أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد فيادي - كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي














المزيد.....


كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 11:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


سهل جدا أن يعلن إرهابيي تنظيم القاعدة, مسؤوليتهم عن عملية إرهابية في المنطقة الخضراء, أو حتى قاعة اجتماعات البرلمان العراقي, هذا يعود لان الديمقراطية المسلفنة جاءت لنا ببرلمان من كل لون وفريق, قد يعتقد القارئ أنني ضد الديمقراطية, لكن هذا غير صحيح, فالديمقراطية التي أنعم بها في المانيا الاتحادية, هي من نتاج العقل البشري لنضال دام سنين طوال, وما أريد الإشارة اليه, بدل أن يستغل الساسة العراقيون ممن كان في معارضة الدكتاتور, لما حصل في العراق من تغييرات كبيرة في السلطة والمجتمع المدني, في توحيد الجهود وتكملة مشوار النضال لتهيئة الأرضية والجو للديمقراطية, راح البعض يتشبث بالسلطة والبحث عن مصالح ضيقة, أدت المزاحمة وحب السلطة الى إلغاء الآخر والانتقام غير المبرر, فاسحين المجال أمام أذناب النظام الدكتاتوري, في البحث عن ثغرات طالما وجدت في ساحات القتال أوصلتهم الى قبة البرلمان, عندما أصر عدد من الاحزاب العراقية ولمصالح ضيقة من خلال وزن السيد علي السستاني, وهو يطرح فكرة إجراء انتخابات برلمانية, مختزلين كل ما تحويه الديمقراطية من معاني, لم يفقهها العراقيين, مختزليها في أحد آلياتها وهي الانتخابات.
جاء الى البرلمان أحزاب فقست عن بيوض أفعى الدكتاتورية, تلونت بألوان القومية والطائفية والدفاع عن وحدة العراق, لكنها في الحقيقة يقودها أعضاء كانوا ولا يزالوا يحلمون بعودة نفوذهم وامتيازا تهم التي تنعموا بها دون وجه حق تحت ضل الحكم الدكتاتوري, أسماء كانت بالأمس القريب تظهر على الفضائيات تتغزل بولي نعمتها (( صدام حسين)), هؤلاء وبحكم جذورهم عملوا على خرق النظام الأمني للمنطقة الخضراء, عبر شبكة عملاء بمناصب أمنية بحجة حماية أو مستشار سياسي أو مستشار عسكري, وجود هذه الأسماء ضمن قوائم في البرلمان العراقي كان الهدف منها إفشال العملية السياسية وفي اقل احتمال عرقلة القرارات التي تصب في خدمة المجتمع العراقي, لكن وبعد أن استمرت العملية السياسية بالرغم من كل المعوقات والعراقيل, أصبح لعدد من هذه الأسماء مهام تضعهم في موقع المسائلة من قبل المحتل, وعلاقات مع أحزاب وشخصيات عراقية لا يمكن تجاهلها, وعندما أرادت هذه الأسماء, تحت ضغط الوضع الجديد اتخاذ قرارات تتعارض مع الأهداف الأولى, جاء الواقع الجديد الذي لم يحسبوا له حساب, فالشبكة التي ادخلوها الى المنطقة الخضراء قد فرخت عن شبكات أخرى لاعلم لهم بها, تأتمر بأمر أطراف ذات امتدادات لا قدرت لأحد ممن خدم الدكتاتورية في ردها عما تسعى له.
لعل ابرز الأمثلة على ذلك, إلقاء القبض على حماية برلمانيين, أعضاء في تنظيم القاعدة, وآخرين يدخلون عبوات ناسفة بواسطة سيارات البرلمانيين, وآخرين فجروا أنفسهم لقتل مسؤوليهم من البرلمانيين, وبرلمانيين يهربون أموال الى الخارج بحقائبهم الشخصية, وآخرين يترحمون على صدام بعد إعدامه علننا.

من هنا جاء الوضع الطبيعي, الذي قدم عليه تنظيم القاعدة, في إعلان مسؤوليته عن هذا الفعل بكل فخر, فالماء قد جرى من تحت برلمانيين ضنوا أنفسهم يتحكمون بكل الخيوط , وهم قادرين على التمرد عن الهدف الذي قبلوه لأنفسهم في بداية الطريق الجديد, نظرا للمناصب التي يشغلوها والعلاقات الواسعة التي ينعمون بها, بعد أن كانوا في السابق ضمن الصف الثالث أو الرابع في عهد الدكتاتور, هذا دليل على ضيق أفق هؤلاء وقلة خبرتهم السياسية, وفشل إجراء انتخابات برلمانية مستعجلة في بلد لم يمارس الديمقراطية لليوم.

أما المسرحية الباردة والمملة التي قام بها برلمانيين في عقد جلسة برلمانية تحديا للإرهاب, لم يحضرها سوى عدد فقير منهم, إنما هي مخيبة للآمال من عدة جهات, الأول لم يحضر جميع البرلمانيين لهذه الجلسة, مما يوحي بعدم توحد الكلمة بينهم في الأوقات الحرجة التي يتعرض لها الجميع, الثاني تدلل هذه الجلسة على عدم الثقة بين البرلمانيين, كذلك هي دليل على أن الجلسة الاستثنائية جاءت ردت فعل وليست عمل يمتد الى جذور سابقة, وهي تذكرنا بالجلسات التي يتغيب عنها برلمانيين لغرض تعطيل اتخاذ قرار أو تشريع قانون لمصلحة الشعب العراقي.
عدد كبير من الاحزاب العراقية انزلقت في متاهات, لا يقع بها إلا ضعاف النفوس من المصلحيين, أو المرتبطين بمصالح خارجية, مارست نفوذا عليهم لاتخاذ قرارات تضر بمصلحة الشعب العراقي, وهم اليوم أما يحصدون شر أعمالهم, بقتل أفراد من عوائلهم أو أن يتعرضون أنفسهم الى القتل, وليس أمامهم سوى كشف الخلايا التي زرعوها في المنطقة الخضراء وفي مؤسسات الدولة, للخروج بالعراق مما يعانيه اليوم, ويمكن إجراء هذا ضمن صفقات سرية, تجري مع قوات الاحتلال وبعلم أفراد على مستوى عالي في الاحزاب الأخرى, لغرض السرية وعدم خروج هذه الاتفاقات للإعلام, حفاظا على استمرار العملية السياسية.

إذا لم تتخذ إجراءات سريعة, فإن العمر المتبقي للبرلمان العراقي, سيصب في غير مصلحة الشعب العراقي, وسيتضاعف عدد المهاجرين العراقيين داخل العراق وخارجه, ولن تنفع خطة أمنية مهما هيئ لها, وستتضاعف الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة للخروج من العراق وترك الفوضى تعم المكان, حينها سيتقسم العراق, ونشهد دولة العراق الإسلامية في كل من الرمادي وصلاح الدين والموصل وديالى, ودولة عراقية إسلامية في البصرة وكربلاء والناصرية والعمارة وكربلاء والنجف والحلة والكوت والمثنى, ودولة كردستان في إقليم كردستان العراق, وحرب حامية الوطيس في بغداد التاريخ والحضارة, فالانتخابات البرلمانية القادمة لن يسمح لها أن تجري من قبل المتصارعين بعد أن كشفت كل الأوراق.



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شموعنا لن تنطفئ
- الحديث عن الشهيد الشيوعي, الحديث عن وطن
- الحرب على لسان وقودها
- لم يعد وطني يجذبني
- حسننا فعلتم عندما اعترفتم
- الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين
- معالجات مشروع برنامج الحزب الشيوعي العراقي لقضايا الطلبة وال ...
- ملاحظات حول مسودة النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- مهاترات إعلامية تأخذنا الى درب الصد ما رد
- العراقيون ... مجانين أو مشروع مجانين
- كذب الاسلامويون من ايران الى العراق
- رحمة من العراق
- أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم
- حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر
- اللطم علاج سحري ,,, يعرفه العراقيون
- الكل يتحمل المسؤولية
- آل مهدي نموذج سيء للمسلم
- الإمام الهادي (رض) ضمن دائرة الطائفية
- أطول مسرحية يقدمها إسلامويون
- الأستاذ جاسم المطير ...الأمنيات وحدها لا تكفي


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ماجد فيادي - كيف ولماذا انتحاري في كافتريا البرلمان العراقي