حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 09:11
المحور:
الادب والفن
ما الجديد؟....ثرثرة
منذ أربع سنين_زمن حملي لجهازي الخليوي_ لم أتلقى اتصالا مهما, يقول الصديق بثقة!
الحادثة جرت فترة انشغالي بفكرة"الجديد" وما تستدعيه من الشجن والأمنيات والألم...
ما الجديد فعليا؟ سؤال محيّر ويفتح جميع الأبواب,ويطيح بالعتبة والسقف معا,هو سؤال المعاناة في البارحة والماضي وسؤال الإبداع دوما....ما الجديد!!!؟؟؟
أتذكّر أواخر السبعينات وأوائل الثمانينيات_شيوع تعبيرات الاحتفاء بالجديد_ واستمرارها في التسعينات:الثقافة البديلة,ما بعد الحداثة, المغايرة, المختلف,الاتجاه المعاكس, الرأي الآخر....
الجديد بؤرة دلالية متعددة الأبعاد والاتجاهات,إلى الأمام خطّ المغامرة, إلى الخلف الوعد والأحلام, في اليمين تجنّب الأذى والمزيد من الألم, إلى اليسار اتجاه الخلاص من الحرمان والمعاناة المرهقة... الجديد في العربية يقابل السلفي,في شدّة الإغواء ووعد الخلاص.
أشارك في اعتبار _الأهمية والأولوية_ للواقع النفسي,لتتراكم بعدها(فوقه وحوله) بقية الصياغات والاعتقادات والآراء,على الصعيدين الفردي والجمعي,الجديد في الداخل أولا.
لا يعني ذلك إنكار حوادث وتأثيرات الواقع الخارجي,فقط من ناحية الإدراك,كل شيء من يبدأ من أجهزة الجسد وخلاياه وأعصابه....لا يمكنني الموافقة على تسطيح الذكاء والإحساس إلى الدرجة التي يقول فيها أحد الفلاسفة(عندي تحسس مزمن ونفور من الفلاسفة): حرب الخليج لم تحدث! أول ما افهمه في عبارات كهذه_وإن تكن لبودريار أوغيره_ انغلاق ذاتي مصمت, يحدث بعد تحوّل التفكير والعقل إلى آلة ميكانيكية عديمة المشاعر والإحساس.
على الضفّة الأخرى:"إن فراشة تحرّك أجنحتها في سوريا تؤثر على المناخ في أوروبا".
بين مجّانية الرأي وخطورته,تقيم الحماقة البشرية, وتنتعش....
لا جديد تحت الشمس و العالم يتغيّر في كل لحظة..أوافق على العبارتين بنفس الشدّة والحماس.
*
في دورة الآباء والأبناء,تموج خانة القديم والجديد,في الحياة والأفكار والذرّات.
ترغب في التغيير,في تجربة أفكار ومشاعر جديدة, رؤية النفس والخارج والعلاقات من زوايا مختلفة,لكنك تصطدم بالماضي: الذاكرة والأصدقاء والخبرات اللصيقة في أحادية صارمة!
الدودة ماضي الفراشة والموت جديدها المحتوم.
ما فعلته أنني استسلمت لخوفي,بعد ذلك راح الصدى يملأ الفراغ, وبقي الصوت في زاوية مهملة...يذكّر بما يستحق العناء والمغامرة,بما يستحق بهجة الحياة.
كل الأحلام جميلة....,لا, لا يوجد حلم يشبه الآخر.
الموت هو الجديد النوعي, والذي لا يصل أحد إلى اختباره....
بيت المعنى والمعاناة.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟