أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - لبنى الجادري - الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من المشاعر الحارة















المزيد.....

الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من المشاعر الحارة


لبنى الجادري

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:27
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الغضب ، شعور بالحزن الشديد المصاحب للصياح والتشنجات العضلية والعصبية يرهق بها الفرد مشاعره .
وهو مجموعة المشاعر الموجهة نحو الخارج عن طريق الشدة في نبرة الصوت ، وتحدث عندما يتعرض الفرد الى ضغوط خارجية .
في حياتنا اليومية ، نجد الكثير من الأطفال الذين يتخذون الغضب المستمر كوسيلة من وسائل التفاهم مع الآخرين ... والأطفال الصغار قد لا يدركوا سبب شعورهم بالغضب ، أو لماذا يعتبر هذا السلوك الغاضب أمرا ً غير مرغوب فيه ، ولكننا نجدهم يتصرفون في أمور حياتهم المختلفة ( في اللعب ، في التعامل مع الأخوة ، في التفاهم مع الأصدقاء ) ، يتبنون الحديث الغاضب ، ويمتازون بعلو الصوت والصياح ، وقد يتطور الأمر فيتحول الى سلوك متحرك متمثل بالضرب للآخرين .
كيف ننشيء طفلا غاضبا ؟
في كل أحاديثنا التي تتناول الأطفال في سنيّهم المبكرة ، نعود الى الوراء لنرى كيف تعامل معهم الأهل في ظل سنواتهم الحرجة الأولى .
إن اهم عوامل تكوين طفل غاضب هي :
1- كثرة المشاجرات بين الوالدين / تعد مشكلة الشجار القائم بين الوالدين ، من أهم العوامل التي تسهم في خلق ولد غاضب ، إذ يرى الطفل الصغير أمامه نموذج جديد ، ويرى فيه غالب ومغلوب ، وتسلط من جانب على الجانب الآخر ، كما يرى فيه تنفيذ لرغبات طرف على حساب الطرف الآخر،... الخ من التساؤلات ، التي تتحول في ذهن الطفل الصغير الى أداة تحركه لتبني هذا السلوك الذي قدمه اليه الوالدان ، كهدية ! ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، قد يعبر عن شعوره بعدم الرضا تجاه والديه ، بممارسة الشعور الغاضب تجاههم أو تجاه أخوته الأصغر منه ، أو حتى أنه يجد تنفيسا لغضبه بأتجاه ألعابه .
2- التحدث بصوت عال ٍ / يميل بعض الناس الى رفع أصواتهم أكثر من اللازم عند الحديث ، ويستخدم المؤثرات الصوتية في حديثه ( كرفع الصوت فجأة ، أو التحدث بغضب ، أو النقاش مع الآخرين وتبادل الآراء بشكل حاد ) ، ... ويقوم الطفل بمتابعة دقيقة الى المتحدثين ويقلد تصرفاتهم ، فنجده يميل الى التحدث بحدة ، وإن لم يكن الأمر ذو أهمية .
3- العقاب / إن العقاب البدني أو النفسي ، هو أحد العوامل الذي يثير في نفس الطفل الغضب ، فنجده يترجم مشاعره الغاضبة على شكل سلوك مرئي مدمر ، .. فيمزق أوراقه وألعابه ، ويحطم ألوانه ، ويعبث بكل شيء حوله ، ويرمي أعز ما لديه أو لدى والديه ، بقوة ، تعبيرا عن رفضه لهذا العقاب ، وأن الأكثار في ممارسة العقاب ، يذهب بأهميته ، إذ يجب أن يستخدم العقاب في الحالات الضرورية التي يجب أن لايفعلها الطفل ، وخاصة بعد أن يكون قد تعرض لأكثر من تنبيه . إذ أن العقاب ، أداة خطرة تعبث بمشاعر الطفل وتثير فيه نار الغضب الضامر تحث مشاعره المختلفة . وقد نجد أولياء أمور يمارسون أنواعا عنيفة من العقاب تجاه أولادهم ( كحبس الطفل منفردا ، أو كيّه بالنار، أو ضربه بشدة ، ... الخ ) .
4- مشاهدته للبرامج والأفلام التي فيها الكثير من الحركة والعنف / إن مشاهدة الطفل الطويلة والمستمرة لهذه الأنواع من البرامج المعروضة في التلفاز أو الفيديو أو في نشرات الأخبار ، تولد لديه فكرة مفادها ، أن الغضب يأتي من الشجاعة مثلا ، .. فإذا ما رأى شخصيات تمارس العنف والغضب وتلجأ الى الصوت العالي والتحطيم في سبيل التمتع بأمتيازات معينة ، قد يتبنى الطفل بدوره هذه الشخصية ، وخاصة عندما تمثل حالة يكون قد مر بها هو مثلا ، فإذا ما تعرض طفل طبيعي في المدرسة الى إعتداء من قبل أطفال آخرين ، ولم يستطع الرد ، وبمحض الصدفة عرضت شخصية تماثل شخصيته ، وقد وجد فيها الحل لمشكلته ، فهو، قد يلجأ الى تبني نفس الحل المعروض على الشاشة وتطبيقه على أرض الواقع ، وقد تكون عواقبه وخيمة .
5- التعنيف أثناء التوجيه / إن أستخدام الأسلوب المعنف الحاد مع الأطفال الصغار ، يجعلهم يمارسون التصرفات الغاضبة نحو الكبار وجعلها عادة يمارسهاالطفل ، بعدما توفرت له عوامل عدة جعلته يتصرف بحدية وبغضب نحو الآخرين ، فالأم التي تريد توجيه طفل لها قد لعب بالماء البارد شتاء ً، بأن تصرخ عليه أثناء محادثتها وتوجيهها له ، وقد تضربه ، ... وقد يلعب بالأجهزة الألكترونية ، فيقلب قنوات التلفزيون بصورة عشوائية مثلا ، ويصرخ به الأب ، .. فتكثر الصرخات والصيحات من حوله ، لتصب في سلوكه وشخصيته .
وللغضب أسباب أخرى منها :
• الغيرة : وهي محفز للطفل كي يعبر عنها بغضبه من الأشخاص والأشياء الذين يغار منهم .
• الشعور بالعجز : حيث نجد الأطفال الذين لا يملكون قدرة على أنجاز عمل ما قد يوكل اليهم ، كحل الواجبات المدرسية الضاغطة ، أو حمل أقداح الشاي ، أو أنجاز أي عمل بشكل غير دقيق ، .. كلها أسباب تدفع الطفل للتعبير عن عجزه ، بالغضب نحو الأشخاص والأعمال التي يراد منه تنفيذها .
• التعرض للمواقف الصعبة والخطرة / إن تعرض الطفل للمواقف المفاجئة التي تحمل في طياتها أحداثا قوية ، تسهم هذه الأحداث في أعطاء الطفل دافعا نحو الغضب تجاهها ، فالطفل الذي يرى حادثة مرعبة أمامه ، تختلط لديه مشاعر الخوف مع الغضب تجاه الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل ، أو تجاه الأشياء التي سببت مثل هذه التصرفات ، أو حتى تجاه الموت ، فالطفل وحتى سن العاشرة ، لا يدرك فكرة الموت وأختفاء الشخص الذي يحبه ، كوفاة الجد أو الجدة ، أو أحد الوالدين ، فتتولد لديه مشاعر الغضب تجاه هذا الحادث الجديد وتجاه الموت نفسه ، خاصة عندما يرى أن هذا الحادث أصابه هو ولم يصب غيره ، فتنشأ لديه مشاعر غاضبة تجاه قدره وتجاه حياته .
• الشعور بالظلم / عدم قدرة الطفل على التعبير عن شعوره بالظلم ، يدفعه الى ممارسة أنواعا مختلفة من الأساليب عن طريق الأمتناع عن تناول الطعام مثلا وعدم غداء الواجبات المدرسية والأستحمام وتبديل ملابسه ومعصية الأوامر ، حتى يجد تفسيرا للظلم الذي وقع عليه .
كيف نمتص غضب أولادنا ؟
• إن التحدث مع الطفل عن سبب غضبه ، لا يتم بشكل سهل عادة ، إذ يحتاج الطفل الى شخص يطمئن اليه ويجد فيه ملاذا آمنا لتفريغ مشاعره الغاضبة ، لذا وجب علينا تهدئة الطفل ومنحه الأمان والأطمئنان أولا .
• الأستماع لما يقوله بشكل دقيق والأخذ به ومناقشته ، ووضع الحلول الواضحة والبسيطة والعملية ، ومحاولة التوصل الى حل المشكلة بالهدوء والتروي .
• التعامل داخل البيت ، يحبب أن يكون تحت ظل النقاش الهاديء المبني على تفهم وجهات النظر ، ومحاولة عدم التشاجر أمام الأبناء .
• إذا كان الوالدان شديدا العصبية ، فيفضل أن يتم نقاش أمورهما مع أطفالهما أثناء تناول الطعام ، في مطعم مثلا ، إذ يعمل الجو العام على عدم رفع صوتهم ، وإجراء الحوار بلغة هادئة .
• مراقبة برامج التلفزيون وأفلام الكارتون التي تحمل في طياتها التوجه نحو الغضب والتدمير ، ... وعرض أفلام الكارتون التي تحمل قيما أخرى ، كالتعاون والصداقة .
• فسح المجال أمام الأطفال لأنجاز بعض الأعمال التي تناسب قدراتهم ، وبخاصة تلك الأعمال التي فيها صرف للطاقة ، إذ تقوم هذه الأعمال بتنفيس الغضب عن الأولاد .
• تقديم الوجبات الغذائية الخالية من التوابل الحارة واللجوء الى الأطعمة السلسة الباردة ، فهي تساعد على إراحة الأعصاب والأبتعاد عن التوتر
، كتناول ( المحلبية ) والجلي ، ... الخ



#لبنى_الجادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثانية ... عادات النوم ... أد ...
- الاضطرابات السلوكية _ الحلقة الأولى _ العناد ... شدّ حبل بين ...
- رسوم الأطفال ... رسائل يجب أن نفهمها
- الأطفال لا يرثون الخوف
- الشخصية المنافقة ... شيطان اجتماعي متنقل
- الحرمان ... عباءة الحزن السوداء
- اللعب ... قناع الطفل المستعار
- الإدراك ... عصا الارتكاز للفهم
- الاضطراب في الكلام .. اضطراب في أساليب التنشئة الأسرية
- تفكيرنا .. عمقنا وأسرارنا الخفية
- لغتنا قارئة ُ فنجان ٍ لأفكارنا
- التوافق الإجتماعي والتكيف الإجتماعي وجهان لعملتين مختلفتين
- الغافل عن الشيء لا يدركه
- تكوين المفاهيم عند الأطفال
- شخصيات متعددات في أنسان واحد


المزيد.....




- الاحتلال يواصل اقتحام طولكرم: اعتقالات ومداهمة منازل? وتخريب ...
- منظمة الأمم المتحدة.. اتفاق تاريخي للتصدي للجوائح مستقبلا
- 38 قتيلا في غارات إسرائيلية تنسف خيام النازحين في خان يونس
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال نفذ 15 ألف عملية اعتقال من غزة من ...
- مفوض عام الأونروا: 170 صحفيا استشهدوا منذ بدء الحرب على غزة ...
- الأمم المتحدة: العصابات باتت تسيطر على 85% من عاصمة هايتي وت ...
- تقرير ميداني: عنف تحت الحماية .. اعتداءات المستوطنين أداة لت ...
- حماس: نتنياهو يرفض الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة ...
- استهداف الاحتلال خيام النازحين في قطاع غزة وقتل عائلات بأكمل ...
- حماس تطالب الجنائية الدولية بملاحقة كاتس وبن غفير: يرتكبان ج ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - لبنى الجادري - الاضطرابات السلوكية .. الحلقة الثالثة .. الغضب .. بركان من المشاعر الحارة