أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - صهيل التعب














المزيد.....

صهيل التعب


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:37
المحور: الادب والفن
    



في هذا الشتات الموحش ، وجهي تحول الى دفتر اصفر يتنفس بلا أوراق
يطير على جناح بعوضة ضعيفة ، يوصد الليل دونه الأبواب والنوافذ
يدعوه العشب المريض الى الغرق الفوري سوية في البحيرة القريبة
مدينتي تتعرى بلا رغبة في غير الموسم المعهود أمام الجنود الغلاظ
يطأ الجنود حلماتها المكتنزة فيسيل منها العسل انهارا
صار اسمها على كل لسان وصورتها في كل قلب وصوتها في كل أذن
تتألم مدينتي لوحدها وتنام في حضن الأسى عارية بلا أماني
تنهش الثواني مفاتنها وتسطح نتوءاتها بسيف صقيل له عدة مقابض
لم يبق احد في الحانات المرطوبة، وغادر العسس الشوارع الخلفية
الليل بظلمته ووحشته وهدأته وغموضه يلوح بالرحيل
تنزاح الستارة الكثة عن وطن باك وطفل يحتضر وقطة لها عيون شيطان
في اللا وطن ، عبثا ابحث عن شموع ومناديل ونخيل وقمر وجيران
وصخب الأعراس لا يكون إلا في مضارب القبيلة ، حيث تلتهب الشهوات
والقبيلة بعد ان شبعت نامت على بطنها وغطتها كثبان الرمال
حبيبتي ،من ظفيرتها علقت على شجرة توت
وسط الرصيف الفاصل بين الشارع الطالع الى المحطة والنازل منها
منع الحراس العصافير من الاقتراب ، تناثر لحمها سريعا كي يتمرغ في التراب
لقد اختارت ان تظل وحدها مع الرعب / الحقيقة وتموت وحيدة مع عذوبة النهر
من يصنع لها جنازة رمزية توضع على جانب الجسر يبكيها الغرباء
من يجعلها معلما للسابلة يرتاح في ظلها المسافرون المتعبون
ويوفون بنذورهم لها ان هم عرفوا وجهتهم الحقيقية قبل الطوفان
ألف وجه وألف يد وألف عقل للغول في وطني، يقف متحفزا في ثقوب المنافذ
يجر أقدام العائدين ويرسلهم مرة أخرى وراء الحدود بلا قلوب
مات من مات وأنا بانتظار صبح مدينتي تمتد بي الأعمار
لم يسكت الحب الذي في داخلي للأطفال الذين يبحثون عن المستحيل في المقاهي
من اجل ان يظل الضياء في وجهك يامدينتي، غرست في كل منعطف وردة
تناولت الأسى مع الرغيف وتحملت أهوال النزيف والحالة المصاحبة للإحباط
ولكي يظل وجهك أجمل الوجوه قررت ان أغلف صورتك بماء الورد
أهاجر به الى كهف ازرق مرصع بالفيروز تحيط به ألوان قوس قزح
ينام فيه كاهن جميل يمتهن الغزل منذ عصور تخدمه سمكات برية تسبح في الهواء
اسأله ان يحولني الى تمثال من اللؤلؤ البراق لا ينظر إلا إلـيــك...
[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مادعاك ان تموت مبكرا
- باي حال عدت يا عيد
- رسالة الى الارهابيين الشرفاء
- الشتاء القادم هو شتائي


المزيد.....




- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - صهيل التعب