أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - الإصلاح العربى الإنسانى














المزيد.....


الإصلاح العربى الإنسانى


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:37
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من الصعب جداً التيقن من إرادة المواطن العربى فى قضية الإصلاح وماهو الإصلاح الذى يمكن أن يفهمه فى عصرنا الحاضر، فالمواطن البسيط يعتقد أن الإصلاح يعنى أن هناك خلل فى أفعال الآخرين من حوله ولكنه يرفض أن يلصق به أحداً " تهمة " الإصلاح لأنه يعتقد بأن شخصه المقدس لا يوجد به خلل أو عيب ما !
من هنا نجد كل مواطن يلصق بنفسه صفة الكمال والخلو من العيوب التى تحتاج إلى إصلاح، بمعنى آخر فإن الإرادة الإنسانية للمواطن العربى فى محاولات الإصلاح مفقودة تماماً وساعدت السلطات الحاكمة على إجهاضها بشتى الوسائل والحيل ومنها محاولات تصوير الإصلاح على أنه يأتى من الخارج و يهدف إلى إفساد الدين لذلك شجعت السلطات الحاكمة الحركات الدينية بشتى صورها لتقف بشكل أصولى ضد هذا الإصلاح الآتى من أعداء الوطن والأمة الذى يعتدى على خصوصيات " الشخصية العربية " .
لذلك كان المواطن نفسه على يقين من الإصلاح لا يحتاج إليه وأنه " مبسوط كده " من كثرة ما تبثه الوسائل الإعلامية من أنه " خير الناس " ، بل وأصبح عاجزاً عن إدراك حاجته الخاصة إلى الإصلاح الذاتى حتى يستطيع أن يكون عاملاً إصلاحياً إيجابياً فى أسرته ومجتمعه.
ومشاعر اليأس والخيبة والإحباط واللجوء إلى العنف والتطرف والإرهاب ماهى إلا مظاهر العجز الحقيقى عن إدراك أن الفرد ذاته هو موطن الداء ، لأن نظام حاكم لن يتغير من تلقاء نفسه بل يحتاج إلى أفراد الوطن الذين يعالجون أنفسهم أولاً من الأمراض المزمنة التى زرعها فيهم هذا النظام ثم يتجهون إلى توعية باقى المجتمع.
لكن الذى يحدث فى مجتمعاتنا العربية هو محاولات إصلاح عنصرية حيث تقوم بعض الحركات بتبنى شعارات تستحوذ على مشاعر المواطن البسيط الغارق فى مشاكله اليومية وخاصة رغيب الخبز اليومى ، ولأنه يعيش حالة من الأختناق فهو يحتاج إلى " الفضفضة " والصراخ فإذا دار نقاشاً تجد الجميع يصرخون وإذا خرجت مظاهرة خرج فيها ليصرخ وليحطم ما تصل إليه يداه ، هذا هو إنسان اليوم المريض.
إن خطاب ما يسمون أنفسهم بالمفكرين الإصلاحيين لم يتوجه إلى إحداث تنمية حقيقية إنسانية فى ذات الفرد العربى ، وإنما كان خطاباً إستهلاكياً يستغل الأديان لتحطيم ما تبقى لدى الفرد من فرص الخروج من أزماته ومشكلاته الإنسانية ، وبدلاً من أن يكون الفرد ذو تأثير إيجابى وفعال فى محيطه الإجتماعى ، أصبح تأثيره سلبياً نحو نفسه ونحو مشاكله التى تتكاثر بأستمرار وفى الوقت ذاته له تاثيراً إيجابياً نحو السلطة الحاكمة إذ أن الخمول الذى يعيش فيه وهو النتاج الطبيعى للخطاب الفكرى والدينى المتفشى فى المجتمع بأكمله يخدم مشاريع تلك السلطة الحاكمة وبقية الحركات والجماعات التى لها مصالحها فى القفز إلى كرسى الحكم .
لذلك نجد أمام الفرد العربى تحديات كثيرة ومنها كيفية الخروج والتغلب على دائرة الخوف الذى نسجها لنفسه ونسجها له رجال الفكر والدين ليقع الفرد العربى فى النهاية ضحية إحتلال لفكره وعقله ويصبح عبداً سجين هذا الفكر وهذا الإحتلال العقلى الذى يقوم بتوجيه مشاعره ومصالح فى مجتمعه حسب مصالح ومشاريع هذا الإحتلال.
الإصلاح إذن هو إصلاح إنسانى فى المقام الأول والأخير ولا دخل له بالقوميات أو بالأديان أو بالجنسيات ، إصلاح قائم على معايير إنسانية إجتماعية تحترم الفروق الفردية بين البشر بغض النظر عن طبيعة هذا الآخر من أى كوكب يأتى أو من أى دين أو طائفة ينتمى ، أن يكون المعيار الوحيد هو المعيار الإنسانى .
ستقام منتديات ومؤتمرات وندوات للحديث عن الإصلاح ، وسيخرج لنا المفكرين وغير المفكرين بنظرياتهم فى تشخيص الإصلاح وعلاجه ، لكن سيبقى الفرد هو الضحية الذى يعانى فى النهاية من كثرة الأوهام التى تحيط وأحاط نفسه بها ، لأن الإصلاح لابد أن يكون دوافعه فردية يستشعرها الفرد حتى يستطيع التغلب عليها بالعلاج المفيد.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحادى عشر من سبتمبر والشيطان الأكبر
- سبتمبر ولغة الأنتقام
- علماء المهجر
- الحرية بين الشيطان والبشر
- رُب ضارة نافعة
- جبران خليل جبران
- مسلمون ضد التمييز
- مصر بين الدين والسياسة
- المصحة المصرية للأمراض العقلية
- الدنمارك وإنتفاضة الغضب
- عبد الكريم سليمان ضحية السياسة المصرية
- مصر والهويات الضائعة
- مبارك لم يباركه المصريون
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب
- الإصلاح وإرهاب الآخر
- سيد القمنى وشرم الشيخ
- هل الله محبة ؟
- بلطجية التطبيع
- السب والتشهير فى حق مصر


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ميشيل نجيب - الإصلاح العربى الإنسانى