوعا من المناسك، او الطقوس كما تفضلت، فإني أؤكد هنا بان الجمهور الخاص ليس بالضروره ان يتكلم نفس اللغه، بل قد يكون من التجارب العظيمه إن قدم الفنان هذا النوع من المسرح لجمهور اجنبي يفهم الموضوع ويشعره ولكن لا يتقن لغة الفنان. تصور ان مثل هذه النظاره الاجنبيه تتفاعل مع الفنان وقد ترد عليه وتناقشه سواء بالتلميح او بالتصريح. بلاشك ان المتعه ستتحقق اكثر في حالة نجاح الفنان الذي يؤدي عرضه في محرابه، واعتقد ان هذا هو البعد الرابع الذي تحدثت عنه. يُفترض في مثل هذا النوع من المسرح ان يكون الجمهور متوثبا. ان يشكل الجمهور بحد ذاته مسرحا داخل مسرح. إني اتصور الجمهور المتلقي للمناسك والمسرح مكتضا، يجلس اغلبهم ويقف قسم كبير منهم في مختلف اجزاء المحراب، مرتدين ازياء مختلفة ولكن قد تكون لها علاقة بالحدث، او قد تعطي هكذا إنطباع وتصورا للجميع. إنها باختصار مناسك او مراسيم تعودنا ان نراها في " السبايات " او " الموالد النبويه "، او ان هذا ما يجب ان يُستوحى، او هكذا يجب ان يكون الانطباع والشعور والانفعال، ولكن هذا لا ينطبق على تجربتك الاخيره لاننا لا يمكن ان نتحدث عن جمهور دنماركي خاص بسبب ضيق المكان وقلة العدد ومحدودية نوعية الحضور الاجانب. في مثل هذا النوع من المسرح يجب ان يختار الجمهور فنانه، وليس بناء على دعوات خاصة تقدم لهم او بسبب علاقة العمل وغيرها من الامور الرسميه والشكليه.
د. فاضل سوداني : اعتقد ان هذا متوفر لدى الجمهور الدنماركي، اما قصه الجاذبيه المغناطيسيه او الخيوط السريه . الممثل والمخرج هو فاعل الحدث وتاريخه اللحظوي، البعد الرابع هو الطقس وهو الابداع ، بل الابداع المتوتر الذي يحتوي قيمة فلسفيه غريبه على الجمهور، بل تمتلك نوعا من التفرد رالغرابه والسورياليه لتجسد الادانه للمظاهر السلبيه. بالنسبه لي الطقس يتشابك في كل الحالات والصور والاساطير العربيه والاسلاميه والهندوسيه وغيرها. ولهذا فالممثل بالنسبة لي هو الذي يرقص كالطير المذبوح. إنه حاله متفرده وغريبه وغير مكرره. د. زهير شليبه : اعتقد انها فرصه ان يرصد بها حالات النظاره الاجانب . انا شخصيا لم استطع ان اصل الى استنتاج، وبودي ان التقي بهم واسالهم عن انطباعاتهم بدون مجاملات لكي يمكن الاستفادة منها في التجربة القادمه. انا لاحظت بعض الانفعالات او ردود الفعل ولكن لا استطيع ان اقول إنها كانت متجاوبه مع الاحداث اوغير متجاوبه.
د. فاضل سوداني : الدنماركيون في العرض العربي اكدوا بان اللغه ليست عائقا لان العمل عرض بلغة رؤيويه بصريه تؤثر على البصر كما السمع. بالرغم من استخدام الغة ومترافقة مع الجانب الحركي البصري .وحتى موسيقى الطقوس الغريبه عليهم، اقصد الحسينيات التي أُستخدمت واللطم الحسيني رعم غرابته استطاع ان يثير اهتمامهم لانه ايقاع غريب عليهم ..ومن خلال هذه الطقوس ومأساة كوخ يمكن ان تكرر في زمان ومكان. مشكلة كوخ انه اراد ان يحول الاصفر الى نور الهي وهذا هو تناقضه مع عصره الذي لم يفهمه. النور لكي ينير روحه وروح الاخرين وليس لديه مشكلة اقتصادية او غيرها انما مشكلته مصيرية امام الاحساس بالموت . د. زهير شليبه : المهم هنا حركات الجسد ومدى إنسيابيتها وانسجاميتها، والايماءات والحركات لها تأثير كبير بالنسبة لاولئك الذين لايفهمون معنى المفردات ولكن يفترض بهم ان يفهموا اللغه باعتبارها شكل للمشاعر والحركات، والجمهور كما قلت يفترض به ان يكون على درجة عالية وواعية من الاحساس بالجمال، وانا شخصيا كنت اتوقع ان تعطي النواح الحسيني او غير الحسيني اكثر حيزا وان يدخل ضمن سياق الطقس او المناسك بدون تكلف اوافتعال ويفترض بالجمهور ان يكون على درايه بهذا النوع من الاصوات اوالنواح اوالردات الحزينه التي يوجد ما يشبهها في العديد من لغات العالم. كنت فعلا اريد ان اجد الطقس المسرحي الذي سمعت بتنظيراته منك اكثر تجسيدا، وكان ممكن ان يتم هذا من خلال التركيز على مثل هذا الامر.
د. فاضل سوداني : هذا صحيح، في الكاظميه ايام عاشوراء في السبعينات من القرن الماضي رأيت في بعضها طقوس الاسيويين وطرقهم في التعامل مع الطقس الحسيني واثارني الايقاع السريع والاهث في الحركة والمشاعر ، وكنت افكر بادخال مثل هذذه المشاهد. المسرح في احدى وجوهه هو الايقاع والحركة . حزن الجنوب وكربلاء في ذاكرتي وروحي ، وانا قدمت جزءا منه واطمح لتقديم الجزء الاخر لو اتيحت لي فرصة اخرى افضل من الحاليه. قد يكون كوخ عربيا او من اميركا اللاتينييه، او من اي مكان.هذا لايعني سيئا المهم هو حيوية السؤال الذي يعالجه الممثل والمخرج من كل هذا ومناسبته لروح العصر . د. زهير شليبه : إذن نحن مازلنا امام تنظيرات بالنسبة للطقوس المسرحيه، وليس امام ممارسه حقيقيه وتجربه غنيه فعلا بمقومات هذا النوع من الخلق الدرامي. أنا شخصيا افهم ظروفك التي تعاني منها في المنفى وبساطة الامكانيات، علما انك لا تحتاج الى امور اكثر من التدريب المتواصل وعدم الانقطاع والعرض علي خشبة مسرح تتوافر فيها الشروط الاوليه التي يمكن لها ان توفر المزاج والمناخ لجمهور متفاعل مع الطقوس.
#زهير_شليبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|