فرانسوا باسيلي
الحوار المتمدن-العدد: 1910 - 2007 / 5 / 9 - 10:35
المحور:
الادب والفن
الفجر يهرع عبر السماء
في لهفة كعريس
على موعد لعناق حبيبته
وعروسه مصرية سمراء
تنام بحجرتها الحجرية
على بابها ألف حرس قديم
وأحجبة سحرية
وأقمطة سوداء
تعاني من قلة الزاد والماء
وفساد الهواء
فتسقط في إعياء
والفجر يهرع في لهفة كعريس
فيسقط منه شعاع
على وجهها
فتفيق بغير دراية
وتنهض من نومها
تفوح برائحة الأرض والورد
مثل إيزيس
تنهض من نوم مائة جيل وجيل
وتلقي ببرقعها في النيل
وتقول : كفاية !
مللت من الليل والموت
سئمت من الخوف والصمت
ومن أوجه الحراس
ومن مخبرين بغير نهاية
تنهض مصرية سمراء
تخلع عنها حرير الأساطير
وتطلع من ليلها كالنهار
تمر على الحقل
تقطف فاكهة الفجر
يقطر من راحتيها الندي
وتبرق في وجنتيها الحياة
ويسطع نور الجبين كآية
فيؤمن من يتملآها بالله
ويراها الفتي المتلهف
يعشقها في الحال
ويبكي من الحب
يتبعها للتلال
يقول : اجذبيني وراءك نجري
إلى بلد لا تجور علينا
ولا تئد القلب في الصحراء
ولا تسحق الفقراء
ولا تمنع الشعر والشعراء
إجذبيني لنجري
إلى بلد لا تحرّم خيرا علينا
لا تحرّم نورا علينا
لا تحرّم حبّ المحبّين والأصدقاء
يقول : إجذبيني لنجري ...
ويسقط من لهفة وعناء
فتقول له :
قم يا مصري
حلال عليك الندى
والمدى
والفضاء
حلال عليك المحبة
والحرية البيضاء
قم يا مصري
حلال عليك البلاد الجميلة
والأرض
والنهر
والماء
تنهض مصرية سمراء
لكي تتحدث عن نفسها
وتقول : أنهضوا واتبعوني
إلى الغد
يبرق عبر السماء
نغني أناشيدنا
ونبني مدائننا الخضراء
وارفعوا للمسرة
والحب
والحق راية
وارفعوا صوتكم
وقولوا لمن منعوكم
ومن حرموكم
ومن عذبوكم
كفاية !
قم يا مصري لعرسك
وأدفع مهر العروس
إنها في انتظارك
مخلصة للنهاية .
#فرانسوا_باسيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟