التخبط والارتجاليه في تصريحات المسؤلين العسكرين العراقين

جمال حامد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 07:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يبدو إن الانفعاليه والارباك افقد الساده المسؤلين المتولين عن تطبيق خطة فرض القانون اتزانهم وادراكهم .فراحو يتخبطون بتصريحات غير مسؤله متناقضه يشوبها الغموض والتجديف والخداع .
الحواجز والكتل الكونكريتيه ظاهره الفها العراقيون على مضض تفاديا للعمليات الارهابيه والانتقاميه التي تحصد الكثير منهم يوميا او التقليل من اثارها .الا إن تقطيع اوصال العاصمه وعزل احيائها عن بعضها يوحي إن من بين بنود الخطه الامنيه هي تقسيم العاصمه على اساس مذهبي وعرقي هذا الاجراء يعزز المخاوف والتوجسات التي سبقت نطبيق الخطه الامنيه الثالثه والضجه التي اعقبت تصريح الامريكان ببناء جدار عازل لحي الاعظميه العريق والجميل في قلب بغداد لم تكن وهميه او مفتعله وواهيه كما نعتها المسؤلين وانما واقعيه ومخلصه نابعه عن مصداقية مشاعر العراقين وتعاطفهم والفتهم وترابط نسيجهم الاجتماعي والانساني بعيدا عن كل المؤثرات والفتن وتاجيج الضغائن والاحقاد التي حاول الارهابين والصدامين زرعها وتغذيتها في نفوس ابناء البلد. فالعراقيون ابعد ما يكونو عن هذا التصور والوهم واكبر دليل على ذلك ردت الفعل السريعه التي اثارها اعلان الناطق الرسمي للجيش الامريكي ببناء جدار عازل بارتفاع 12 قدم وطول اربعه كم يحيط بمدينة الاعظميه ذات النبض الحيوي في قلب العاصمه العراقيه .والذي تزامن مع تصريحات المسؤلين العراقين عن الخطه حيث تباينت واختلفت تصريحاتهم بين مؤكد و مؤيد لهذ ا الاجراء ومشجع عليه ويعطي التبريرات الواهيه والسقيمه من اجل تمريره واقناع العراقين بجدواه .وبين معترض ومستنكرومستهجن ويبدي الدهشه والغرابه لما يروج من وسائل الاعلام عن موضوع واجراء لاصحة او تطبيق له على ارض الواقع .
فالمؤتمر الصحفي الذي عقده الامريكان مع نظرائهم العراقين اريد منه تاكيدهم على انهم ماضون بتنفيذ هذا البند من الخطه الامنيه وانه من ضمن الفقرات المثبته في نصوصها وهو خلق جدار عازل لحماية المواطنين في حي الاعظميه من الهجمات الارهابيه بالمفخخات والاهاونات وكاءن بقية الاحياء في بغداد وناسها في مأمن من تلك الهجمات ولا تطالهم مفخخاتها وهاوناتها .
وطبعا هذا المؤتمر جاء بايعاز وامر من قبل الامريكان وكان قصده وغايته تفنيد وتسفيه تصريح رئيس الوزراء في مصر من انه امر بايقاف هذا الاجراء لكونه غير سليم ولم يكن مقتنعا به .
ويرد الناطق العسكري لوزارة الدفاع على تصريح رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحه بان الرئيس لايملك اوليات وتصورات عن هذا الموضوع .ثم يعقبه الناطق الرسمي باسم الخطه الامنيه من إن هذا شئننا عسكريا وليس للمسؤلين المدنين والرسمين دخل فيه.
وبالتالي يجرد هؤلاء الساده المرؤسين رئيس دولتهم وقائدهم العسكري الاعلى من صلاحياته ويبعدوه عن خططهم واجرآتهم وما يفعلوه بامن وسلامة المواطن وكاءن البلد تحت هيمنتهم وتصرفهم وليس لرئيس الدوله أي دور مؤثر في هذا الشاءن . الا يشم من هذه التصاريح رائحة الاستهانه والاستخفاف باوامر وتعاليم رئيس الدوله وابعاده عن تفاصيل وحيثيات هذه الخطه وهو الذي افنى ثلاث اشهر من عمره وهو يعد العده وبالتعاون مع الامريكان من اجل انجاح هذه الخطه لان بقائه في منصبه مناط بنتائجها الناجحه .

والانكى والاتعس يأتي تصريح الناطق باسم الخطه يوم امس ومن على قناة العراقيه ليطعن وبشكل يثير الاشمئزاز والقرف بالآراء والكتابات التي صدرت عقب اعلان بناء الجدار العازل ويوسم الناس ودون حياء وخجل(( بانهم ضعاف النفوس)) اهذه هي الديمقراطيه والحريه التي جاء بها الامريكان وعلمو المسؤلين عليها؟؟؟ وكيف يتعاملو مع مواطنيهم وارائهم بهذا القذف المخجل والسباب غير المبرر الا يوجد غير هذا الأسلوب الفظ الغليض بالتعامل مع الناس وكرماتهم؟؟ .فكيف تسول لكم انفسكم إن تنعتو شعبكم بهذه الصفت المقذعه البذيئه ؟؟؟ ام ترى لا زلتم مختلقين باخلاق البعث ولا زال حليبه الذي رضعكم منه بافواهكم .لماذا لا تتجردون عن نظرة التعالي والغرور وانظرو إلى شعبكم بعين الرئفه والحميه فالذي فيه من الم ومعانات وتهجير وتشرد بين الفيافي والبلدان وهو يستجدي عطف واشفاق العالم على محنته التي راوده الخيال بانها ستنجلي بعد الكابوس المقيت والثقيل الذي جثى على صدره خمسا وثلاثين عاما وما درى انكم ستحملوه وزرا جديدا من الهتك والعنت والضياع ما يكفيه .
فمخالفة الراي لاتفسد للود قضيه فلماذا لاتحاورون شعبكم باسلوب الاقناع والحنكه والتروي ام انكم عاجزون وتفتقدون للحجه والدليل المقنع ثم من قال انكم ارفع منزلة واكثر وعيا وفصاحة من هؤلاء الذين ابدو امتعاضهم من بناء جداركم العازل والنظام الجديد جاء من اجل تحرير العراقين من الظلم والاستبداد وواعتاقهم من القيود التي كانت تكبلهم وتكتم افواههم.
والا لم كل هذه التضحيات التي يعطيها العراقيون يوميا اليس هذا ثمن الحريه التي ناضلو وكافحو من اجل إن تكحل عيونهم بصفئها وعذوبتها .ثم لماذا التظليل والتبرير الكاذب من انكم عملتم جدران مماثله لعزل مدينة الصدر والغزاليه وبقية الاحياء الاخرى من بغداد. وهي في حقيقتها سبطرات وحواجز امنيه على مداخل الاحياء وليس بناء جدار عازل كما انتم عازمون على تشيده. ثم تاتي تخرصاتكم على إن الضجه التي اثيرت بالضد من قراركم بانها مفتعله وطائفيه يراد بها تقويض خطتكم الامنيه وهذا كلام بعيد عن الصحه والواقع فالعراقيون تواقون للامن والاستقرار واطفاء نزيف الدم المراق. وهم معكم في كل خطوة توصلهم لبر السكينة والهدوء على إن يراعى فيها الحفاظ على مقدراتهم وكراماتهم ونسيجهم الاجتماعي المعجون بالود والإخاء الذي جبلو عليه .

#جمال_حامد_الناصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات