|
الزعيم يتسمم وأنتم تنتشون
محمد خليل باك لاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:14
المحور:
كتابات ساخرة
انه لوضع لايطاق عندما يجد المرء نفسه في عظام المصاعب ويعي حجم الكارثة دون ان يتلقى المساعدة من اخيه الانسان، لكن كارثة الكوارث ان يكون الوضع كارثي دون ان يكون وعي النخب يرتقي لمستوى الكارثة. الكارثة الاولى هي الانتقاص من أو سوء التقدير لمستوى الزعيم؛ قد يكون التحديد ضروريا في بعده الفلسفي لكنه بالتاكيد مقيد للحرية اذا ما تعلق الأمر بصفات الزعيم فإعطائه الصّفة-ايا كانت حجمها- فهي تحجب عنه الرؤية وتضعه في خانة ما، ومن منا يتمنى ان يكون في خانة !! كلمة زعيم كصفة هي محََّددة ومحدِِّدة وهذا يعتبر انتقاص، كذلك صفة القائد أو المعلم أو زعيم الزعماء أو قائد القادة أو مرشد الشعب أو قائد الحركة الديمقراطية في منطقة حوض المتوسط ، أو مرشد الشعوب المضطهدة في العالم كذلك هو انتقاص ان قلتم: محرر الكرة الأرضية مثلاً. ولكي لانطيل، فأنا من جهتي لاأقترح صفة زعيم المجموعة الشمسية بل زعيم المجرّة لكي نقطع الطريق على المزاودات. والى ان ُيناقَش اقتراحي ويظهرللسطح ماقد يكون أفضل، أويثّبت مقترحي بعد مباركة الزعيم طبعاً، يوم الثلاثاء (بعد لقاءه بالمحامين)إن تمّت الزيارة. الى ذلك سنكتفي بكلمة زعيم. كلكم سمعتم بأنه تسمّم أو يواصل تسممه فسارعتم الى اقامة خيم التسمّم ووزعتم القهوة المرّة، اقمتم وتقيمون المظاهرات في انحاء المعمورة،تضربون عن الطعام و الشراب،تهدّدون بأنه هناك المئات من الشباب والشابات الجاهزين لحرق اجسادهم في سبيله، انشأتم مكاتب متابعة صحته ولجانا تابعة لها كل حسب اختصاصه؛ فمثلا لجنة متابعة حالة ركب الزعيم ومقرها كركوك اصدرت بيانا تضامنيا مع لجنة متابعة احوال انياب الزعيم و مقرها إيلام تطالب بلجنة طبية مافوق اقليمية للكشف.......الخ، تخصصون العشرات من برامج التلفاز وتدعون الأخصائيين و انصافهم من انحاء المعمورة للحديث عن سعال الزعيم ، تقيمون المؤتمرات بأسماء السموم و تسمّون الأطفال بأسماء السموم تكريماً للمادة التي تسري في دم الزعيم. ابتدعتم "اليوم الوطني للسموم" في هذا اليوم تحملون التحيات المسمومة من الزعيم. كل الكتاب و المثقفين و انصافهم، كل المغنين و المبدعين وارباعهم كتبوا و غنوا ومجّدوا السم . البعض كتب أملاً منهم بعمل في اجهزة اعلام الزعيم ، البعض الآخر املاً في أن يعود للعمل، وآخرون لتقوية مراكزهم او في ترجمة "لأعمالهم"او طباعة أونشر من مؤسسات الزعيم...الخ تتباكون وتشتهرون على أكتاف الزعيم ولاتتمنون –حقيقة-له ان يخرج من مكان إقامته الحالية لأنه يدري انكم تتطحلبون. بدعة التسمم جاءت متأخرة ياسادة ، فالزعيم يتسمم منذ امد طويل وانتم لاتتجرأون على الجهر بذلك، لأنكم ترون بأم أعينكم مصير كل من يحاول التفكير بالتغريد خارج السرب. يتسمم الزعيم بشكل خلاّق ويبث سمومه في مرؤوسيه ومن نسق لنسق ليستقر في أضعف الخلق ليضافوا الى سجلّ الخونة أولاً ومن ثم يحّولوا الى سجل الشهداء. أنا لم أجد جواباً على أسئلة من يشك في التسميم الأخير واتساءل أيضاً: - مالخطر أو التهديد الذي يشكله الزعيم على الأمن القومي التركي كي يسمموه؟ - هل رفض مرةً إيصال رسائل أسياده الى مرؤوسيه كي يحاولوا التخلص منه؟ - هل شكك مرؤوسوه مرة في رسائل الزعيم ولم ينفذوا –لاسمح الله – ما يصدر عن الزعيم كي يفكر آل عثمان بالتخلص منه؟ يتسمم الزعيم فيموت ابناءنا، ولاأحد يدري في سبيل ماذا استشهدوا. يتسمم الزعيم وتبثون المزيد من الأغاني الممجّدة لشهادة بلا هدف. يتسمم الزعيم وتختزلون قضية ثلاثين مليون من البشر في حيثيات صحة الزعيم يتسمم الزعيم وانتم تملؤون اقلامكم من مداد سمّه وتحقنون بها ادمغة من لايجرء حتى على التساؤل. حتى بعض الأخوة العرب ممن يناصر قضية الكورد لم يسلم من سمومكم وسموم الزعيم القائد الأوحد للمجّرة.
#محمد_خليل_باك_لاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|