أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رداد السلامي - إلى من يتوسد الرصيف














المزيد.....

إلى من يتوسد الرصيف


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:37
المحور: الادب والفن
    


عندما نستبدل...

سقف لعين بسماء..

وجحر بأرض..

وجدار بمئذنة...

وشعب تحت التراب...

فقل لي بربك...

ماذا تبقى منك يا وطن...؟

أحاول كل صباح أن أقنع نفسي بأني لا زلت على قوائم الحياة

أو سطر في أرشيف المهملات..

لكن يأتي دخان القهوة ليخبرني أنى لا شيء...

صفر في هذه المنظومة...

أتبخر شيئافشيئاً حتى أصبح سحابة أمان تظلل صاحب الفخامة..

صحيح أنني أشغل مساحات كبيرة من خطبه الرنانة ،وأحمل ورقة تثبت شخصيتي المنعدمة..وورقة أخرى بيوم جئت لهذا الوطن...

وصك غفران بأن الفقراء لهم الجنة...

لكنى لا أحمل صدرا يحلف بسمائها وترابها في كل عيد وطني من أعيادنا التي تجاوزت المئة

لا أحمل سوى قلب ساخط ولسان ناقم ومعدة خاوية وصل صوتها حدود الصراخ

أحمل فوق رأسي خبزا لا لآكله ولكن كي أتعذب به مرتين

مرة بحملة ومرات أخرى برؤية أنيابهم تنهش في رأسي

ثم يزج بي إلى السجن بتهمة الأكل العمد من حقوق الوطن ونهب خيراته

يالك من وطن شريف تغطيه الأوسمة..لم تقطع يد من سرقوك بقدر ما قصمت ظهري وأنا أحملك منهوبا

الجميع هنا أدركوا سر شحوبي...وأنا أيضا أدرك أسباب شحوبهم

لله درك يا عمر

نفخت تحت القدر وأطعمت الصغار..واليوم ينفخون في وجوهنا ويأكلون الصغار

ما زلت أذكر العدل العمري في رقع ثيابنا..بينما يلهو الفقر في نعالنا قبل ملامحنا

مازلت أذكره يوم ربط على بطنه حجر من شدة الجوع..واليوم أيها المواطن دعنا نرجمك و نمص دمك بهدوء

كن لقمة سائغة وسنقص شجاعتك في اقتحام أفواه أولادنا .. بينما يمصون دماء أولادك وأحفادك

كًَرْمُنا لا تطل منه العناقيد بقدر ما تطل كؤوس الخمر وأفواه بحجم الظلم

وتحت الكًَرْمِ أناس أبَوٌا أن يركعوا

ولكنهم وضعوا أيديهم على ركبهم وهم يلتقطون أنفاسهم

أعواد نحيلة ووجوه بلون القمح على أكتافها حملت هذا الوطن إلى بر الأمان

ومنه حمله الجند إلى قصر الفخامة

وسمراوات تفلتن من حكايات الليل البهيم

قد ذابت نون النسوة واستحالت عرقا على جباههم وهم يعملون في الحقل

نساء لا يصلحن (كمتحضرات)أو(مستحضرات تجميل)

ولا لنعرات حقوق المرأة.. فهن في الحقل شقائق الرجال.

مظلوم أنت يا وطني

لم تعطني الفرصة كي أحبك..ما ركضت على عشبك فقط كنت أركض كي أهرب من ظلمهم

ما قطعت نياط قلبي من اشتياقك ، ولكن قطعت أنفاسي وأنا أهرب بعيدا عنك

آه منك يا وطن..أمام كل السفارات الأجنبية تقف طوابير موتانا تبحث عن حياة خارج حدودك..

لم نمت ظلما..متنا قهرا فوحدها الإهانات يا وطن تقتل الشعوب..

عذرا إن قلت لك ...أنت ومن جاورك من أبغض بلاد الله إلى قلبي

...آه يا وطن

أعطني فرصة واحدة في جرائد العمل المتراكمة في زاوية حجرتي حتى أحبك

أعطني بيتا أو قبرا ألملم فيه ما بقى مني....سيان عندي البيت والقبر يا وطن

أعطني مزيدا من الكرامة تكفى لطوابير الخبز وبقية طوابيرك

لو أعلم أنك منظم لهذا الحد ما جئتك يا وطن

امنحني بدل فاقد لسنين قضيتها في الغربة

وبدل فاقد لكرامة مبعثرة وأخواتها.

...آه يا وطن

كنت أحسبك ملائكي الوجه حتى خرج علينا شيطانك

كنت أحسبك كالشمس إذا على الدخان حتى اختنقت من عشاقك

..آه يا وطن

كيف تغنوا لك وحلفوا بسمائك وترابك.....؟

كم وددت أن أهجوك في وجهك يا وطن.

ولكني ما عدت أتقن غير الأحاديث الجانبية

لَعَمرُكَ ما ضاقَت بِلادٌ بِأَهلِها وَلَكِنَّ أَخلاقَ الرِجالِ تَضيقُ

هذا النص إهداء إلى من يتوسد الرصيف هناك

تغطيه السماء ونظراتنا

قد لهى الشيب في لحيته ورأسه

وما زال يمد يده



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطالب باللجوء إلى موريتانيا الحرة
- جسر التواصل-الحب-
- موتى بلا خناجر
- طميم -الطامة الكبرى في جامعة صنعاء
- هؤلاء هم نخبة جامعة صنعاء؟
- نوازع الرئيس اليمني المؤجلة حتى إشعال آخر؟
- جار الله عمر -الشهيد الانسان
- أحب هؤلاء
- وعكة في الروح
- أزمة فكرية
- قلق الروح
- سيادة الرئيس -كفى ارجوك
- التغيير ليس حلم والوطن ليس بخير
- المثقف والوقوع في فخ السلطة
- سلخانة زعيم ووكر عصابة
- واجب لم يؤدى بعد
- الاتصال بالآخر شفاء للنفس
- *اليمن ارتفاع مخيف للأسعار وتحتل موقعا متميزا في الفساد الدو ...
- إن كنت عاقلاً فلن أحتاج لحماية أحد
- إن فقد القلب نبضه


المزيد.....




- الحكم بسجن الفنان الشعبي سعد الصغير 3 سنوات في قضية مخدرات
- فيلم ’ملفات بيبي’ يشعل الشارع الاسرائيلي والإعلام
- صرخات إنسانية ضد الحرب والعنف.. إبداعات الفنان اللبناني رودي ...
- التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكادي ...
- الجزيرة 360 تعرض فيلم -عيون غزة- في مهرجان إدفا
- من باريس إلى عمّان .. -النجمات- معرض يحتفي برائدات الفن والم ...
- الإعلان عن النسخة الثالثة من «ملتقى تعبير الأدبي» في دبي
- ندوة خاصة حول جائزة الشيخ حمد للترجمة في معرض الكويت الدولي ...
- حفل ختام النسخة الخامسة عشرة من مهرجان العين للكتاب
- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رداد السلامي - إلى من يتوسد الرصيف