أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!














المزيد.....

-الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:09
المحور: القضية الفلسطينية
    



غيرة مرَّة، سَمِعْنا فلسطينيين (وغير فلسطينيين) يدعون إلى حل، أو تفكيك، السلطة الفلسطينية، توصُّلا، على ما يعتقدون، أو يظنون، أو يتوقَّعون، إذا ما افترضنا حُسْن النيَّة في دافعهم، إلى حلٍّ للأزمة الشاملة، والمتفاقمة، التي يعانيها الفلسطينيون، والتي ليس الحصار الدولي المالي والاقتصادي والسياسي المضروب عليهم حتى الآن سوى آخر فصولها، وكأنَّ "الحل (حل الأزمة) يكمن في الحل (حل السلطة)".

على أنَّ دعوتهم تلك، والتي يصوِّرونها على أنَّها "عصا موسى"، جاءت دائما منطوية على سؤال، تحدَّاهم على أن يجيبوه بما يقيم الدليل العملي والمُقْنِع (لهم وللفلسطينيين على وجه العموم) على أنَّ حل السلطة يمكنه أن يكون وسيلة لتحقيق الهدف وهو حل الأزمة، أو تذليل العقبات من الطريق المؤديًَّة إلى حلِّها. لقد كان عليهم أن يشرحوا، ويوضِّحوا، كيف يمكن (ويجب) أن يكون، أو أن يغدو، حل السلطة طريقا إلى الخلاص.

في المنطق الكامن في صُلْب "الدعوة"، يكمن خلل كبير، هو اعتقاد الداعين، وإنْ لم يفصحوا عنه، أنَّ الفلسطينيين بحلِّهم سلطتهم يسدِّدون ضربة، وضربة قوية، إلى إسرائيل، وغيرها من القوى التي تُمْعِن في معاداتها للشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه القومية، والإنسانية أيضا، وكأنَّ وجود أو بقاء "السلطة" هو الثغرة في الجدار الفلسطيني التي منها يتسرَّب تأثير الضغوط الخارجية على اختلافها؛ ولا بدَّ، بالتالي، من العمل على سدِّها، أي على حلِّ السلطة الفلسطينية ذاتها.

الواقع، بمنطقه وحقائقه، أعجزهم عن إجابة ذاك السؤال بما يمكِّنهم من إقناع أنفسهم، وغيرهم، بأنَّ نَفْعاً فلسطينيا عظيما يكمن في حلِّ السلطة الفلسطينية، أو بأنَّ حلها يمكن، على الأقل، أن يكون الضارة المُفْضية إلى نافعة.

وأحسب أنَّ هذا العجز كان ينبغي له أن يُوَلِّد في عقولهم سؤالاً آخر هو كيف يمكن جَعْل السلطة الفلسطينية أداةً، أو وسيلة، لحل الأزمة العامَّة التي يعانيها الفلسطينيون؟ هذا السؤال يكفي أن نفكِّر في إجابته، عمليا وواقعيا، حتى يتَّضح لنا أنَّ المشكلة من الصعوبة بمكان، وأنَّ الحلَّ لها لا يمكنه، بالتالي، أن يكون ذاك "الاستسهال".. استسهال حل السلطة الفلسطينية.

القائلون بحلِّ السلطة إنَّما يعلِّلون أنفسهم بوهم أنَّ حلِّ السلطة سيؤدِّي حتما إلى العودة إلى "الاحتلال الإسرائيلي المباشِر"، وإلى، من ثمَّ، ثنائية "الاحتلال ـ المقاومة"، الحرَّة من قيود كل اتِّفاق توصَّلت إلى منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، ومن قيود الواقع السياسي الذي جاء بعد ذلك وبفضله. هذا وهم خالص؛ لأنَّ إسرائيل لن تعود في "اليوم التالي"، أي اليوم الذي يتلو حل السلطة الفلسطينية، إلى الاحتلال العسكري المباشِر لقطاع غزة، وستستمر على نهجها ذاته في الحرب الشاملة على الفلسطينيين. وهو وهم خالص؛ لأنَّ العالم لن يتغيَّر، بَعْد وبسبب، حل السلطة الفلسطينية، بما يجعله أقلَّ سلبية في موقفه من معاناة الفلسطينيين ومأساتهم. ولو كان لخيار "حل السلطة" تلك الأهمية السياسية العملية التي يتخيَّلون لانتفى المبرِّر لإصرار المنادين بهذا الخيار على البقاء حيث تؤكِّد السلطة بعضا من وجودها، أي في "الحكومة" و"المجلس التشريعي"!

دعوة أخرى لا تقل سوءا لجهة نتائجها وعواقبها، بحسب ميزان المصلحة الفلسطينية العامة، هي الدعوة إلى أنْ يردَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصاع صاعين للمصرِّين على بقاء "الحصار" بأنْ يستقيل من منصبه رئيسا للسلطة الفلسطينية، وكأنَّه باستقالته، أو بتلويحه بـ "ورقة الاستقالة"، يصيب مقتلا من مصالح أولئك المستمرِّين في "الحصار"، وفي "سدِّ الأفق السياسي"!

إنني أفهم الاستقالة على أنَّها العمل الذي ينبغي للرئيس القيام به إذا ما ثبت وتأكَّد أنَّ "الحصار" يمكن أن ينتهي، وأنَّ "الأفق السياسي المسدود" يمكن أن يُفْتَح، إذا ما شغل شخص آخر المنصب ذاته؛ ولكن أين هو الواقع الذي في منطقه وحقائقه يجعل لـ "الاستقالة" أهمية سياسية عملية من هذا الوزن؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!
- -مبادرة- البرزاني!
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -الحل- و-الاستقالة- خيارٌ ليس بالخيار!