أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!














المزيد.....

أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 04:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل يشعر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بـ "الإحباط"؟ هل يعتزم الاستقالة من منصبه رئيسا لتلك السلطة إذا ما استمر الحصار الدولي شهرين آخرين؟ مسؤول كبير في حركة "فتح"، لم يُذْكَر اسمه، أكَّد ذلك؛ ولكن عريقات (رئيس دائرة شؤون المفاوضات في المنظمة) وشعث (عضو اللجنة المركزية لـ "فتح") نفيا الأمر.. أمر عزمه على الاستقالة، وإنْ لم ينفيا (أو يؤكِّدا) شعوره بـ "الإحباط". أمَّا اللجنة المركزية لـ "فتح" فقالت في بيان لها أصدرته أنَّ نتائج جولة عباس الخارجية (الأوروبية والعربية) جعلته متفائلا برفع الحصار الدولي.

بحسب الوقائع المرئية والظاهرة، ليس من شعور غير الشعور بالإحباط يمكن ويجب أن يستبد بكل من تفاءل، زمنا طويلا، ولأسباب غير موضوعية، بالسلام أو الحل الوشيك، أو الذي في متناول أيدي القائلين به، والساعين إليه. وأحسب أنَّ الرئيس عباس لا يمكنه أن يكون متفائلا برفع الحصار الدولي، وبما هو أهم من ذلك، إلا إذا كان في نتائج جولته تلك، والتي يفضِّل كتمانها، ما يجعله يَنْظُر إلى تلك الوقائع التي نرى على أنَّها شيء يوشك أن ينقضي.

"الحصار"، وفي جانبه العربي على وجه الخصوص، تراخى يعض الشيء، فرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية توقَّع أن تحوِّل السعودية، قريبا، مبلغ 250 مليون دولار، على أقساط ودفعات؛ولكنَّ هذا التوقُّع، الذي يخالطه شيء من التفاؤل بتراخي قبضة الحصار، لم يمنع هنية من التلويح بورقة ضغط أخرى هي حلُّ الفلسطينيين، بالاتفاق والتوافق، لـ "السلطة"، إذا ما استمر الحصار الدولي، ففشل الحكومة الائتلافية التي يرأسها لن يؤدِّي إلى تأليف حكومة جديدة، وقد يؤدِّي إلى حل السلطة الفلسطينية برمتها.

حتى الآن، ليس لدينا من الوقائع ما يَحْمِل على التفاؤل بقرب انتهاء، أو إنهاء، الحصار الدولي بالكامل، فهذا الحصار الذي يمكن تخفيفه وتعديله لم يَسْتَنْفِد بَعْد أغراضه وغاياته السياسية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، فتقويض ما أُنْجِز حتى الآن عَبْر "اتفاق مكة"، مع القضاء على ما بقي من مقاومة سياسية وتفاوضية لدى الفلسطينيين، هو ما يُشدِّد المَيْل إلى الإبقاء على الحصار (ولو خُفِّف أو عُدِّل) بوصفه خريطة الطريق إلى ما تريدانه حقا الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولهذه الطريق، التي لن يؤدِّي السير فيها إلى الإنهاء الكامل للحصار، ولا إلى تحويل "الانسداد" في "الأفق السياسي (مع محادثاته نصف الشهرية)" إلى "انفتاح"، ولو جزئيا، وُضِعَت "علامات استرشادية"، تَفتَّق ذهن رايس عن فكرتها، إذ اشتدت لديها، ولدى إدارة الرئيس بوش على وجه العموم، الحاجة إلى إضاءة شيء من عتمة الليل العراقي بإنجاز ليس بالإنجاز على صعيد النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

في الشكل ليس إلا، تُلبِّي "خطة العلامات الاسترشادية" مطلبا قديما للفلسطينيين هو "الجدول الزمني"، مع ما يشبهه من تعيين وتحديد في الإجراءات والوسائل؛ أمَّا هدف تلك الخطة فهو أنْ تعطى إسرائيل من الأمن، ومن الشعور به، ما يشجِّعها على أن تعطي الفلسطينيين بعضا ممَّا هُم في أمسِّ الحاجة إليه على الصعيد الإنساني الصرف كتفكيك حواجز للجيش الإسرائيلي مقامة على مقربة من بعض المدن في الضفة الغربية، ورفع بعض القيود عن حرِّيَّة تَنَقُّل الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية.

وهذه الخطة، إذا ما نُفِّذت، أي إذا ما ذُلِّلت العقبات الإسرائيلية من طريق تنفيذها، لا يمكن فهمها إلا على أنَّها جزء من محاولة تبذلها إدارة الرئيس بوش لإزالة الأسباب التي قد تَحْمِل حكومة اولمرت على القيام بعملية عسكرية برية واسعة في قطاع غزة، فمصلحة تلك الإدارة تقضي، في الوقت الحاضر، بنزع فتيل انفجار عسكري من هذا القبيل. ويكفي أن نفهمها (الخطة) على هذا النحو حتى لا نعلِّل النفس بوهم أنَّها جزء من الجهود "المُعْلَنة"، أي الخادعة، لفتح الأفق السياسي المسدود، والذي سيظل مسدودا حتى مغادرة الرئيس بوش للبيت الأبيض على أقل تقدير.

في الأفق الذي نرى، لا نرى من فرصة حقيقية لحلٍّ للنزاع بين إسرائيل وبين الفلسطينيين والعرب، فكل ما يرينا ذاته، ونراه بعيون لا تغشاها أوهام، إنَّما هو الحاجة التي لا تعلوها حاجة لدى إسرائيل إلى التغلُّب على أزمتها الداخلية (التي كشفها وعمَّقها التقرير الأولي للجنة فينوغراد) بما يمكِّنها من أن تغسل، بالحديد والنار، عار حرب تموز، فحرب غسل العار هي وحدها خيار إسرائيل الآن، أو من الآن وصاعدا.

وفي هذا الأفق الحقيقي، لا نرى إلا مزيدا من الفشل في محاولة إدارة الرئيس بوش منع فيتنام ثانية من أن تكتمل نموَّا في العراق، فالأشهر المقبلة إنَّما هي الأشهر التي فيها لن يبقى من مانعٍ يمنع ذيوع الخبر اليقين. وعلى كل المتفائلين بـ "الانفراج" أن يتوقَّعوا، إذا ما أرادوا لتفاؤلهم أن يكون، أو يغدو، واقعيا، مزيدا من التفجير والانفجار، فثلاثة أمور لا يمكن أبدا أن تتكيَّف معها، استراتيجيا، الولايات المتحدة وإسرائيل: الهزيمة في العراق، والبرنامج النووي الإيراني، وهزيمة تموز في لبنان.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الثالث لنيوتن.. من الميكانيكا إلى الدياليكتيك
- هذا القيد على حرِّيَّة الصحافة!
- -التناقض التركي- بين الديمقراطية والعلمانية!
- جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!
- -مبادرة- البرزاني!
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - أوهام التفاؤل وحقائق التشاؤم!