أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل فاضل - بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر















المزيد.....

بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عرض " الأهرام التعليـمي " رسالة دكتوراة للباحثة بثينه رمضان " النظم التعليمية الوافدة وأثرها في النسق القيمي" ( 15 ، 22 أكتوبر 2005) ، وجاء في الجزء الثاني أن " الأهرام التعليمي " لم يتوقع هذا الكم الهائل من الاتصالات والتعليقات التي وردت إليه والمؤكدة لصحة ما توصلت إليه الباحثة في دراستها، وضرورة أن يتم فتح ملف هذه المدارس حتى يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، ورغم كل القرارات فهناك مطالبات كثيرة بضرورة أن يكون هناك إشراف حقيقي ـ "لأنه على ما يبدو أن ما هو موجود إشراف غير حقيقي" ، أي إشراف شكلي فقط لا غير ويؤكد على ذلك هاني يونس بالقول أن الإشراف صوريا وعلى الورق فقط. عموماً لدى شكوك كثيرة حول قدرة وزير التربية والتعليم وزارته على عمل أي شئ في ها الموضوع تحديداً نظراً لأن " التعليم " وما يزاوجه من "تربية " والتي قد تكون أهم من التعليم في مرحلة النضج والتكوين الأساسية في سنين المراهقة يرزحان تحت وطأة هموم كبيرة.
تحضرني مقالة مهمة نشرتها مجلة " الطليعة " التي كانت تصدرها مؤسسة الأهرام في أواخر الستينات وكان تحت عنوان "حصان طروادة الأمريكي في مصر"، أشارت المقالة إلى خطورة تواجد مؤسسات ثقافية أمريكية وغيرها في مصر، وأنها بمثابة العدو الداخلي الذي ينتظر الخروج من قلبنا لينهشنا، بل ويقضي علينا تماماً. ولم يعد الأمريكان في حاجة إلى حصان يتخفون فيه؛ لأنهم منتشرون في المؤسسات الثقافية والتعليمية وكل ما يتعلق بالأمن القومي نهاراً جهاراً دون أي اعتبار، ينفذون في تدبير شديد رؤاهم، وعلى الرغم من أنني لست من هواة نظرية المؤامرة إلا أنني أرى أن أمركة الأجيال القادمة في مص تعليميا تربويا وثقافيا، أخطر من الفانتوم والسكاي هوك، وأن ما يحدث في مصر الآن أخطر مما حدث في العراق، لأن الغزو يدمر تماماً الذهنية المصرية العربية.
خطورة المناهج والنظم التعليمية الأمريكية على الطلاب المصرين تكمن في أنها تغزوهم في بيئتهم، في حين أنهم يأتون من بيئة وثقافة وحضارة وأسر مختلفة تماماً عن البيئة الأمريكية؛ بمعنى أن تلقين تلك النظم للطالب المصري في أمريكا يختلف عن تعليمها له وهو في مصر، فهو على الأقل يسمع الآذان خمس مرات، ويرتبط ذلك بموروثات وتقاليد وعادات لا تلتقي إطلاقاً ، بل تتعارض جملة وتفصيلاً مع تلك الأمركية ، هنا يحدث:

1 - التشويش الذهني والنفسي Confusion
2 - اضطراب الهوية الشديد Identity Confusion
3 - حالة الاغتراب الاجتماعي والنفسي Alienation
وما نقصده هو تلك العينة من أولادنا التي قمنا بفحصها "عشوائيا" من المترددين على العيادة النفسية، إما برغبتهم في التحدث مع " معالج " نفسي، أو طبيب يعتمد على الحوار والفضفضة العلاجية، وهم ليسوا مرضى نفسيين بالمعنى التقليدي للكلمة، ونستثني من هؤلاء أصحاب التاريخ الأسري المرضي النفسي، أو المهيئين للإصابة تحت أي ظرف آخر (ظروف طلاق، انفصال الوالدين،وجود الأب خارج البلاد .. إلى آخر تلك القائمة من الضغوط الحياتية السلبية). هنا وجب علينا التركيز على أعراض ذلك التشوش الذهني، على اضطراب الهوية وحالة الاغتراب منفردين أو مجتمعين وعلنياً أيضا ـ بالضرورة ـ أن نفرق بين هؤلاء الذين يتعلمون في مدارس مصرية عادية أو خاصة، ويميلون إلى الغرب و أمريكا بحكم الهيمنة الإعلامية المعتادة بدءاً من أفلام الكارتون غير البريئة إطلاقا والممجدة لفكرة السيطرة
على الآخر واستلابه كنوزه وقيمه، عاداته وحياته، إلى أفلام الـ Action ورامبو، جيمس بوند والكاوبوي بكل أنواعها. ولقد وجدنا الاضطراب في المدارس الفاخرة عموماً خاصة تلك الأمريكية يكاد ينحصر في تشوش الهوية، والتشبه بالأجنبي الأمريكي الذي يشرب الخمر ويسمع الموسيقى العاليـة الإيقاع جداً الـ Heavy Metal إلى سهولة إقامة علاقات جنسية، فتبدأ المسألة كمرونة للهوية، ثم تصبح الهوية وعاءا فضفاضاً يسهل ضربه في أي وقت، وبعدئذِ نجد الانسلاخ الثقافي عن الدين واللغة كثوابت وموروثات يبتعد بالولد والبنت عن روح الأمة، ويلقى بهما إلى التهلكة فمن الرغبة في الثراء فجأة ودون بذل أي مجهود، إلى الحلم الأمريكي المعاصر، إلى الإحساس بالخجل - والنظر في نفس الوقت ـ إلى النظر إلى الآخرين من الأولاد "المصريين من "فوق" ... حينها يصبح كل ما هو غير أمريكي متدني وغبي وغير متحقق ؟؟؟؟.
إن فقدان الرقابة المجتمعية، ومن قبل الحكومة، والآتي من مفهوم الدولة الرخوة يسمح برأس المال المتوحش أن ينهش في لحمه التربية والتعليم في مصر فنجد انتشار العنف بشكل مرضي، إدمان المخدرات، السلوكيات الشائنة والغريبة، عدم استنفار أو استهجان أمور مثل الشذوذ الجنسي، نوبات الاكتئاب ومحاولة الانتحار، فقدان لغة الحوار، نسيان اللغة ( عبرت عن ذلك خريجة للجامعة الأمريكية بلوحة فنية تشكيلية فريدة استخدمت فيها حروفاً عربية غير مرتبة وكأنها تقرأ من الشمال إلى اليمين ( ة غ ل ل ا ا ن ي س ن )، يؤكد على ذلك الاغتراب.
إن الأمريكان العاملين في مصر ليسوا خالصين وليسوا الأفضل، لكنهم هجين مهاجر يقترب من المرتزقة اللذين بلا قيم؛ وبالتالي فإن شخصياتهم تنطبع على أولادنا؛ فيصابون بفقدان الثقة في النفس وفي الآخر، الشك، والإحساس الدفين بالذنب. الذي لا يعبرون عنه ويظهر في صورة تحدي للوالدين، للمجتمع وللسلطة أياً كانت. المصيبة أن هؤلاء رغم تعليمهم العالي الأمريكي غالباً ما تكون (دماغهم فاضية حسب قول إحداهن AIR HEADED فهذا الجيل ليست له علاقة لا بالوطن ولا بالمواطنة، إنهم يطمحون ويخططون لحكم مصر !!! ولقد بدأت الأجيال السابقة لهم فعلاً فى احتلال مواقع حساسة فى أمكنة حكومية مؤثرة، وكذلك فى القطاع الخاص بل وفي أمامن بالغة الحساسية مثل البنك المركزي والبورصة وأمكنة أخرى بالغة التأثير على الأمن القومي ـ أي كما يقول عرض الأهرام التعليمي (....الصفوة المسيطرة على الأمور السياسية والاقتصادية والإعلامية مما يؤدي إلى تكريس التبعية فى ظل المتغيرات العالمية ومحاولة الهيمنة الأمريكية على دول المنطقة). على المستوي الشخصي تزداد الهوة بين هؤلاء (أولاد الأمريكان فى مصر) بكل شطحات رأس المال التعليمي الذي لا يهمه شئ وهؤلاء الذين يتعمقون ويتجذرون فى الوطن، فى المساجد، والندوات وورش العمل، يشدون بالأغاني الشعبية ويعرفون الشيخ إمام وثورة 1919 لهم جذور ريفية، أصالة مصرية، ولديهم وعي سياسي طبيعي عال.
الخوف كل الخوف هنا هو اصطدام هؤلاء بهؤلاء ومما لا شك فيه أن ذلك سيحدث.



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر
- محاولة لفهم المعادلة الحكومية المصرية الصعبة
- أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة
- ملامح الشخصية المصرية ..... في صِحَّتِّها وعلّتِها
- شادي عبد الموجود
- عمياء تمشط شعر مجنونة
- البغل والعربجي والعربة الكارو
- رقبة عبد الفتاح المائلة
- كائنــات خاليـــة من الضــــــوء
- سيكولوجية المنافق، الضلالي.. والبلطجي
- نظيف، نحن، وسيكولوجية الديموقراطية
- مفهوم الشخصية العربية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل فاضل - بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر