|
اغتيال الرجال حبا
رحاب الهندي
الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 11:52
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
حين إكتشف شهريار خيانة زوجته عاقب بسببها مئات الإناث بزواجهن لليلة واحدة ثم قتلهن، ولا يمكن للعقل أن يتخيل أن ليلة زفاف تلك الفتاة سوى إغتصاب للجسد إنتقاماً قبل إغتصاب الروح قراراً! هل كان شهريار دموياً أم مجرد رجل أهينت كرامته وطعن ظهره بالخيانة. وهل تستحق بنات حواء أن يكنّ ضحايا لخطيئة لا ذنب لهنّ فيها! أسئلة كثيرة قد لا نجد لها إجابة محددة سوى إن الأساطير القديمة لم تبتعد عن منهجية الإعتداء الذكوري حتى يومنا هذا، وما كان في الماضي لم يتغير في الحاضر رغم كل التطورات الصناعية المختلفة ووسائل الترفيه ذات التقنية العالية! أين الخلل إذن في حياتنا ولماذا لا يعاقب كل من الرجل والمرأة العقاب نفسه مادام ذنبهما واحداً !؟ الإجابة تبدو أكثر من بسيطة وهي إننا كمجتمع ذكوري ندلل الولد منذ طفولته بصورة “تكبير الرأس “على حد قول المثل الشعبي” مرخين له كل حبال التصرفات التي تتعلق بالعواطف والجنس الآخر، هل حاول أحدنا أن يوبخ إبنه وهو يكتشف علاقته بإبنة الجيران أو إحدى زميلاته، في الغالب لا، بل نضحك ونسامره وننظر إليه على إنه أصبح رجلاً نسعد بتصرفاته. لكن لو كان الحال مع الإبنة فحتماً هناك “تكسير رأس “كما نقول” قد يفهم البعض إنني أشجع الفتيات على إقامة علاقات عاطفية مع زملائهن، وهذا فهم خاطئ جداً لاني من خلال حكاية شهرزاد أحاول أن أقول أن الخطأ يصيب البشر إناثاً وذكوراً، والعقاب يجب أن يكون واحداً لا منقسماً لان إبننا حين يبني علاقة يجب ان لا يبنيها مع فتاة؟ ترسبات التربية الخاطئة لأبنائنا هي التي تضخم الإحساس الذكوري لدى الأبناء وتضعف الأنوثة لدى البنات... هل نقصّ الحكاية؟ حين إكتشفت هدى خيانات زوجها المتكررة، كانت تتشاجر معه وتهدده بترك البيت وفضحه أمام الأهل والجيران فكان يهز كتفيه من دون مبالاة بقوله: “أنا رجل أشيل عيبي” تتابع هدى قصتها: لقد كرهته وكرهت نفسي وأنا أكتشف كل فترة في حياته عشيقة مختلفة، لماذا عليّ الصمت والسكوت أمام تصرفاته اللاأخلاقية، لماذا لايأبه لمشاعري وأحاسيسي كزوجة..؟ لكن رغم كل معاناتي صبرت طويلاً، رغم تبجحه الذي طال وعلاقاته التي إستمرت غير آبه بوجود الأطفال. وقررت أخيراً أن أصرخ أن أحتج وأفضحه، هل تتخيلون ماذا كانت النتيجة ؟ في سهرة عائلية ضمت مجموعة من أهلي وأهله أخرجت ذلك الغمّ الجاثم على صدري وشرحت معاناتي فما كان من الضيوف الأكارم إلا ان اتخذوا من قصتي مجالاً للفكاهة والتندر والمزاح معه مع توجيه إتهام حار لشخصيتي وتصرفاتي وإنني السبب في لهفه وتراكضه خلف النساء الأخريات. ( رغم أن الجميع يشهد لي بالجمال والثقافة وأنه لاينقصني شيء)، أحسست بالوجع فكل من كانوا حولي أصبحوا ضدي وهو فعلاً “شايل عيبه“لم أسمع صوتاً عاقلاً واحداً يثنيه عما يفعله بل أن أخي إقترب منه ضاحكاً ممازحاً: هل تعطيني عنوان إحداهن، وانفجر الإثنان ضحكاً وأنا أغلي. ليست هناك عدالة إذن، وليس هناك صوت للعقل، لا اعرف لماذا في تلك اللحظة زارني خيال شهريار المنتقم، لكنني لست شهريار الرجل، سأكون شهريار المرأة نعم قررت أن أنتقم لنفسي بأن أغتال كل الرجال حبّا!! ولأنني جميلة ومثقفة كان يكفي مني مجرد إبتسامة ونظرة ليقع في حبائلي بعض الرجال الذين يشبهون زوجي أخلاقاً! حتى إذا عبروا عن مشاعرهم وإعجابهم وحتى حبهم تخلّيت عنهم بصيغة العصبية واللايجوز وهذه قلة أدب، كان يسعدني إنكفاؤهم على ذاتهم وإنزعاجهم وخيبة الأمل في نفوسهم. تكررت حكايتي فأنا أغتال كلاً منهم حسب طبيعته وثقافته، وأنا أدرك تماماً أن هدفهم جميعاً كان واحداً، والحب كما يقولون هو الطريق الذين يتخيلونه للوصول الى جسدي، لكنني كنت أحترم هذا الجسد وأحرمه على أي منهم، فانا لست بضاعة يشترونها بكلمات الحب! لكنه الإنتقام من زوجي الذي هو واحد منهم ألا يتصرف مع النساء كهؤلاء الرجال! أليس هؤلاء مرتبطين ولديهم أطفال؟ أين تكمن عقدهم إذن ولماذا يتراكضون وراء المرأة بمجرد إنها أنثى وجميلة هل أنتقم منهم أم من زوجي أم من نفسي؟. أشعر أنني تائهة لا أعرف مكاناً ألجأ إليه سوى نفسي المتعبة، فالكل يشير بأصابع الإتهام إليّ رغم أني لم أخطأ في حق زوجي، لكن شخصيته جلبت هذا التصرف منذ كان طفلاً، ساعده على الإستمرار ذلك التشجيع المعلن والخفي ممّن حوله.. لفترة أحسست بالقرف حتى من نفسي، كيف زلّت قدماي في طريق لست راضية عنه، وأنا أ ستمع لكلمات العشق والهوى من بعضهم والتي لاتثير في نفسي سوى الإمتعاض من نفسي وكراهيتهم! الغريب أن البعض أصابته الكآبة والحسرة نتيجة تغير مواقفي إتجاهه، وبعضهم لجأ الى الخمرة هرباً من حبي، وبعضهم هددني، ياإلهي.. أنها حياة بائسة شائكة، كيف يمكن لإمراة مثلي أن تفعل كل هذا الإنتقام اللامبرر بهؤلاء الرجال المساكين. أهم فعلاً مساكين؟ وانا الضحية الفعلية ماذنبي في ان يكون زوجي عاشقاً للنساء؟و هؤلاء النساء كيف يبادلنه الغرام والعلاقات وهن يعلمن بوجود الزوجة والأولاد! هناك خطأ فادح في تركيبتنا الإجتماعية، في علاقاتنا، في فهمنا لطبيعة الأشياء. هناك سوء تربية سوء أخلاق، كل سيئات الدنيا تتكوم عند قدمي رجل او إمرأة حاولا الإنتقام أعيش يومياً وجها لوجه مع الضحايا الرجال الذين أوهمتهم بحبي وتعذبوا به، أشعر بالألم... كان كل قصدي أن أنتقم لنفسي من زوجي ماذا حصدت سوى الألم والتعب وملاحقة من أحبني بجنون مهدداً بفضحي أمام الزوج والأهل والمعارف! لم إستطع تحمل كل أعباء حياتي اعترف إنني تصرفت بحمق، وكان الإنتقام دافعي لكن لا أجد الآن حلاً أو مهرباً، ما أقبحني رغم جمالي حين تشبهت بشهريار.. ما أقبح الإنتقام؟ هربت بكل كوابيسي بمحاولة إنتحار يائسة وحين فتحت عينيّ وجدت زوجي يحنو على رأسي ويقبلني على جبيني قائلاً: كنت سأجن لو فقدتك ! صدمة أخرى يواجهني بها زوجي العزيز، بعد كل هذه المعاناة يعترف وأنا أهرب من قبضة الموت!! إنه يحبني وإنه سيجن... نفّس الكلمات لكل الرجال! ما أقبحهم.... بل ما أقبحني أنا حين حاولت إغتيالهم حباً؟؟!! رحاب الهندي
#رحاب_الهندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يحكم من في وسائد الليل
-
لقاء الشيطان
-
جسد في اروقة التجاره
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|