أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - مريض النساء














المزيد.....

مريض النساء


رحاب الهندي

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 11:59
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


حين قررت شهرزاد ان تقف بوجه الظلم الذي يحيط ببنات جنسها، تسلحت بالذكاء والثقافة، وغامرت بالدخول الى حياة شهريار وهي غير متيقنة من النجاة. لكنها صممت على إنقاذ أرواح طابور آخر من الفتيات اللاتي كان من الممكن ان يتزوجهن شهريار لليلة واحدة فقط قبل قتلهن!
إستقبلها شهريار في ليلة الزفاف وكانت كما تقول الأساطير عروسا مختلفة، هادئة، جميلة، رقيقة، وقرر شهريار كعادته ان يغتصب عروسه قبل قتلها، لكن شهرزاد بادرته بكل هدوء لتقول له: “بلغني أيها الملك السعيد، ذو الرأي السديد أنَّ”.. وبدأت شهرزاد حكاياتها المشوقة التي أنقذت حياتها.


لم يكن شهريار ملكا سعيدا بالتأكيد، ولم يكن أيضا ذا رأي سديد. لكن شهرزاد حاولت ان تغتال في داخله القسوة والإصرار على قتلها إنتقاما لأنها أنثى. كان شهريار مبهورا بأسلوب سردها، ومن هنا أمر سيافه ان يغمد السيف في غمده وينتظر الى الغد.. وطال غد شهرزاد الى أكثر من ألف ليلة وليلة لتنقذ روحها وتنقذ شهريار من شر نفسه وتصبح حكايتهما من الأساطير.
لكن اليوم نستمع الى حكايات كثيرة لشهريارات وشهرزادات عصرية. قالت لي إحدى المعارف مبتسمة: حكايتي أشبه بحكاية شهرزاد، لقد كان زوجي رحمه الله شهريار عصره رغم أنه لم يكن يقتل النساء، لكنه كان يسمح لنفسه بإقامة علاقات معهن تصل أخبارها لي، وكنت أنا أتحرق غيظا وأعيش قهرا وحين أواجهه ينكر طبعا! حكايات عشقه المتعددة تحتاج الى كتاب، وأنا أقف على حافة الجنون والإنهيار، فحين كنت أتشاجر معه يحلف باغلظ الأيمان بأنه بريء وهو أبعد ما يكون عن البراءة، وحين أشكوه لأمه تهز رأسها قائلة: أصبري يا إبنتي ألا يعود آخر الليل إليك، أنه رجل فلا تهتمي! كانت كلمات أمه تزيدني غيظا، وحين أشكوه لأخته تجيبني: إحمدي ربك على الأقل أخي يعود لك كل ليلة، أنظري الى زوجي الذي يغيب يومين او ثلاثة بحجة العمل وهو كل يوم مع واحدة مختلفة!!
ويكبر السؤال في داخلي ألا تكلفه العلاقات هذه جهدا ماديا ونفسيا وجسديا من المفروض ان يوفره لنا نحن أهل بيته!
الغريب يا شهرزاد، أنه كان رجلا حنونا جدا يبكي على رأسي إذا شعر أنني مريضة، ويتابع أولاده ويحنو عليهم، لكنه كان مولعاً بالنساء، لم أكن أملك إلا الصبر والدعاءله بالهداية ولم أعد اشكوه لأحد.. وركزت كل إهتمامي ورعايتي على بيتي وأولادي..
ألغيته من عقلي وتفكيري.. لقد باءت كل محاولاتي معه بالفشل في ان أهدي الرجل الذي يعشق النساء في داخله. لكنه جاءني ذات يومٍ طالبا مني ان نتحدث في أمور حياتنا بهدوء.. صدمت وأنا أجده يجثو على ركبتيه يعترف بعلاقاته النسائية المتعددة وكيف ان فلانة سلبت عقله والأخرى سلبت جسده وثالثة سلبت ماله، كنت أعرف مسبقا كل قصصه وأسمع عنها، لكن بيني وبين نفسي أحاول تكذيبها، وها هي الآن كلها أمامي على طاولة الإعتراف.. أخيرا يعترف بكل التفاصيل المحرمة. أنه يطلب السماح، وجدتني وأنا الزوجة المطعونة بحبه وبكذبه أتعرى أيضا بزوجي.. إعترفت له أنني لن أكون لرجل لعبت به كل النساء، هذا قرار كنت أخفيه عنه وهو يلهو عني بغيري. عندها أذهله قراري، في ان أكون زوجةً له أمام الناس فقط أما جسدي فله قدسية عندي أحافظ عليه وأحترمه ولن أسمح له بتدنيسه بعدما لوثت جسده النساء.
قلت له تستطيع ان تعيش حياتك كما تريد ومع من تريد، لن أضيق الخناق عليك ولن أسألك فلم تعد من حقي. الغريب يا شهرزاد أنه بدأ يشكو مني لأهله وأهلي بحجة الإمتناع عنه والأغرب من ذلك ان الجميع كان يحتج على موقفي ويعتبرونني إمرأة تسمع كلام الشيطان وان الله لن يرضى عني لانني أمتنع عن زوجي، تكاثرت الألسن المحتجة المتشنجة وتكاثرت النصائح والكلمات الإجتماعية.
لم يفهم أحد أنني إمرأة تحملت وجاهدت من أجله وحاولت ان أصلح حاله وكان يرفض بعناد ويكذب ويصر على الخطيئة، لم يرحم حالي، ففي كل الحالات كنت أنا المتهمة، ومع ذلك لم أهتم لكل كلامهم وصممت على ان أكون إمرأة لها طريق واضح ومحدد.. ان أعيش لأجل أطفالي وان أسقط زوجي من حسابي، ورغم كل الإحتجاجات والإعتراضات سرت في طريقي بكل تصميم وعناد..



#رحاب_الهندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الألكتروني الموجع
- اغتيال الرجال حبا
- من يحكم من في وسائد الليل
- لقاء الشيطان
- جسد في اروقة التجاره


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - رحاب الهندي - مريض النساء