يحيى السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 11:46
المحور:
الادب والفن
"الى الصديق الشاعر جواد وادي : استذكارا لحدائق الأمس البعيد "
ِدربان ِ ينتهبان ِ قافلتي : متاهات ٌ ومنفى ..
في صُرّتي حَسَك ٌ
وفي كوزي سراب ُ الأمنيات ِ
دمُ الأحبّة ِ في بلاد ٍكان فيها النخل ُ مئذنة ً
وكان العشبُ إلفا..
للساهرين على ضفاف العشق ِ
لكنّ الحقول َ تعثرتْ
وكبتْ عذوق ُ النخل ِ.. فالشطآنُ مقبرة ُ النمير ِ
وخيمتي وطن ٌ ومنفى ...
عطِش َ الفرات ُفصار يستجدي الهجير َ
ويشحذ ُ البستان ُ سَعْفا ...
ترثي بيادرَها السنابل ُ والينابيع ُ السّبات ْ
لا ماءَ ـ غير الدمع ِ ـ في كأس ِ الفرات ْ
وعلى مراياه ُ استباح َ السّيف ُ حنجرة ً وحرفا...
ما عاد لي وطن ٌ سوى الجرح ِ المقفى ...
شيّعْتُ أحلامي
وشيّعَت ِ الرّبابةُ ليلَ سمّار ٍ وعَزْفا
**
مطرٌ ولا حقلٌ
وجثمانُ الرّغيف ِوراء صحن ِ القحط ِ
والقنديلُ منكفئ ٌ بباب ِ المجزرةْ
خَجِلَ السؤالُ ...
فسدّ باب َ الحنجرة ْ
وتعثرت ْ بجفونها الأحداق ُ
فالكلمات ُ أضرحة ٌ .. وطِرْسي َ مقبرة ْ
**
جزّتْ نواصيَها الكرامة ُ
واستحى من يومه الشرفُ المُعَفرُ بالخطيئة ِ
فالقبيلة ْ
ألقتْ الى وحل الوجاهة ِ بالرجولة ْ
لست ُ الخجول َ
وإنما الأنهارُ خجلى من سفائننا
ومن عَسَلِ النعيم ِ السّحت ِ يكرعه الذليلْ
تمشي بنا الأيام ُـ نحن الواقفين َعلى رصيف المستحيل ْ
نستنهض ُ الماضي القتيل ْ
ليعيد َ دِفئا للرغيف ِ..
ندى ً لسوسنة الصباح ِ..
دمى ً لأحضان الطفولة ْ
ولدجلة َ الموجَ السّلافة ْ
والجسر َ للكرخ ِ الذي عشق المَها
ويعيد شمسا ً للرصافة ْ
" سيزيف " كان أبي
فأورثني التجلد َ..
صخرة َ الوطن ِ الموزّع ِ بين معتقل ٍ
ومسغبة ٍ ومنفى ...
مَنْ ذا رأى وطنا ـ كما وطني ـ يُراق ُ
وخارجَ الأيام ِ يُنفى ؟
#يحيى_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟