أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد هيمة - نظرة حول التحقيب التاريخي المعتمد بالمقررات المغربية














المزيد.....

نظرة حول التحقيب التاريخي المعتمد بالمقررات المغربية


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 12:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تنبع أهمية التحقيب التاريخي، من الجانب المنهجي، في تأطير وتنظيم وقائع الماضي وفق تقسيمات زمنية، وفي إطار تسلسل موضوعي للزمن التاريخي يمكن المتعلم من التموقع السليم في الزمن، كما يساعده على توليد وعي تاريخي يسترشد به أفاقه الذاتية أو الجمعية للجماعة التي ينتمي إليها؛ سيما وإذا كان هذا التحقيب مستنبط من التجربة الذاتية لهذا الجماعة ومعبرا عن تطلعاتها وآمالها المستقبلية. فهل التحقيب التاريخي المعتمد بالكتاب المدرسي لمادة التاريخ يطابق تجربتنا التاريخية، ويعبر عن ذواتنا الآنية وتطلعاتنا الآتية؟

1.2- التحقيب الأوربي:
 نذكر على أن التاريخ المدرسي المغربي تلفق التحقيب الأوربي الثلاثي (قديم، وسيط، حديث) -الذي انبلج في خضم الصراع النهضوي ضد العصور القروسطوية؛ بحيث جعلت المدرسة الليبرالية التاريخ إحدى واجهات الصراع. وبذلك فإن التحقيب الثلاثي هو "أحد النتائج العلمية التي قام بها رواد النهضة الحديثة في أوربا". ويقسم التاريخ،بموجب التحقيب الثلاثي، إلى ثلاث حقب رئيسية، هي: التاريخ القديم، الوسيط، الحديث. وإذا كان هذا التقسيم يعبر عن التجربة الأوربية ويطابق مسيرتها التاريخية ،فإن إسقاطه على تاريخ شعوب أخرى ينجم عنه خلط ومغالطات عديدة ؛ف "المعنى الذي يثيره التاريخ القديم عند الإنسان الأوربي ليس هو نفسه الذي نجده عند الإنسان العربي" أو باقي الشعوب الأخرى ومنها شمال إفريقيا، وتتعمق هذا التناقضات الجوهرية بعدما ستتأسس الدولة الإسلامية وستتمكن من نشر ظلالها على شعوب عديدة اعتبر إرثها الحضاري السابق عن الإسلام: "بالجاهلية"؛ لذلك سعت إلى تصفيته عكس أوربا التي أسست مجدها الحديث بإحياء تراث أثينا وروما.
أما منطقة شمال إفريقيا فقد بقيت "منفعلة" بالتطورات السياسية والعسكرية سواء في أوربا على عهدي أثينا وروما، أو مع جيرانها في الشرق "الجزيرة العربية"، بل أن استقواء إحدى تلك القوتين غالبا ما كان يتم على حساب منطقة شمال إفريقيا. وهو ما يعني أن عصر المجد والنهضة الأوربية يقابلها في شمال إفريقيا عهد الخضوع والاستعمار. أما في علاقة المنطقة بالشرق الذي عرف تحولات ملفتة منذ ق 7 م؛ والتي جعلت من المنطقة "قاعدة / إقليم" لانطلاق الدولة الإسلامية إلى آفاق أخرى في إطار الفتوحات. ويصنف الإرث السابق عن لحظة الفتوحات "بالجاهلية أي حالة فوضوية ومظلمة"، بل إن للمغاربة- حسب ميشوبليير-"استغراب مستنكر عندما يراد الحديث عن عهد ما قبل الإسلام في بلادهم".

2.2- التحقيب العربي السلالي:
 أما فيما يتعلق بالتحقيب السلالي فقد حكم عليه بأنه "تحقيب عقيم تربويا ومتقادم تاريخيا"؛ فهذا التحقيب لا يساعد "على تقييم التجربة التاريخية... لأن ذلك لا يتأتى إلا عبر رسم منحنى الاستمرار والقطيعة لهذه المسيرة التاريخية، وهذا ما لا يمكن أن يفي به هذا التحقيب"

3.2- التحقيب الماركسي:

 إن النقد الموجه للتحقيب السابق يبدو أخف مقارنة مع النقد الذي جوبه به التحقيب الخماسي – الماركسي؛ الذي قسم التاريخ البشري إلى خمس مراحل أساسية اعتمادا على المادية التاريخية: 1- المشاعية البدائية بطوريها الأميسي والأبيسي، 2- النظام العبودي، 3- النظام الإقطاعي 4- النظام الرأسمالي، 5- النظام الاشتراكي كأفق مرحلي لتحقيق اليوتوبيا الشيوعية. ونظرا لصعوبة تعميم هذا التقسيم المعبر عن تطور التجربة الأوربية، ووعيا من "كار ماركس" و "فريدريك إنكلز" بالتطور غير المتطابق للشعوب، اهتدى الاثنان إلى ابتكار نمط الإنتاج الأسيوي. ونظرا ،أيضا ،لصعوبة تعميم هذا النمط، فقد حاولت بعض الاجتهادات الحديثة تجاوز هذه الصعوبات بالقيام بأبحاث علمية في أفق استخلاص نتائج علمية معبرة عن الواقع الملموس. وتمثل تجربة "سمير أمين" في اجتراح تصنيفات طبقية تعبر عن التطور المادي للمجتمعات العربية كما هو الحال في نمط الإنتاج الخراج.
علاوة على تجربة المرحوم "بول باسكون" الذي اجتهد في دحض أراء السوسيولوجية –الكولونيالية؛ التي اعتبرت أن نمط الإنتاج السائد في المغرب هو الإقطاع، لكن أبحاث "بول باسكون" خلصت إلى أن النمط السائد هو النمط القائدي.
ختاما، نشير إلى أنه يصعب التمييز في النقد الموجه للتحقيب الماركسي بين النقد الأكاديمي المؤسس علميا وبين النقد الإيديولوجي المتهافت !




#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك
- قراءة أولية للوسائل التعليمية التعلمية في دروس تاريخ الممالك ...
- المدرس في ظل واقع ذاتي وموضوعي متغير :المغرب نموذجا
- قراءة نقدية للبعد المعرفي لدروس تاريخ الممالك الأمازيغية-الم ...
- التاريخ والثقافة الأمازيغيان: بين المقاربة الدستورية والتناو ...


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حميد هيمة - نظرة حول التحقيب التاريخي المعتمد بالمقررات المغربية