أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثالث














المزيد.....


الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثالث


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 12:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على ضوء احداث اطلاق الرصاص في جامعة فرجينيا الامريكية
ان هدف العائله الحقيقي منذ وجدت أول عائله في التاريخ الانساني هو تقديم الرعايه والحمايه للابناء، وحينما بدأت تختفي هذه الرعايه والحمايه بدأ الابناء بالبحث عن مصادر اخرى لحمايتهم والتي قد تصل الى الانخراط في العصابات أو جماعات الشغب والتي تقدم الحمايه لأفرادها بالطريقه التي تناسبها، ولقد إستمعت لحديث بعض هؤلاء في احدى وسائل الاعلام وهم يتحدثون عن عوائلهم كمجموعات غريبه عنهم، ثم يتحدثون عن عصبتهم بشكل حميم، وقد تتشكل هذه المجموعات في داخل المدارس أو خارجها وفي الاحياء السكنيه ولافرق في المستوى المعيشي لهذه الاحياء فهذه العصابات تتشكل في جميع الاحياء وتقوم هذه الجماعات بتربية بعضها بعضاً وتتميز بلغه مشتركه يدخل فيها الكثير من المفردات البذيئه والنابيه ويتميز اعضائها بالاخلاق الشرسه وإباحة كل ممنوع. اعود الى القول بأن إباحة الممنوع وكسر القيم يبدأ في العائله أساساً حينما يفقد الابناء النموذج والقدوه وحينما يشعرون بالحرمان من الرعايه ويتربون وسط العائله التي فقدت دورها في المجتمع.

ان دور المراهقه هو دور يتميز بكثير من التغيرات النفسيه والجسديه السريعه والانفجاريه احياناً، وقد يصبح المراهق بسبب هذا مثيراً للكثير من المشاكل للآخرين، وإذا ما لاقى الرعايه اللازمه فإنه سيمر بخطى ثابته نحو النضوج والبلوغ وبدون هذه الرعايه قد يتعثر المراهق ويتعرض الى ازمات نفسيه وصحيه كثيره، وتظهر مشاكل هذا المراهق على شكل ردود أفعال سلبيه وعدوانيه للمجتمع [ويتمز مثل هذا المراهق بمزاجيته وكآبته ويقل نومه وطعامه ويتراجع مستواه الدراسي حتى يصل الى الهبوط وقد يصل الى إذاءالنفس أو الغير، وقد يفكر الكثير من المراهقين بالانتحار بأخذ الحبوب أو قطع الوريد وقد يتغيب الطالب عن المدرسه بدون عذر أو يقوم بتسجيل حضوره والخروج بالخفاء للبحث عن المشاكل، وقد يشجع ذلك عدم حضور الاجتماعات المدرسيه من قبل الوالدين. ويتعرض الطالب بالاضافه الى فقدان التعليم يتعرض ايضاً للمشاركه في اعمال عدوانيه ومشاكل مثل السرقات والعُنف وهذا السلوك متعارف عليه كثيراً في المدن اكثر من القرى وبتأثير أصدقاء السوء والوالدين غير المنضبطين إذ انهما أما ان يكونوا كثيري القسوه أو شديدي النعومه مع الابناء وبتأثير ايضاً الافلام التي تتحدث عن الجريمه والعنف وتظهرها بشكل مثير وبراق]49.

ان اوضاع الطالب المهمَل يجب ان تُلاحظ من قبل المدرسين لنقل آرائهم الى العائله، حيث يحاول الطرفان ان يدفعا بالطالب الى مواقع أفضل والى توفير اجواء دراسيه أفضل في المدرسه والبيت مع إضافة عامل التشويق وخلق الرغبه للدراسه بتنويع الفعاليات المدرسيه وتوزيعها مابين فعاليات نظريه وتطبيقيه مع الفعاليات الترفيهيه كذلك الاهتمام بصقل مواهب الطالب، اذ أن تطوير امكانيات الطلاب واستغلالها تساعد الطالب كثيراً على اكتشاف مواقع بنّاءه ومميزه في شخصيته، وان عملية تطوير هذه الامكانيات تجعله يشعر بأهميته وقدرته على الابداع، ويخلق الابداع نوعاً من التعود الايجابي لدى المراهق. ولو لاحظنا ان معظم الطلاب مسببي المشاكل هم بالاساس شخصيات كئيبه وغاضبه تحاول التنفيس عن غضبها. ويؤثر كثيراً نوع الجماعه التي يصاحبها المراهق ويقوم باللعب معها، فإذا كانت جماعات سلبيه وذوي تأثير سلبي على طريقة السلوك أو الملابس فإنها تسحب هذا الطالب للسير على نفس الاسلوب في التعامل في المستوى التعليمي والسلوك مع المدرسين والزملاء.

أخذ الدكتور "براين لاسك" عيَّنه من المراهقين في الرابعه عشر والذين يعانون من مشاكل نفسيه [وكان احد هؤلاء يتميز بحبه لاجتياز المخاطر والاكتشافات ثم أخذ بالاختلاط مع جماعه من الطلاب الكثيري التغيُب والذين يخرجون ليلاً للقيام بكثير من المشاكل لأنفسهم أينما ذهبوا، ولأن الوالدين كانا مختلفين في الرأي والتعامل فقد كان الوالد قاسيٍ والام متساهله جداً فقد نبذهم هذا الأبن والتجأ الى مجموعة أصدقاء ودخل في مزيد من المشاكل والضرر لنفسه بدون ان يستطيع الوالدين أن يحموا ابنهم منها بسبب خلافاتهم في الرأي. وقد يبدأ هذا الابن بتناول المخدرات بتأثير اصدقائه أو أحد اقربائه أو ربما الوالدين انفسهم. ويمكن للوالدين المنضبطين ان يعلموا بالتغيير الحاصل في شخصية ابنهم بعلامات واضحه في التغييرات الشخصيه والتصرفات غير المقبوله مثل قلة النوم المفرط وقلة البراعه والرسوب في المدرسه والمرض الجسدي]50.

لكن هذه الاعراض لاتشكل دائماً الدليل على الانحراف بل توضح أحياناً نقاط الضعف التي يعاني منها الطالب وتحتاج الى اصلاح وقد تكون الاسباب في فقدان الدافع للدراسه أو سوء الحاله الصحيه بأن يكون الطالب كما ذكرنا ضحيه لمجتمع العنف [فيفقد الرغبه والامكانيه على الدراسه ويعاني من مخاوف كثيره في الدراسه من ممارسي الأساليب الاستفزازيه من الطلاب الآخرين أو من المدرسين ولذا من المتوقع أن يكون لهذا الطالب ردود أفعال سلبيه مختلفه نفسيه وجسديه ويشعر بأحاسيس غريبه ومشاكل مختلفه منها مشاكل في النوم والطعام والخوف من المدرسه، انحسار وارتداد شعوري، الهبوط والكآبه، أفكار إنتحاريه ونكوص، وأمراض جسديه مثل الارتعاش غير الارادي]51.

ان هذه الاعراض قد تتشابه بأجزاء منها في ممارسي العنف وفي ضحاياه من الطلاب، لكن من الواضح ان ضحايا العُنف بالنسبه للطلاب الأسوياء غير المنحرفين كثيراً ما يظهرون ردود أفعال سلبيه ومخاوف من الوحده أو من الظلام أو من أفلام العنف عكس ممارسي العدوان فأن سلوكهم يكسبهم الشعور بالقوه والمزيد من الاعتداد بالنفس والقسوه واللامبالاة إلا إذا وضِعوا تحت العلاج النفسي والرعايه الاجتماعيه.



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثاني
- الطالب الأشد عنفاً - الجزء الاول
- من كتاب - العنف والشباب والعقاب- - الادمان والعدوانية
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل القاص العراقي المعروف مهدي عيسى ...
- قصة تسجيلية مستمدة من احداث واقعية حدثت في مدينة بغداد في ال ...
- ?ماذاعن اطفال العراق
- مشكلة العنف_نتائج هذه المشكله في العالم
- العنف والشباب والعقاب / الجزء الثاني
- من أغضب من في 11 سبتمبر !؟
- العقاب البدني والعقاب المعنوي
- مقدمة كتاب العنف و الشباب والعقاب


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - الطالب الأشد عنفاً - الجزء الثالث