أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيزالراشيدي - ما بين زرادشت النتشوي وزرادشت الفارسي














المزيد.....


ما بين زرادشت النتشوي وزرادشت الفارسي


عبد العزيزالراشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 06:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا زاردشت؟

إن أول إشكال يواجهنا ونحن ننوي قراءة كتاب هكذا تكلم زاردشت هو لماذا وقع اختيار نيتشه على هذا الاسم الذي ارتبط بالحضارة الفارسية في إيران .أي ما الذي جعل نيتشه الفيلسوف الألماني ابن القرن التاسع عشر يستعر هذا الاسم المنتمي لحقبة تاريخية بعيدة ألا وهي القرن السابع قبل الميلاد فما هويا ثرى الحبل المنصوب بين نيتشه الألماني و زاردشت الفارسي؟

إن هذا الإشكال الذي نطرحه الآن في مستهل قراءتنا لهذا الكتاب يعد في غاية الأهمية، بما كان لأنه سؤال دو طبيعة جوهرية.ولعل هذا ما أثر دهشة نيتشه نفسه لأن أحد لم يطرح عليه هذا السؤال على حد قوله في كتابه"هذا الإنسان"في المجلد الثامن الجزء الأول ص334ص335.
إننا إذ نطرح هذا الإشكال في مستهل هذه القراءة نكون قد فتحنا الطريق نحوى مركز أطروحات زاردشت بالذات ،لأننا نؤمن بأن هذا الاختيار ليس اعتباطيا أو من وحي الصدقة بل له مبررات ،وغايتنا هاهنا هي الكشف عن هذه الاعتبارات .إذن لنا الآن أن نتساءل بمعية نيتشه عن ما الذي جعله يختار هذا الاسم الفارسي؟
إن الإجابة على هذا السؤال تحتم علينا لامحال أن نعد إلى النبش في كتابات نيتشه وسنقف بالأخص على كتاب هذا الإنسان، حيث سنجد أن نيتشه يقول أنه اختار زاردشت بالضبط لكي يجعل زاردشت الننشوي يقول عكس ما قاله زاردشت النبي الفارسي وبالفعل هذا ما يمكن أن نستنتجه من خلال قراءتنا للكتاب إذ نجد أن هناك تعارض جدري بينهما ،فإذا كان زاردشت التاريخي قد ابتدع ثنائية الخير والشر باعتبارهما مبدأين متصارعين وهذا يعود في رأي نيتشه إلى كون زاردشت قد قام بهذا الابتداع عبر تعميم تجربتنا الأخلاقية البشرية للخير والشر.
وانطلاقا من هذا التناقض والصراع يتم تفسير كل ما يقع في الكون باعتباره صراع بين الخير والشر إذن زاردشت الفارسي قام بنقل الأخلاق إلى دائرة الميتافيزيقا أي إلى ما وراء الطبيعة وهذه الفكرة هي مربط الفرس بالنسبة لنا لأن هذا ما سيرفضه زاردشت الننشوي وهذا يشكل نقطة أساسية في فكر نيتشه،لكن سنعد للإشكال الأول لنرى أن نيتشه قد وضع زاردشت في وضعية جديدة يناقض رسالته الأولى وهذا ليس فقط على سبيل السخرية النتشوية التي لم تكن يوما مجانية بل لأن زاردشت الفارسي كان مثله مثل نيتشه واضح الرؤية وصادقا .كما أن نيتشه يرى بأن زاردشت هو أول من بشر بثنائية ونزعة أخلاقية من خلال اكتشف أساس الواقع في التعارض بين الخير والشر .هذا بالإضافة إلى كون زاردشت أول من اكتشف الأساس الأخلاقي لميتافيزيائه واجرى عمدا هذا النقل من الأخلاقي إلى الكوني وميز الأصل الأخلاقي لتصوره للعالم.
وهذا التمييز بلغة نيتشه هو في حد ذاته صدق إذ يقول في كتاب المسيح الدجال (ما أدعوه كذبا إنما هو رفض رؤية شيء مرئي)
بالإضافة إلى كون زاردشت صادقا فهو كذلك يتميز بالشجاعة في التعبير عن آراءه حيث كان زاردشت أكثر صدقا من أي مفكر أخر لهذا وقع اختيار نيتشه له .ما دام نيتشه نفسه في حاجة إلى الشجاعة والصدق لأنه سيطرق مناطق خطيرة في الثقافة الغربية.إذ سيعلن موت الله وقلب القيم ،وهذا النقاش يندرج ضمن
منضومات نبذ الخطاب باعتباره نقاش محضور تضيق أعيون المصفة .
إدن تأسيسا على كل هذا نخلص إلى أن إختيار نيتشه لزاردوشت لم يكن من وحي الصدفة ،بل خطورة المواضيع التي سيطرقها نييتشه ، وضرورة الوضوح والشجاعة هي التي حكمت هذا الإختيار الموضوعي لنيتشه.



#عبد_العزيزالراشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضارة القمع وآليات صناعة الأوهام


المزيد.....




- استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي ...
- عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط ...
- ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي ...
- تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة ...
- إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق ...
- رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
- مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
- قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيزالراشيدي - ما بين زرادشت النتشوي وزرادشت الفارسي