أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - وزير يحترم نفسه














المزيد.....

وزير يحترم نفسه


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 12:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تكن استقالة الوزير هاني القواسمي غريبة ولا بالأمر المفاجئ، بل المفاجئ كان قبوله بها ومن ثما تأخّر استقالته لهذا الوقت.. والغريب فعلا هو كيف أن غيره من الوزراء المحترمين لم يصل بعد إلى نفس القناعة التي وصل إليها هذا الوزير الذي كاد الخلاف على تسميته أن يعصف بكل الجهود التي بذلت لإخراج حكومة الوحدة برمتها إلى النور، وهو الذي لم يجلس وراء مكتبه إلا بعد أن جرى التوافق عليه بين قطبي الرحى الفلسطينيان – فتح وحماس – وهو ما يعني انه وزير مرضي عنه من قبل صانعي القرار، وليس وزيرا مدعوما من قبل كتلة فقط، أو وزيرا أعطي حقيبة أو جيء به ليمنح الحكومة وصف الوحدة..
عجبا للسياسيين والمثقفين في بلادنا الذين تساءلوا عن أسباب استقالة القواسمي، فالسؤال الذي كان يجب أن يطرحوه ليس لماذا قدم القواسمي استقالته.. بل ما الذي اقنع هذا الوزير الأكاديمي بالأصل-- وكذلك غيره من الوزراء المحترمين، بالمشاركة في هذه الحكومة، وهي التي كان القاصي والداني يعرف أنها حكومة محاصصة، وحكومة يمكن القول أو حتى الجزم أن العوامل التي وحدتها هي نفس العوامل القادرة على تفتيتها، وهي قائمة على توافق هش ومعرضة في كل حين للانهيار لأسباب داخلية وأخرى خارجية، وهو ما دفع الكثيرون من المحللين والساسة، للرهان على أن عمرها لن يزيد في أحسن الأحوال عن 6 أشهر..
أما لماذا قدم القواسمي استقالته فالجواب على ذلك ليس صعبا، بل وببساطة يمكن القول-- لان هذا الوزير وزير يحترم نفسه-- ولم يقبل أن يكون وزيرا طرطورا يجري تعيين من يسحب صلاحياته من فوقه، وزيرا تم تحميله ملف الفوضى والفلتان وهو الملف الأهم والأخطر ويقوم بوضع خطة لمعالجة هذا السرطان.. فيكتشف انه بلا أدوات وبلا إمكانيات، بل وكل قادة الأمن المفترض بهم أن يكونوا عونا له، يجدهم مرتابين منه، ويتعاملون معه بحذر، وكأنهم يتمنون له الفشل..
عندما وقع الخيار على هذا الوزير كان السؤال هل كان هذا الوزير مدرك لما ينتظره..؟؟ وهل قرآ تجربة من سبقه-- وهنا لا اعني سعيد صيام وحده بل ونصر يوسف أيضا قبله-- كيف سيتمكن رجل أتى من خارج المؤسسة الأمنية دفع هذه الأجهزة لتعمل على تنفيذ خطة وطنية شاملة للأمن، بعد أن عاشت أزمان طويلة كإقطاعيات وممالك..؟؟ وهل يمكنه تفعيلها وتنشيطها دون أن يعيد بناءها جذريا ومن جديد على أسس مهنية، ويفرض عليها أن تعمل بحيادية بعيدا عن التسييس، ومجردة من الولاءات الفئوية والشخصية..؟؟
قد يكون لهذا الوزير أسبابه المباشرة التي جعلته يغضب ويقدم استقالته، ولكن هناك جملة أسباب اكبر وأكثر تفترض بغيره أيضا أن يغضب، ويفكر جديا بجدوى وجوده في مثل هكذا حكومة، وبالتالي أن يحذو حذو هذا الوزير-- الذي أؤكد انه احترم نفسه-- بمجرد انه قدم الاستقالة، وحتى لو لم تقبل استقالته بفعل الضغوط التي قد تمارسها عليه الأطراف التي ليس من مصلحتها الآنية انفراط عقد هذه الحكومة، إلا انه من المؤكد قد أشعل الضوء الأحمر، إنذارا بقرب انفراط عقد هذه الحكومة..
والآن وبعد الهزّة التي أحدثتها استقالة القواسمي، يكون من المفترض ( بوزرائنا المحترمين ) أن يخرجوا من حلمهم الشخصي الجميل، ليفكروا بجملة الأسباب التي تفترض بهم تقديم استقالاتهم-- عاجلا وليس آجلا-- لتجنب تحميلهم مستقبلا وزر حكومة فاشلة، وان يقتربوا أكثر من نبض الشارع والمواطن العادي، الذي يتلمس يوما بعد يوم عجز حكومتنا الرشيدة عن الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها، وفي مقدمة تلك الالتزامات، فك الحصار والقضاء على الفوضى والفلتان، فها هي الأزمة المالية تضرب بقوة من جديد، الأمر الذي دفع بكل قطاعات العاملين لدى الحكومة، للتفكير مرة ثانية بإعلان الإضراب المفتوح.. وها هو الفلتان الأمني يتغول ويتفاقم، وتتصاعد وتيرة الاقتتال الداخلي، وأعمال العربدة والاختطاف، وتنتهك حرمات المواطن والمؤسسات، وتفشل وتتوقف الحملات الأمنية-- التي لم تتجاوز تنظيم السير وتنظيم البسطات-- وها هي الحرب الضروس تندلع على التوظيفات في الوزارات والدوائر، تنفيذا لاتفاق المحاصصة الذي تم في مكة، الأمر الذي يهدد بانهيار شامل للموازنة العامة ولديوان الموظفين-- وهو ما تحدث عنه وزير المالية الذي يقال انه هو أيضا يفكر بالاستقالة بسبب الفوضى المالية وفوضى التوظيفات-- وها هي ملفات الفساد ما زالت على الرفوف وفي الجوارير، ويبدو أن لا أحدا يتجرا على فتحها، بل وتفوح كل يوم رائحة قضية فساد جديدة، يسارع المعنيين بلملمتها وإخفائها عن الأبصار ( كي لا يكشف عن تورط رؤوس كبيرة فيها)، كما حصل بآخر قضيتين خطيرتين تم الكشف عنهما في نابلس.. وهناك عشرات الأسباب الأخرى، التي لا يجوز لمن يحترم نفسه من الوزراء، أن يغمض عينيه عنها أو يدير لها ظهره، وهو الأمر الذي من المؤكد أن يؤدي إلى خروج الجميع باستنتاج مفاده أن بقاء هذه الحكومة أصبح مضيعة للوقت-- بل وعامل يساعد على زيادة الاحتقان في الشارع، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع الاقتتال الداخلي من جديد وبعنف اكبر .. ولا بد من الإسراع في حل هذه الحكومة وبتوافق وطني، والتوجه الفوري لانتخابات مبكرة رئاسية وتشريعية..



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة للوحدة ام حكومة للفلتان
- في عيد الام - اه يا امي .. ما احوجني اليك
- لا صوت يعلو فوق صوت المحاصصة
- ليسمح لنا الاستاذ حافظ البرغوثي
- لا بد من إسماع رايس كلمة لا كبيرة
- الرفاق حائرون
- الشعب يتهم
- أشكال الاحتجاج الحالية ضد الاقتتال الداخلي لم تعد كافية
- سبل الخروج من المازق الفلسطيني
- مسيرة التنمية تتواصل رغم التحديات
- باي حال عدت يا عيد
- بدنا حل
- يا هيك النساء يا بلاش - حانونيات فلسطينيات
- المتمردون
- - شهداء وضحايا
- الانروا تكافح الارهاب الفلسطيني..!!
- من حق المضربين رفض توجيهات الرئيس
- الاضراب ليس كفرا ولا خيانة
- بين حانا ومانا
- لا مقاومة ولا مساومة


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - وزير يحترم نفسه