أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل الامين - ملامح من الفكر السوداني المعاصر:الرق والراسمالية ليستا اصلا في الاسلام














المزيد.....


ملامح من الفكر السوداني المعاصر:الرق والراسمالية ليستا اصلا في الاسلام


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فالأصل في الإسلام الحرية ، ولكنه نزل على مجتمع الرق فيه جزء من النظام الاجتماعي والاقتصادي . وهو مجتمع قد ظهر عمليا أنه لا يحسن التصرف في الحرية ، مما أدى الى نزع قيام أفراده بأمر أنفسهم ، وجعل ذلك إلى وصي عليهم ، وقد رأينا أن هذا أدى الى شرعية الجهاد . ومن أصول الجهاد في سبيل الله أن يعرض المسلمون على الكفار أن يدخلوا في الدين الجديد ، فإن هم قبلوه ، وإلا فأن يعطوهم الجزية ، ويعيشوا تحت حكومتهم ، مبقين على دينهم الأصلي ، آمنين على أنفسهم . فإن هم أبوا عليهم هذه الخطة أيضا ، حاربوهم ، فإذا هزموهم اتخذوا منهم سبايا ، فزاد هؤلاء في عدد الرقيق السابق للدعوة الجديدة .
والحكمة في الاسترقاق تقوم على قانون المعاوضة . فكأن الانسان عندما دعي ليكون عبداً لله فأعرض ، دل إعراضه هذا على جهل يحتاج إلى فترة مرانة ، يستعد أثناءها للدخول ، عن طواعية ، في العبودية لله ، فجعل في هذه الفترة عبدا للمخلوق ليتمرس على الطاعة التي هي واجب العبد . والمعاوضة هنا هي أنه حين رفض أن يكون عبداً للرب ، وهو طليق ، وأمكنت الهزيمة منه ، جعل عبدا للعبد ، جزاء وفاقا . (( ومن يعمل ، مثقال ذرة ، شرا ، يره )) .
وهكذا أضاف أسلوب الدعوة إلى الإسلام ، الذي اقتضته ملابسة الوقت ، والمستوى البشري ، إلى الرق الموروث من عهود الجاهلية الأولى ، رقا جديدا ، ولم يكن من الممكن ، ولا من الحكمة ، أن يبطل التشريع نظام الرق ، بجرة قلم ، تمشيا مع الأصل المطلوب في الدين ، وإنما تقتضي حاجة الأفراد المسترقين ، ثم حاجة المجتمع ، الاجتماعية ، والاقتصادية ، بالإبقاء على هذا النظام ، مع العمل المستمر على تطويره ، حتى يخرج كل مسترق ، من ربقة الرق ، إلى باحة الحرية . وفترة التطوير هي فترة انتقال ، يقوى أثناءها الرقيق على القيام على رجليه ليكسب قوته من الكدح المشروع ، وسط مجتمع تمرن أيضا ، أثناء فترة الانتقال ، على تنظيم نفسه بصورة لا تعتمد على استغلال الرقيق ، ذلك الاستغلال البشع الذي يهدر كرامتهم ، ويضطهد آدميتهم ، والذي كان حظهم التعس إبان الجاهلية .
وهكذا شرع الإسلام في الرق ، فجعل للرقيق حقوقا وواجبات ، بعد أن كانت عليهم واجبات ، وليست لهم حقوق . ثم جعل الكفارات ، والقربات ، بعتق الرقاب المؤمنة ، السليمة ، النافعة . وأوجب مكاتبة العبد الصالح الذي يستطيع أن يفدي نفسه ، وأن يعيش عيشة المواطن الصالح . وهو في أثناء ذلك يدعو إلى حسن معاملتهم فيقول المعصوم (( خولكم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تطعمون ، وأكسوهم مما تلبسون )) .


الرأسمالية ليست أصلا في الإسلام

والأصل في الإسلام شيوع المال بين عباد الله ، فيأخذ كل حاجته ، وهي زاد المسافر . وذلك أمر يلتمس تطبيقه في حياة المسلم الوحيد في تلك الفترة ، وهو النبي . ولكن الإسلام نزل على قوم لا قبل لهم به ، فلا يعرفون إلا أن المال مالهم . وهم لم تكن عليهم حكومة تجعل على مالهم هذا وظيفة يؤدونها ، ولذلك فقد شقت على نفوسهم الزكاة التي جعلت على أموالهم ، وكانت ، لـدى التحاق النبي بالرفيق الأعلى ، السبب المباشر في الردة . وفي حقهم يقول تعالى (( إنما الحياة الدنيا لعب ، ولهو ، وإن تؤمنوا ، وتتقوا ، يؤتكم أجوركم ، ولا يسألكم أموالكم  إن يسألكموها فيحفكم ، تبخلوا ، ويخرج أضغانكم  هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله ، فمنكم من يبخل ، ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ، والله الغني ، وأنتم الفقراء ، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم )) قوله (( إنما الحياة الدنيا لعب ، ولهو )) يعني فترة غفلة ، وجهالة ، لا تحتمل مسئولية الرجال . وقوله (( وإن تؤمنوا )) يعني بالله ، ورسوله ، (( وتتقوا )) يعني الكفر ، والشرك ، والكبائر ، (( يؤتكم أجوركم )) يعني ثواب هذه الأعمال .. قوله (( ولا يسألكم أموالكم )) يعني كلها في الصدقة ، قوله (( إن يسألكموها فيحفكم ، تبخلوا )) يعني إن يسألكم في الصدقة كل أموالكم تبخلوا عن طاعة هذا الأمر الشاق على نفوسكم ، وقوله (( ويخـرج أضغانكم )) يعني يظهر ما تنطوي عليه صدوركم من حب المال ، وضعف اليقين ، وكمون الشرك . قوله (( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم )) فيه اشارة لطيفة جدا إلى المسلمين الذين يجيئون بعد المؤمنين ، ثم يكونون خيرا منهم . وهذا السبب هو الذي جعل تشريع الإسلام في المال دون حقيقة مراده ، وذلك تخفيفا على الناس ، وتدريجا لهم ، ودرء للمشقة عن نفوس أحضرت الشح . وهكذا جاءت الزكاة ذات المقادير وجعلت ركنا تعبديا في حقهم ، وذلك بمحض اللطف . يضاف إلى الاعتبار الفردي اعتبار آخر ، هو أن شمس الاشتراكية لم تكن قد أشرقت على عالم يومئذ بعد .
.............
كتاب الرسالة الثانية من السلام -المفكر السوداني الراحل محمود محمد طه :




#عادل_الامين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والاشتراكية والإسلام ((ملامح من الفكر السودانى ا ...
- سيرة مدينة:الخرطوم 1991
- كلاب بابلوف تعاود النباح من جديد
- الغرب والاسلاميين كمثل العنكبوت اتخذت بيتا
- اساطير النزاعات في ميزوبتميا ووادي النيل
- رسالة الى مواطن عراقي
- السيرة الذاتية ل(شجرة الموسكيت)ا
- دارفور...اطفال الزمن الآسن
- سيرة مدينة (8):عم سعد
- سيرة مدينة(7)ا:كلب وحمار وقرد
- سيرة مدينة(6)أ: خيول باكنجهام
- الامام الاخضر
- الكتاب الشهري:الفجر الكاذب
- الكتاب الشهري:الاصولية المزعومة والعلمانية المفترى عليها
- الدولة الدينية والدولة المدنية
- كتاب الشهر:ابوالعلاء المعري وثقافة المجتمع المدني
- سيرة مدينة(5)ا:عطبره...عاصمة الحديد والنار
- قضية الاستاذ الشهيد محمود محمد طه:بين محكمتين
- سيرة مدينة(4)ا: اولاد المرحومة-السكة حديد-ا
- الديموقراطية والتنمية في السودان


المزيد.....




- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...
- 100 ألف مصلٍ يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- مأدبة إفطار بالمسجد الجامع في موسكو
- إدانات لترامب بعد وصفه سيناتورا يهوديا بأنه فلسطيني
- الهدمي: الاحتلال الإسرائيلي يصعّد التهويد بالمسجد الأقصى في ...
- تزامنا مع عيد المساخر.. عشرات المستعمرون يقتحمون المسجد الأق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل الامين - ملامح من الفكر السوداني المعاصر:الرق والراسمالية ليستا اصلا في الاسلام