|
الأحزاب العربية دعمت تحالفي مع لافي-
رانية مرجية
الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:52
المحور:
مقابلات و حوارات
في لقاء صريح مع "المدينة" يقول ميخائيل فانوس، الشخصية العربية البارزة في الرملة، إنه ترك الحياة السياسية في المدينة لصالح بناء عائلة وإدارة المركز الجماهيري العربي*** وينتقد العرب بسبب التمثيل العربي في البلدية*** ولا يخفي صداقته الوطيدة مع لافي*** تقرير رانية مرجية
يعتبر ميخائيل فانوس أحد أبرز الشخصيات العربية السياسية المحلية في مدينة الرملة. فقد أشغل فانوس (48 عاما) عدة مهام في المدينة بينها العضوية في المجلس البلدي ورئاسة قسم المعارف البلدي ومدير المركز الجماهيري العربي.
وقال فانوس في مقابلة مع "المدينة" إن "العام 2004 كان عاما متميزا في حياتي حيث قررت ترك المجلس البلدي وإدارة البيت المفتوح والعزوبية". وتحدث عن هواياته وقال إنها تشمل العزف على الدربكة والدرامز وأنه بدأ بممارسة هواياته هذه عندما كان في الصف العاشر وقال أنه يعشق الصور الفوتوغرافية.
وأضاف فانوس "بدأت دراستي في مدرسة تيراسنطا في الرملة ثم انتقلت لمدرسة داخلية في القدس التي كان للوالد ضلعا في افتتاحها. ومن هناك أكملت في مدرسة أمريكية في بيت جالا حيث كانت أصعب فترة بحياتي بسبب الاحتلال. وتركت الضفة بسبب الصعوبات ورجعت إلى الرملة والتحقت بمدرسة ثانوية يهودية وهي مدرسة مكيف. وأنهيت لقب أول في جامعة بن غوريون في بئر السبع في موضوعي الجغرافيا والتربية ثم في بداية ال87 تركت إسرائيل وتوجهت إلى أمريكا هناك تعلمت في جامعة دالاس - تكساس حيث درست اللغة الانجليزية
ورجعت إلى زيارة الوالد في صيف 1988 وبقيت في البلاد كان المفروض أن أكمل دراستي للقب الثاني لكن أصدقاء تحدوني بقولهم أني اهرب من الواقع فقررت خوض الانتخابات بعد 6 أشهر وهكذا بقيت في البلاد".
وتابع فانوس "بعدما دخلت السياسة المحلية أقمت أربع جمعيات بحياتي هي: جمعية ريعوت - صداقة حيث أسستها سنة 1983 وجمعية للطلاب الأجانب في دالاس - تكساس ثم جمعية البيت المفتوح التي كنت مديرا لها خلال 12 سنة لغاية 2004 وفي سنة 2004 قمت بتأسيس جمعية حياة مشتركة. منذ 1982 ولغاية اليوم التقيت حوالي مع 40 ألف طالب ثانوية يهودي في محاضرات التي تهدف لفتح أفاقهم لرؤية المجتمع العربي بشكل أخر".
"المدينة": لماذا هناك شعور انك اقرب إلى اليهود من العرب؟
فانوس: "أنا عربي فلسطيني مواطن دولة إسرائيل ونقطة الانطلاق لعملي هي وطنية. أنا أؤمن بالحياة المشتركة وبحوار الثقافات. لست بحاجة إلى أي شهادة من احد تدل على عروبتي فانا معروف ونشاطاتي معروفة".
لماذا تركت العمل السياسي؟
فانوس: "أولا خدمت بلدي ومجتمعي على المستوى القطري والمحلي عشرات السنين منها 15 سنة كعضو بلدية خمس سنوات في المعارضة و10 سنوات في الائتلاف كمسئول عن حقيبة الثقافة والمعارف العربية وفي آخر خمس سنوات أضيفت إليّ مسؤولية أخرى وهي رئاسة اللجنة الفرعية للتخطيط والبناء. وصلت لسن 44 فشعرت انه حان الأوان لبناء عائلة ولتغيير في حياتي الشخصية مع إن جميع الاستطلاعات أعطتني قبل الانتخابات مقعدا واحدا في المجلس. وقررت أن أعطي الجماهير العربية في الرملة فرصة في خوض الانتخابات لأول مرة ضمن قائمة عربية واحدة وموحدة. وبعد هذه الخطوة توثقت العلاقة مع جمعية الهدى ومندوبي الحركة الإسلامية في الرملة لدرجة أنهم أتوا إليّ بزيارة مع رسالة شكر وعرفان
في ال95 كنت مرشحا لان أكون سفيرا لإسرائيل في فنلندا. كان الجو مختلفا بعد لقاء رابين وعرافات وإبرام اتفاقية أوسلو. ومن وقتها تركت الأحزاب السياسية".
تنقلت بين عدة أحزاب ميرتس الجبهة التجمع كيف تفسر ذلك؟
فانوس: "طوال حياتي السياسة كنت عضوا في حزب واحد فقط. بدأت في شيلي وراتس واللذان شكلا حزب ميرتس بعد أن اتحدوا. ولكني في 1995 تركت هذا الحزب، ومنذ ذلك الحين لست عضوا في أي حزب سياسي في إسرائيل. في آخر انتخابات للكنيست دعمت التجمع ولكني لست عضوا في هذا الحزب. ومنذ سنتين وكمدير لمركز جماهيري لا أتدخل بتاتا في أمور ومواضيع حزبية. كنت مدعوما طوال فترة 15 سنة في المجلس البلدي من نشيطين عرب في الرملة من كافة الأحزاب ميرتس وحزب العمل والتجمع والجبهة. هذا هو سبب نجاحنا في ال89 بدخول المجلس البلدي بعد غياب لتمثيل العرب منذ الستينات وبنينا قائمة محلية لا حزبية هدفها خدمة أبناء شعبنا في مدينة الرملة ورعاية مصالحهم. ولمدة 15 سنة كنت المندوب عن القائمة وفي آخر دورة حصلنا على مقعدين بسبب دعم حي الجواريش لنا. وفي الانتخابات الأخيرة للبلدية انخفض عدد الأعضاء العرب في المجلس البلدي من ثلاثة إلى اثنين مع انه كان ضمن قائمه عربية واحدة التي خاضت الانتخابات للمجلس".
كيف كانت علاقتك مع هذه الأحزاب ومع الجبهة بالرملة تحديدا التي تتهمك بأنك قريب من رئيس البلدية لافي؟
فانوس: "كما قلت سابقا، منذ سنتين وأنا لا أتدخل في الأحزاب السياسية بتاتا. أنا مدير لمركز جماهيري واخدم أبناء شعبي بكافة انتماءاتهم السياسية. دخلت الائتلاف مع رئيس البلدية لافي سنة 1994 بموافقة كل أعضاء إدارة قائمة التقدم والمساواة بمن فيهم أعضاء الحزب الشيوعي.
وكنا في الائتلاف مع لافي لمدة 10 سنوات توجد صداقة بيني وبين لافي مع اننا نختلف كثيرا من الناحية السياسية. فحين تجولنا معا في الولايات المتحدة أو ايرلندا الشمالية لنقدم محاضرات هو كان يقول رأيه السياسي وأنا كنت رأيي عكسه تماما في المواقف من الناحية السياسية هذا لا يمنع أن نكون أصدقاء الكل يعرف مواقفي الوطنية وأرائي السياسية. لكن على المستوى المحلي فإن دخولنا للائتلاف أدى إلى تغيير جذري في بلدية الرملة في موضوع التربية والثقافة والكل يعلم التغييرات التي حصلت في المدينة منذ 1994 وكتاب الموازنة موجود ومفتوح وبإمكان الجميع أن يروه ويقرؤوا التغيير منذ 1994 لغاية اليوم. كنا شركاء حقيقيين في هذا الائتلاف فطريقتي لم تكن طريق شعارات بل طريق العمل الجاد لتغيير أوضاعنا اليومية المعيشية كأقلية عربية فلسطينية في إسرائيل فكنت أقول دائما كالمثل العربي القائل: بدك تحارب الناطور ولّا توكل العنب. طوال عشرات السنين قبل ال1994 حاربنا الناطور فقط وأوضاعنا كانت تعيسة ولم تتغير بأي شكل ومجال. كنا في السابق أصحاب شعارات فقط ولكن لم نصل للمساواة التامة التي نناضل من اجلها فتوجد تحديات كبيرة جدا خاصة في مواضيع البناء وتخطيط الأراضي والسكن. بدأنا لأول مرة باختيار المدراء في المدارس العربية. وعلى سبيل المثال نسبة الأطفال الذين كانوا في الحضانات 32% اليوم لدينا 92%. البلدية ووزارة المعرف أقاموا 18 حضانة ومدرسة عربية وأضفنا صفوف لمدارس منها مدرسة الجواريش وغيرها كذلك قمنا بحوسبة المدارس الحكومية العربية بعد نضال وأدخلنا مشروع حاسوب لكل طفل".
ما رأيك بقضية أسماء الشوارع بالأحياء العربية؟
فانوس: "أنا أول من اقترح إطلاق أسماء عربية على شوارع الرملة. فحين كنت عضوا في المجلس البلدي طرحت الموضوع على البلدية بعد أن قامت بتعبيد الشوارع في الجواريش والرباط، أي جان حاقال، وهم في البلدية طرحوا باقتراحات لأسماء والبروتوكول موجود.
فطلبت من الرئيس أن نعطي هذه الشوارع الجديدة أسماء عربية فانزل الموضوع عن جدول الأعمال وطلب من موظفي البلدية أن يجلسوا معنا لكي نفكر بأسماء عربية واليوم هذه الشوارع في الجواريش وجان حاقال لها أسماء عربية. إن طريقتي بالحصول على حقنا هو ليس عن طريق الشعارات فقط بل عن طريق الجهد والإقناع لا يمكن أن نفرض على الأغلبية تقبل رأي الأقلية ولكن الأقلية يمكن أن تقنع الأغلبية وهذا ما حصل خلال كل سنواتي بالبلدية. فقد سرت في طريق الإقناع والصبر وليس في طريق الشعارات لأني عرفت أن طريق الشعارات لن تؤدي إلى تغيير الواقع بل ستزيد الصراع بين الأقلية والأغلبية. إنني رجل ديمقراطي أؤمن بقرار الأغلبية ولكن الديمقراطية تقول أن للأقلية يوجد حقوق فسرت على طريق الإقناع. على سبيل المثال قبل عدة شهور حصلنا على قطعة ارض بجانب المركز الجماهيري كي نبني ملعب رياضي لكرة السلة وكرة القدم وقبل عدة أسابيع نجحت بإقناع البلدية بإعطاء جمعية "حياة مشتركة" قطعة ارض لبناء روضات وحضانات عربية يهودية في الرملة. قائمة المشاريع التي استطعنا تغييرها في السنوات الأخيرة طويلة. لم اقل أبدا أننا وصلنا إلى الهدف المنشود كأقلية عربية في الرملة ولكني قلت أن المسيرة بدأت في سنة 1994 استطعت إقناع البلدية برفع الدعم الممنوح للمركز الجماهيري ل50% مع ان بالمركز الجماهيري اليهودي حدث تخفيض في الميزانية واليوم ميزانية المركز الجماهيري ارتفعت بـ 133%".
ما رأيك بسعي لافي لتغيير اسم الرملة؟
فانوس: "أنا من مواليد الرملة. تاريخ عائلتي في الرملة يعود لحوالي 800 سنة أحب الاسم ولن أعطي أي دعم لتغيير الاسم".
ما رأيك بتصريحات لافي ضد العرب؟
فانوس: "لافي وغيره يعرفون رأيي بهذا الموضوع رغم أني لغاية ألان مفاجأ من تصريحاته لأنني اعرفه جيدا وعلاقتنا جيدة. كمدير مركز جماهيري أنا ممنوع من الاشتراك بالمظاهرات ولكني اخترت التظاهر لأني رفضت هذه التفوهات فشعرت انه يجب أن أكون هناك حتى إن كلفني الأمر فقدان وظيفتي. ولكني تلقيت دعم كبير من أهل بلدي ومن المسئولين علينا في إدارة المراكز الجماهيرية".
أليس تمثيل العرب في البلدية قليل رغم أن نسبة العرب 20% بالرملة؟
فانوس: "هذا صحيح. تمثيل العرب قليل فهناك عضوان بين 17 عضوا والسبب يعود للعرب أنفسهم. كذلك يوجد نقص في العرب في وظائف مهمة وهذه إحدى التحديات والمشاكل الموجودة. أعلى وظيفة وصل لها العربي هي نائب مدير قسم أنا العربي الوحيد الذي يشترك في اجتماعات مدراء أقسام البلدية بدعوة من الرئيس لافي كمدير لمركز جماهيري عربي. اشارك من منطلق وظيفتي لست موظفا في بلدية الرملة أنا موظف في شركة المراكز الجماهيرية في إسرائيل التابعة لوزارة المعارف ولكن دون دعم البلدية للمركز الجماهيري العربي سيغلق المركز".
حدثنا عن المركز الجماهيري وعن النشاطات التي تقومون فيها.
فانوس: "لدينا ثلاثة فروع. الفرع الرئيس هو كلور في الجواريش وفرع في البلدة القديمة أي النادي الأهلي وفرع جديد في المدرسة الأرثوذكسية. لدينا 4100 طالب في السلة الثقافية. كل طالب يشترك ب4-5 عروض مسرحية وموسيقية وهناك دورات فنون تشكيلية لدينا اشتراك من من 10 مدارس و22 حضانة عربية. الدورات التي ننظمها تشمل فنون موسيقي جيم بوري رياضة للطفولة المبكرة رقص جيز ايروبيك للنساء ماكياج كاراتيه دبكة عربية مسرح تعليم على الآلات الموسيقية دورات لبسيخومتري كرة قدم للفتيات وكرة قدم للأولاد ودورات حاسوب وهناك 250 طالب يتلقون تقوية بالقدرات التعليمية على مدار الأسبوع بمواضيع الرياضيات واللغات. ولدينا أيضا برامج الطفولة المبكرة. كذلك لدينا حضانة مصغرة لثلاث أيام في الأسبوع. ونادي للمسنين يخدم 80 مسنا ولدينا مشروع إعلام وتلفزيون جماهيري ولدينا نادي للأفلام وبرامج تثقفيه للأطفال ولاسيما بيت الشوكو والكثير الكثير من البرامج والفعاليات والمشاريع التي ستفتح خلال الأسابيع القادمة".
#رانية_مرجية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدروس في الملاجئ
-
والدة الأسير مخلص برغال: أتمنى أن يمدني الله بالقوة
-
التخطيط لاستكمال بناء جدار الفصل العنصري في اللد مستمر والمع
...
-
دكتور المناهل
-
الهدم القادم: عائلة الشمالي
-
جيتو الرملة ..صرخة لا يسمعها أحد
-
مسحة الغفران
-
وانتصر الحب
-
مذكرات شهيد عاشق
-
لأول مرة منذ قيام الدولة اليهودية ندوة حول النكبة وقرار التق
...
-
فلسطينيات
-
وأخيرا لدينا برنامج هادف غير مجنّد أو مرقّع!
-
لن نموت
-
حادثة
-
الله محبة
-
- قراءة في ديوان - أيقونة الحب للشاعرة سوزان صيداوي دبيني -
-
اخرج مني يا ملعون
-
مذكرات امرأة غير قابلة للكسر
-
ساقطة قديسة
-
احتراق الروح- من الادب النسوي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|