نبيل الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:43
المحور:
كتابات ساخرة
ضهر الإمام الحجة ., عجل الله فعلا هذه المرة فرجه الشريف وانقلبت الدنيا عاليها سافلها , هاهو المنتظر قادم تسبقه النيران والعواصف على صهوة جواده من ظلمة الصحراء ليزهق الباطل ويظهر الحق وسيضرب بسيفه الكفر والظلال ويجمع جيشه ويخوض معركة انتصار الإسلام ويهزم معسكر الصليبيين ومن يتبعهم ويرتد كيدهم إلى نحورهم في هيرمجدون الفاصلة وكالطيف والحلم والإشعاع يتنقل المنقذ بين الأتباع والأعداء , شعرائنا وما أكثرهم مثلوا دابته ببساط الريح يسابق الزمن , والمفكرين وأصحاب الرؤى وحتى العلمانيون صوروا مشهد نزوله من السماء بسفينة فضاء تتجاوز علومها وقوة تسليحها معرفة سكان كوكب الأرض , اكتسح النظام العالمي ووقف منصورا على منصة الأمم المتحدة , ينادي ويحقق الرجوع للخلافة الراشدة ومبادئ صدر الإسلام , وتدمير كل تكنولوجيا ضيعت على الإنسان إيمانه بقدرة الرب الخالق , ليستبدل بعدها الجمل سفينة الصحراء بالطائرة والقطار , ومصباح الله ونوره بالكهرباء والليزر ومربع سرعة الضوء , وتم تفنيد نيوتن وداروين وماركس واينشتاين وكل أعلام وعلوم الدنيا الفانية , واكتمل الرجاء , وسعدت امة العرب والإسلام , وسجدت صاغرة لمقدم صاحب الزمان شعوب الأرض والملل والنحل والأوطان والأقوام , كل يرجو رضاه ويطلب العافية والهداية وطريق الصراط المستقيم , وتوجهت الأنظار صوب نواب الإمام الممهدون اللذين ضحوا للمنقذ , ولكن من المقدم فيهم ؟ هو شيعي في الأغلب , لأنهم الأكثر فيمن تبقى على نهجه حتى ولو تحولوا هزءا لباقي الخلق المتمسك بالدنيا الفانية والراكض خلف علوم الكفار وبدع أهل الصليب . وحتى بين التشيع احتار الإمام فيمن يختار فمدعي النيابة كثر وكل يغني على ليلاه , وبرز الحجة الخامنئي كالقمر بين النجوم لايسبقه رافسنجاني ولا نجاد , ولا مقتدى ولا حكيم , ولا نصر الله مجاهد ولا فضل الله متقاعد , ولا حوثي ولا ابن بحرين , ولا مغربي لم يبقي من التشيع غير قرابة الرسول وصك أمير المؤمنين ليتربع فوق الامازيغ والبربر , وحتى السود وصادقهم المهدي تبدو صفحته بيضاء من الإيمان بالمنتظر !! وما تبقى تفاصيل . انهارت الأمم التي أغمضت عينيها عن صحوة الدين الحق , كل يبحث عن حبل إنقاذ , الخلافة قادمة لاريب فيها , والإمارة والولاية هي الدولة في مشارق الأرض ومغاربها , ونائب الإمام هو المشرع الباقي يحيطه المدد الإلهي , بعد اعتزال المنقذ مرتاحا يراقب ويبتهج , والأمم قد رفعت راية الاستسلام وتطلب العون والمفسرين والمجتهدين والولاة ليعيدوا أهلها نحو جادة الصواب ويرتبوا أمر الجزية والخراج , وإعلان الندم على مافات وتطبيق حدود الشريعة , وإقامة الحوزات الناطقة منها والرشيدة , الصادقة والعلمية والسديدة , وعلى الله تعالى فليتوكل المؤمنون .
واحدة من نلك الأمم البعيدة تدعى اليابان تتوسط دول وممالك تغلب عليها صفرة الوجه واختلاف الأنف شبههم احد فقهائنا بالغزاة المغول ولم يلاق اعتراض , فمن سيكون لهم الأمير والوالي ؟ نائب الإمام ليس له من التأني أو التردد مقدار عندما يتطلب الأمر نشر التعاليم وتنفيذ إرادة المنقذ , وشعاره الناجز شبيه الشيء منجذب إليه , فمن لنا من بقايا تتر أو مغول تعمقوا في الأصول واستضلوا بالشجرة الوارفة ؟ صاح المنادي وجدته ! هنالك في العراق مأواه ومرتعه وعندنا ولائه ومرجعه , أشار لي عليه يوما منافسه الصرخي من الحوزة الصادقة , إذ أن وتألم ( تفضلون المنغولي علي؟) وأعادها مرات حتى رجعت للسيد القائد (المقتدى ) وهذا مايناديه أتباعه الخلص وعندما اخفض رأسه ورفع حاجبيه وبؤبؤ عينية وتطلع نحوي قائلا (حبيبي) ترسخت في ذهني سحنة جنس المنغول ويبدو انه الرجل المناسب , فرح ولي العصر ونائب الإمام , كم عصفور سيضرب بهكذا حجر! سترتعد ارض اليابان بواليها ! ستشرق عليها شمس الإسلام هذه المرة , ممهورا بسيف الصدر الثالث , يصحبه فتية امنوا بربهم من قطاعات الثورة والحبيبية والكمالية والعبيدي , إلى أقصى الجو ادر وحي طارق المبارك والشيشان وما دعي وقتها بحافات المياه , قيادات فكرية عسكرية سياسية فقهية , أبو درع عن يمينه وأبو كرار عن شماله مع خبرتهم بصناعات البلد المعني وأولها (الدرل ) الياباني الشهير ثاقب الرؤوس ومحطم الجماجم , وفي القلب من البعثة تجد الخزعلي قيس وخبرته التقنية السابقة كوكيل امن أقدم , والوجوه الفكرية البارزة عميقة الرؤى والرؤيا كزعيم نصار النصير المتقدم السابق ليستفيدوا من قديم تجربته ونضاله في سبيل نيل درجة العضوية ولعله يساهم في (تنظيم) المجتمع الياباني وتأهيله للدخول في جنة المؤمنين .
تحشد الجمع المؤمن , دليلهم السفير الياباني السابق في طهران , والمهتدي بعد الظهور المبارك وإبدال اسمه القديم مختارا , إلى (أبا رغال الطوكيوي ) , وبعد أن منع السفر الميكانيكي وكل قدرة مصطنعة في الجو والبحر والبر بأمر المنقذ ليكون المدد الإلهي هو الحل يلقيه للدواب لتخدم البشر , وبعد رحلة مضنية تناوب القوم ركوب الجمال والخيل والحمير وخدمهم ماسا قه جيش الإمام من بشر وغنائم ورزق حلال زاد للمؤمن , متواصلين على طول طريق الحرير القديم , يهدون ويعلمون الضالين من البشر أحكام الشريعة السمحاء , ويتولى جيش الإمام التعامل وقطع رأس المخالفين وكل من يدعي الانتماء للإسلام ثم لايعرف من هو السيد القائد المقتدى أو ربما ظنه مزحة ناهيك عن عدم امتلاكه أصلا حتى ل(سي دي ) واحد من محاضرات العصمة والجلالة للسيد أو قراءات اللطم والزنجيل والتطبير !! .
كم سيتعب السيد مع قوم إذا صح القول إنهم يحتضنون الاحتلال الأمريكي , ويأكلون أصناف طعامه ! حتى لو كان ضاربهم سابقا (بالقنبلة) تطلع السيد مستغربا إلى مساعده الشيخ السويعدي , فأشار له نحو (القندرة ) أو الكلاش الذي يرتديه , وابتسم السيد متفهما , هذا دوائهم على الأغلب .
اليابان !! أشار ( أبا رغال الطوكيوي ) هي الطرف الأخر من هذا اليم , وهنا البر الصيني .
تداعت للذكرى مآثر الأجداد , فتح الأندلس وطارق بن زياد , وحرق السفن , والتفت حول القائد كتائب الإيمان من جيش الإمام تريد خطبة عصماء قبل الخوض في هذا اللج العميق , احتا ر عندها السيد في أمر ابن زياد , والتبست عليه بعض الشواهد , والتفت الى الشيخ الشيباني متسائلا بعد أن رفع هذا لمآثره وعلمه الى درجة حجة الإسلام ,
- هل طارق من النواصب ام من إتباع أجدادي عليهم السلام ؟
- مولانا مااعرفه انه بربري وليس عربي أموي .
- البربر منشأهم في إيران ولكن أباه موضع شك ؟ هل هو نفسه ابن زياد والي الكوفة القاتل السابي خادم يزيد عليه اللعنة؟
احتار الشيباني في الإجابة بعد ان اختلط على السيد القائد تاريخ الشرق والغرب ! .
الخطبة مؤجلة والسبب ثانية اللعين ابن زياد , وهل خلف طارق أم اختلف حديث الأندلس ؟
السفن جاهزة , والريح مواتية والرايات خفاقة فوق الصواري العالية , ولكن ابن الولي المقدس لم يمتط زورقا في حياته ولم يحركه مجداف لا فوق مياه دجلة ولا حتى عبر نهر الكوفة , فكيف بالسفن والمراكب ! , استغفر ربه من الكفر وقد راودته فكرة السفر المريح بالطائرة , لطالما تنقل بيت طهران وبيروت بالفئة الأولى يحيطه الأتباع الخلص ولكن الرحلة بها اليوم بدعة وكل بدعة ضلالة ترمى وأهلها في النار , حيث احرق كل ما يتحرك بغير أمر الله بنزين كان وقوده ام كهرباء , ماذا لو أعاد المنقذ معجزة شق البحر لموسى واله ؟ وبعبر السيد الى إمارة اليابان راجلا يحيط به أهل الحوزة الناطقة برعاية قاذفات وبي كي سيات ونيران جيش الإمام ليسمعوا أهل اليابان في الليل المدلهم صليات الخارق والمذنب ويشاهدوها تقلب ظلمتهم الى نهار , ويخرجوا هاتفين من كل قطاعات مدنهم ويقيم فيهم اول صلاة جامعة , ويمنحهم الإيمان والعدل والهداية إلى مفاتيح الجنان !!
عصرت كيانه في تلك اللحظة خطبة , يستوجب هدها ليرتاح , والجمع بالانتظار .
- ياايها الناس , أهل الحق والهداية . قدرنا أن نعبر وما أتينا لغزو أو غنائم ولا جواري أو عبيد , بل لتثبيت أمر الله في الأرض , ونلج من اجلها البحار , ونخوض في مجاهل الكفر والظلال , هبوا يافرسان العقيدة من كل منبت وعشيرة وقطاع , بالأمس كانت الثورة والحبيبية والعبيدي والنعيرية والقاهرة وصولا إلى ابعد من شارع فلسطين , وقبلها وبعدها ميسان و5 ميل والحيانية والكوت والديوانية , والأضرحة المباركة على هدى رب العالمين واليوم تهدينا إرادة المنقذ أونائبه لافرق ! والاثنان في القلب إلى هذه الدياجير المظلمة خدمة لشريعة الإسلام , وما حوالبنا ملك لنا ننشر فيه نور الله وتنتقل الشعلة من مدينة يحاصرها النواصب في الكرخ إلى نور سيضيء جزر ربما كانت تسمى في العالم القديم بالواق واق ى, والسلام .
مركب السيد القائد في المقدمة حرص جمعه المؤمن على توفير قمره خاصة مناسبة لمقامه العالي , ولكن ما باليد حيلة وليس للبحر قرار بل أرجوحة تتمايل ذات اليمين وذات اليسار , وتقطع على السيد وضوئه وصلاته وسجدته وقيامه وقعوده , وصولا إلى تلاوته المباركة للقرآن , يحتار على أي ورك يستند وجلسة المؤمن هي التربع أرضا لا فوق الكراسي , الدوار متواصل والنوم ثقيل , لا ينفع فيه ولا له هواء عليل , قيء مستمر واستفراغ دائم على بطن خاوية لاتطاوع ولا تهضم , يلين شحمها ويذوب , لا طبيخ ولا تشريب , لا مشوي ولا محشي , بل اهتزاز واصفرار , حتى طابقت سحنة السيد لون جلد (أبا رغال الطوكيوي) , سبحان الله تلك مشيئة المنقذ وأمر نائبه , ولكن هذا التيه مرعب لاسود البر من إتباع الإمام وجيشه اللذين احتاروا على من يطلقون الرصاص وليس ماحولهم وأمامهم وفوقهم وتحتهم غير الماء والسماء ! ويرتفع الموج وتشتد الريح والعواصف , وتتفرق السفن بمن فيها من الأتباع والمريدين , وكذا حمولة القاذفات والعبوات , والهاونات والكاتيوشا بأنواعها تحسبا لكل طارئ وتمرد وتوجيه ملة اليابان صوب طريق الحق إن ارتدوا , .
في البر وعلى اليابسة الأمر واضح ومحسوم لكل مريد او خادم جماعة وطالب شهادة , بالسير خلف السيد كالبنيان المرصوص , تتزلزل الأرض لوقع أقدامهم , لكن البحر غدار ومفرق جماعات .بعد ان بقي مركب السيد لوحده تتقاذفه الأمواج وباقي السفن الأربع تبدو تائهة في مهب الريح , معنا الدليل نطق الشيخ سميسم وأفتى مااسهل قطع رأسه لو كان في الأمر خيانة , أجابه الشيخ الدراجي ولله الحمد على هديه والفكرة السليمة , جلبت البوصلة , من ذكرى أفلام أيام زمان وميوعة وانحلال الصبا والمراهقة , وقطع الحديث دوي صرخة , هائلة مدوية , ائتونا بالدجال , التفتوا نحو مصدر الصوت حيث يقف رجل محني الظهر , يمينه فوق معدته , كثيف شعر الرأس واللحية والشارب والحاجب , هزيل باهت البشرة , التفوا من حوله,
- عن أي دجال يبحث مولانا ؟
- هو الياباني ماغيره , استنطقوه , اجبروه ليعترف ,لعله عميل ,إلى أين من هنا ؟ أمعائي تتمزق , وجسدي يرتجف .
- مولاي الجيش يستجوبه , أبو درع شخصيا يضع (الدرل) على يافوخه ,والسيف يلامس رقبته , ونصف أخمص في ظهره , ولكنه يترجى ويقول للمرتجم أنه لم يركب في حياته سفينة بأشرعة وصواري تسير برعاية الله وريحه لا بالوقود وأجهزة الكومبيوتر .
- هذا مايثبت كذبه وعمالته وارتباطه بالغرب الكافر , ضيعوا على أهل الإسلام أصالتهم بالعمل من اجل نعيم الآخرة ببدع العلم والاختراعات , لتنعقد محكمة الشرع للنظر في أمره , وليأخذني بعضكم إلى حيث اجلس وأستريح وأواصل الدعاء فبعد كل شدة فرج .
حمله الأتباع مرهقا عليلا يكاد حلم إمارة اليابان يتلاشى من رأسه وهو يتلو الأدعية المباركة مع دوران حبات المسبحة ,
لاحت في الأفق بارجة كبيرة تحمل علما سيعرفه حتما المريدين من أهل السماوة , تطلع القبطان بناظوره جهة المركب الشراعي وتعجب , لفتت انتباهه راية سوداء خفاقة فوق أعلى سارية وعمود , سئل أركان قيادته عن اسم دولة علمها اسود , فأجابوه إن قراصنة أيام زمان فقط كانت لهم هذه الرايات , فأعاد السؤال مذكرا انه أيضا من مشاهدي الأفلام
- فأين أذن الجمجمة والعضمان ؟
توجهت البارجة نحو المركب مؤذنة بلقاء حضارتين عريقتين في مياه دولية , وعلى مرمى حجر من جزر ساحرة خضراء ستسمى لاحقا إمارة بلاد اليابان .
نهاية الجزء الأول
---------------------------------------------------------------------------------------------------
#نبيل_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟