أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا














المزيد.....


أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في أواخر سبعينات القرن الماَضي، عرضت في لندن ولعشر سنوات من دون انقطاع مسرحية بعنوان : (اغلقي عينيك وفكري في إنجلترا) . خلاصتها، أن أحد اللوردات يدعو أحد شيوخ البترول الكبار(عربي طبعا) الى وليمة عشاء . وكان هذا اللورد رئيسا لمجلس إدارة شركة بترول كبرى . وعمالقة البترول – كما تعلمون- عمالقة السياسة في الوقت نفسه.
وعلى عادة الإنكليز الذين يتمتعون بعقل استخباراتي حتى في الأمور الاجتماعية، يقوم اللورد بجمع المعلومات عن ما يحبه الشيخ من أكل وشراب ...والأهم عن مزاج الشيخ في النساء ، الذي أفادته المعلومات بأنه يحب الشقراوات ، و(جزعانه ) نفسه من السمراوات .
وبأسلوب اللورد المهذب!، يلمّح لزوجته بأن يكون بين المدعوات شقراوات (بموديلات) تناسب ذوق العربي في المرأة ، وأن تراقبه عن بعد وترصد نظراته . وإذا استقرت على واحدة تعجبه فما عليها سوى أن تقوم بتقديمها وتترك له الفرصة ، فالعربي خبير بهذه الأمور، واشطن من إبليس في سرعة الإقناع ..إقناع النساء طبعا ، فكيف اذا كانت فيه رائحة نفط أيضا ! .
وتجري أحداث المسرحية بين الويسكي الاسكتلندي المعتق، والسيجار الكوبي المعّفر، والعطور الفرنسية التي تقدح زناد الغرائز...وشيخ البترول هو شيخ (القعدة)..وسلطان زمانه ...يداعب هذه ويقرص تلك ، ويغازل هذه، ويرفع الكأس لتلك من محترفات الغواية.
في المشهد الأخير من الفصل الثالث للمسرحية ، تمسك زوجة اللورد بذراع زوجها وتسحبه جانبا لتختلي به وقد اختلطت على وجهها علامات الدهشة والحيرة ، وهي تقول :
* جون ..هنالك مشكلة
يرد عليها بسرعة
- أرجوك ، لا أريد مشاكل هذه الليلة.
ترد بانفعال تحاول السيطرة عليه
* ليس قبل أن تسمعني
- قولي ، ماذا ؟
* هل تعرف من التي أعجبت الشيخ ؟
- بالتأكيد أكثر من شقراء
* أبدا..أنا التي أعجبته!..أنه يريدني أنا !!.
يفتح عينيه على سعتيهما مندهشا ويقول :
- أنت ؟!. لابد أنه مجنون
يسكت للحظة ..وتتلاعب على وجهه انفعالات الدهشة والحيرة. ثم يقول لزوجته بكلمات تتعثر على شفتيه :
- حسنا حبيبتي.. اغلقي عينيك وفكري في إنجلترا !
ويسدل الستار
تذكرت هذا المشهد من المسرحية لدى متابعتي لتأليف الحكومات الاولى والثانية والثالثة " وعشمي أن تلتقطوا الفكرة ولا تسيئوا التأويل " . فقد كشفت تشكيلاتها أن الشيعي يريد أن يكون العراق له ، والكردي يريد أن تكون كلمته في العراق هي الاولى ... فكلاهما يريان نفسيهما أن ما وقع عليهما من ظلم لم يقع لأحد في الدنيا وان ساعة الحق قد حقت ، وان عليهما أن لا يفرطا بفرصة تاريخية لن يجود الدهر عليهما ثانية بأختها . والسنّي يريد أن يكون العراق له، فقد كانت السلطة فيه ( طابو صرف ) له ابّا عن جد ، وبريطانيا تشهد له بهذا الحق . والتركمان يريدون حصتهم ، والكلد وآشوريين، والمندائيين، والفيليين، والايزديين، و ...
ومصيبة المصائب ، أن الشيعة على شيع ، والسنّة على فرق ، والكورد على فصائل ، والتركمان على جبهات ، والكلدواشوريين على أصناف ... ومن كان منهم بالأمس يرى السياسة بعبعا مخيفا صاروا فجأة سياسيين محترفين، بعدد لا حصر له، والعراق واحد فقط !. وتحار في الأمر حتى لتصاب بالدوار وكأن ما يجري من أحداث في العراق هو مسرحية من صنف ما بعد اللامعقول ، عنوانها – وهو المعقول الوحيد فيها - :
(( أغلقوا عيونكم وفكّروا بكل شيء ... إلا العراق ! )) .




#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيكولوجيون العرب وتحديات العصر
- الحزن المرضي ... والشخصية العراقية
- 10% فقط. ..نزيهون في العالم
- مرض الكراهية
- مصيبتنا ..فيروسات ثقافية!
- كردي ما اعرف ... عه ره بي نازانم !
- حصة العراقي بالنفط ... والدستور
- العراقي وسيكولوجية الرمز
- الشخصية العراقية تخطّئ علم النفس!
- العراقيون...وسيكولوجية الحاجة إلى دكتاتور!
- يا أعداء أمريكا ... اتحدوا لتدمير بغداد !
- تعدد مرجعيات الإرشاد لدى العربي بين العلم والخرافة
- الحقيقة ...عند الحاج غيلان !
- العراقي : هل صار مكروها عالميا ؟!
- هاملت شكسبير تحليل لشخصيته وتردده
- العراقي ... و الخوف
- كلب بافلوف !
- نظرية الوردي ...لم تعد صالحة
- مظفر النواب
- المرأة موضوعاً شعرياً في الابداع العربي - مشاعر وجدانية قدمت ...


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا