أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أسعد أسعد - نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل سيعود لنا بالهيلينيّة الجديدة ...(ثالثا :الإيمان...الاسلام الصحيح مَن هو آدم و من هو المسيح؟)















المزيد.....

نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل سيعود لنا بالهيلينيّة الجديدة ...(ثالثا :الإيمان...الاسلام الصحيح مَن هو آدم و من هو المسيح؟)


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 10:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كلّ ما جاء لنا به العزيز نهرو من الشرق الأقصي هو بضاعة زراديتش و بوذا و كنفوشيوس التي هي عباره عن أديان و وصايا و فتاوي و تعاليم و توجيهات لسلوك الانسان و معاملاته في الحياة , و النهاية حين يعود التراب الي التراب تنتهي القصة أو تعود الدورة في تراب آخر و تدور الحياة في دائرة مفرّغة يسعي فيها الإنسان إما الي مكافأة أو الي حالة أفضل في حياة أخري . فأديان الشرق و أنبياؤها الذين سعي وراءهم الشيخ نهرو لم يقودوا الانسان الي التعرّف بخالقه و موجِده بالرغم من أن المتتبّع للديانات التي تؤمن بخليقة آدم فسيجد إن المشكلة البشرية التي ستظل قائمة الي يوم الدين هي فقدان الانسان للعلاقة مع خالقه بعد طرده من الجنة التي كان يحيا فيها مع الله الذي كان قد جعل منه نفسا حية (تكوين 2:7)و (السجدة 9).
و رغم من أنه قد سعي نهرو في خطي الاسكندر المقدوني إلا أنه وصل فقط الي ما بلغه ماركوبولو الرحّالة الايطالي , لأنه قد أسقط الكتاب المقدس من حساباته و بوصلة إرشاده في إبحاره الي سحر الشرق المجهول فوقع في إعصار من الافكار و التساؤلات جعلت أقرب غرائب الشرق الي تفكيره هو هجرة قادة أديانه , فإكتشف ذهنه تشابه تلك الهجرات مع هجرة النبي محمد في بادية العربية فاقتنع نهرو إن ديانات الشرق سماوية و إن بوذا و زراديتش و كنفوشيوس ماداموا قد هاجروا فهم أيضا أنبياء مساوين للنبي محمد و إن إرساليتهم مساوية لارسالية النبي محمد , و حاول الشيخ نهرو أن يحلل كل ما يراه في ديانات الشرق الاقصي من خلال النصوص القرآنية العربية و تناسي إن هذه النصوص قد جمّدها العرب في إطار محكّم من لغتهم العربية البدوية القرشية التي إنقرضت عمليا من عالمنا المعاصر , و أن العرب قد حاصروا الله و حصروه داخل باديتهم الصحراوية , و لما خرجوا منها سبوا عقل العالم الذي قهروه بسيوفهم اليها و أسروه هناك مقيدا باللغة و تقاليد صحراء البادية , و قتلوا بلغتهم كل حضارة و ثقافة و أحرقوا بنيران عصبيتهم القرشية كل أخضر و يابس من ديانة و ثقافة الشعوب التي سبقتهم في هذا المضمار, و وأدوا الاسلام الذي كان ـ حسب نصوص قرآنهم ـ هو منهج تفكير و صراط إيمان البشر الذين آمنوا بالله من آدم الي إبراهيم الي موسي الي المسيح يسوع الذي دعوه عيسي إبن مريم و حوارييه و كل من إتبعه من بعدهم , و هو الدين الذي بحسب القرآن العربي أيضا أمر به الله النبي محمد أن يعتنقه "و أمرت أن أكون أول المسلمين (النمل 91)" بعد أن كان ضالا "ووجدك ضالا فهدي (الضحي 7)" علي ملّة إبراهيم و توراة موسي و زابور داود و إنجيل عيسي "لا نفرّق بين أحد منهم و نحن له مسلمون (البقرة 136)".
و المتتبع لهذه الايات القرآنية و ما أوردناه في بحوث سابقة عن وجوب إتّباع المسلمين لأصل مفهوم الاسلام الصحيح سنجد أن ما توصل اليه نهرو طنطاوي من أن تشابه ديانات الشرق مع دين الاسلام فإنما يرجع الي إسقاطه الكتاب المقدس من مراجعه, فبات إسلامه العروبي منحصرا في مجموعة من الوصايا و الفرائض و الطقوس فصارت الديانات كلها متشابهة البوذية و الزردتشية و الكنفوشسية و الاسلامية (و لا أقول الاسلام لأن الاسلام بحسب نصوص القرآن مختلف عما سماه العرب و فرضوه علينا بأنه الديانة الاسلامية) .
و قد وجّه نهرو إنتقادات قاسية الي جميع الديانات من أول نصوصها الي قادتها الي أتباعها و ركّز علي تحوير النصوص و تزوير قادة الديانات لنصوص كُتبها و لعقائدها الاساسية بغية السيطرة علي أتباعها و عدّد الشيخ نهرو الديانة المسيحية من بين هذه الاديان سامحه الله فيما إفتري به عليها.
و أنا أريد أن أسجل هنا إن الاسلام الصحيح بحسب ما عرّفه القرآن فهو منطقيا يقبل المسيح يسوع كما قدّمه الكتاب المقدس, لأن هناك فرق كبير بين مسيح الكتاب المقدس الذي باسمه تجثو (لله) كل ركبة ممن في السماء و من علي الارض و من تحت الارض و بين عيسي الذي عبده نصاري القرآن من دون الله ... نعم هناك فرق كبير بين كنيسة المسيح التي تسجد لله بالروح و الحق و بين نصاري القرآن الذين إتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيحَ ابن مريمَ ... نعم هناك فرق كبير بين أن يكون المسيح هو صورة الله و هو الله الذي ظهر في الجسد و بين أن يكون هو الله المحدود في ذاته كما إدّعي نصاري القرآن تابعين ضلالات أفكارهم من دون إعلان الله الواضح في الكتاب المقدس عن من هو يسوع... نعم هناك فرق كبير بين أن يؤمن المسيحيون بالآب و الابن و الروح القدس إلها واحدا و بين أن يقول نصاري القرآن إن الله ثالث ثلاثة.
نعم هناك مشكلة كبيرة و معضلة معقّدة هي أن يقبل المسلمون بلغة القرآن العربية إن المسيح إبن الله , و ذلك بسبب أن اللغة العربية و ثقافة البادية في عصر النبي محمد قد حصرت أنواع البنوية في ثلاث , و هي البنوية بالتناسل و البنوية بالتبني و البنوية بالتشبيه أو الكناية كأن يقال إبن النيل أو إبن الصحراء , و جميع هذه الاحوال الثلاثة لا تنطبق علي العلاقة بين الله و المسيح و بالتالي فلا تستطيع كلمة إبن في اللغة العربية أن تعبّر عمّا عدا هذه الاحوال الثلاثة , لذلك رفض القرآن ما قاله النصاري "وقالت النصاري المسيح إبن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل (التوبة 30)" , و خاصة إن جميع عقائد النصاري عن المسيح قد رفضها القرآن - كما رفضتها و ترفضها أيضا الكنيسة المسيحية في معظم طوائفها المحافظة كتابيا - لذلك رفض القرآن مقولة نصاري الجزيرة العربية عن بنوية المسيح لله لأنها خارجة من النصاري الذين كفّرهم القرآن في أكثر من موضع. أما مفهوم و عقيدة طبيعة بنوية المسيح لله ـ بحسب أتباع عيسي المسيح ـ فهي التي أوضحها الكتاب المقدس حين قال " في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله..... و الكلمة صار جسدا و حل بيننا..."(يوحنا 1:1-14), و عندما بشّر الملاك مريم قال لها "الروح القدس يحل عليك و قوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي إبن الله"(لوقا 1: 35) , و لنلاحظ هنا كلمة "يُدعي" التي تجعل بنوية المسيح لله بنوية ذات مفهوم خاص ليست من ضمن أحوال البنوية التي تحصرها اللغة العربية , و لا يستطيع العرب الناطقين بالضاد أن يدركوها لغويا. لأنه بالمفهوم العربي لكلمة إبن حاش لله أن يكون له إبن لانه لم تكن له صاحبة و لم يتخذ ولدا و لا يصح أن يُنسب المسيح الي الله بالتشابه و إلاّ فعلا يصبح المسيح إلها مع الله و هذا ضد الفكر و الايمان المسيحي الذي يؤمن إن الله واحد . و الفكر المسيحي السليم يوافق الفكر القرآني الذي قال عن المسيح "يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه (وليس بغلام) إسمه المسيح عيسي إبن مريم (آل عمران 45)" و أيضا "إنما المسيح عيسي إبن مريم رسول الله و كلمته ألقاها الي مريم و روح منه (النساء 171)" . فالمسيح بالنسبة لله بحسب الفكر المسيحي السليم "روح منه" (أي من الله) و ليس روح منفصل عنه فيقول القرآن في هذا "فأرسلنا اليها روحنا (مريم 17)" أي روح الله و حاشا أن يكون روح الله مخلوق أو منفصل عن الله . فقد عرّف المسيح يسوع شخص الله قائلا "الله روح و الذين يسجدون له فبالروح و الحق ينبغي أن يسجدوا (يوحنا 4: 24)" و قال القرآن في هذا المجال "و يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي (الاسراء 85)" و لا يقول القرآن من شأن ربي , لآن شأن الشخص هو ما يصدر عنه أما أمر الشخص فهو من خصائص طبيعة هذا الشخص.
فإذا كان هذا هو المسيح بالنسبة لله فمن هو المسيح بالنسبة للانسان؟ ففي سفر التكوين قال الله "نعمل الانسان علي صورتنا كشبهنا(تكوين 1:26)" , فالمسيح في الله هو صورته ـ صورة الله غير المنظور(2كورينثوس 4:4)و (كولوسي 1: 15) ـ التي خلق عليها الانسان "وصوركم فأحسن صوركم (غافر 64)" و أيضا قال "و لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم(الاعراف 11)" و أيضا "لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم (التين 4)" فإذا كان الله قد أحسن التصوير و أحسن التقويم في خلقِه للانسان حتي أنه أمر الملائكة بالسجود له فمن تكون هذه الصورة التي خلق الله الانسان عليها و أمر الملائكة بالسجود لها إلا صورة الله ذاته المستحق وحده ـ دونا عن كل الخليقة ـ لكل سجود , الذي بحسب القرآن تصوّر لمريم بروحه و هو المسيح في أزليته صورة الله غير المنظور "فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لهل بشرا سويا(مريم 17)"
و من ثم فهذه الصورة التي هي الانسان التي خُلِقَت و أُوجِدَت علي صورة الله ذاته فكانت عند بداية خليقتها تنعكس فيها كمالات الله الادبية في صورة مصغرة محدودة و ليس كما هي في مطلق وجودها في الله اللا محدود , فالانسان هو صورة الله المحدودة خلقها الله علي صورته الازلية الغير محدودة , و بالتالي أيضا كان الانسان يتمتع بحرية إرادة كاملة و يتبين ذلك من أن الله أعطاه الوصية "من جميع شجر الجنة تأكل أكلا و أما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت (تكوين 2: 16-17)" و نفس هذه الوصية أوردها القرآن "و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (البقرة 35)" فهذه الشجرة و الوصية المتعلقة بها كانت دليلا علي حرية إرادة الانسان إما أن يطيع الله أو أن يعصاه.
و هنا نقطة مهمة جدا في علاقة آدم مع الله فلقد عرف آدم الله و عاش معه في الجنة لأن الله وضعه في الجنة ليعملها و يحفظها, و كان الغرض من خليقة آدم أيضا هو أن يتسلط علي الارض و يخضعها و أن يتكاثر و يملأ الأرض "و باركهم الله و قال لهم أثمروا و أكثروا و إملأوا الأرض و أخضعوها و تسلطوا علي سمك البحر و علي طير السماء و علي كل حيوان يدب علي الأرض (تكوين 1: 28)" و هذا المفهوم يتوافق مع قول القرآن "و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة(البقرة 30)" فلقد أخلف الله آدم في الأرض ليدبّر شئونها و أعطاه سلطانا بذلك , و طبعا أعطاه معرفة لمبادئ الخليقة و طبائع النبات و الحيوان حتي إن آدم بحسب الكتاب المقدس دعاها بأسمائها "و كل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو إسمها (تكوين 2:19) و أما القرآن فيقول إن الله علّمه الأسماء "و علّم آدم الأسماء كلها (البقرة 31)".
فعاش آدم في الجنة أوّل ما عاش مع الله في إيمان به لأنه لم يأكل من شجرة معرفة الخير و الشر التي أوصاه الله ألا يأكل منها حتي لا يموت فآمن آدم بذلك و عاش مع الله يربطه به الايمان . لأن آدم و هو لم يجرّب الموت و لم يجتاز فيه آمن بالله و بكلامه إنه إذا أكل من الشجرة فسيموت فلم يأكل منها إيمانا منه بالله بالرغم من عدم إختباره للموت , فكان إيمانه بالله إيمانا غيبيا تمثّل عمليا في عدم أكله من الشجرة تنفيذا لكلام الله الذي آمن به , فكانت علاقة آدم مع الله علاقة إيمان . و بحسب تعريف الكتاب المقدس للإيمان "و أما الإيمان فهو الثقة بما يُرجي و الايقان بأمور لا تُري(عبرانيين 11:1)".
أما هذه الشجرة - و هي شئ رمزي - فهي من إسمها يدل علي أن من يأكل منها سيكون له سلطان في ذاته علي معرفة الخير و الشر , أي أنه يستطيع أن يشرّع لنفسه و يسن هو قانونا لذاته يقرر به ما هو الخير و ما هو الشر. فمعرفة الخير و الشر هي المعرفة الأدبية عن الخطأ و الصواب و تقرير ما هو خطأ و ما هو صواب , فكانت هذه المعرفة لآدم في أول حياته مصدرها الله فقد آمن آدم بالله و إرتبط به بالإيمان و أسلم له معرفته الادبية أن يقررها الله له , و لم يفكّر آدم أن يأخذ زمام المبادرة بيده و ينفصل عن الله و يحدد هو لذاته و للخليقة التي سلّطه الله عليها ما هو الخطأ و ما هو الصواب , فعاش آدم مؤمنا بالله مسلما له عازفا عن الاكل من شجرة معرفة الخير و الشر , فكانت حياة آدم مع الله حياة إيمان غيبي محوره الوصية بعدم الأكل من شجرة معرفة الخير و الشر تحت التحذير أنه يوم يأكل منها يموت , و إنطبق علي آدم قول الكتاب المقدس "و لكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (إرضاء الله) لأنه يجب إن الذي يأتي الي الله يؤمن بأنه موجود و أنه يجازي الذين يطلبونه(عبرانيين 11:6)". و هكذا فرغم إن آدم في الجنة كان يري الله و يتحدث معه إلا أنه كان مرتبطا به بالايمان الغيبي بقبوله لهذه الوصية من الله و تصديق الله بشأنها فكانت حياة آدم في الجنة مع الله حياة إيمان بالله و بكلامه.
و لكن لما تدخل المخلوق المسمي إبليس أو الشيطان و معني إسمه المعاند أو المعارض فقد قال لحواء "لن تموتا بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما و تكونان كالله عارفين الخير و الشر(تكوين 3:5)" , فكانت هذه العبارة الذي نطق بها إبليس "لن تموتا" هي عبارة مضادة لكلام الله الذي قال لآدم "يوم أن تأكل منها موتا تموت" , و كان علي آدم أن يختار من يصدّق و بمن يؤمن و من يتبع ... الله الذي قال ستموت .... أم الشيطان الذي قال لن تموت؟ و كلمات القرآن في هذا الأمر واضحة "فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة الخلد (طه 120)".
و هنا حدثت الكارثة التي تعاني منها البشرية كلها الي اليوم و التي من أجلها مات المسيح علي الصليب كما سيأتي شرحه فيما بعد . لقد صدّق آدم و حواء الشيطان أي إنهما لن يموتا و بالتالي يكون آدم قد كذّب الله الذي قال له ستموت . لقد تغيّر إيمان آدم فتحوّل بإرادته الحرة عن إيمانه بالله و لم يصدّقه و آمن بكلام الشيطان و وضع ثقته فيه و صدّقه , و كما آمن آدم بكلام الله من قبل و ظل لا يأكل من شجرة معرفة الخير و الشر , لأنه آمن أنه سيموت إذا أكل منها بحسب كلام الله , لكن الان مد آدم يده و أكل من الشجرة لأنه أصبح يؤمن بكلام الشيطان و آمن أنه لن يموت إذا أكل منها و أنه سيصبح كالله عارفا الخير و الشر, أي أنه سيصبح قادر علي التمييز لنفسه و تقرير ما هو الخطأ و ما هو الصواب. فحين تغيّر إيمان آدم و حتي قبل أن يمارس آدم الفعل بالاكل من الشجرة نستطيع القول إن آدم أصبح منفصلا عن الله قلبيا و تغيّر موقفه من الله , و تبدّل إيمانه فاتّبع الشيطان و كلامه و كان فعل أكله من الشجرة دليل علي إيمانه بابليس و بكلامه و رفضه لله و لكلامه , و صَدَق فيه قول القرآن "فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه (البقرة 36)" .
و هنا يا عزيزي الشيخ نهرو و قبل أن أستكمل رحلتي معك و نحاول العودة من متاهات بحار أفكار و ديانات الشرق الأقصي دعنا نرسي سفينة أفكارنا علي مرفأ و إسمح لي أن أدعوه ميناء الايمان , فمما تقدم نستطيع القول بأن المشكلة بين الانسان و بين الله كما حدثت في الجنة هي إن آدم فقد إيمانه بالله , و أصبحت الوصية غير ذات نفع سواء أعطي الله الانسان وصية أخري بدلها أم لم يعط , لأن آدم أصبح يعرف بالاختبار العملي و ليس بالايمان الغيبي إن كسر الوصية يعني الموت , فيصبح لا مجال للإيمان إذا إتبع الانسان وصية, أو بمعني أدق إن إطاعة الانسان لوصايا الله لن يعيد للإنسان علاقته مع الله , لأن الإيمان يجب أن يكون بشئ غيبي يقدمه الله للإنسان لكي يقبله الانسان من الله و يؤمن به بحـرّية إرادته حتي يمكن أن تعود العلاقة بين الله و الانسان. فبإنقطاع حبل الوصل بين آدم و بين الله أصبح آدم شخصية مستقلة عن الله فكان وجوده في الجنة مستحيلا , فطرده الله منها لكي لا يأكل من شجرة الحياة (تكوين 3: 22-24) فكان موت الانسان هو نتيجة لتوقف و عدم إستمرار أكله من شجرة الحياة التي كان اله قد غرسها في الجنة لكي يأكل منها الانسان و يحيا.
فلما فقد الانسان إيمانه بالله كان ينبغي أن يموت لأنه لو قلنا إن الله غفور رحيم و كان ينبغي إن الله يغفر للإنسان زلّته و يتركه في الجنة ليعيش لأصبح الله كاذبا و أصبح الشيطان هو الصادق لأن الانسان يكون قد أكل من الشجرة المحرّمة وعاش كما قال الشيطان و لم يمت كما قال الله.
أخي نهرو ... و نحن في هذه الميناء ... ميناء الايمان بالله دعنا نسترد أفكارنا من بوذا و زراديتش و كنفوشيوس و دعنا نفتش و نفكر فيما قاله المسيح عن الايمان بالله تاركين وراءنا فرائض و طقوس الديانات و ستري يا أخي كيف إن القرآن يوافقه تماما فاستعد لنكمل رحلة العودة معا..........





#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- إذا كان الحجاب العروبي للمرأة مشكلة... فلماذا لا يلجأ المسلم ...
- في يوم المرأة العالمي ..... أُحِبُّكِ يا حواء
- نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ..... ...
- الدستور و لعبة شد الحبل بين المسلمين و المسيحيين ..... لمّا ...
- هويدا طه .... قضية أمن دولة رقم 11 حصر أمن دوله عليا ..... إ ...
- الدستور المصري و قضية المادة الثانية ... اللّون الرمادي ماين ...
- هكذا أحب الله المسلمين ... فماذا يفعل المسيحيون المضطهدون .. ...
- كيفيّة الرد علي إضطهاد المسيحيين ... لأنه هكذا أحب الله المس ...
- الصراع الدائر بين بطّة وفاء سلطان و عنزة نهرو طنطاوي .... نف ...
- الوثيقة الاسلامية التي ينتظرها الاقباط المسيحيون
- لماذا يُصر العرب علي إنكار صليب المسيح و رفض إنجيله الصحيح ؟ ...
- الحوار المتمدن تهنئة و تمنيات
- الاسلام الصحيح المبني علي التوراة و انجيل عيسي المسيح
- التعامل مع الواقع .... فاروق حسني يجب أن يذهب
- رد علي تعقيب الاستاذ نهرو طنطاوي في مسألة تحريف المسيحية
- بين إجتهاد الشيخ عمرو خالد في التدريس و حقيقة القس سامح موري ...
- رد علي الدكتور أيمن الظواهري: الاسلام الصحيح لا يناقض المسيح ...
- رد علي الاستاذ الشيخ نهرو طنطاوي في مسألة من هو المسيح
- النصرانية و القبطية بين المسدس و الكتاب المقدس


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أسعد أسعد - نهرو طنطاوي يبدأ سياحة رُوحية في خُطي الاسكندر الاكبر ...فهل سيعود لنا بالهيلينيّة الجديدة ...(ثالثا :الإيمان...الاسلام الصحيح مَن هو آدم و من هو المسيح؟)