|
الإسرائيليون يحاولون إعادة احتلال سيناء.. بالاستثمار
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1898 - 2007 / 4 / 27 - 11:28
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
القاعدة التى نرى تطبيقاتها بأعيننا كل يوم هى أن هناك نوعية من الناس تتكالب على الوزير أثناء وجوده فى السلطة، وتحرق له البخور، وتمسح له الجوخ، وتغدق عليه كل أنواع النفاق، ثم تتنكر له بعد أن يترك الكرسى، وتنفض من حوله وتسحب كل الكلام المعسول الذى أغرقته به فى أيام العز, والاستثناء هو أن أولئك الذين كانوا يتمسحون فى الوزير ويتقربون منه عندما كان يتمتع بالجاه والسلطان يضعوا حصوة ملح فى أعينهم ويحافظوا على العلاقات الودية معه بعد أن أصبح مواطنا عاديا مثلى ومثلك. والدكتور ممدوح البلتاجى هو أحد هذه الاستثناءات النادرة، حيث لم يفقد بريقه، كما لم يفقد ظله، بعد أن ترك كرسى الوزارة، واستمر أولئك الذين كانوا يكنون له الاحترام والتقدير عندما كان يحمل لقب "معالى الوزير" ، استمروا فى السؤال عنه وتتبع أخباره والاطمئنان على صحته بعد أن أصبح يحمل لقب "الوزير السابق". وأقرب الأمثلة على ذلك حدثت فى الاسبوع الماضى، حينما تذكر عدد من الكتاب والصحفيين والأدباء والمفكرين عيد ميلاده، وحرصوا على الاحتفال به. وكان فى مقدمة هؤلاء الدكتور أنور عبد الملك ومكرم محمد أحمد وسلامه أحمد سلامه ومحفوظ الأنصارى وصلاح الدين حافظ وفاروق جويده ونبيل زكى وجمال الغيطانى ويوسف القعيد ومجدى مهنا ووائل الابراشى ومصباح قطب والزميلات نعم الباز وإقبال بركه وراوية المناسترلى وليلى حبيب، بالإضافة الى كاتب هذه السطور. وتخيلوا ماذا يمكن أن يكون عليه الحديث والحوار بين الأسماء عندما تجتمع معا فى فى جلسة انسانية حميمة. ومع أننى لست من هواة نقل ما يدور فى الجلسات الخاصة المغلقة، نظرا لأن المجالس امانات كما يقال، وأننا فى مجالسنا الخاصة نتحدث "على راحتنا" فإن قيام زميلنا وصديقنا مصباح قطب بنشر جانب مما تكلمنا فيه رفع عنى الحرج بهذا الصدد. وبتفصيل أكبر.. فإن ما حدث هو أن عددا من الزملاء الذين ذكرتهم شاءوا الا يقتصر الاحتفال بعيد ميلاد البلتاجى على أكل التورتة فتحدثوا عن ذكرياتهم معه عبر سنوات طويلة، وكانت معظم هذه "الشهادات" تتفق على ثقافة الرجل وذوقه المتحضر وحسه الوطنى . وبالنسبة للملمح الأخير شاء الشاعر الجميل فاروق جويده أن يضيف واقعة محددة كان شاهدا عليها هى أن مجموعة من المستثمرين القطريين تقدموا إلى الدكتور البلتاجى _إبان توليه منصب وزير السياحة – بطلب لشراء مساحة كبيرة من أرض سيناء بحجة إقامة مشروعات سياحية وفندقية عليها. لكن البلتاجى استراب فى الطلب نظرا لضخامة المساحة المطلوب شراؤها، فطلب من الأجهزة المعنية اجراء تحريات حول الموضوع وجاءت نتيجة التحريات لتؤكد شكوكه: حيث المستثمرين القطريين ليسوا سوى واجهة لجهات إسرائيلية. وبسرعة ودون تردد .. اتخذ البلتاجى قرارا برفض الطلب، لكن الموضوع لم ينته عند هذا الحد حيث تقدم المستثمرون إياهم بشكوى الى رئيس الوزراء من تعسف الوزير مطالبين بتمكينهم من شراء مساحة الارض التى يريدونها، وكانت المفاجأة ان رئيس الوزراء (وقتها) قام بوضع تأشيرته على الشكوى وكان نصها "ما المانع من بيع الارض المطلوبة الى المستثمرين العرب طالما أن ذلك يشجع على تدفق الاستثمار الاجنبى الى مصر"؟! ولان البلتاجى كان قد تأكد من الخلفية الإسرائيلية للمستثمرين القطريين، وأبلغ نتيجة تحريات الأجهزة المعنية الى جميع الجهات ذات الصلة، بما فى ذلك رئيس الوزراء، فانه تجاهل تأشيرة رئيس الوزراء وعقب عليها بتأشيرة قاطعة تتألف من كلمة واحدة هى "يحفظ" وكان الحفظ هو مصير هذا الطلب بالفعل. وبعد ان روى الشاعر فاروق جويدة تفاصيل هذه الواقعة المثيرة كان تعقيب الدكتور ممدوح البلتاجى بسيطاً ومتواضعاً حيث قال أن الأمر لا ينطوى على بطولة من جانبه، وأن ما فعله هو أقل ما يمليه الضمير الوطنى على أى مواطن وأن ضرورات الأمن القومى يجب أن تكون لها الأولوية على ما عداها من أمور، بما فى ذلك شماعة جذب الاستثمار الأجنبى. والعجيب أنه رغم مرور ما يقرب من أسبوع على نشر هذه الواقعة الموثقة فأن رئيس الوزراء (وقتها) لم يعقب أو يصرح بأى شئ رغم خطورة القضية! وعلى أى حال .. فأن الصدفة هى التى شاءت أن يتم كشف النقاب عن هذه القصة قبل أيام معدات من الاحتفال بعيد تحرير سيناء. ولا ينبغى أن يكون الاحتفال بهذا العيد الوطنى بالكلمات أو بالأغانى والأناشيد .. وإنما يجب أن يكون بالأعمال التى تعزز هذا التحرير وتعطيه مضمونه الوطنى. ولاشك أن قرار الدكتور البلتاجى بالحيلولة دون تمكين الإسرائيليين من إعادة احتلالهم أرض سيناء مرة أخرى تحت لافتة الاستثمار، كان قراراً وطنياً يستحق التحية والتقدير. لكن ما لا أفهمه هو رفض البيروقراطية المصرية العتيدة، والعنيدة، تمليك أرض سيناء لأبناء سيناء . وهى على أى حال ليست المشكلة الوحيدة التى يعانى منها أهلنا فى سيناء بل، هناك مشكلات أخرى يجب مناقشتها بصراحة وموضوعية. منها استمرار حرمان أبناء سيناء من كثير من الخدمات الضرورية. ومنها عدم وفاء الحكومات المتعاقبة منذ تحرير سيناء حتى الآن بتعهداتها لتعمير سيناء. فقد ذهبت حكومات وجاءت حكومات . وما يزال المشروع القومى لتعمير سيناء ينتظر حكومة تتحمس لتنفيذه. وسيكون تحويل هذا الحلم إلى واقع هو الاحتفال الحقيقى بتحرير سيناء .. وما دون ذلك سيظل كلاماً لا يستحق ثمن المداد الذى يكتب به. وكل عام وأنتم بخير
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لوغاريتمات راجى عنايت!
-
وصف مصر .. بالأرقام 2
-
وصف مصر .. بالأرقام 1
-
الحكومة تفضل وضع نفسها موضع الشبهات!
-
أمين »الإنسان« وأباظة »الوزير«
-
قتل الإبداع.. القاسم المشترك الوحيد بين العرب!
-
كعب داير .. للبروفيسور الذى داس على ذيل الحمار
-
هل الإعلامي .. صديق الإرهابي؟
-
مداهمة -الدبلوماسية-المصرية فى العراق
-
عيش .. وملح !
-
الأحزاب والنشاط السياسى داخل الجامعة.. العقدة والحل
-
ملاحظات شاهد عيان للاستفتاء الحزين
-
رغم كل شئ :مصر مازالت بخير
-
هل نستعيد أمجاد النقل البحري لعصر محمد علي؟!
-
ميلودراما مصطفى البليدى
-
فلتكن نهاية حياتنا بكرامة!
-
عرب من أجل إسرائيل!
-
كل استفتاء وأنتم بخير!
-
ملف استحقاقات الدولة المدنية سيظل مفتوحاً
-
دبرنا يا وزير التضامن الاجتماعى
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|