أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطف الصراري - ابن رشد-غربة الفيلسوف ونكبة القاضي















المزيد.....



ابن رشد-غربة الفيلسوف ونكبة القاضي


لطف الصراري

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ابن رشـــــــــــــد..
غربة الفيلسوف ونكبة القاضي

لطف الصراري

منذ تأسيس أول دولة إسلامية اعتُمد الدين أساسا غير منفصل عن سياسة الدولة. ذلك أن خطابه شمل التدخل في معظم ما يتعلق بحياة الناس وتنظيم شئون الدولة. وعلى تعاقب الخلافات لم يكن لأي اجتهاد وضعي أن يكون ذا قيمة ما لم يكن داخل الدائرة الفقهية، تأويلاً وتحليلاً لا يتجاوزان الحد المتعارف عليه( ما لا يتعارض مع روح الإسلام)، فلا يسمى العالم عالما إلا إذا كان ملماً بالشريعة والفقه والحديث حافظاً للقران، ثم بعد ذلك ليجتهد في هذا الإطار. ولما كان العصر الأندلسي عصراً ذهبياً للإسلام ووصلت مفاهيمه ولغته إلى المسلمين من غير العرب، قامت حركة ترجمة واسعة وظهر عدد غير قليل من الفلاسفة أو هواة الفلسفة والمنطق ( لا يخفى بالطبع جهود من سبق من علماء المسلمين في ميادين الفلسفة وعلوم الطبيعة والإنسان) الذين فتحوا آفاقاً أوسع على حضارات أخرى.
****
التوفيق بين الفلسفة والدين

وما يميز العصر الأندلسي هو قلة الاهتمام بعلم الكلام الذي يرتكز على التوفيق بين الفلسفة والدين، الأمر الذي كان شائعا لدى علماء المشرق وتبلورت من خلال تطور مسيرة طويلة من الاشتغال به تيارات مذهبية ومواقف فكرية تأرجحت بين التحريم والمنع وبين الرد والإبطال، وانقسم المشتغلون بعلوم الأوائل بين منصرف إلى علوم الطبيعة والطب وغيرها من العلوم التي لم تكن موضع توظيف أيديولوجي، وبين منكب على توظيف الموروث الغنوصي سياسياً(المشتغلون بعلوم الباطن)، أما الفلاسفة "بالمعنى الاصطلاحي للكلمة"، فقد انصرفوا إلى الموسوعة الفلسفية الأرسطية الممزوجة بالأفلاطونية المحدثة، ورغم إدراكهم "لوجود اختلاف بين الخطاب الديني و الخطاب الفلسفي إلا أنهم حاولوا أن يوضحوا أن هذا الاختلاف لا يتعدى مستوى الخطاب أو طرق التعبير". ولعل أبرز من كان منصرفاً إلى هذا: الكندي والفارابي وابن سينا الذي فشل تماما في إنشاء فلسفة دينية تكون بديلا عن الدين وعن الفلسفة. أما الفارابي فقد اعتبر أن الملة قائمة على الفلسفة أصلاً، وأن ما في الدين "مثالات لما في الفلسفة" ولذلك لا بد أن يسود الانسجام بينهما لكي يسود الوئام والتناغم في الحياة الاجتماعية والسياسية، وقد انتحى في مبتغاه هذا أسلوباً هادئاً مهادناً على عكس حدة الكندي الذي كان خطابه عنيفاً لفقهاء ومتكلمي عصره مرتكزاً على موقعه كرجل دولة، وقد قال أن المعرفة جهد تراكمي وأن الحق لا يمكن أن يناله أحد مجملاً، لذلك فلا بد من الاطلاع والنظر في علوم القدماء حتى تتحقق المعرفة.
وفي كل الأحوال ظلت محاولات التوفيق بين الفلسفة والدين مشتتة بين السياسة والأيديولوجيا سواءً في المشرق أو في المغرب رغم الحضور شبه المنعدم للهاجس التوفيقي في المغرب. ففي الوقت الذي كانت الفلسفة تعاني غربة موحشة في ظل سيطرة الفقه كان هناك تحرر من علم الكلام، الأمر الذي أدى إلى تحرر الخطاب الفلسفي. وفي هذا "التحرر" يعود الفضل إلى أبي بكر بن الصائغ (ابن باجة) من بين فلاسفة وعلماء الأندلس، ولذلك يقدمه ابن طفيل في معرض حديثه عن تطور الفلسفة في الأندلس ودور المشتغلين بها فيقول في كتابه (حي بن يقظان):"ولم يكن فيهم أثقب ذهناً ولا أصح نظراً ولا أصدق رؤية من أبي بكر بن الصائغ". وبالنظر إلى الخطاب الفلسفي لابن باجة يلاحظ حرصه على تأسيس آرائه الفلسفية على المادة"العلمية" المتوفرة في كتب أرسطو أو التي تعطيها الخبرة والتجربة، بالإضافة إلى ميله للفصل بين الدين والفلسفة واعتبار التصوف أمر غير معقول و "ظن" "خارج عن الطبع" كما ورد في رده على ادعاء الغزالي إدراك "السعادة القصوى" بالتصوف:"وهذه كلها ظنون وأشياء يقيمها مثالات الحق. وهذا الرجل يبين من أمره أنه]....[ غالط أو مغلط بخيالات الحق".
أما ابن طفيل تلميذ ابن باجة فيُعد أثره الخالد "حي بن يقظان" تعبيراً صريحاً عن فصله بين الدين والفلسفة، ويؤكد ابن طفيل "استقلالية الدين من خلال فشل "حي" في إقناع جمهور سالامان، جمهور المؤمنين، بأن طريقه وطريقهم واحدة، وأن العبادات والطقوس الدينية التي يمارسونها ليست مقصودة لذاتها بل لأجل أن توصلهم إلى ما وصل إليه هو بالنظر والتأمل".
و يأتي ابن رشد في منتصف القرن السادس الهجري بذهن متقد لم تشبع فضوله علوم الفقه والشريعة، ويعاصر ابن طفيل ويأخذ عليه وعلى سابقيه من فلاسفة وشراح ومتكلمين أيضاً. نال نصيبا وافراً من التعليم والاطلاع على كثير من العلوم، ساعده في ذلك منزلة عائلته وحصوله على الحظوة باكرا لدى الدولة الموحدية بفضل تقديم ابن طفيل له، وفرض عليه-من حينها- موقعه المحظي نمطاً من التفكير والكلام لم يكن يروقه، بل إنه كان متضارباً مع طريقة تفكيره وتوجهه الفلسفي، لكنه أصبح موظف بلاط وعليه أن يلتزم بفكره وعلمه لخدمة الخليفة. وعلى الرغم من الآراء الجريئة (التي لم تصل كاملة في ترجمتها عن العبرية لضياع المخطوطة الأصلية من كتاب الضروري في السياسة) إلا أن هذا الفيلسوف بقي مغلوبا على أمره- على ما يبدو- في اقتصار كثير من مؤلفاته وشروحاته على الضروري في العلم الذي تنتمي إليه أو ما عبر عنه أيضا في الكليات في مجال الطب.
ويصنف البعض ابن رشد في عداد الموفِّقين بين الدين والفلسفة، بينما يرى بعض آخر أنه لا يوفق بل "يقرر توافق وعدم تعارض الشريعة والحكمة، ويقرر أن التعارض هو بين كل من الفلسفة وظاهر الشرع وبين تأويلات المتكلمين"الذين أوقعوا الناس في شنآن وتباغض وحروب ومزقوا الشرع وفرقوا الناس"". ويعد كتابه (فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الإتصال) في صدارة كتبه التي شرعن فيها فعل الفلسفة مستنداً إلى نصوص في وردت في القرآن ويضفي عليها تأويلاً ينتصر للعقل ويقف في وجه التأويل الذي يوظف النصوص الدينية لأغراض سياسية ثم التظاهر بحمايته من خطر الفلسفة، "مع أن الخطر على الفلسفة وعلى الدين معاً إنما مصدره سوء الفهم من جهة، والهوى من جهة أخرى".
لقد سعى ابن رشد إلى تفكيك حلقات السلسلة التي تقطر الفيلسوف إلى منبر الفقه ومن ثم إلى كرسي الخليفة فطلب إعفاءه من مهام القضاء أكثر من مرة حتى يتفرغ للعلم والتأليف، وتحقق له ما طلب، إلا انه في تلك الحالة لم يعف بأكثر مما يعفى موظف من الدوام الرسمي، إذ لا بد انه قد بقي مرهقاً بمطالب الأمير بتأليف أو تلخيص كتاب في علوم الشريعة أو الطب أو كتاب من علوم الأوائل ليسخره في خدمة سلطانه، وبذلك لم تخل كتبه من إشارة حتى وان كانت طفيفة إلى مناقب الخليفة وأفضاله على العباد والبلاد، ولعل هذا النمط من التآليف الفلسفية الذي كتب تحت تأثير الظروف السياسية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي هو ما قصده (رينان) بقوله أن" الأفق العقلي الذي مثله علماء العرب حتى أواخر القرن الثاني عشر ارفع من أفق العالم النصراني، بيد أنه لم يوفق للمرور في المعاهد ما أقام علم الكلام حاجزا تتعذر مجاوزته من هذه الناحية، فبقى الفيلسوف المسلم هاويا أو موظف بلاط، ثم ألقى التعصب رعبا في الملوك فتوارت الفلسفة وأبيدت المخطوطات بأمر ملكي". هذا ما تصل إليه العلاقة بين الملك المستند إلى قاعدة فقهية راسخة والفيلسوف الذي لا يساوم بعقله إذا ارتقى افقه فوق سقف البلاط، وهذا ما حدث لابن رشد – مع توقعه لحدوثه- عندما نظر لأرفع من سقف بلاط المنصور، توارت فلسفته- على الأقل في بلاده- وأبيدت مخطوطاته بمرسوم ملكي.
****
إرهاصات النكبة:

كان يعقوب المنصور عائدا من الأندلس سنة 587هـ لتوه عندما مرض في مراكش" مرضا شديدا خيف عليه منه" وكان أبو يحي أخوه يبطئ في عودته إلى منصبه في ولاية قرطبة طمعا في موت المنصور، ولما عاد أمام إلحاح هذا الأخير، وقد أيقن بموته، اخذ يستميل أشياخ الجزيرة إليه وطلب من ابن رشد تأليف كتاب في السياسة، فشرع بمختصر لجمهورية أفلاطون واسقط ما اسقط من بنات أفكاره التي لم تكن لتتفق بأي حال مع سياسة حكم المنصور، ويروى أن هذا كان السبب الأقوى لنكبته من بين عدة أسباب. ولا يخفى ما رواه الكثيرون عن تفرد وتسلط المنصور في الحكم واهتمامه بالجيش والحرب والعمران أيضا، ناهيك عن عدم إلمامه بشئون العلم والفلسفة وهذه أمور لا تسمح بتوقع نهضة ثقافية وفلسفية كالتي بدأت في عهد جده عبد المؤمن، المؤسس الفعلي لدولة الموحدين، أو كالتي وصلت أوجها في عهد أبيه يوسف بن عبد المؤمن الذي كان موسوعيا في علوم الدين والأنساب وحتى " علوم الأوائل" التي اشتغل بها ابن رشد، ورأى في عهد هذا الخليفة زمانا أفضل من غيره للتفكير الحر وازدهار العلوم. وبالتالي لا بد أن بيئة حكم المنصور كانت بالنسبة لابن رشد وغيره من العلماء والفلاسفة بيئة موحلة تضيق بها أفكارهم، بل لم تعد تمدهم بأي شغف لأم العلوم أو غيرها. ابتعدوا عن هذه البيئة ولم يعد ابن رشد يدلف البلاط إلا متى ما طلب منه ذلك، ومتى يطلب منه المجيء إلى حاكم غير مهتم بالعلم؟ على فترات متباعدة بالتأكيد كان يلتقي به على الرغم أن البعض يروي انه كان يرافقه حتى في معاركه وقد بلغ به العمر المشيب إلا إننا على صحة هذه الرواية نستبعد أن يكون قد جرى أي نقاش في شان العلم أو الفلسفة إلا فيما ندر، أما جلسات العلم وتبادل الحديث في شئونه فقد كان يضيق صدر الفيلسوف لإقحام الخليفة نفسه في أمور لا يفهمها وكان يصحح له ما يقول بحدة ويذكر عن ابن أبي أصيبعة انه "مما كان في قلب المنصور من ابن رشد انه كان متى حضر مجلس المنصور وتكلم معه أو بحث عنده في شيء من العلم يخاطب المنصور بان يقول له: تسمع يا أخي" هذه العبارة وردت في كثير من كتب المحققين عن ابن أبي أصيبعة وغيره، وهي- العبارة،مع نبرة متخيلة لقارئها- من شأنها أن تفضي إلى رد فعل حاقد في نفس متلقيها الذي يجب أن يبجل ويثنى عليه الثناء اللائق وتغتفر أخطاؤه حتى في أمور العلم، خاصة أن مثل هذه الحدة في مخاطبة ابن رشد للخليفة تنزع الكثير من المهابة عن صولجانه، ولذلك لا غرابة أن يحدث هذا قطيعة من نوع ما بين الفيلسوف والسلطان.
وإضافة إلى ما يشير إليه ابن رشد نفسه عن وضعية الفيلسوف في مثل هذه المدينة-قرطبة:"وإذا اتفق ونشأ في هذه المدن(الأندلسية) فيلسوف حقيقي. كان بمنزلة إنسان وقع بين وحوش ضارية، فلا هو قادر على أن يشاركها فسادها، ولا هو يأمن على نفسه منها. ولذلك فإنه يفضل التوحد ويعيش عيشة المنعزل، فيذهب عنه الكمال الأسمى الذي إنما يحصل له في هذه المدينة، على ما وصفنا في هذا القول"، بالإضافة إلى وضع مماثل يكون أبو الوليد قد وسع قاعدة خصومه ومكن ألسنتهم من إتقان الوشاية برشاقة ناصحة وحرص لا يجد في نفس المنصور ما يدحض نزاهته. وعلى هذا، لم يكن فيلسوف قرطبة متوجسا من عدم توافقه مع سياسة يعقوب المنصور فحسب، بل أيضاً من وحوش قرطبة، عامتهم وخاصتهم، بمن فيهم العلماء من ذوي الطموح السياسي الذين قاموا بتجميع ملف اتهام الفيلسوف الأبرز والأكثر حظوة في البلاط الموحدي على مدى جيلين من حكام هذه الدولة.
****
الأسباب المباشرة للنكبة أو ما يفترض بها كذلك:

لم تجزم رواية واحدة من الروايات التي تناولت أسباب نكبة ابن رشد في سبب واحد أو أسباب مجتمعة لهذه النكبة، وكل ما ورد لم يعد أن يكون أكثر من تخمينات راح أصحابها يفتشون في نصوص ابن رشد عمّا يمكن اعتباره سببا حقيقيا لمحاكمته، بل لم يكن ذلك سوى "أشياء في مصنفاته...... قيل أن بعضها ألفي بخط يده"، أو يتلمسون صدوع العلاقة بينه وبين المنصور سواء في مواقف شخصية حدثت فعلاً أو في شائعة مبتكرة مبنية على احتمال يمكن عده سببا مقنعا لهذه المحاكمة. يقول محمد عابد الجابري:"و ما يبقى معقولا في هذه الروايات التي تحاول التماس السبب في محنة أبي الوليد أمران: أحدهما إجماعها على أن هذه الأسباب إنما كانت ذريعة، وأن السبب الحقيقي-غير المباشر- هو"الوحشة" التي استحكمت بين الخليفة المنصور وبين ابن رشد بسبب ما يعزى للمنصور من سلوك فج غير لائق بالملوك، وما يروى من أن فيلسوف قرطبة لم يكن يتعامل معه بعبارات الإطراء والتقريظ".
الثاني هو إجماع الروايات كذلك على أنه"قد نشأ بينه (ابن رشد) وبين أهل قرطبة قديما وحشة جرتها أسباب المحاسدة ومنافسة طول الجوار ممن يناوئه من أهل قرطبة ويدعي معه الكفاءة في البيت وشرف السلف سعوا به عند أبي يوسف(يعقوب المنصور) ووجدوا إلى ذلك طريقا بأن أخذوا بعض التلاخيص التي كان يكتبها فوجدوا فيها العبارة التي تتحدث عن "الزهرة". ويبدو أنها هي التي حوكم بها رسميا في المسجد".
وما تداولته هذه الروايات من أسباب كان أقرب إلى تغليب عدّها ذريعة بالفعل، و أولها(دون قصد أي ترتيب): ما ذكره الأنصاري عن عقيدة الكلامي الذي مثل دورا رئيسيا في ذلك،" وذلك حين شاع في المشرق والأندلس على ألسنة المنجمة أن ريحا عاتية تهب في يوم كذا ويوم كذا في تلك المدة تهلك الناس، واستفاض ذلك حتى اشتد جزع الناس منه واتخذوا الغيران والأنفاق تحت الأرض توقيا لهذه الريح، ولما انتشر الحديث بها وطبّق البلاد استدعى والي قرطبة إذ ذاك طلبتها وفاوضهم في ذلك ومنهم ابن رشد، وهو القاضي بقرطبة يومئذ وابن بُندود، فلما انصرفوا من عند الوالي تكلم ابن رشد وابن بندود في شأن هذه الريح من جهة الطبيعة وتأثير الكواكب، قال شيخنا أبو محمد عبد الله الكبير"وكنت حاضرا فقلت أثناء المفاوضة: إن صح أمر هذه الريح فهي ثانية الريح التي اهلك الله تعالى بها قوم عاد إذ لم تُعلم ريح بعدها يعمُّ إهلاكها، فانبرى إليّ ابن رشد ولم يتمالك أن قال: والله وجود قوم عاد ما كان حقّاً فكيف سبب هلاكهم، فسقط في أيدي الحاضرين وأكبروا هذه الزلة التي لا تصدر إلاّ عن صريح الكفر والتكذيب لما جاءت به آيات القرآن". أما الثانية فهي ما تصيده خصومه أيضا من تصنيفه لكتاب "الحيوان" حيث قال عندما جاء على وصف الزرافة: "وقد رأيتها عند ملك البربر" قاصدا بذلك يعقوب المنصور"جاريا في ذلك، على قول عبد الواحد، على طريقة العلماء في الإخبار عن ملوك الأمم وأسماء الأقاليم، غير ملتفت إلى ما يتعاطاه خدمة الملوك ومتحيلو الكتّاب من الإطراء والتقريظ وما جانس هذه الطرق"، بيد أن هذه الحرية أغاضت المنصور الذي عد تعبير"ملك البربر" تحقيرا له، ومما اعتذر به ابن رشد أنه قال: "إنما قصدت ملك البرّين، وإنما تصحّفت على القارئ فقال ملك البربر" قاصدا بالبرين أفريقية والأندلس"، والثالثة: ما رواه عبد الواحد المراكشي أيضا من أن أعداء ابن رشد حصلوا على مخطوط مكتوب بيده مشتمل على شروح له، ومما وجدوا فيه عبارة منقولة عن مؤلف قديم نصها:"فقد ظهر أن الزهرة أحد الآلهة"، فأطلعوا المنصور على هذه العبارة بعد عزلها عمّا تقدمها عازين إياها إلى ابن رشد واجدين فيها وسيلة لعده مشركا".

يمكن عدّ هذه الروايات عن أسباب نكبة ابن رشد، إذا ما حاولنا تقسيمها-الأسباب- إلى محورين، ضمن المحور الذي اشتغل بحبكه أعداء ابن رشد مستغلين، من جهة، ما للعقيدة الدينية-التي تقوم عليها الدولة- من سلطة على علوم الفلسفة والمنطق، ومن جهة ثانية، وهو ما يمكن عدّه المحور الآخر، ما بدأ يحز في صدر المنصور من عدم تبجيل ابن رشد له وحدَّة عبارته التي لم يروَ منها سوى المقطع الأخير الأكثر حدّة "تسمع يا أخي".
يسير بعد ذلك وفد من العلماء والفقهاء يحملون ملف اتهام ابن رشد إلى مراكش سنة 590هـ/1193م، ويستبعد "الجابري" أن يكون هذا الوفد قد ذهب لمجرد إعلام المنصور بتهمتي "الزهرة" و "الزرافة"، واعتبر أن للأمر علاقة باختصاص ابن رشد بأبي يحي أخي المنصور: "نحن لا نشك في أن ملف الاتهام هذا له علاقة بحركة أبي يحي الذي تمت تصفيته. ولا نشك كذلك في كون الشخصيات التي نكبت مع ابن رشد بدعوى اشتغالهم بـ"علوم الأوائل" إنما نكبت لنفس السبب: علاقة ما بأبي يحي، الذي كان قد اتصل برجالات الأندلس وأعيانها يطلب مساندتهم وتأييدهم في مسعاه للخلافة عندما كان المنصور طريح الفراش". ويضيف: "ونحن نرى أن من مظاهر هذا الاختصاص-اختصاص ابن رشد بأبي يحي- كتابه(ابن رشد) "الضروري في السياسة" الذي اختصر فيه جمهورية أفلاطون، والذي يخاطب فيه الشخصية الرسمية التي طلبت منه هذا الكتاب بقوله، في خاتمته: "أعانكم الله على ما أنتم بصدده وأبعد عنكم كل مثبط بمشيئته وفضله". ولا نعتقد أن "ملف الاتهام" الذي حمله الوفد القرطبي إلى المنصور كان شيئا آخر غير أوراق من هذا الكتاب، وبالخصوص تلك التي يندد فيها فيلسوف قرطبة باستبداد الحكام في بلده وزمانه".
تبدو هذه المحاولة لاستخلاص سبب النكبة-أو على الأقل سببها الرئيسي، إن لم نقل الأقرب للسبب الحقيقي- معقولة إلى حد كبير، خاصة أن أبا يحي لم يكن عقابه بأقل من القتل بدون أية مداولة أو حتى إمكانية توقع هكذا عقوبة، فالمنصور، الذي لم يهمه من شأن العلوم-حتى الشرعية منها- سوى ما يثبت تفرده وتسلطه، والذي أقصى أبناء عشيرته بدلاً من تقريبهم إليه، كان من الممكن أن يتسامى فوق أحقاده لو أنه لم يأمر أخاه الأصغر لأبيه بقتل أخيه وعمه وتعزير من جاء معهما لتهنئته بشفائه من المرض وإعادتهم إلى الأندلس حفاة مكشوفي الرؤوس لسبب يتعلق بالتخطيط والترتيب لخلافة جديدة في حال مات هو إثر مرضه الذي كان ميئوس من شفائه.
على هذا، فكتاب "الضروري في السياسة" أو "مختصر كتاب السياسة لأفلاطون" كان-بحسب الجابري- السبب الحقيقي للنكبة، لارتباط مؤلفه أو شارحه بالمشاركة في ما يمكن أن يكون قد اعتبره المنصور تخطيطاً للإطاحة بحكمه، والدعوة لعهد جديد يبدؤه أبو يحي الذي كان الأقرب إلى طبيعة والده الخليفة المتنور (يوسف بن عبد المؤمن). لكن لماذا لم يرسل المنصور بطلب ابن رشد واستدعائه إلا بعد أن تلقى ملف اتهامه؟ أم أنه(المنصور)هو من أمر أو أوعز، بطريقة ما، بتجميع ملف الاتهام هذا كتبرير لنفي عقل الفيلسوف، بعيدا عن المكان الذي يمكن أن يتسبب فيه بإيقاظ العقول المخدرة بالخوف من سلطة البلاط وسلطة المسجد، بدلاً من قتل صاحبه؟ يجوز ذلك، ويجوز أيضاً أن فقهاء قرطبة قد وفروا على المنصور عناء الأمر بالتحري عن كل من تربطه علاقة أو اختصاص بحركة أبي يحي، طمعاً بحظوة رفيعة إذا ما كان لهم السبق في اكتشاف ذلك، وليقينهم أن ذلك من دواعي سروره ورضاه، خصوصاً لما ساد في تلك العصور من تبادل للدور بين العامة وعلماء الدين من طرف، والخليفة أو الملك من طرف آخر، في مواجهة كل فكر يدعو إلى الإصلاح الثقافي والاجتماعي وبالتالي الاقتصادي بطرق غير مألوفة تستهدف أولاً تغيير طريقة التفكير. ولأنه كان معروفاً عن ابن رشد تبنّيه ودعوته إلى مثل هذا التغيير والإصلاح، وإيمانه العميق بالروح الجمعية، فقد أكسبه ذلك عداوة لم يكن منها بدّ، كما لم يكن أمامه من بدٌّ لاستخدام أفقه العلمي الواسع ومركزه المرموق لإنزال أقسى الضربات الموجعة، دفاعاً عن الفلسفة، بكل من يدعي نسبه إليها وهو يتحدر من أصل لاهوتي، وهذا ما لم يكن باستطاعة أولئك الخصوم احتماله حتى لو كان الرجل بعظمة الأنبياء أنفسهم. وبمناسبة الحديث عن الحظوة أو المركز المرموق، فلم يرد ما يشير إلى أن ابن رشد استغل مكانته العلمية أو مركزه طمعاً بجاه أو سلطان باستثناء توليه قضاء اشبيلية ثم قرطبة، وهو منصب سبقت الإشارة إلى انه قد طلب إعفاءه منه كي يتفرغ لاشتغاله بالعلوم. لكن- ولنخرج قليلا عما نحن بصدده- هل يعقل ألاّ يستخدم الإنسان مكانته ومركزه لتحقيق بعض المآرب؟ بالنظر إلى استبعاد المثالية المطلقة في النفس البشرية لا يمكن أن يكون ابن رشد مثالياً مطلقاً في إيثاره للغير من أهل بلده والحرص على تبني مصالحهم لدى الخليفة، أو أنه لم يفكر بتحقيق مآرب شخصية له، لكن- كما هو شأن الفلاسفة والمفكرين والعباقرة في كل زمان- يمكن احتمال أن مآربه كانت مختلفة: الظهور كفيلسوف ذو نفوذ تأريخي يؤسس لفكر وفلسفة وعلوم تحمل هوية عربية إسلامية خارج النسق الكلامي أو الظنّي، وليس كقاضي قضاة أو وزير أو ما شابه، نقول هذا، ربما بما لا يدع لـ"ربّما" مكان. لم يكن باستطاعة أعداء ابن رشد أن ينفذوا إلى دواخله ويكتشفون رسوخ إيمانه بما يراه من عظمة التحرر من أساليب التفكير التقليدية، وبما تلوح أمامه من مشاهد من زمن لم يأت بعد، يظهر فيه من يقول: لولا تفعيل العقل في عصر سبقنا لكنا الآن نعيش ذلك العصر بكل آفاته. ومثل هذا الإيمان والاستشراف كان من شأنه أن يجعل الفيلسوف يفكر بعقلية مستقبلية، وبه تصدى لأعداء الفلسفة، لولا أنه أراد عدم مخادعة نفسه وإضفاء بعض التحرر-من زمنه المستقبلي- فجاء ما أراده في الزمان والمكان الخطأ-ولا نعتقد أن هناك زمان ومكان مناسبين لذلك. لقد ذكر ابن رشد نفسه في غير موضع من كتبه ما ينوه فيه إلى اعتبار بعض ما يريد ذكره ممنوعاً في بلده وفي زمانه، فيورد في مقدمة كتاب "جوامع كتب أرسطو في العلم الطبيعي" ما نصه: "الغرض من هذا القول تجريد الأقاويل الضرورية من صناعة المنطق وأما القول في الأشياء التي منها تلتئم هذه الأقاويل وتعمل، فإما أن يكون ذلك غير نافع في تعلم الصنائع التي قد كملت، وإما، إن كانت نافعة، فعلى جهة الأفضل لا على جهة الضرورة. وطلب الأفضل في زماننا هذا يكاد يكون ممتنعاً. ومع هذا كله فإنه يكون كالمدخل لمن وجد في نفسه نشاطاً وفراغاً وأحب أن يستوفي أجزاء الصناعة".
وعلى الرغم من ذكر بعض الروايات أنه قصد بذلك زماناً أسبق حتى على زمن أبي يعقوب (الخليفة المتنور) عندما كانت علوم الفلسفة ممنوعة، إلا أن روح الفيلسوف-على ما يبدو- كانت مسكونة بالتوجس من المنع حتى في أفضل الأزمان، وهذا ما يمكن أن يشي بنزوعه الفلسفية التي لا يستبعد أنها تجاوزت سقف السماء نفسه.
****
القاضي المقضي عليه:

لم تُذكر وقائع محاكمة ابن رشد بشيء من التفصيل في روايات من روى نكبته- أو ربما لم أتوفر على شيء من هذه التفاصيل- عدا في قطعة من سيرة ابن رشد للأنصاري وفق مخطوط المكتبة الإمبراطورية وقطعة أخرى لابن الأبّار وثالثة لابن أبي أصيبعة ثم الذهبي، وكلها مختصة بسيرة ابن رشد العلمية بشكل مجمل، ولا تكاد تذكر فيها تفاصيل المحاكمة سوى في ورقة الأنصاري الذي يذكر أن المنصور عندما عاد من معركة "الأرك" عقد مجلساً و"جعل يستمع للناس وهم يلقون عليه في مجلسه ما ارتقبوا فيه من شنيع السوءات الماحية لأبي الوليد الكثير من الحسنات، فقرئت بالمجلس، وخرجت بما دلت عليه أسوأ مخرج، وربما ذيّلها مكر الطالبين، فلم يمكن عند اجتماع الملأ إلا المدافعة عن شريعة الإسلام، ثم آثر الخليفة فضيلة الإبقاء، وأغمد السيف التماس جميل الجزاء، وأمر طلبة مجلسه وفقهاء دولته بالحضور بجامع المسلمين وتعريف الملأ بأنه مرق من الدين وأنه استوجب لعنة الضالين، وأضيف إليه القاضي أبو عبد الله بن إبراهيم الأصولي"، وتذكر هذه الورقة بعض المقاطع من الخطب والقصائد التي ألقيت لإدانة ابن رشد ومن اتهم معه. كما ذُكر في ورقة أخرى من سيرة يعقوب المنصور عن محنة ابن رشد ما نصه: "ثم إن قوماً ممن يناوئه بقرطبة ويدعي معه الكفاءة في البيت والحشم سعوا به عند أبي يوسف بأن أخذوا بعض تلك التلاخيص فوجدوا فيه بخطه حاكياً عن بعض الفلاسفة:"قد ظهر أن الزهرة أحد الآلهة"، فأوقفوا أبا يوسف على هذا، فاستدعاه بمحضر من الكبار بقرطبة، فقال له: أخطك هذا، فأنكر، فقال: لعن الله كاتبه، وأمر الحاضرين بلعنه، ثم أمر بإخراجه مهاناً وبإبعاده وإبعاد من تكلم في شيء من هذه العلوم وبالوعيد الشديد، وكتب إلى البلاد بالتقدم إلى الناس في تركها وبإحراق كتب الفلسفة سوى الطب والحساب والمواقيت، ثم لما رجع إلى مراكش نزع عن ذلك كله وجنح إلى تعلم الفلسفة واستدعى ابن رشد للإحسان إليه فحضر و مرض و مات". و يذكر الموفق بن أبي أصيبعة في تاريخه: " حدثني أبو مروان الباجي قال: ثم إن المنصور نقم على أبي الوليد وأمر أن يقيم في بلد (أليُسانة) ولا يخرج منها، ونقم على جماعة من الأعيان وأمر بأن يكونوا في مواضع آخَر، لأنهم مشتغلون بعلوم الأوائل، والجماعة أبو الوليد وأبو جعفر الذهبي ومحمد بن إبراهيم قاضي بِجاية وأبو الربيع الكفيف وأبو العباس الشاعر القرابي".

هكذا حين أراد الخليفة أن يقرر تجريم الفيلسوف لم يكن من سبيل للمداولة، وعندما أراد تبرئته والإحسان إليه أرسل في طلبه و راح يلتمس شهادة من هنا وشهادة من هناك كي يسند عفوه. والحقيقة أن تساؤل ما، يلح في الظهور، عن عدول المنصور وجنوحه إلى تعلم الفلسفة وعلوم الأوائل: هل شعر بالنقص لما يفتقده من إلمام بعلوم الفلسفة فأقبل عليها وبرر ذلك بمرسوم عفوه عن ابن رشد والجماعة؟ أم أنه تأثير الفيلسوف جعله يقبل على هذه العلوم وقد غدا على مشارف نهايته؟ يجوز الإيجاب في الحالتين، لكن لا بد أنه أيضاً استحضر صورة أبيه، الخليفة المتنور، الذي طالما قدر الفيلسوف حق قدره وأنزل العلوم منزلة وثيرة في دولته، فكان يتحدث في الفلسفة والمنطق أفضل من المشتغلين بها. لقد مات المنصور عاجزا عن التخفُّف من ذنب الجرم الذي ارتكبه بحق حرية العقل، ولذلك لم يعش أكثر من شهر بعد موت ابن رشد الذي ظل في منفاه(أليُسانة) التي يسكنها اليهود، وسط تدابير مشددة، لدرجة أن تاج الدين بن حمويه وهو أحد علماء المشرق لم يوفق في الاجتماع به عندما كان هذا العالم المشرقي في زيارة للمغرب. كانت هذه البلدة هي بلدة التلميذ اليهودي لابن رشد(موسى بن ميمون)، وكما يبدو من التراجم العبرية لمؤلفات ابن رشد فإن السبب الرئيسي-ربما- لحفظ ما تبقى من هذه المؤلفات هو الدور الذي قام به موسى بن ميمون الذي نزعت منه الثقة أيضاً من قبل بعض أبرز علماء المسلمين ومؤرخيهم، ومن ذلك أن المقزيزي قال عنه أنه "يجعل من أبناء دينه معطلين وأنه لا يوجد ما هو أكثر من مذهبه ابتعاداً عن الأديان السماوية التي أنزلت على الأنبياء والمرسلين"، وهذا هو المذهب الذي قُرن به اسم ابن رشد فيما بعد. لقد مات ابن رشد متأثراً بنكبته ولم يعد بإمكانه أن ينازل البلاط بتأويلاته التي تبيح استخدام العقل، هذه الملكة التي لم تخلق عبثاً، وبوفاته "فقدت الفلسفة العربية آخر ممثل لها، وضُمن انتصار الفقه على الحرية الفكرية لستة قرون على الأقل.

مراجع:
• ابن رشد – سيرة وفكر- دراسة ونصوص- محمد عابد الجابري. مركز دراسات الوحدة العربية.
• فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال. ابن رشد. تقديم محمد عابد الجابري.
• ابن رشد والرشدية. تأليف: أرنست رينان. ترجمة: عادل زعيتر. دار إحياء الكتب العربية
• المواجهة. فلسفة ابن رشد-التنوير- فرح انطوان. الهيئة المصرية العامة للكتاب.
*كاتب من اليمن




#لطف_الصراري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لطف الصراري - ابن رشد-غربة الفيلسوف ونكبة القاضي