جواد كاظم اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:08
المحور:
الادب والفن
أمي تنفض فوطتها
وتحضر لنا البخور والزعتر
ثلاثون عاما أعتدنا على ذلك
أعتدنا على تقبيلها ايانا
على دعواتها
على خبزها.. خبز العافية
تنور الطين لايعطي العافية الا على يد أمي
لأن الله بارك في يدها
وجعل الجنة تحت أقدامها
***************
أمي تنفض فوطتها
كانت في الليل خططهم
انهم كالخفافيش لايعرفون ألا الظلام
هل يغدرون..؟
هل يأتون..؟
انه البغض
أنه الحنق
أنه الكره
الكره لكل شيئ جميل في وطني
الكره للجمال
للعشق
للفن
للذاكرة
للمكان
للزمان
يال تعاستهم
لايعرفون غير الموت بديلا
الشظايا
والقنابل
والمفخخات
والملغمات
والاحزمة الناسفة
هي شعاراتهم ولغتهم
اي حقد هذا..؟
أي جنون يسكن رؤوس هؤلاء القادمون بالموت؟
كل ذلك تمتمات على لسان امي
لم نعتد منها هذا في سابق الأيام
عيوني وعيون الصغار تترقب
نشخص بنظراتنا صوب وجه امي
وجه أمي الذي مسح عليه الله بالرحمة
نترقبها وهي تجوب باحة المنزل
الجيران ليس كعادتهم
اسرار وظنون
تكهنات وشجون
يعتصر قلب أمي
قلوب الناس توجهت صوب الله
توجه الجميع بالأبتهال
كانت دجلة تترقب
تنبؤات برحيل .*.أنيس.. أنيس الحكواتي
يال الدهشة
حتى أنيس خارج نطاق الرحمة
لادهشة في موت الأنسان
لادهشة للموت في بلد الموت
من قال أنيس المذياع كما يحلو للبعض تسميته
من قال انه يموت...؟ من يعمل يوم الجمعة.؟
من ينقل أخبار العالم ..............؟
من يجمع قلوب العشاق ..........؟
من من من ..؟؟؟
من يخبرنا..؟
انقطعت كل ألاخبار
لأن انيس غادرنا
وانتهى المشهد عند رأس الجسر
يالها من فجيعة
ويالها من مدينة اعتادت جسورها احتضان التوابيت
من زمن أبن شاهك الى اليوم
من موسى الكاظم
........الى أنيس
سجل ياتاريخ العالم
انهم قتلو حتى الحب
سجل جريمتم
سجل ليتشظى الصوت
ويعلن كل العالم
ملايين اللا............!!!
ليعود ابن زريق مجددا ...
والقمر يشرق مع عيون المها ...
هناك هناك على جسر الرصافة ببغداد
**************
* أنيس شخص من الحي الذي يسكن بجوار الجسر وهو شخص ضعيف العقل لكنه يشكل جزء من ذاكرة المدينة كونه يتمثل بأشياء نادرة منها قيامه بأوقات الجمع والعطل بتنظيف الشوارع وكذلك حمله للمذياع بشكل مستمر لينقل لأبناء حارته اخر الاخبار ومنها اخبار بلدهم الممزق العراق...
#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟