أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شهناز أحمد علي - مقتل دعاء والجبن الاجتماعي














المزيد.....

مقتل دعاء والجبن الاجتماعي


شهناز أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:34
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



للإنسان الحق في إختيار المعتقد الديني الذي يريده، ( لا اكراه في الدين ). هذا في الإطار العام للمفاهيم الدينية الإسلامية . ولكن وبالنسبة للأنثى وحقها في الاختيارفإن الامريختلف. فالإسلام يعطي للرجل الحق في الزواج من إمرأة غير مسلمة، أما المسلمة فلا يحق لها ذلك بحجج ومبررات ينتقص جميعها من قدرة المرأة كونها إنسانة كاملة العقل والإرادة. ويبدو إن التعاليم الإيزيدية أيضا" تمنع على المرأة ذاك الحق.
وبالنسبة لللائحة العالمية للحقوق الإنسان والتي تنص على حق الإنسان، بغض النظر عن جنسه، رجل كان أم إمرأة، في الحياة والزواج والمعتقد الديني والسياسي ...الخ ، فلا داعي لذكرها هنا كون المجتمع الشرقي بكل مكوناته الاجتماعية، ما زال بعيدا عن المفاهيم الليبرالية و الممارسة العصرية المطبقة في العالم، كالحق والعدل والمساواة والحرية و..........
وإن كان لقتل فتاة بريئة لا تتجاوز السابعة عشرة من العمروالتمثيل بجسدها الطاهربطريقة همجية دوافع دينية، فإن للأعراف والعادات الاجتماعية دور فاعل في إرتكاب تلك الجريمة التي يندى لها جبين الإنسان. إذ يبدو أن المجتمع الكردي ونتيجة القمع والاضطهاد اللذين تعرض لهما قرابة قرن من الزمن، قد فقد الشجاعة التي كان يتمتع بها على حد وصف المؤرخين له، وأصبح كل شرائح المجتمع تخاف من مقاومة الجهل والمفاهيم المتزمتة الدخيلة على مجتمعنا، بل الكثير من السلبيات الاقطاعية والعشائرية والمعيقة للتطورالإنساني. وإلا فمتى كان عمل المرأة وخروجها سافرة والاختلاط بين الجنسين من الممنوعات بين الكورد.

وبالرغم من إدانة بعض الجهات السياسية والحقوقية الكوردية وقلة من المثقفين لتلك الجريمة الرعناء، فقد بقي صوت الإدانة خافتا" ولم يرتقي لمستوى الحدث. وهذا ما يبين مدى حاجة المجتمع الكوردي الى العمل الجاد والجريء لإزالة كافة مظاهر التخلف والجمود الفكري الذي وجد طريقه الى عقول بعض شرائحه، وأن يرتفع الصوت عاليا في وجه كل من يريد إعادة المجتمع الى عصور الظلام والإستعباد وأن يعي الكل أن حق الحياة الحرة مقدس ولا يجوز الاستهتار به وأن الشرف الحقيقي والشجاعة الحقيقية يكمنان في خلاص الوطن وليس في إستعباد المرأة، الأم والأخت والبنت والزوجة.

وبعيدا" عن نظرية المؤامرة ،فلا يمكن اعتبارجريمة قتل دعاء وقبلها أحداث شيخان، حدثان عابران. فبالإضافة الى بعدهما الاجتماعي الذي يتطلب إعادة النظر في الحال الذي وصل اليه المجتمع الكردي، الذي اعتبره الكثيرون ومن وجهة نظر محايدة، مجتمعا مرشحا ليكون واحة تنتشر منها الديمقراطية والعدالة في الشرق، فإن غاية هذه الأحداث وكما يبدو هي إثارة الفتن في المجتمع الكوردي المعروف ببعده عن التعصب الطائفي والعرقي ، وذلك لعرقلة عجلة التاريخ وإصابة عصفورين بحجر. وأن لايغيب عن بالنا أبدا أن المجتمع الكوردستاني الذي طالما يسعى الى السلم الإجتماعي ولا يفرق بين مكوناته من المسلمين والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم، سيبقى معرضا لمؤامرات الحاقدين المتربصين للإيقاع في صفوفه حسب مبدأ فرق تسد الذي طالما اكتوى الكورد بناره.

إن الإدانة الحقيقية لجريمة قتل النساء في كوردستان عامة لن تتم بكتابة المقالات والبيانات فقط ،بل لابد من إقتران القول بالفعل وتنفيذه على الأرض حقا. ولإجتثاث هذه الجريمة من جذورها والنهوض بالمجتمع الكردي حتى يصبح فعلا مجتمعا" علمانيا" ليبراليا، يحترم حقوق الإنسان ويكون عنوانه الديمقراطية وسيادة القانون، لابد من التحلي بالشجاعة للقضاء على الجبن الإجتماعي الذي يبدو أننا إبتلينا به في مواجهة التخلف، وأن تتكاتف جهود كل السياسيين والمثقبين والمهتمين بالشأن العام في كوردستان للتصدي وبحزم للدخيل الهدام والعمل لإحياء الإرث الكوردستاني المتسامح وقييمه الحضارية لتتمازج مع الفكر الإنساني النير و المعاصر.



#شهناز_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراْة الكردية والنضال السياسي في كوردستان سوريا


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شهناز أحمد علي - مقتل دعاء والجبن الاجتماعي