صباح محسن جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 10:56
المحور:
الادب والفن
إلى جسر الصرافية – الزمان والمكان
سيدة ُ الفجرِ تتفتح
فستانها شفيفُ الزرقةِ
يغادرُ شالها غبشَ الفجرِ
عرجونٌ يتثاءب
يتنفسُ ندى الشمس
ينكصُ عائداً تنينُ الليل
ينبجسُ الصبحُ
تسقسقُ السنونوات
خفيضة ًتتخطّفُ
تلثمُ ذؤاباتِ دجلة َ
يتضاحكنَ ،
حواري الماء
ما لبثت الأنسامُ تقبّلُ وجه الفجر
تسترقُ فتنتها المعاندة
تسّـاقط ُ
تنثُّ سربلة ُ الماء
منثورُ اللؤلؤ
مرِحاً يتراقصُ
يتفقد شيخُ الجسورِ
ظلاً ذاب
يتبسّمُ ، ملاذُنا
من خلفِ ضبابِنا المتناسل
تغمزُ الشمسُ إغفاءة َالكِبَر
ذا ستار ناصر*
الثابتة ُ قدماه في غَرين العابرين
تهدهدهما الرمالُ
لم يخْلف الشقيُّ ميعادَه
ألقوه في الجبِّ
سحقوا بأعقاب البنادق ِ
مجرى اللذةِ والآه
أي رفيقُ دربِنا العتيد
ظهركَ يا ستار
تقوَّس كالمنجل !
ما قال لؤلؤُ عمودِك الفقري ؟
أعَلِقَ الليلُ
فيما تشدُّ قرني ثورهِم الهائج؟
تلوي عنقه بقوة مصارع
بذراع ٍ ليس ككل ذراع
تهوي بساطورك
فيعوي القاع
تضجُّ الغابة ُ غرانيقها
تفزعُ طيورُ الزاب
َيفـْسدُ بيضُ السلاحفِ
تراوحُ الشمسُ
معاندة ً أصيلَها
كم نئــتَ بزحمتنا
ووقع ِ خُطانا ؟
فكبرنا على المعبرِ بهواك.
مواعيدُنا وتشوّفنا للحب
وبراءة القبلات
وجهادِ السمكِ المتقافز
يلهو غامزا
يهدّه تعبُ فضولِه
فيهوي وسط جفون ِالماء !
حين رعَنته الشمس
توارى ستّار
بين أجمات البردي
همسَ متغاضيا :
هي قيلولة ٌ قبل أوانها
أمدُّ ذراعي وألتحفُ الماء
أرقبُ عن كثـَبٍ
أتسمّع ُحكايات الناس
ربما شختُ
لكني أبقى أتذكرُ
أحسبُ خطوَ الآتين
تدوسني أقدامُهم
واقبّلها
لم أخذل صاحبا مرة ً
ما الذي جرى؟
شطروا قلبي
فعاد بي نصفاه
يرفلان في حمراء دورتهما
صبيّان يلهوان
ترسمُ سواعدهما الغضة ُ
دائرة َ الحبِّ.
يلفان من حولهما
بمراح ٍ وتباه
يحز فيّ من ضلّ الدربَ وتاه
إلى ذلك : أنبّه
لا أملك ما اقتسمه
هو الحبُّ ما أوصي
وما عداه ،
ترهات
ولتسعَدوا يا أصدقاء.
* ستار ناصر : أحد الشبان الشجعان من مدينة الديوانية زمن ستينات القرن الماضي . عُرف من بين شباب كثر بصلابته ومعاداته لظلم أزلام العهد البائد. طورد وأعتقل . عُذّب في السجن بالضرب يوميا على عموده الفقري بأعقاب البنادق ، حتى استشهد.
#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟