أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - فرهَدَ , يُفرهِدُ , فرهود !!ء














المزيد.....


فرهَدَ , يُفرهِدُ , فرهود !!ء


خليل الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 08:01
المحور: كتابات ساخرة
    


بمناسبة طرح مشروع الامتيازات لأعضاء البرلمان العراقي الموقر .
لقد تناول العديد من الكتاب الافاضل موضوع الفرهود ,ومن جوانبه
المختلفه , فعذراً لتشابه العنوان.
كلمات كثيرة , وكبيرة بمعانيها , لا يمكن ان تنمحي من ذاكرة العراقيين ,
وخاصة تلك التي إرتبطت وترتبط بحياته المعاشية , من شراب ومأكل
وملبس , على غِرار ايام زمان حين كان يُقال ( شمر بألف خير بس عوزها
الخام والطعام !! ) ... وعلى مر الاجيال والسنين , وتعاقب الحكومات
الصالحة والطالحة ) , تبقى هذه الكلمات تحتفظ ( برونقها ) , ومن هذه
الكلمات تقفز الى الساحة كلمة ( فرهود ) , وهي كلمة استعملها عامة الناس
للدلالة على ( السرقة ) , سواء كانت كبيرة تعادل ( بالمليارات ) أو صغيرة
تعادل ( بالفلاسين أو الملاليم ) , وكلها تدخل ضمن باب ( الفرهده ) , حيث
لا رقيب ولا حسيب , وقديماً قيل , المال السائب , يكون عُرضة للسرقة
أو المال غير المحروس يكون عُرضة للسطو والنهب .
وبغداد والمدن العراقية الاخرى , عَرفت ( الفرهود ) في اوقات مختلفة ,
فبعد الحرب العالمية الثانية عام 1948 , جرى ترغيب وترهيب اليهود في
العالم للذهاب الى ارض الميعاد ( اسرائيل ) وتكوين دولتهم هناك , وكان
من ضمنهم اليهود العراقيين , فحدث ما حدث من ( هرج ومرج ) , وعمت
الفوضى العراق من ادناه الى اقصاه , وجرى الاعتداء على ممتلكات اليهود
ومحلاتهم وبيوتهم , وحدث ( الفرهود ) , وسميت تلك بالفترة الفرهودية ) .
وعرفته بغداد ايضاً عندما جرى تهجير عشرات الألاف من الاكراد الفيليين
بحجة ( التبعية ) , وتم الإستيلاء على املاكهم ومحلاتهم وبيوتهم , ووثائقهم
التي تثبت عراقيتهم ... وتشردوا في ارض الله الواسعة .
ويحتفظ العراقيون بأسماء لامعة اطلقوا عليها كُنيّة ( الفرهده ) , ومنهم رئيس
الوزراء العراقي زمن عبد السلام عارف المرحوم ( طاهر يحى ) , الملقب
بأبو فرهود ) , ومن الطريف انه كان يتجول في احدى الليالي لوحده ,
فأوقف سيارته امام محل ( كببجي ) , وكان يلبس ( الدشداشة والنعال )
وهبط بكرشه المعروف , وطلب ( تكه وكباب ) , وبينما هو ينتظر اخذ
يتحدث مع ( الكببجي) , سائلا إياه ( شلون الشغل أبو فلان ) , فأجابه
الكببجي ) , دون ان يعرف من هو ( ضيفه ) , ( الحمد لله , لكن شخلّه
علينا أبو فرهود , أشو أدك ليل نهار وما جايب الراس على الراس ,
فقال له ( طاهر يحيى , زين وشنو دخله أبو فرهود بشغلك !! ) , فقال
له ( الكببجي , عمي الله يخليك , من أبو فرهود يبوك من فوك , ويشتري
سينما النصر , يكوم اللي وياه يفرهدون , حتى توصل لبائع الخرفان ,
أكوم آني ازيد السعر على الزبون , لأن هي سمجه وخايسه من راسها ) .
وحين همّ ( طاهر يحيى ) للأنصراف , سأل ( الكببجي ) , شكد حسابك ,
اجابه ( الكببجي , خليها على حسابي ) , فرد عليه ( طاهر يحيى , لا شلون
بعدين تكول طاهر يحيى باكني !! ) , وحينها انتبه ( الكببجي ) الى انه
يكلم ( أبو فرهود ) , بحق وحقيق , فتلعثم وقال له ( لا سيدي سامحني
آني ما اقصدك , لكن الناس الله يسامحهم يحجون !! ) , فرد عليه
طاهر يحيى , عراقيين ما يصيرلكم جاره !! ) , وتحرك بسيارته فختفياً
في جنح الظلام .
أما الفرهده التي حدثت ايام النظام البعثي السابق , فكانت أشكالها مختلفة ,
ووصلت أيام الحصار على العراق الى ما وراء الحدود , وبرزت هناك أسماء
دولية لامعة وقفت خلف هذا ( الفرهود ) , وكان بطبيعة الحال بمباركة النظام
لشراء الذمم وكم الافواه , ووصل أخطبوطها الى الكثير من رجال الحكم
والسياسة , والاحزاب والصحافة والاعلام , ووزراء ونواب في مختلف
البرلمانات , وممثلي بعض الدول في الامم المتحدة , ورشوتهم تمت على طريقة
( كوبونات النفط مقابل الغذاء والدواء ) , وهذه هي الفرهده الدولية .
أما الفرهود أبو ( النعلجة !! ) الذي حدث في العراق , فكان بعد دخول قوات
الاحتلال الى ارضه الطاهرة , وإلغاء القوانين , وإيقاف العمل بألدستور ,
وحّل الجيش والشرطة , وفتحت الحدود , واطلقت العنان للسراق والعصابات
المحلية والدولية , بأن ( تلهف ) كل شئ , وأن تمتص حتى دماء العراقيين ,
وتجعل منهم أجساداً خاوية بلا روح , وكأنهم أشباح تملأهم الامراض والاوبئة .
لقد كنا نتابع حينها على شاشات التلفزة والقنوات الفضائية , كيف أن السُراق
يحملون (غنائمهم ) من ممتلكات الدولة ومؤسساتها ومستشفياتها ومكتباتها
ولم ينج من ( النهب ) حتى الطاولات الدراسية التي جلس عليها الاطفال والكبار
طلباً للعلم ... وسرقوا حمورابي ومسلته وقوانينه , وسرقوا تاريخ العراق.
أما الآن وبعد مرور أربع سنوات على الاحتلال , قفزت الى الوجود شرائح اخرى
جاءت لتمارس ( الفرهده ) وبشكلها العلني والرسمي , وإعتماداً على بيانات
( لجنة النزاهة ) , فإن هناك مبلغ يربو على ( 8 مليار دولار ) واخرى مماثلة
في عِداد ( الاموات !! ) , وضربة العُمر هذه , لايمكن ان تأتي من ( حراميّة
اللنكات ) , والمتواجدين في كل مكان , لكنها جاءت بالتأكيد من أهل ( الحل
والربط ) في مفاصل الدولة , وما اسماء بعض الوزراء والنواب المحترمين
والتي وردت في قوائم ( لجنة النزاهة ) , إلا برهان على أن هناك
من يطلق عليهم ( حاميها حراميها ) من القطط السِمان ) .
فخيرات العراق ليست لإهله , وليست لجياعه وأطفاله ومرضاه , إنها وقف
( للفرهود في كل العهود .)



#خليل_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصّيد في الماء الخابط
- الطلبة ورود في صدور العمال / بمناسبة ذكرى 14 نيسان 1948 الخا ...
- الدخول الى الجنة من خلال قتل طلاب المدارس والجامعات العراقية ...
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبر شبكة الانترنيت
- بغداد ...ممنوعة من الصرف
- مسمار أبو التسع إنجات
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبر شبكة الانترنيت / الحلقة ال ...
- الذكرى الرابعة والاربعين لاستشهاد الرفيق نافع عبد الرحمن شخي ...
- قصص حقيقية في النصب والاحتيال عبرالانترنيت 1 - 5
- ليبقى إسم الحزب الشيوعي العراقي خفاقاً عالياً في المؤتمر الث ...
- لغة ( القنادر ) أحلى اللغات !! و
- !!أما آن ألأوان لإنصاف جنود وضباط صف وضباط الجيش العراقي الب ...
- هذا دواكم .. وعند الله شفاكم !!ء
- !!الحوار المتمدن .. والطيور المُغردة الجديدة
- الصحفيان الغربيان يعلنان اسلامهما !! .. يا ..يعيش ..!!ء
- !! قُل ْ .. ولا تقُلْ - .. قُلْ ..اُحبك يا عراق
- شمر بالف خير .. بس عوزها الخام والطعام !!؟
- لعبة الكراسي بين الصغار والكبار !! . مهداة الى اعضاء البرلما ...
- هل نحن سياسيون حقا إ؟
- بعض الأضواء على حركة الشهيد البطل حسن سريع ورفاقه الخالدين


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الجنابي - فرهَدَ , يُفرهِدُ , فرهود !!ء