مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1904 - 2007 / 5 / 3 - 11:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لم يكن مستغرباً على الإطلاق أن نسمع أخيراً عن اعتصام العديد من البدو فى سيناء ومحاولتهم اقتحام الحدود المصرية الإسرائيلية التي كان من الممكن أن ينجحوا فيها لولا تصدى حرس الحدود من الجانبين لهم وقد أسفرت المواجهات بين الشرطة والاهالى عن مصرع مجند وإصابة ضابط شرطة وقد طالب الاهالى برفع يد الامن والداخلية عن ملف سيناء ومن أسباب هذا الاعتصام:
1 هو ما يعانيه بدو سيناء من التهميش والأبعاد والاهمال الذين يعانون منه فرغم ان سيناء أصبحت الآن إلى حداً ما قاطرة تقود الاقتصاد المصري بما تدره مدنها الرئيسية كشرم الشيخ وطابا ودهب من دخل نتيجة النشاط السياحي المزدهر بها إلا أن البدو الموجودين هناك لازالوا محرومون من عائد هذا الدخل والذي كان من المفروض ان ينعكس على حياتهم ومستوى معيشتهم .
2 الأبعاد والتهميش ليس مقتصر فقط على الناحية الاقتصادية السابقة بل هم أيضا مستبعدون من بعض المراكز الحساسة لشكوك في ولائهم( مثلهم مثل الأقباط وإن كان بدرجة اقل) فهم مستبعدون من بعض المراكز الحساسة فى القوات المسلحة والشرطة بسبب الخوف من ارتباط بعضهم بإسرائيل فرغم أن تحرير سيناء وجلاء الإسرائيليين عنها مر عليه أكثر من ربع قرن الا ان الثقة لازالت مفقودة من الأمن فى هؤلاء البدو.
3 الطبيعة البدوية هي عامل حاسم في رفض البدوي لممارسات الشرطة فإذا كان البعض يتهم المصريين عموماً بأنهم سلبيين عبدوا حكامهم وعاملوهم كالآلهة فى بعض الأوقات وأنهم قوم لا يثورون حتى وان اشتد الظلم عليهم إلا ان طبيعة البدو مختلفة بعض الشئ فهو لا يقبل الظلم لأنه بدوى والبدوي حياته لا ترتبط ولا تخضع للسلطة المركزية كسكان الحضر او الريف.
4 أن من الأسباب التي جعلت البدو يثوروا أيضاً هى حالة الحراك الموجودة فى مصر فالإعتصامات العمالية المنتشرة فى مصر الآن وتحقيق العمال لبعض مطالبهم نتيجة هذه الاعتصامات كذلك فان عالمية حقوق الإنسان وانتشارها جعلت البدو لا يخافون من تنفيذ هذا الاعتصام بل وطلب اللجوء لاى دولة عربية او أجنبية (حتى لو كانت إسرائيل ) لإنقاذهم من الظلم الذى يتعرضون له فقد مضى زمن "بلادي وان جنت على عزيزة " نلاحظ هنا رغم محاولة بعض البدو اقتحام الحدود الإسرائيلية للجوء اليها فان الأقلام لم تنبري لاتهامهم بالعمالة للعدو بعكس ما يحدث مع الاقباط الذين يتهموا بالعمالة عندما يشرحوا معاناتهم للراى العام العالمى .
هذه هى بعض أسباب هذا الاعتصام لبدو سيناء الذى يحمل دلالة هامة وهو أن ثقافة الاعتصام قد انتقلت من العمال الى جزء هام من سكان مصر يعيش فى منطقة واحدة بل والأكثر من هذا ان يهددوا باللجوء لاى دولة اجنبية ومعنى ذلك ان ثقافة الاعتصام قد بدأت واظنها لن تقف إلا بوقف التجاوزات الأمنية وتغيير نظرة النظام القائم لهذه الفئات والمناطق المهمشة فى مصر كالبدو و الأقباط والنوبيين وإعطائهم كافة حقوقهم وكف يد الأمن والداخلية وخصوصا امن الدولة عنهم وسحب ملفات هذه الفئات من يد امن الدولة.
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟