أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جواد البشيتي - جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!














المزيد.....


جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 11:53
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


منسوب "العدالة الزواجية"، في الأردن، في تراجع مستمر، فأوَّلاً بَلَغَ تعداد "جيش العاطلين عن الزواج"، من فئة الإناث فحسب، 87 ألف "عاطل"، يُضاف إليهم، أو إليهن، العدد ذاته من الذكور، إذا ما افترضْنا أنَّ "العانِس" من الذكور، أو الرجال، سيكتفي بزوجة واحدة لا غير إذا ما استطاع إلى الزواج سبيلا. ومنسوبها يتراجع، أيضا؛ لسببين آخرين، يؤلِّفان معاً ظاهرة اجتماعية واحدة هي ظاهرة "العائلة المؤلَّفة من زوج واحد فحسب ومن زوجتين، أو ثلاث، أو أربع زوجات (عدا المُطلَّقات)"، فـ "الذَكَر الإيجابي"، هنا، مقارنةً بـ "الذَكَر السلبي"، هناك، وهو "الذَكَر العانِس"، لديه أكثر من أنثى؛ والأنثى، هنا، أي حيث يكمن السبب الثاني، هي نصف زوجة، أو ثُلْث، أو رُبْع زوجة. والـ "لا عدالة الزواجية" نراها في الدرجة العليا من وضوحها في الرجل الذي أنعم الله عليه بقدرة على "التمويل الزواجي"، يُحْسَدُ عليها، فهذا الرجل، الذي هو فئة واسعة نسبيا من الرجال ذوي القدرة المُنْفِقين عن سعة، يُسَرِّح، أي يُطلِّق، بعض زوجاته حتى يظل محتفظاً بـ "الشرعيات" منهن (أربع زوجات فحسب) مضاعِفاً، بالتالي، "جيش المُطَلَّقات".

موازين الزواج اختلَّت عند الفتاة (وأهلها) فالشاب الطالِب للزواج، العازم عليه، لا يُعْرَفُ وزنه إلا في ميزان كـ "ميزان الشارع"، الذي إنْ لم تضع فيه نقوداً لن تَعْرِفَ، أو يُعْرَف، وزنك. أمَّا سبب هذا الاختلال في موازن الفتاة فهو الدولة بخططها الكثيرة لـ "التنمية الاقتصادية"، والتي أمعنت إفقارا في الشباب الذين هم في سِنِّ الزواج، فغدت الفتاة، التي هي في سِنِّ الزواج، مُكْرَهةً على نَبْذ "الموازين الإنسانية والحضارية"، وكل ميزان غير اقتصادي، أو مالي، فوحش الغلاء، الذي حرَّرته ونَمَّتْه خطط التنمية الاقتصادية، يلتهم المأكل والملبس والمسكن والدواء.. والإنجاب و"حقوق الأطفال" على اختلافها، وصار لا بدَّ، بالتالي، للفتاة (ولو كانت عاملة) من أن تبحث، أوَّلا، عن مقوِّمات "الأمن الاقتصادي ـ الاجتماعي" في الشاب المرشَّح للزواج منها.

وهذا الشاب يقع دائما بين مطرقة خطط الدولة الاقتصادية لتنمية الفقر بين الشباب وسندان العادات والتقاليد العائلية والعشائرية للزواج، فأهل الفتاة يفضِّلون أن تبقى عانسا إلى الأبد على زواجها من شاب لا يملك من المال ما يكفيه شرَّ زواج منافٍ لتلك العادات والتقاليد، التي يكفي أن تتحكَّم في الزواج، ماليا، حتى يَحْكُم الفقر حياة الزوجين سنوات عدة.

تلك العادات والتقاليد لا تَخْلِق الفتاة في "أحسن تقويم" إلا لتردها أسفل سافلين، فقبل "العنوس"، أو "التعنيس"، تشتط وتتطرَّف الفتاة في شروطها ومطالبها، التي جُلُّها مالي، أو يمتُّ بصلة إلى المال؛ أمَّا بَعْدَهُ، أو في أثنائه، فتَجْنََح لتطرُّف مضاد ومعاكِس، هو تطرُّفها في التنازل والتخلِّي ليس عن تلك الشروط والمطالب فحسب وإنَّما عن حقوقها بوصفها إنسانا وزوجة، وكأنَّ "الحل الوسط"، الذي يَنْبُذُ الإفراط والتفريط معا، لا مكان له في "ثقافة الزواج" عند فتياتنا.

مجتمعنا لم يَعْرِف بَعْد العلاقة السوية بين الجنسين والتي يحتاج إليها كلا الجنسين احتياجه إلى الهواء النظيف؛ ويكفي أن نضيف إلى "أزمة العلاقة السوية" أزمة الزواج، أو "أزمة التعنيس" لدى الفتيات والشباب، حتى نحصل على مجتمع غالبية شبابه (من الذكور والإناث) لا شأن لهم بالحياة العامة، في وجهها السياسي على وجه الخصوص، فالشاب يَسْتَنْفِد جهده ووقته في تذليل عقبات من طريق زواجه هي كالجبال، حجماً وقوَّةً، فكيف له وهو على هذه الحال (من البطالة في وجهيها الاقتصادي والزواجي) أن يَخْرُج إلى غير رجعة من صفوف "الأكثرية الصامتة (سياسيا)"؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق تُعْلِن -اكتمال التجربة الديمقراطية-!
- أوثانٌ ولكن من أفكار ورجال!
- هل من -فرصة حقيقية- للسلام؟!
- حتى لا يغدو -التطبيع أوَّلا- مطلبا عربيا!
- محادثات لتجديد الفشل كل أسبوعين!
- -الناخِب الجيِّد-.. هذا هو!
- متى يصبح العرب أهلاً للسلام؟!
- -ثقافة الموت- التي يجب تغييرها!
- -استضافة- في كردستان أم -استيعاب- في غزة؟!
- جرائد يومية أم أوراق يانصيب؟!
- -مبادرة- البرزاني!
- -زلزال- فجر الجمعة المقبل؟!
- -عمرو خالد-.. إلى متى؟!
- لماذا -تطرَّف- العرب في قمة الرياض؟!
- لِتُعْلِن إسرائيل -مبادرتها-!
- عندما يُسْتفتى الشعب!
- -قمة التضامن العربي-.. مع بوش!
- لا تعديل ل -المبادرة- ولكن..!
- -القانون- لا يميت الأحزاب وإنَّما يدفنها!
- حيتان على مائدة عشاء!


المزيد.....




- تفاصيل مهمة لازم تعرفيها.. منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 ...
- سوريا.. مقتل امرأة وإصابة أمنيين بإطلاق نار وقنابل باللاذقية ...
- مراسلتنا: الجيش الإسرائيلي يقتل امرأة ويأسر مواطنين حاولوا ا ...
- الكويت تسقط جنسيتها عن أكثر من 9400 امرأة دفعة واحدة
- استغلى الفرصة وسجلى.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الجز ...
- إدارة بايدن خططت لإنفاق 32 مليون دولار على الختان في موزمبيق ...
- كاميرا ترصد لحظة مذهلة.. غرباء يساعدون امرأة في الولادة في م ...
- كيفية التسجيل في برنامج منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائ ...
- امرأة متحولة جنسيا تحول حياة صبي عمره 14 عاما إلى كابوس في م ...
- “هتقبضي 8000 دينار شهرياً”.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - جواد البشيتي - جيش العاطلين عن الزواج.. في الأردن!