|
العنف ضد النساء- الوجه الاخر للمواطنة المغتصبة
محمد بن فاتح
الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:14
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
العنف ضد المراة هو تلك الممارسات والسلوكات التي ينجم عنها الحاق الضرر بالمراة لانها امراة-انثى من طرف الرجل بوصفه رجلا-ذكرا . اما عبر الضرب او الشتم او الاهانة انشر خطاب صورته تحيل الى الدونية )العنف الرمزي) ومن ابرز مظاهر العنف ضد النساء الضرب الذي تتعرض له الزوجات من طرف ازواجهم .او السب والشتم في الشوارع لحظات الامتناع عن الانصياع والاستجابة لنداءات التحرش الجنسي .بل ان التحرش الجنسي ذاته .كما تعكسه شوارع مدننا. عنف ضد المراة. هذا اضافة الى الضغوطات والابتزازات التي تطال النساء في المعامل والشركات والمؤسسات.قصد اكراهن على على تلبية الرغبات الذكورية للمتنفدين من الرجال.بعيدة عن مقتضيات الشغل والعمل منذ العصورالقديمة ..عندما كان الرجل يدفن طفلته لحظة ولادتها خوفا من العار. وحين كانت صراعات القبائل وحروب تفضي الى ادراج النساء ضمن المتاع المسلوب ...اعتبرت المراة جزءا منممتلكات الرجل ..الاب هو الزوج او الاخ او شيخ القبيلة. وهو ما يمكن القول معه ان علاقة الرجل بالمراة -هي في جزء كبير منها- علاقة تملكية.الرجل فيها هو المالك والمراة هي المملوك.ومع مرور الزمن وتطور الانسان ككائن ثقافي اتخدت العلاقة اشكالا مهذبة متعددة.ظلت في جوهرها تجليا لنفس العلاقة التملكية فالزوج عندما يضرب زوجته.او الشاب الذي يضرب صديقته.انما يمارس ذلك كحف من حقوقه .تضمنها له التصورات السائدة التي صورته كمالك اصلي للمراة.او على الاقل للرابطة والعلاقة.. انه السيد.فهو الوصي وهو الراعي الذي لاينبغي لكلمته ان تطيح في الارض.وبالتالي تظل القاعدة الناظمة لعلاقة الرجل بالمراة .فترات التوتر والاختلاف في مجملها .هي ممارسة العنف والاضطهادضد المراة لانها فقط انثى.وكلما تم الاتجاه -اجتماعيا -من الطبقات العليا الى الطبقات السفلى.ومجاليا من المدينة الى الباديةالا واتخد العنف اشكالا عنيفة وبدائية اذا كانت السلطة في العائلة بالنسبة للمجتمع المغربي يحتكرها عموما الرجال.فان ذلك لايعني ان العنف ضد النساء عام ومطلق.فبالتدرج -تاريخيا- بدا ان هناك اقلية من الذكور لا تتوسل العنف في علاقتها بالمراة.لكن هذه الاقلية -في اغلبها- كانت تعتبر الامر تكرما على المراة واحسانا لها.وليست حقا من حقوقها الى ان اخذت هذه الصورة القاتمة للعنف ضد المراة تتفكك.حيث بدا يلاحظ ان هناك نزوعا نحو رفض العنف.نزوع قادته النساء انفسهن بفعل عوامل متعددة..منها تاثيرات ثقافة المواطنة وحقوق الانسان .وولوج المراة ميادين العمل.مما سمح لها بالتحرر النسبي من علاقة التسلط والاستبداد الذكوري .خصوصا لحظات الاختلاف والصراع ولعل الحركة النسائية المغربية لعبت ادوارا مهمة .سواء على صعيد تاثيراتها الثقافية والمطلبية. او بما افرزته من اطر نسائيةاشتغلت في مجالات العمل الجمعوي والعمل السياسي .دفاعا عن حقوق المراة في افق علاقة مساواة مبنية على قاعدة المواطنة..فالعديد من النساء اليوم -وان كانت النسبة المئوية ضعيفة-اصبحن يرفضن قبول استمرارهن موضوعا للعنف المادي والرمزي.في الشارع.في العمل .وفي البيت..كما ان الرجل بدوره -خصوصا في الفئات الاجتماعية المنتمية للطبقة البورجوازية -شرع يتاقلم مع لا شرعية العنف ضد المراة القضية النسائيةفي مغرب العقد الاخيرعرفت.دينامية تروم التقليل من سطوة امواج العنف وما تجرفه معها من ماسي وافات .ليس اقلها اعادة انتاج ثقافة تخلف ندوبا وشروخا في اجيال تربت الامهات يضربن ويهن امام الاعين ..اجيال تعايشت مع اغتيال حق مواطن في الاعتزاز بذاته .والاحساس باناه.فقط لانه ولد انثى في زمن استبداد وسيطرة الذكورة كقيم وثقلفة ورؤية والعنوان يثير -في نفس الوقت-الانتباه الى ضرورة الانتفاض المستمر على واقع العنف ضد النساء .واقع هو-للاسف- امتداد لما سماه مصطفى حجازي في دراسته الشهيرسيكولوجية الانسان المقهور...لواقع يعاني المواطن قهرا اجتماعيا نفسيا .فيدفعه ذلك -بوعي او لا وعي- الى تصريف ما يتعرض له من مهانة واحتقاروحرمان ..في اشكال قهر-متى سنحت له الفرصة-واضطهاد اتجاه من هم دونه سلطة ونفوذا..ولا يجد بالتالي الا زوجته واولاده .وكانه يحاول-لاشعوريا- الانتقام منهم لانسانيته المقهورة لذلك فان شرط انجاز لا للعنف ضد النساء يتجسد موضوعيا في العمل الشمولي ابناء مشروع مجتمع ديموقراطي حديث .يؤمن الشروط الاساسية للعيش الكريم.وفي قلب هذا المشروع.وبموازاة معه سيفرض العصر على المراة اساس استئناف معركة المساواة بين الجنسيندون ان يستعبد احدهما الاخر
#محمد_بن_فاتح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل اخترق اتباع تنظيم القاعدة الصحراء
-
هل صحيح ان امريكا تحرب الاسلام باسم الارهاب
-
انتفاضة 23مارس شهادة ميلاد الحركة الماركسية اللينينية المغرب
...
المزيد.....
-
المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال
...
-
وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع
...
-
المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
-
#لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا
...
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|