عبد الخالق الجوفي
الحوار المتمدن-العدد: 1900 - 2007 / 4 / 29 - 03:06
المحور:
الادب والفن
بـَكى كثيراً... إلا أن أحداً لم يـَر دموعهُ التي أحدثت شِعاباً على خديهِ الذَيـِّن تعرضا لصفعاتِ الألمِ الذي حباهُ بهِ القدر وأغدقهُ عليه, وشكى....غير أنهُ آثـَر آلا يسمعَ تلك الشكوى المريرة النابعةِ من حزن ٍلا حدود لــهُ سِوى من سيكتم سرهُ , ويسمعُ لهُ دون كلالةٍ آو ملالة ٍأو تذمر,فحدث الأطيارَ والأزهارَ والأحجارَ حـتــَى البحر أتاهُ وهو في أوج ِغضبهِ وعنفهِ , عندها كانت الأمواجُ متلاطمة ًكأنما تتمزقُ من شدة ِالغــــيض , وكانت ابتسامتهُ التي لم تغادر شفتيهِ مرسومة ًعلى وجههِ الحزين , تلك الابتسامةُ التي اعتادَ كــل من حولهُ رؤيتها عند ملاقاتهِ فظنوهُ في مـُنـتهى السعادة والنعيم, ولم يكلفوا أنفسهم عناءَ البحث عما وراء تلك الابتسامة ليروا الحقيقةَ التي تبكيهِ كلما خلا بنفسه.
ما برح يشكو حتى هدأت تلك الأمواج كأنما تصغي إليهِ والى دموعه التي كانت تنهالُ كالأمطار...,ومنذ ذلك الحين والأمواج هادئة ًكأنما استهانت همومها و آلامها أمام آلام ذلك الإنسان الضئيل الحجم , والذي يحملُ بصدرهِ الصغير ما يعجزُ عن حملهِ هو نفسهُ على رغم اتساعه .
حاول جاهداً كسبَ محبةَ الآخرين , المحبة ُالحقيقية ُالسامية ُعن المصالح .. المرتفعة ُعن الأغراضِ الدنئية حتى يستطيع العيش بينهم بحبٍ وسلام , إلا أن محاولاته باءت جميعها بالفشل الذريع اِثر المصلحة التي فرضت نفسها على الواقع فبددت الحبَّ البريء وجعلت منهُ حلما ًيصعبُ تحقيقهُ أو ايجادة , واِثر العقباتِ التي رُصت إمامهُ ومن اقربِ المقربينَ ... سَواءً كانت بقصدٍ أو دون قصد.
تمنى آن تسدل الأقدارُ أستارها على جرح ٍ بملامح ِإنسان , لـِتـُنـهي فاجعة ًعاشَها لحظة ً بلحظه , بداءً بتحمـُلـِهِ هماً يفوقُ حجمهُ وسنهُ الذي لم يجاوز العاشرة , وانتهاءً بألم ٍ وهم ٍ أشفقَ من حملهِ الـبـَحرُ الواسع .
ذلك الهم ُالذي لازمهُ وترعرعَ معهُ حتى صارَ باتساع ِالمحيط وبعمق ِالأزل ... ذلك َالهمُ الذي لازمهُ حتى ريعانَ شبابهِ الذي كان أشبهُ بالكهولة من الشباب في حقيقية الأمر .
وتحققَ الحلمُ ... و الآن لكم آن تـَـنـفـثـوا أحقادكم بشرايينهِ التي كان نبضُها مـحـبـتـكم ... لكم أن تـُريقوا دِمأهُ كما أرقتم دموعهُ في سالف ِالأيام ... ولكم آن تصفوا نار ضغائنكم التي لم يكن يدري عن أسبابها شيئا سوى أنهُ بريءٌ مـِنها براءة الذئب من دم ِ يوسف...
لكم أن تفعلوا ما شئتم ... لكنة قد مات..؛
#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟