|
الموسيقى و الغناء ...رجس من عمل الشيطان
ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 12:06
المحور:
كتابات ساخرة
الموسيقى غذاء الروح و هي تنقي النفس المتعبة من شوائب الحياة ..و متاعبها من كذب و خداع و موت و سرقة ..و غيرها ..و هي تحفز الأنسان على الأستمرار و تعطيه جرعة من القوة ليواجه حياته الصعبة و .هناك من عباقرة الموسيقى على مدى التاريخ ممن خلدتهم موسيقاهم و امتد تأثيرها على المجتمعات المتمدنة طوال قرون ..فسحر سوناتات شوبان و سمفونيات بتهوفن ..و تألق انغام موتزارت ..و ريمسكي كورساكوف و رحمانينوف ..و غيرهم من كبار الموسيقى الكلاسيكية ..انظر لهم كأهم الشخصيات ممن تركوا ارثا فنيا حضاريا ثمينا و مؤثرا في أجيال متعاقبة من الثقافات و بأختلاف جنسياتها ... اما الغناء فهو هويات الشعوب و تأريخ لأزمنه مرت بها و احداث تداهمها ..فهو يوثق احاسيس الشعراء و ايقاع الجيل في كل مرحلة من المراحل التي يمر بها مجتمع ما ..و يمكن اعتبار الغناء وثيقة تمثل مرحلة لشعب ما ... لذا فأن الموسيقى و الغناء هي من ارقى الفنون الجميلة المؤثرة في المجتمعات بأختلافها ... و نظرا لأيماني بأهمية الموسيقى و تأثيراتها الأيجابية على بناء شخصية الفرد و رقي احاسيسه.... وتنمية ثقافته لذا عمدت الى اسماع طفلتي كلاسيكيات الموسيقى من قبل ولادتها ...و بعد بلوغها الرابعة حرصت و بعد ان لمست منها رغبة ..على تعليمها العزف على البيانو من قبل احد الأساتذة ...و ها هي اليوم وهي في الثامنه ..ارى فيها شخصية قوية و اذن موسيقية تنتقي ما تسمع ..اضافة الى امكانيات بدائية بسيطة في التأليف و التلحين..رغم انقطاعها عن دروسها بسبب غربتنا و هجرة استاذها ....لكن ...ها هي طفلتي تفاجئني و هي تستمع لأحدى الأغاني قائلة : ماما الآن ستحسب لي سيئة و اذهب الى النار .....صدمتني هذه الجملة و لزمني بعض الوقت لأصدق ان من تنطق هذا الكلام هي ابنتي ..لم ادري حينها هل اغضب ام ابكي ام التزم الصمت ...حاولت استعادة توازني الداخلي و سألتها :لم تقولين ذلك و ما هي السيئة ..؟ فأخبرتني كيف ان معلمتها ..اخبرتهم في الصف ان من يستمع الى الأغاني تتراكم لديه السيئات و يكون مصيره النار ...شرحت لها بهدوء ان رأي المعلمة ربما يكون فيه تناقض و ازدواجية ..لأنها هي من طلبت منهم حفظ اغنية لعيد الأم و قاموا بأدائها في حفل المدرسة ..و هم كل يوم صباحا يغنون نشيدا قبل دخولهم الى الدرس ..فكيف تطلب منهم اليوم ان لا يستمعوا الى الأغاني ...و طلبت منها ان لا تصغي لمعلمتها و هو عكس ما أطلبه منها دوما في الأنتباه و الألتزام بما تقول معلمتها ...ربما لأن الطفلة ذهنها منفتح فهمت ما اطلبه دون ان يؤثر عليها سلبا ...لكن هذه الحادثة دفعتني الى البحث عن اصل هذا المفهوم الغبي الذي يقول ان سماع الغناء حرام ...فوجدت هولا و فتاوى و تحريم مخجل ..ففي القرآن يقول(ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )..و اللهو هنا هو الغناء .. و نرى في قول الفضيل بن عياض (الغناء رقية الزنا )نلاحظ الربط الخالي من المنطق بين سماع الأغاني و الزنى .. وقال الضحاك :( الغناء مفسدة للقلـب، مسخطة للـرب ) وقال يزيد بن الوليد ( يا بني أميـة، إياكم والغناء، فإنه يزيد الشهوة ويهدم المروءة وإنه لينوب عن الخمـر ويفعل ما يفعل السكرة،)... و في احد الأحاديث النبوية التي نقلها ابا امامه قال : ( لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ولا تعلموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام)و القينة هي الجارية المغنية..فالنبي لا يهمة ان تباع المرأة و تشترى كسلعة لها ثمن ..لكن يهمه ان لا تكون مغنية .. وفي صحيح البخاري (ان النبي أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير )..و المعازف طبعا هي الآلات الموسيقية .. و كل هذه الآراء موجودة على مواقع متنوعة شبابية و يصدقها و يؤمن بها اصحاب النفوس الضعيفة و العقول الفارغة ..و قد لآحظت تأثيراتها من خلال رنات الهواتف المحمولة التي تحولت الى آذان او نص قرآني يفاجئك على غفلة و انت تمر بالقرب من احدهم حتى يخرج هاتفه فتعرف انها رنه ..اما خلال الركوب بسيارات الأجرة فنادرا ما اجد احد السواق يستمع الى اغنية او حتى الى نشرة الأخبار بل غالبا ما اجدهم يستمعون الى القرآن او احدى الخطب الرنانة و المليئة بالتهديد و الوعيد بجهنم و بئس المصير ..و غالبا ما يفتقد هؤلاء السواق النزاهة و الأمانة.. بل يخدعون الراكب و يستخدموا شتى السبل لزيادة الأجرة . فهل جاء تأثير امتناعهم عن الأستماع للأغاني و الموسيقى و استبدالها بالقرآن عكسيا ..لا ادري .. المهم في الموضوع ان الموسيقى و الغناء ستبقى من ارقى الفنون و سنبقى نستمع اليها و لا نستغني عنها و ستبقى دليلا على تطور المجتمعات و رقيها و صدقها ..
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوات على الصرافية
-
بان.....كي....مووووووووووون..
-
مات العراق...
-
و للرجال عليهن درجة
-
أنفال...
-
و خلق الإنسان ضعيفا
-
رجولة الرب !!
-
تكريم ...
-
دين..... العنف
-
بغداد....
-
إعدام......
-
دستور!!!!!!!يا بوش
-
الأحساس بالفقد..
-
في حقيبتي.....وطن..
-
مصائد المهدي و رصاصات بدر
-
رشوة....الرب
-
المشهداني....شقاوة قهوة البرلمان
-
حكومة..... ميليشيات
-
الله ....أرهاب
-
كم بدا الموت قريبا
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|