أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - وراء كل رجل مجنون امرأة














المزيد.....

وراء كل رجل مجنون امرأة


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 11:20
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


ملعون من يحب النساء، مجنون كل من يصدق إمرأة، فكلهن أنانيات مغرورات يبحثن عن مصالحهن، يركضن لمن يدفع أكثر!
هذا الهجوم العنيف الذي خرج من فم أحد الزملاء “على المرأة” بغضب وعصبية، لم يجد آذاناً صاغية عند الكثيرين، منهم من نعته بالمجنون ومنهم من أصبغ عليه صبغات كثيرة من العقد النفسية وتراكمات التجارب الفاشلة، وإنسحب كثيرون من حوله وهو يلعن ويصف المرأة بصفات أقلها الغرور.
هل هذا الرجل مجنون؟ لكن الجنون كما يعرفه الأطباء هو إضطراب عقلي يجعل من الإنسان غير مدرك تماماً لتصرفاته المختلفة، لكن هذا الزميل العزيز لا تبدو عليه أي من هذه الآثار

فهو رجل كاتب ومتميز ولطيف المعشر وصاحب نكتة ودمث الخلق، فجأة صرخ قائلاً: أنت يا زميلتي العزيزة المدافعة عن المرأة وتعتقدين أنها مظلومة وأن الرجل يقمعها وإنها مسلوبة الإرادة، وكل هذه الصفات التي تخبئين المرأة وراءها وكأنها فعلاً مسكينة المساكين، تركته يشتم ويلعن ويتهم وحين صمت قليلاً واجهته بكلمة واحدة فقط آسكتت كل فوران الإحتجاج في داخله، قلت له: ما حكايتك؟ وبكل طيبة وضعف إنساني، وبكل براءة عجيبة إنسابت من شفتيه حكاية.
قال: أحببتها بعمق، بصدق، كرست كل حياتي من أجلها، غيرت شخصيتي ووظيفتي من أجل عينيها، لكن كل هذا لم ينفع إشتريتها بالغالي وباعتني بالرخيص!
أجبته: هذا كلام عائم تماماً ينطبق أيضاً على النساء فمن الممكن أيضاً أن تقول إحداهن نفس هذا الإختصار بمعالمه المؤلمة لكن عليّ رجل!!
تابع بإصرار: معك حق على أن أكون أكثر وضوحاً!
وبدأ يسرد حكايته.
أحببتها كرجل لم يعرف طعم الحب أبداً، كنت لها واحة في وسط صحراء قاحلة، علمتها أبجديات الحياة، كيف تتعامل مع الناس، كيف تبني شخصية مختلفة عن شخصيتها الضعيفة المنصاعة لأوامر أمها وأبيها، علمتها معنى التمرد في مكانه الصحيح، أن تبحث عن ذاتها وتحقق النجاح، كانت تكتب شعراً ركيكاً، فطلبت منها أن تتوقف عن الكتابة حتى تثقف نفسها، إشتريت لها الكتب وإخترت لها الكّتاب الذين تقرأ لهم، ولاأنكر أنها كانت مجدة ومجتهدة، أبحت لها في بيتي وأنا زوجها ما كان ممنوعاً عليها في بيت أهلها، بدأت تخطو خطوات جيدة في مسيرة حياتها الوظيفية.
كانت تستشيرني في كل صغيرة وكبيرة وكنت لها الأم الحانية التي تعلم طفلها أبجديات الحياة في أول عمره كنت وكانت وكنا إثنين في روح واحدة!
كنا زوجين يثير نجاحهما مشاعر الحسد من قبل البعض لكنها فجأة بدأت تتغير، بدأت تتمرد وتطلب أشياء لا أقبل بها أبداً، كيف لي أن أتركها تسافر في إيفاد مع زملائها كيف لي أن أ>دعها تجلس بين زملائها تناقشهم بأمور أنا لا أقبلها!
لأكن صريحاً معك، حاولت في البداية التودد إلي لإقناعي بالسفر، وطريقة تعاملها مع الرجال من زملائها، لكن لم أقتنع رفضت وجاء قرار الحكومة لصالحي أن لا تسافر المرأة إلا مع محرم، ومن هنا إنتكست علاقتنا وبدأت تتهمني بشتى الإتهامات غير المعقولة.
لقد أحببتها، فكيف أحاربها أيعقل هذا؟
أنت إمرأة ماذا تقولين في حكايتي؟
ولأنني إمرأة أؤمن تماماً بأن الحياة ليست معركة بين الرجل والمرأة، وأؤمن أن لكل منهما كينونة لا تختلف عن الآخر، كان يجب أن أكون صريحة وواضحة مع الزميل العزيز الذي رغم كل هذا الحب وكل هذه التضحية التي يدعيها لم يستطع أن يخرج من بوتقة “الأنا” الأنانية، فلولاه لما أصبحت زوجته إمرأة لها مكانتها، ولولاه لما تكونت شخصيتها وثقتها بنفسها، ولولاه لظلت مجرد جارية في بيته، ونسي أو تناسى تماماً أن الذي يبني بالتعب والجهد والرعاية عليه ألا يدمر ويهدم بكلمة أو تصرف جارح، عليه أن لا يعتبر نفسه السيد الآمر، كيف كان سعيداً ببناء شخصية إمرأة متفوقة ويطلب منها أن تكون في حدود ما يراه هو فقط، ومن دون وعي منه لمتطلبات عقلها،
لقد خرجت عن الطوق.... لم تعد قاصرة، خاصة بعد تجربة الزواج وبناء الشخصية!
انه أخرجها من دائر ة أهلها والمجتمع ليحيطها بدائرته فقط، وحين حاولت أن تعيش في دائرة أوسع بإستقلالية معقولة، رفض وإحتج وإعتبر ما تطلبه إهانة له!
ألم يقل شاعرنا الكبير مظفر النواب:
“كل منا يحمل في الداخل ضدّه”
ألم تقل الحكمة دوماً أن وراء كل عظيم إمرأة.
وأنا أؤكد أيضاً ان وراء كل عظيمة رجل بالضبط كما أن وراء كل مجنون إمرأة
فوراء كل مجنونة رجل!!



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراحه منتصف العمر
- مريض النساء
- الحب الألكتروني الموجع
- اغتيال الرجال حبا
- من يحكم من في وسائد الليل
- لقاء الشيطان
- جسد في اروقة التجاره


المزيد.....




- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - وراء كل رجل مجنون امرأة