أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - امبراطورية -عين-..!!














المزيد.....

امبراطورية -عين-..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 05:29
المحور: كتابات ساخرة
    


ألحت عليّ منذ مدة فكرة تبدو في ظاهرها مزاحاً ولكنها في مضمونها تعبر عن تحرق الفلسطيني للاستقلالية والحرية كباقي البشر على هذا الكوكب ... والفكرة ببساطة هي إعلان قيام جمهورية "عين" جمهورية فلسطينية مستقلة حدودها جدران بيتي وعدد سكانها تسعة أفراد .. ولعلي لست أول من يقوم بذلك .. فقد أعلن أحد المحامين الشبان أيام حكم الملك فاروق قيام " جمهورية زفتى " المصرية المستقلة وأعتقد أن هذا الأمر حق شرعي لي ولأسرتي الفلسطينية لا تستطيع إسرائيل أو أمريكا عرقلته أو إحباطه.
وكوني رئيساً غير منتخب ومتحمس لتطبيق الديمقراطية "على الورق" كتحمس الجائع البدائي لوجبة من لحم الغزال .. رأيت من باب أولى الشروع حالاً بإدخال الديمقراطية المؤدلجة إلى جمهوريتنا الوليدة اقتداء بكل الدول العربية ودول العالم الثالث ..!!
وسنحت الفرصة فعلاً عندما فقد طلب مني ابني الأكبر بأدبٍ جم على غير العادة أن نرفع العلم على باب جمهوريتنا الصغيرة ... تمنعت في البداية ثم جمعت على الفور "مجلس الوزراء" في جلسة طارئة على مائدة طعام "الخبيزة " وبعد نقاش مثمر وتبادل وجهات النظر تم الاقتراع العلني ليفوز الابن الأكبر بمطلبه بفضل صوت وزيرة الداخلية والشئون الاجتماعية " أم العيال " التي صوتت لصالح ابنها البكر طبعاً .
ماطلت .. وادعيت ببطلان عملية التصويت .. ولكني أذعنت في النهاية وأعلنت بشكل ديمقراطي مسرحي مؤثر التزامي برأي الأغلبية .. وتم رفع العلم في احتفالية بسيطة تراعي مشاعر الجيران الذين لم ينالوا استقلالهم بعد .
قبل أيام اجتمعت مع ولديّ الأكبرين الأول وزير الشباب والرياضة الذي يقضي معظم وقته في الملعب .. ومع شباب " ضايع ..صايع ..مايع " ، والثاني وزير الإعلام " الذي يدمن النت ويعشق أفلام الفيديو ومسلسلات التلفزيون ... بعد ان لاحظت لديهما نزعة متزايدة في التحرر التام من بيروقراطية الرئاسة التي أقوم بمهامها دون كلل أو ملل منذ أن تم " الاتحاد الكونفدرالي " مع بنت الحلال قبل تأبيدة ونيف...!!
قابلت الابنين .. الوزيرين إياهما وناقشتهما في الأمر بحسٍ ديمقراطي يطفح غيظاً ... وفوجئت بصراحتهما .. فقد أفادا بأنهما لم يعودا يتحملا الاحتلال الأبوي الصارم وبيروقراطية الرئاسة التقليدية القديمة وهيمنة النظام الواحد ، لذا فمن حقهما المطالبة بالاستقلال والانفصال وتكوين جمهوريات شخصية حرة أسوة بما حدث بعد وفاة المرحوم الاتحاد السوفيتي والمغفور لها يوغسلافيا في القرن الماضي.
ذهلت .. وأعلنت بصفتي الدستورية حالة الطوارئ ، فأمن جمهورية "عين" أصبح في خطر وحملت المسئولية الكاملة لوزيرة الداخلية التي هونت الأمر وهدأت من أعصابي الثائرة بمسكناتها الفعالة ...
فكرت ثانية ... وتساءلت بذكاء الساسة المتمرسين .. لِمَ لا أستغل الفرصة وأسجل كسباً ديمقراطياً يبيض ولو قليلاً صفحة تاريخي الرئاسي ... لِمَ لا أمنحهما " حُكماً ذاتياً " يكون تحت السلطة المباشرة للجهة المانحة " أنا وأمهم " وفي نفس الوقت أضع في طريقهما العقبات والمشاكل حتى أحرجهما وأحبط أفكارهما الاستقلالية الخطيرة والتي تبذرها جهات شبابية متطرفة وغير مسئولة .
لذا عرضت وبسرعة على الابنين .. الوزيرين مشروع الاتفاق التالي ...
ا ـ عند التخرج من المرحلة الثانوية بتفوق أمنحهما بصفتي رئيساً للجمهورية حُكماً ذاتياً مشروطاً ويتكفل بنك النقد الأسري بتقديم المصروف اليومي لهما بشرط أن يقدما للرئاسة كشفاً يومياً بأوجه الصرف ضمانا للشفافية.
ب ـ عند التخرج من الجامعة سندخل في مفاوضات جدية لإنجاز مرحلة التسوية الدائمة وإمكانية توسيع محدود للحُكم الذاتي مع إصراري على السيطرة على كافة المعابر والحواجز في الجمهورية العتيدة.
وأعلنت بصراحة أن هذا ما أستطيع أن أعد به وبكل ما أوتيت من روح ديمقراطية واعدت إلى الذاكرة شعار جدي " أبو النكد " " اللي عاجبه أهلاً وسهلاً .. واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة ....... "
ضحكت وزيرة الداخلية وأولادها من ديمقراطيتي العرجاء والتي لاتبدو جميلة و في أحلى حالاتها إلا أمام التلفزيون ساعة اجتماع المجلس الوزاري المصغر عشاء حول صحنين فول ..!!
بالأمس قدم ابني الأصغر " وزير التموين والرفاه الاجتماعي " اقتراحاً عاجلاً لمناقشته في الجلسة القادمة لمجلس الوزراء المصغر يتمنى فيه تحويل الجمهورية إلى إمبراطورية حتى تتناسب وواقع الحال والممارسة في دولتنا الأسرية الفتية التي تعتمد أساساً على المحسوبية ونفوذي الرئاسي القوي ..
الاقتراح أعجبني فعلاً وناقشته مع المدام بصفتها السياسية.. وقررنا دون الرجوع إلى مجلس الوزراء إصدار مرسوم ملكي بولادة إمبراطورية "عين" على أنقاض الجمهورية البائدة ... على أن اسلم فورا مقاليد الحكم لابني الأكبر بسلاسة وهدوء نزولا على رغبة وإلحاح وزيرة الداخلية وتهديداتها المبطنة بداع الحرص على المصالح الأمنية العليا للوطن..!!
سادتي القراء ...
لعل أحدكم فكر في أن يسألني لماذا الإمبراطورية ؟! ولماذا "عين" بالذات ؟!
وحتى لا تساء بي الظنون فإني قد أعترف بشعوري المتزايد بالغيرة من رفاهية وهيلمان الملوك والرؤساء العرب بدء من البساط الاحمر الى قص شريط الافتتاح وانتهاء بالسهرات والقبلات ..!!
وقررت ان أسلم الراية بكرامتي وأعيش ماتبقى من أيامي في عزالبلاط ودفء الحاشية بعيدا عن الخوف من الانقلابات والاحتلالات والاغتيالات والاعدامات..!!
أما "عين" فهي الحرف الأول من الجملة الشهيرة " عوضنا على الله " !!
والسلام عليكم ورحمة الله.



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دلف الى مزراب..!!
- مائة يوم للحرب
- اللي مايشتري يتفرج..!!
- مقبرة الانجليز..!!
- حتى الفلافل..!!
- اسألوا أهل النشر..!!
- ستنا الشجرة..!!
- فتافيت أخبار بالشطة..
- صابرين
- هل الاماني ممكنة..؟!!
- انه زمن ال.. هوهو
- الأصل أم الشبيه
- ألف عيلة وعيلة..!!
- على ايش بتتقاتلوا..؟!!
- ياحيف علينا..
- اعتذاريون..واعتذاريات
- عيب ياعمة..
- قلبي على وطني..!!
- اعدام طائفيكي..!!
- صح النوم يا...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - امبراطورية -عين-..!!