أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - رسالة لكل المقدسيين الحل ليس بالسكين ولا بالعصا ولا بالجنزير















المزيد.....

رسالة لكل المقدسيين الحل ليس بالسكين ولا بالعصا ولا بالجنزير


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 13:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


........بداية لا بد لنا من القول أنه من بدايات مرحلة أوسلو ، حدث تآكل كبير في منظومة القيم والمعايير ونسيج الوحدة السياسية والمجتمعية الفلسطينية ، وإذا كان الإحتلال هو الجذر والأساس ، لكل ذلك ، إلا أنه من الخطأ وعدم الصوابية أن نعلق كل أخطاءنا وممارساتنا السلبية والضارة على مشجب الإحتلال ، فهناك الكثير من هذه الممارسات والمسلكيات ، هي نتاج للتخلف والجهل والعصبوية والجهوية والقبلية والعشائرية والشلليات وظاهرة " الفزعات " ، والتي وجدت لها حاضنة في السلطة القائمة ، حيث أن ممارساتها وسياساتها ، هي التي قادت إلى مثل هذا الوضع ، وغدى الفلتان بكل أشكاله وأنواعه سيد الموقف في المجتمع الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة ، والمجتمع المقدسي بالأساس مستهدف من قبل الإحتلال ، والمعني بسيادة وتمظهر كل أشكال وأنواع الآفات والأمراض الإجتماعية في أوساطه ، وقتل روح الإنتماء الوطني عند أبناءه ، وإنهاكه على كل الصعد من خلال استهدافه بالإنتهاكات الصارخة لحقوقه الإقتصادية والإجتماعية ، وعزله بالكامل عن محيطه الفلسطيني ، سياسياً ، اقتصادياً ، اجتماعياً ، جغرافياً وديمغرافياً .. إلخ ، وفي ظل سيادة ثقافة الميلشيات و" المافيات " والتجييش والتحشييد على أسس غير وطنية ، وغياب المؤسسات الحاضنة والراعية للشباب ، من أجل توعيتهم وتثقيفهم ، واحتضان طاقاتهم وإبداعاتهم ، ووضع الخطط والبرامج لهم في كل المجالات والميادين ، وكذلك ضعف الحركة الوطنية وتراجعها ، وغياب المساءلة والمحاسبة ، كل ذلك لعب دوراً سلبيا في الواقع المقدسي ، وتحديداً عند الفئة الشابة ، والمعول عليها أن تكون معول البناء و التطوير والتغير ، إلا أننا وجدنا أنفسنا أمام ظاهرة خطيرة ، هي تنامي الشلليات الشبابية العابثه والمستهترة ، والتي تأتلف وتتوافق على أسس جهوية وعشائرية ، ولا يكاد يمر يوم واحد ، إلا ونسمع عن إشكالات " وطوش " جماعية ، تبدأ في الإطار الفردي أو الشخصي ، وتتحول إلى حروب داحس والغبراء ، وكأننا ليس أبناء شعب واحد ، ويخيل لك في هذه " الطوش " ، أنه لا روابط وطنية ولا قومية ولا ودينية بينا ، ولا احترام لأية معايير أو مبادىء أو قيم ، والمصيبة هنا تشوه الوعي والتربية بدءاً من البيت ومروراً بالمدرسة أو الجامعة وغيرها ، ناهيك أن العديد بل أغلب الرموز والقيادات الوطنية ، تغلب حزبيتها وجهويتها على الإنتماء الوطني ، وهذا بحد ذاته يعكس نفسه سلباً على القواعد الإجتماعية أفراداً وجماعات ، وبالتالي فإن الحبل مفلوت على غاربه ، والكل يغني على ليلاه ، حيث يقوم الشخص ، أو الجماعة بأعمالهم المسيئة والخارجة عن كل الأعراف والتقاليد ، وهم يعرفون أنه لا يوجد هناك أي حسيب أو رقيب ، بل وربما يجدون حواضن لهم فيما يقومون به من أعمال وتصرفات ومسلكيات ، وزعرنات وبلطجات ، وفي النهاية تجد أن هناك أحيانا من يركب الموجة ، ويلقي عصبة عصماء عن الكرم العربي الأصيل والتسامح والوطن والشهداء والجرحى والأنبياء والصديقين ، وتذهب القضية " بوس لحى " وفنجان قهوة صاحب الحلول السحرية ، لكل أشكال وأنواع المشاكل والجرائم مهما كبرت أو عظمت ، وكأن وضع أسس وضوابط ومعايير للمساءلة والمحاسبة وللردع والتجريم ، مسألة سلبية وغريبة عن عادتنا وتقاليدنا ، وكأن ما يسمى بالكرم العربي الأصيل لا يتحقق ، إلا بالتنازل عن الحقوق ، وترك الذين قاموا بأعمالهم المسيئة ، يسرحون ويمرحون ، بل ويخططون للقيام بأعمال وممارسات مسيئة بشكل أكبر وأوسع ، والمصيبة الكبرى هنا أن الحركة الوطنية ، لم تولي هذا الجانب الإهتمام الكافي ، وأصبح الصالح والطالح يدلي بدلوه في هذا المجال ، بما فيها اللجان المعينة من قبل الإحتلال ، والتي لها غايات وأهداف ليست بريئة ، وفي العديد من الأحيان تقلب الحق باطل والباطل حق ، ولماذا يكون هناك وقفة جادة على هذا الصعيد الهام والحيوي ، ويجري إتفاق وطني مدعوم ومسند مجتمعياً ، حول الأشخاص الذين لديهم قدرات وطاقات وكفاءات في هذا الجانب والمشهود لهم بالوطنية والإنتماء وطهارة اليد ، بدلاً من ترك المجتمع فريسة للأيدي العابثة والمشبوه . ومن هنا نقول أن ما حدث في القدس مؤخرا يجب ، أن يشكل إضاءة للجميع ، حيث أن ترك الأمور بدون عناوين ومرجعيات ، وكذلك غياب التثقيف والتوعية الوطنية ، والمؤسسات الحاضنه والرعاية للشباب ، يجعلها عرضة وفريسة للإنحراف ، وخصوصا في ظل واقع فيه الكثير من المغريات لمثل هذه الممارسات ، فمن الضروري القيام بحملة واسعة يشارك فيها كل الناس المتنورين من أبناء شعبنا الفلسطيني ، تدعو إلى التعددية والتسامح وإعادة اللحمة ؟إلى النسيج المجتمعي الفلسطيني ، الذي أصابه تهتك واسع ، طال الكثير من قيمه الإيجابية ، وهذا غير ممكن بدون حوامل وآليات عملية ، ونحن نرى أن فقدان أي فرد في هذه الصراعات غير المبررة ، خسارة جسيمة لا تعوض ، ولكن من غير الجائز أو المقبول أن نمر مرور الكرام على مثل هذه الأحداث ، فعدا عن الشجب والأدانة والإستنكار ، يجب أن نحول ذلك إلى ممارسه قانونية وقضائية صارمة ورادعة ، دون أن يأخذ أحد القانون بيده ، أو يستهتر بكل الأعراف والتقاليد والقيم ، ولا يجد من يقول له لماذا قمت بهذه الممارسة أو هذا المسلك ، أو لماذا خرقت ولم تحترم ما تم الإتفاق عليه ؟ ، ويجب أن نرتقي في التعامل والتخاطب والتفاهم مع بعضنا البعض ، بطرق ووسائل حضارية ، لأن السكين والعصا والجنزير والرصاص ، ليس لغة للتخاطب والتفاهم بين أبناء الشعب الواحد ، فكلنا مازالنا تحت سلطة البسطار الإسرائيلي ، وكم دفعنا وما زلنا ندفع ثمن الفلتان بكل أشكاله وتجلياته ، دم ومال وممتلكات وجهد ووقت ، وتدمير يطال حتى النسيج المجتمعي بأكمله ، ويحولنا إلى قبائل وعشائر ، ومجموعات ومليشيات ، لا يجمعها هدف ولا مصير ، فهذه " الصوملة " مدمره ، وتهدد وحدة الشعب وأهدافه وتطلعاته ومشروعه الوطني ، الذي عمد بالدم والنضال ، ولذا علينا جميعا أن نرتقى إلى مستوى المسؤولية والتحدي ، وعلينا أن نعلق الجرس ، وأن نسمي الأشياء بأسمائها ، ولا حصانة لأحد ، أو توفير الدعم والإسناد والحاضنة العشائرية والحزبية ، لمن يرتكب أو يمارس ممارسات من شأنها ، إثارة النعرات العشائرية والحزبية والطائفية ، أو القيام بأعمال الزعرنة والبلطجة والتعدي على أعراض الناس وأموالهم وممتلكاتهم ، والتسبب في إزهاق الأرواح البريئة ، ولتبادر القوى الوطنية لإستعادة دورها وهيبتها ، وتضع الأسس والضوابط واللوائح والقوانين التي تنظم وتسير الهم الأقتصادي والإجتماعي لأهل القدس ، من خلال العلاقة المباشرة مع رموزها وقياداتها وكادراتها ومؤسساتها وشخوصها الإعتبارية ، وتعمل على اجتاث السرطان من جذوره قبل استفحاله وفوات الآوان .



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن جدران الفصل وسياسة الفوضى الخلاقة
- المفاوضات من أجل المفاوضات ، أومفاوضات طحن الهواء وخض الماء
- واقع الحركة النقابية في مهمة بناء النقابات العمالية / فلسطين ...
- المبادرات العربية والردود الإسرائيلية عليها
- على ضوء قضية الدكتور عزمي بشارة / الجماهير العربية وقواها ال ...
- في يوم الأسير الفلسطيني / الأسرى الفلسطينيون وملف
- الساحة اللبنانية حبلى بكل التطورات
- هل إقترب موعد الضربة النووية الأمريكية لإيران
- ما سر الإهتمام الإسرائيلي الأمريكي بمبادرة السلام العربية
- فلتان أمني تخت السيطرة ، ومصالحة وطنبة - سوبر -
- - أولمرت - يترأس القمة العربية - ورايس - تضع جدول
- المنطقة العربية متوقع أن تشهد صيفا ساخنا
- هل ما زال ممكنا إعادة إصطفاف القوى المؤمنة بالخيار الديمقراط ...
- الحكومة تشكلت والقدس غابت
- في الذكرى السنوية الأولى لإعتقال سعدات ورفاقه
- سيناريوهات محتمله لردود الفعل العربيه
- التيار الديمقراطي الفلسطيني ، هل يتوحد أم يزداد شرذمه وإنقسا ...
- الكارثه تحدق بقطاع التعليم الحكومي في القدس الشرقيه
- العرب في القدس كم زائد سكانيا ، وبقرة حلوب ضرائبيا
- ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - رسالة لكل المقدسيين الحل ليس بالسكين ولا بالعصا ولا بالجنزير