أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيورغي فاسيلييف - الحاسة اليقظة في المنام














المزيد.....

الحاسة اليقظة في المنام


غيورغي فاسيلييف

الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


وجد نفسه في جزيرة صغيرة في عرض البحر. هذه الجزيرة لا تتجاوز مساحتها الدونمين. في الجزيرة بعض الأشجار، والنباتات، الأعشاب، والطحالب. وكان نوح عطشانا جدا. شعر بجفاف في الحلق، وبصعوبة كان يحرك لسانه الجاف ايضا. شيء غريب أن يموت من العطش والبحر يحيط به من كل حدب وصوب. حاول شرب ماء البحر لسد الظمأ، فشعر انه زاد نار العطش المتأججة من الداخل، لابل شعر بالدوخة قليلا، وبالغثيان لأنه كان جائعا ايضا.

بحث طويلا عن الماء فلم يجد له اثرا. وقعد في فيء شجرة ليرتاح، فأخذ سهوة قصيرة شاف فيها مناما قصيرا. في المنام شاف نفسه يجمع ورق الشجر ويعلكه ويمتص عصارته. وبعد لحظات فاق من غفوته وفكر ان هذا المنام هو خطة للعمل، كعادة مناماته التي انقذته في السابق من اكثر مشاكله ومصاعبه.

اخذ بعض اوراق الشجر والنبات ووضعه في فمه، وبدأ بعلكها ومص عصارتها. وشعر ببعض الارتياح. قام وبدأ يبحث عن الأوراق والتربينات الغضة، وجمع منها شيئا قليلا. وراح يعلكها ويمصها، وشعر ببعض الانتعاش.

وبينما هو ينتقل من نبتة الى اخرى شاف علبة من الحديد. اقترب منها ورفعها بلهفة. بدأت ضربات قلبه بالتسارع وسرت قشعريرة خفيفة لذيذة في أوصاله.

انحنى ورفع العلبة، وعاينها، ووجدها مغلقة باحكام. خضها قليلا، وعرف ان فيها سائلا. وشعر بحلقه يزداد جفافا، وحاول فتح العلبة بأن اخذ حجرا مدببا، وبلّش يضرب العلبة به في البداية بهدوء، ولكنه عندما لم يستطع فتح ثقب بها، اخذ يضرب بقوة تصاعدت مع رفض الحديد الانصياع له. وتصبب العرق من جبينه، ومن ظهره.

تناول حجرا اكبر وضرب به العلبة به عدة ضربات، ولكن كل محاولاته اصيبت بالاخفاق. توقف لحظة وقال لنفسه ما احوجني حتى لهذا العرق المتصصب مني. سيتصصب الماء من جسمي كله ولن اجد له بديلا.

وفجأة خطرة له فكرة، يمكن للماء ان يغور في الرمل لو فتح العلبة، وبحث عن طين، وجلب بأوراق الشجر قليلا من ماء البحر وجبل الطين، وفتح حفرة وطيّنها بالطين الرطب لكي يتجمع الماء فيها في حال قَدِر على فتح العلبة. وأجرى بعدين عدة محاولات لفتحها فشلت كلها.

شعر بالتعب، والجوع، والعطش. وقعد قرب العلبة يتأملها. تركها في مكانها وراح يجمع اوراق الشجر والأعشاب. ورجع الى العلبة وقعد بجانبها يعلكها الأوراق ويمصها. وتطلّع الى العلبة وشاف ان الماء بدأ ينز من ثقب صغير. ماء اصفى من الدمعة.

وهنا ايقظه رنين الساعة معلنا وقت النهوض والذهاب الى العمل.

2007



#غيورغي_فاسيلييف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة.. فتاة سورية قتلت غدرا على مذبح الشرف
- الجرَّة المتشقَّقة
- نحتاج الى ثورة جنسية
- ثورة جنسية
- ما من ثمرة الا وبدأت من زهرة اسمها المرأة
- الوطن، وما ادراك ما الوطن؟
- آه، لو تعرف ... !
- النفاق
- هذا دين ام كرخانة ؟
- فَرِّغِ الروح واعمل ما تريد بالجسد
- عبث مرادك وعاقر ارضك
- لا اله الاّ الحرية
- حلم
- مشكلة رَجُل
- حوار بين أب وابنته
- الطاعون
- خواطر تموزية
- الثوابت
- المَلِكُ
- احترامي سيادة العميد


المزيد.....




- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...
- عاجل | معاريف عن وزير الثقافة الإسرائيلي: نأمل التوصل إلى صف ...
- نزلها سريعًا!!.. واتساب يُطلق ميزة الترجمة الحية في الدردشة ...
- أعلان الموسم 2… موعد عرض مسلسل المتوحش الموسم 2 الحلقة 37 عل ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيورغي فاسيلييف - الحاسة اليقظة في المنام