أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زياد طارق - العنف الطائفي واستراتيجية الاحتواء














المزيد.....

العنف الطائفي واستراتيجية الاحتواء


زياد طارق
كاتب وباحث عراقي

(Ziyad Tariq)


الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 13:38
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يمثل العنف الطائفي حالة متطرفة للانتماء الفكري ومما يدفع بصاحبه الى التعبير غير المنضبط والعدواني ازاء الاخرين الذين يحملون نمطاً فكرياً او عقائدياً مختلفاً عن الاول . فهي معادلة ذات علاقة صفرية لطرفين على شقي نقيض يمثل بقاء احدهما سبباً في فناء الآخر .
ولعل المعادلة الاخيرة – ومما يؤسف عليه – ليست الوحيدة الفاعلة في هذا الاطار ، اذ ان القاعدة الفيزيائية القائلة بأن ( لكل فعل رد فعل يعادله بالقوة ويعاكسه بالاتجاه ) تكاد تكون الحاكمة في معظم حالات الانسياق التلقائي (او غير العقلاني) وراء منطق ضرورة رد فعل بذات جنسه .
ووفق تراتيبية الفعل ورد الفعل السابقة سرعان ما يجد اطراف العلاقة انفسهم بعيدين عن مصدر الفعل الخاطيء الاول او التوظيف او الفهم او التفسير المخطوء للفكرة او المعتقد .
لتكون هناك سلسلة من الاخطاء المتراكمة التي كلما ازدادت تعقيداً ضاق طريق العودة الى الخطوة الاولى شيئاً فشيئاً حتى يكون ذلك ضرباً من ضروب المستحيل في النهاية .
لذا فان العنف الطائفي لا ينطوي على أي جانب ايجابي يمكن التطرق اليه ولو على سبيل الجدل والحوار مع الظاهرة التي اينما حلت آتت على الاخضر واليابس .
الا اذا كنا نعتقد سلباً بما جاء به ( مالثوس ) في نظريته السكانية ، فنجد ضرورة في افناء الاخر من اجل ان يتسع مجال للعيش وسط ندرة الموارد ؟!.
وهذه شوفينية بغيضة ما بعدها شوفينية ، كما انها تتعارض مع احكام السماء وقوله تعالى " نحن نرزقهم واياكم " ، لذا فان المفردة الاجدر بالتحليل ، بعيداً عن الترف الفكري ، وفي صلب موضوعة العنف الطائفي هي استراتيجية او آلية العودة الى المربع الاول ، او الاصل ، وتجاوز الفروع او الاخطاء المتراكمة .
وهذا الاعتقاد ، الذي هو في حقيقته (مصلحة) ، يقود الى التمييز بين العنف الطائفي والعنف السياسي . فالعنف السياسي ، قد يترتب عن حالة متطرفة لانتماء (عقائدي – سياسي) وتعبير سلبي عن كل ذلك ، الا ان الدافع والمحرك الرئيس غالباً ما يكون المصلحة والسلطة(السلطان) على عكس العنف الطائفي الذي يراد منه نصرة (المعتقد او العقيدة).
ومن هنا يغدو الاجماع واضحاً في الشارع العراقي ، على ان العنف السائد انما هو عنف سياسي لايمت بصلة لتعاليم الاسلام الحنيف وخلقه السمحاء، ولعل ابرز ملامح الاستراتيجية المقترحة للعودة الى الحوار واللاعنف السياسي او الطائفي هي :
1. اتفاق الاتجاهات المختلفة والفاعلة في الساحة العراقية على ان العنف الذي عصف ولازالت بعض بقاياه تعصف بالشارع العراقي ، انما هو من قبيل العنف السياسي وليس الطائفي .
2. تجفيف منابع العنف الطائفي ، او اسقاط الذرائع التي تدعو البعض الى اعتبار ما يحدث من هذا القبيل ..وفي هذا الاطار لابد من الاتي :
2-1:النأي بالعقيدة او المعتقد (اياً كان شكلها او شكله) عن حالات العنف اللانسانية .
2-2:اتفاق الاتجاهات انفة الذكر على ثوابت ومباديء تمثل خط الشروع نحو بلوغ الاهداف الاستراتيجية التي من شأنها ان تخلص العراق من دوامة عنف تتلحف وتتجمل بأطر مختلفة .ومن هذا القبيل ، اتفاق مكة ، الذي مثل خطوة مهمة نحو تحقيق التوافق الوطني وقطع الطريق امام المغرضين .
2-3: تعطيل المعادلات السابقة والمؤدية الى العنف الطائفي ، حيث :
2-3-1: الاتفاق على ان الخسارة ، انما هي خسارة وطنية وليست طائفية او قومية والامر ذاته مع المكاسب ، ومما يغلق الباب امام الحدود الطائفية المفتوحة نحو الامتدادات الاقليمية بمختلف اشكالها.
2-3-2: رفض واستهجان ردود الافعال غي المنضبطة والتي من شأنها ان تمس وجود وطبيعة العلاقات الوطيدة بين الطوائف المختلفة.
3- تبني الساسة الوطنيون لرؤية ناضجة وبعيدة عن اشغال الشارع العراقي بكل صغيرة وكبيرة في الشأن السياسي ، وذلك لجملة من الاسباب منها :
3-1: عدم قدرة الشارع في جل البلاد المعروفة ، وبمختلف مستويات رقيها الحضاري ، ان يكون طرفاً مباشراً في العملية السياسية .
3-2: واستناداً لعدم القدرة السياسية تلك ، برزت الحاجة الى وجود زعامات وقيادات سياسية معرفة بطبيعة العملية السياسية وموجهة للشارع السياسي ، فاضحى الرجوع الى الشعوب عندما تواجه هذه الدولة او تلك مفترقات طرق مصيرية ، وهو ما حصل في الاستفتاء على الدستور والانتخابات النيابية .
4- تبني القيم الانسانية ومعايير احترام حقوق الانسان في مجمل العلاقات
البينية للاطراف السياسية من جهة واتجاه الفرد والشعب العراقي من جهة اخرى.



#زياد_طارق (هاشتاغ)       Ziyad_Tariq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زياد طارق - العنف الطائفي واستراتيجية الاحتواء