أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - باقر الفضلي - النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟















المزيد.....

النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


" روح بغداد ؛ هي الحوقلة والاستسلام،
وهي الشغب والتمرد، وهي الردع والتقوى،
وهي في هذا الزمان النفط،
وقد يصير النفط في المستقبل روحها الكيمياوية العظمى
روحها المركبة في بوتقة هذا الزمان البراق." 1922
أمين الريحاني

حينما قال الريحاني هذا، " لم يكن نفط كركوك ونفط البصرة ونفط الكويت ونفط الصحراء الغربية قيد الاستثمار، وقد نفذ بفكره الثاقب الى سوء أثر الأستعمار الغربي في العراق" على حد قول المرحوم العلامة الشيخ محمد رضا الشبيبي.*

خلال ثمانية عقود من السنين، بدأّ من عام 1927 وحتى الساعة، لعب النفط العراقي ولا يزال ، الدينامو المحرك لكل تقلبات الصراع السياسي ¬_الاجتماعي على الساحة العراقية، بكل تناقضاته السلبية والايجابية. وإن أردنا الدقة في القول، فإنه يقف وراء كواليس مسرح المتصارعين، من مختلف الطوائف والاطياف على الصعيد الوطني و الاقليمي والدولي. ولعل تأريخ العراق السياسي خلال هذه العقود، يصدق نبؤة فقيد الادب والفلسفة الكاتب العربي أمين الريحاني حول مستقبل العراق.
وها هو النفط اليوم وعبر هذه السنين الطويلة ، لا يزال مصدر كل الويلات وسبب كل المعاناة التي أثقلت كاهل الشعب العراقي، والتي رسمت ولا تزال ترسم لوحة مأساته الدامية، حتى بات السؤال: "هل سيكون النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق؟" ** هاجس الجميع بمن فيهم كبار المتخصصين من خبراء النفط والأقتصاديين..!؟ فمن يمتلك النفط يمتلك كل شيء؛ الغنى والسلطة والقوة والمنعة والمستقبل..! فمن يا ترى صاحب هذا الحظ السعيد..؟
في مقال سابق بعنوان (هل يمتلك العراقيون نفطهم..؟)*** نشر في تشرين الاول من عام2006 في عدد من مواقع الانترنيت وأحجم البعض منها عن نشره، عرجت فيه الى المثالب والنواقص التي أكتنفت بنود الدستور المتعلقة بالثروة النفطية وخصوصا المادة 110 منه، فيما يتعلق بكيفية رسم السياسات الاسترتيجية اللازمة لتطوير ثروة النفط والغاز، وما يكتنفها من غموض وتداخلات في الصلاحيات بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم، ومدى حدود مسؤولية الاقاليم في إبرام عقود الإنتاج ، كما تطرقت فيه الى طبيعة وأشكال العقود الممكن إبرامها مع الشركات الاجنبية، مع تلميح خاص الى عقود المشاركة في الانتاج وما يترتب عليها من هدر لثروة البلاد ومس بسيادتها. ويمكن أن نشير اليوم الى أن الأمر لا يتعلق بعقود المشاركة لمجرد كونها عقوداّ للمشاركة، رغم أفضليتها بالنسبة لشركات الإستثمار ، بقدر ما يتعلق الأمر بمحتوى ومضمون شروط هذه العقود ومدى ضمان هذا المحتوى لمصالح الوطن والشعب، على حد ما تفضل به الأستاذ الفاضل و الأقتصادي الكبير الدكتور كاظم حبيب، في مقاله المهم المنشور بتاريخ 27/3/2007 بعنوان (ندوة لندن ومشروع قانون النفط العراقي الجديد) على موقع الحوار المتمدن.

واليوم إذ تزمع وزارة النفط العراقية، وطبقاّ لتصريح السيد وزير النفط العراقي الدكتور الشهرستاني بتأريخ 18/4/2007 على هامش مؤتمر النفط الذي يعقد بنفس اليوم في دبي، على إنه سيتم تقديم مشروع قانون النفط والغاز الجديد الى مجلس النواب خلال اسبوع من الآن لإقراره بعد أن أقر مسودته النهائية مجلس الوزراء وبالاجماع قبل فترة قصيرة، يصبح من المفيد الاشارة الى أن مسودة المشروع المذكور قد تم تناولها بالبحث والدراسة من قبل العديد من المتخصصين في شؤون النفط ومن بعض السادة الاقتصاديين، ناهيك عن الندوات الفضائية التي تناولت الموضوع؛ فثمة ما يمكن الاشارة اليه هو أن عدداّ غير قليل من هؤلاء قد تناول مسودة مشروع القانون بالنقد، لما تتضمنه من مثالب وسلبيات تعيد للذاكرة عقود المشاركة مع الشركات الاجنبية كأساس رئيس من أسس الاستثمار التي تزمع الدوائر النفطية العراقية إعتماده في عملية إستثمار الثروة النفطية، رغم ما تتظمنه المسودة من الإيجابيات الأخرى المتعلقة بتشكيل شركة النفط الوطنية والمجلس الإتحادي للنفط، مع حصر التعاقد بالحقول الواردة في الجدول الاول والثاني الملحقة بالمسودة بشركة النفط الوطنية، رغم إغفال الحديث عن حقول الجدول الثالث، والتي يعتقد البعض من المتخصصين أنها ستكون من نصيب الشركات الاستثمارية.
الأمر الآخر والذي أثار حفيظة الأدارة النفطية في إقليم كردستان هو الموقف من تأسيس شركة النفط الوطنية وإعتبار ذلك خروجا على الدستور أو على حد قول الاستاذ أشتي هوراني وزير التفط في اقليم كردستان الذي:"اعتبر أن مسودة القانون الجديدة مخالفة للدستور وتعيد "مركزة" القطاع في العاصمة، واصفاً الأمر بأنه إجحاف بحق إقليم كردستان الذي "قفز قفزات كبيرة إلى الأمام وبات لديه قانون نفطي خاص" على حد تعبيره.
وانتقد هوراني تشكيل مؤسسة مستقلة للنفط العراقي، محتجاً على ذلك بوجود وزارة، مطالباً بالحصول على حصة كردستان من عوائد النفط بصورة مباشرة دون المرور بوزارة المالية." (صوت العراق) - 18-04-2007

مهما قيل أو يقال عن مسودة مشروع قانون النفط والغاز المنوي طرحها على مجلس النواب قريباّ، فهي في تقديرنا وبعد إستقراء الكثير مما قيل بهذا الشأن من قبل الجميع بما فيهم الحكومة، فإن المسودة، قد إتسمت بطابع الإستعجال. كما وتشير أكثر الدلائل، بأنها قد أعدت ونضجت في أجواء غير ملائمة، بعيداّ وراء جدران من الكتمان والسرية، وتحت تأثيرات خارجية، لعبت فيها مصالح الشركات الإستثمارية العالمية دوراّ تعدى حدود الإستشارة الى حد صياغة النصوص.****
ولعل من اللافت للنظر أن تقدم الحكومة ممثلة بوزارة النفط على تقديم مسودة مشروع القانون الى مجلس النواب لإقرارها، في الوقت الذي تجري فيه لجنة إعادة النظر في الدستور تدقيقاتها حول نصوص الدستور الخلافية، وفي مقدمتها مسألة توزيع الثروة الوطنية، وفدرالية الأقاليم التي هي نفسها أرجيء البت في أمر تطبيقها لمدة 18 شهرا . علماّ بأن الأمرين سيخضعان الى الأستفتاء العام. وللتنويه نشير بأن مسألة الثروة النفطية وفدرالية الأقاليم مترابطتان عضويا، وفي حل إشكالية الخلاف بشأنهما يكمن جوهر المصالحة الوطنية. وبالتالي فإن التمرير المستعجل لمشروع القانون، لا يعبر عن وقفة جدية للتحرك بإتجاه دفع عجلة الحل السياسي للمشكلة العراقية ووقف نزيف الدم ودحر الارهاب الى الأمام، بقدر ما يفاقم الحالة ويزيد من تعقيداتها الموضوعية..!

فإن كان هناك ثمة تغير أستراتيجي على صعيد الواقع العراقي، يمكن الحديث عنه بعد هذه السنوات الاربع من الإحتلال، إنما يجد أو سيجد تعبيره المكثف في ما ستؤول اليه مسودة مشروع قانون النفط والغاز الجديد، بعد طرحها على مجلس النواب، حيث ستكون هناك وقفة تأريخية تضع الجميع أمام إلتزاماتهم التأريخية في الحفاظ على ثروة الشعب الوطنية وصيانة سيادته. ومن الجدير بالذكر وللإعتبارات اعلآه يصبح من نافل القول أن يقدم مجلس النواب على التريث في الشروع بمناقشة أو إقرار مسودة مشروع القانون قبل أن تنهي اللجنة الخاصة يتدقيق نصوص الدستور ومراجعتها وتقديم مقترحاتها في الوقت المحدد لذلك ومن ثم طرحها على الإستفتاء العام..! فهل سيقدم مجلس النواب على ذلك، أم أن تنور النفط والغاز لا يقبل الإنتظار..؟!
--------------------------------------
*- أمين الريحاني: الاعمال العربية الكاملة- المجلد الرابع
**- كريك موتيت: *- http://www.niqash.org
***- هل يمتلك العراقيون نفطهم..؟ منشور في الموقع
****- مثل شركة bearing point-www.niqash.org



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة..!!
- مطلب الإنسحاب من العراق وآفاق تطبيق خطة بيكر..!
- المثقف المبدع في الزمان والمكان..!
- الفدرالية: الأقاليم ودستورية تأسيسها..!
- الفدرالية: ما هو المبتغى..؟
- برلمان بلا قيود وديمقراطية بلا حدود..!
- المؤتمر الثامن: نحو البرنامج...!
- الملف النووي الإيراني: أسئلة وأجوبة..!؟
- القضاء: هل كان صدام دكتاتوراّ..؟
- إشكالية (الحرب ضد الإرهاب) وحقوق الإنسان(*)..!2-2
- إشكالية -الحرب ضد الإرهاب- وحقوق الإنسان..! 1-2
- العراق: إشكالية الفدرالية والتوازن الإجتماعي..!
- المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي: وقفة أولية..!
- الدستور: إشكالية علم العراق..!
- المندائيون يستغيثون...!
- الأنفال : مسؤولية المجتمع الدولي..!
- الملف -النووي- الإيراني، خطر على من..؟!*
- القرار (1701): إشكالية النصر والهزيمة..!


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - باقر الفضلي - النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟