فرج بصلو
الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:43
المحور:
الادب والفن
يومياً أثناء عودتي من الدراسة
كانت تضحك تحت أقدامي
حجارة الحوش
لتذكرني بوالدتي النائية
أم الإبتسامات
وكانت داوجن جدي تصفق لي
بجناحاتها الغير صالحة للتحليق
ولكن كيف كانت هي الأخرى تعلم
بمدى نجاحي وعلو علاماتي؟
وكانت الدوالي تحدب
لتمس شعري المليس الأشقر
وكأنها تحضن عصفوراً أخراً
حط بين وريقاتها والعنبات
وكانت قطرميسات المخللات تزهو
بألوانها وملوحتها كماسات كريمة
وعليها وشم راحات الكبار
وراحاتي
وكانت هرر الدار
تتراقص حوالي وتحتك بي دلالاً
كأنها تشحذ مني شيئاً
لتعظِم كبريائها بلمساتي
وكان السلم مائلاً على السطوح
والمناسف مغطاة بالشاش الناصع
تكبّر طنين النحل والزنابير
وتخفي الحلى في جوفها
بفاكهة المربّايات
وكانت جدتي تنعش النار
في فرن الطين قبل خبزها
تفضى لتقبلني بأحر القبلات
وكأني عدت من أقصى الكون
ومن أقصى المجرّات
وتترك على خدي ندى
وفى يدي كسرة ملؤها الزبيب
ولها مذاق الفراديس وطعم الجنات
وكنت طفلاً في مراعي الدار
محملاً بحقيبة جلدية
مكدسة بالدفاتر, بالكتب
وبأعبق الذكريات
وظل فيّ شباك على شارع
وراحة نحاسية على باب
وتوتة معمرة
ومحبرة
وأقلام
وجرار
ومؤن
وبقر
وأغنام
وسحاب
وشموس
وقمر الصيف
وسهر على حواف النجوم
وأحاديث
وأقداح مقصبة بالذهب
وأغاني لا تنتسى
فأنا معبأ بالخيرات
كما المكبّات القديمة
وإلفة جيادنا أيام زمان
ووديع كالسنونوات
#فرج_بصلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟