أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - رسالة الى ابي














المزيد.....

رسالة الى ابي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1907 - 2007 / 5 / 6 - 03:05
المحور: كتابات ساخرة
    


في كل يوم قصة وحكاية جديدة ...تسلقنا الناس بألسنة حداد...نحترق كالشمع لننير لهم الطريق ...مع انهم ينبذوننا..في كل يوم مصيبة جديدة وكلاشيهات جديدة تنغص علينا حياتنا وتسود سمعتنا بين الناس ....يرموننا بالحجارة ونرميهم بعطر السماء ....ولا ترمى بالحجارة الا الأشجار المثمرة .
حرقنا طاقتنا الجبارة في القراءة والكتابة وهم يحرقون طاقتهم بالمغامرات النسائية وبأضاعة الوقت هنا وهناك بالكلام الفارغ عنا ...فمن نحن ؟
نحن المثقفون
اعمارنا قصيرة ..نموت من القهر والجوع وهم يموتون بالشبع الزائد...ومن التخمة الزائدة ..كروشهم منتفخة وعقولهم فارغة ..نحن كالسنبلة التي تحني رأسها من كثرة الحمل الزائد...وهم كألسنبلة المرتفعة الرأس من قلة الحمل والوزن.
أضاعونا حين زادوا هم حملتهم علينا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا...لنا المستقبل الذي سينصفنا منهم ..ولهم هم الحاضر فقط لاغير .
نحن في الوطن العربي نشكل حملا زائدا على أهلينا ..و تطيق بنا صبرا ..ومواهبنا تشكل عارا على تسلطهم ...
نحن المثقفون وصمة عار على جبين العرب والعروبة ...حين يقرؤون عنا الأجيال القادمة كيف كانت سيرتنا الذاتية وكيف كانت سيرتهم الذاتية ..
ان التاريخ لن يرحم أحدا منهم ولا منا ...وسينصفنا منهم ..
الله يعرفنا ويعرفهم ..يوم لا ينفع ظل الا ظله ...الأنبياء -يا بشر -لا يورثون!والعلماء ورثة الأنبياء ..ولا يرثون منهم الا العلم ...نحن من أولي العزم والصبر وهم من أولي الأسراف والبذخ على الذين يزيدون كل يوم في قهرنا ....
تسلقنا الناس بألسنة حداد ...وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ....نحن نتقدم وهم يتراجعون..
فرحم الله ابي حين كان يوصيني بأن أكون نجارا أو حدادا أو ماسح أحذية في الوطن العربي وأن لااقترب من الثقافة ...ولكن شاءت الأقدار ان أكون وارثا الثقافة عنه وأن ارث بمفردي مكتبة عظيمة من الروايات الروسية ...
سامحني يأأبي لأني خالفت وصيتك وأتبعت هوايا كما اتبعته انت ...والناس اليوم ليسوا بمحبين لي ...فأنا أعيش في جزيرة شبه معزولة عن الناس .قرأت الماضي والحاضر وعشقت سقراط ...وهانيبال...وتسكعت في التاريخ الروماني ...ورأيت قادة عظماء ..وسمعت منهم وقرأت عنهم ...رأيت هيباطية وهي تحترق مع مدرستها ومن فيها ...لكنني لم أستفد من تجربتها وأحببت الفلسفة كما أحبتها هي ...شاهدت امليخ ..و..وسانخونياتن...وركبت في مراكبهم ولم اتعلم شيئا من نهايتهم المحزنة ...دخلت مدينة افلاطون الفاضلة وحاولت أن أكون فاضلا لكنهم حسيبونني داعرا وقالوا عني قواد!..هراء ..كله ..هراء..
حطمت الأقفال كما فعل الأسكندر..واشعلت النار وسرقت صندوق الحكمة كما فعلت بنادورا..ولم أعثر ألا على الأمل ...
رأيت أمرأة تخرج من كتف آدم ..ورأيت أمرأة تخرج من رأس زيوس العظيم وشتان ما بين المرأة التي تخرج من الذهن والرأس وشتان ما بين المرأة التي تخرج من كتف أدم ...أو من قدم بوذا .عشقت الجميع يأأبتي ولم أفرق بين أحد وأحد عشقت على قدر سعة صدري وأتساع أفقي ...ولم أحصل ألا على ورقة وكتاب ومكتبة ..
يا أبتي انا اليوم في عداد الأموات لأنني شبه مثقف وأتهم نفسي بألثقافة

في الوطن العربي من الممكن ان تكون لصا محترما أو قوادا مليونيرا ...أو راقصا من الدرجة العاشرة..ولاممكن أن أكون أو ان يكون شخص آخر مثقفا يشبع الخبز
ببساطة نحن المثقفون شحاذون....وموقع سخرية من الناس واللصوص ...قميصي لم أغيره منذ 8ثماني سنين ...وحذائي منذ 1سنة على اقل تقدير...
وهنالك وجه شبه كبير بيني وبين الشحاذين :
حذاء أمتطيه كالشبشب والحفاية ...وامشي في شوارع مدينتي الكئيبة وبيدي رغيف من السندوتش..ولا أملك في جيبي الا أجرة الطريق وهذا نادر جدا ...
نحن المثقفون عالة على اهلينا وقد تعبت أمي العظيمة من كثرة ما تحمل عني من مصاريف ...الله يساعدها شو كانت وما زالت حنونه بتدفع عني ثمن الرغيف ..وتكبدت عني الأحمال السياسية في الماضي ودفعت عني ضريبة الثقافة أكثر مما دفعت أنا ...وكفلتني يتيما ..ومسحت على رأسي كثيرا وما زالت تحمل همي كطفل وديع وهي في الستين من العمر..

يا أبتي ...اين أفر بثقافتي ومذهبي ...لقد مات النجاشي وماتت معه كل ملوك الحبشة



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير العبيد
- القيم الأجتماعية وتفسير الظواهر
- الزكاة كلمة غير عربية
- الكفار والمجانين
- العقاد من قمة رأسه الى أخمص قدميه
- جهاد علاونه ليس كافرا
- المجتمع العربي مجتمع الحظ والصدفة
- عباس محمود العقاد
- عباس محمود العقاد:من قمة رأسه الى أخمص قدميه
- سيد درويش
- المجتمع العربي مجتمع غير سوي
- التكفير عن خطايا الرأسمالية
- أم كلثوم وهيفا وهبي
- مؤسسات المجتمع المدني 1
- الأخلاق
- نظام التعليم من نظام السلطة
- فلسفة العرب
- سحر الكلمة
- الهوية الثقافية
- لماذا تخلفنا نحن وتقدم غيرنا 2


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - رسالة الى ابي