|
انقذوا البصره من حيتانها
سنان البصري
الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 10:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
انقذو البصره من حيتانها حاضنة الحضارة ومهد اللغه ومدرسة النحو وعريشة الكروم وباسقات النخيل. ام الانهر وخرير الجداول الرقراق. ثغرالعراق وخاصرته الجنوبيه وشريانه الاقتصادي. بطيبة اهلها ووداعتهم ونقاء سريرتهم وحسن معشرهم ودماثة اخلاقهم. مرت عليها عاتيات الزمن بشراستها وهمجيتها وما خلفته من خواء ونكد وجحيم . فكانت نافذة الحروب وساحة لاوارها ومطحنة لحطامها . انحنت لعواصفها الملتهبه المثقله بدخان قيحها المسموم . لكنها صمدت فلم تغير من سحنتها وصفاء معدنها وسجية طباعها . كانت تنتظر الاتي من الايام بجلادة وصبر لعل ثغرها الذابل يفتر ببتسامة مورقة جذلة تحيل يبيس الشوك في عينيها بريق امل وحبور. وما درت ان اتيها من الايام اسودا كالحا يكشر عن انياب موغلة بالرذيلة والحقد والبؤس. تمتار اياديه الملوثة بالغيلة والدنس والقبح. لتسرق ماتبقى من اغفائة حالمة لطفل بريئ على شطئان شطها اليتيم . اليوم تناهى إلى مسمعها ان حيتانها السود التي امتلئت جيوبها وخزائن ارصدتها في الداخل والخارج من السحت الحرام . تناخت بوازع من شراهتها ونهمها الذي لايشبع لتجتمع على الباطل في الايام القادمه بمسيرات ومظاهرات واعتصامات راجلة وراكبه تغلق الدوائر والمؤسسات الحكوميه والاهليه يمنع فتح المحلات والتسوق تغلق المدارس وتقطع الطرق تحشد الالاف من اتباعها وربما تستدرج الناس بالقوه المسلحه كي تتضامن معها. تفترش الشوارع وامام مركز المحافظه وفي محيطها تنصب الخيم والسرادقات وتعد الطبخ والنفخ وتنفق كل الامكانات التي خصصها الحوت الكبير والتي تبلغ مليون دولار والعهده على روات الحلقات الخاصه ذات المساس المباشر . ولكن لم كل هذا التهيئ والتخطيط والشرر والتوعد والتهديد وبث الرعب والخوف في نفوس الناس الامنه ؟؟؟؟ للمطالبه باقالة محافظ البصره فقط لاغير . لا اعتراض على التظاهر والاحتجاجات اذا اتخذت الطابع السلمي والاسلوب الحضاري في سلوكها وتعاطيها فالحمدلله نحن في قمة الديمقراطيه ,, لكن الذي نخشاه من تداعيات ما سيحدث من الموتورين والفوضوين الذين يندسون بين الصفوف لتغير المسار نحو النهب والاخلال بالامن والسرقه والتجاوز على حرمة وكرامة الناس او استخام السلاح بين المتصارعين اللذين يمتلكان منه ما تعجز الحكومه والدوله لتوفيره لعناصرها ومنتسبيها ولا يخامرنا الشك من ان هذه العناصر الامنيه لم تتخذ الحياد او تحافظ على الامن وتتحمل المسؤليه بعتبارها تمثل الدوله والسلطه وانما سيقف كل طرف مع انحداره ومرجعه الحزبي والولائي وهي الطامة الكبرى وبالتالي تنعكس كل مجريات ماسيحدث على المواطن العادي الذي لاناقة له فيها ولاجمل .
وكما هو معلوم ان محافظ البصره منتخب ديمقراطيا من بين اعضاء مجلس المحافظه الموقر حسب الترشيح والاقتراع السري وكان من بين متنافسين عده على هذا المركز ومن ضمنهم القائمه الاسلاميه بمرشحها علما ان السيد المحافظ من حزب الفضيله والذي لايبتعد كثيرا عن تطلعات ومفاهيم القائمه الاسلاميه وبقية الاعضاء ذاتية التوجه الا بعض من نفر لااثر يذكر له. والاقاله امر ميسور اذ اتبع الصيغ الدستوريه التي تبيح لثلثي اعضاء مجلس المحافظه اذا صوت باقالة المحافظ وهو الطريق الاسلم والااءمن للبصره ولاهلها ولاستقرارها . لكن يبدو ان الحيتان عجزت عن اكل الفريسة بالطرق السلميه لان ورائها حوت لايستهان بقوته وقدرته على الصمود والتصدي ولم يكن اقل منعة وشرا منها .فبالامس القريب كادت البصره ان تقع في اتون حرب لم تخرج منها الا وهي ممزقة الاشلاء ثاكلة بالجراح لولا العنايه الالهيه وجهود بعض الخيرين من اهلها . كان الدافع والمحرك وراء هذا الاقتتال هو الصراع على النفوذ والسلطه والمال وليس كما اعلن وتناقلته وكالات الانباء من ان خلاف بسيط وقع بين جزب الفضيله الذي ينتمي اليه المحافظ والتيار الصدري ومن خلفه .ولما باءت تلك المحاوله بالفشل ولم تؤتي ثمار ما خطط لها تفتقت الاذهان الطامعه عن احجية وذريعة جديدة مفادها ان الفساد الاداري والمالي يستشري بالمحافظه وان الخدمات تردت إلى الحظيظ وان المليارات التي تصرف للمحافظه تبدد وتنهب على مسؤلي المحافظه واتباعهم ولا يوجد أي حل لهذه الاشكالات الا بعزل المحافظ لانه وراء كل مايحدث من انتهاكات وسلبيات . نعم كل ما تقدم لايداخلنا الشك فيه فلا خدمات ولا امن ولا استقرار يلمسه المواطن البصري من يوم سقوط الصنم ولحد هذه اللحظه فكل سياسيها ومسؤليها بعيدين عن شعبهم وهمومه منشغلين بامورهم وهمومهم الخاصه والكل ضالعين بالتهريب والسرقه والاغتيال. ولو استبدل المحافظ فمن يكون البديل؟؟؟ نفس الوجوه تتكرر ومن نفس التكتلات والمافيات والاحزاب سياءتينا المحافظ الجديد والذي لا يختلف عن سابقه الا بالشكل والهيئه اما المضمون فموحد بقوته وحظوته والجدار الصلب الذي يتكاء عليه ويعلق عليه ثغراته ومثالبه ويسد له سرقاته وخلله ويرمم له اخطائه واختلاساته فلا مكان لراي او اعتراض او احتجاج لمواطن بسيط عادي يمكن ان يسمع او يلقى له أي صدى. ولو جيئ بمحافظ مستقل وكما هو مروج له حاليا ايضا سيقع تحت تاثير وضغط هذه المافيات والاحزاب الكبيره وسوف لن ينجو من التهم ولن تسلم سمعته من التلوث حتى وان لم يسئ إلى استخدام وظيفته ومركزه لاغراضه الشخصيه . فما على الدوله اذا كانت امينه وصادقه مع مواطنيها لحفظ امنهم وسلامتهم ولانجاح التجربه والمسيره الديمراطيه التي جاءت من اجلها . الا ان تتدارك المخاطر المحيقه بالبصره والذي يخطط ويرسم لها في الخفاء من قبل الضالعين بالتامر والمتربصين بالعراق واهله سوءا.وذلك بالحث على التهدئه والتروي من جميع الاطراف المتنازعه وموازنة الامور بعقلانية وحكمه ولاسيما ان الانتخابات المحليه على الابواب كما هو معروف . سنان البصري
#سنان_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا قال النقاد عن الجزء الثاني من مسلسل -لعبة الحبار-؟
-
وسط تصعيد أمريكي مرتقب.. إيران تعلن 2025 عاماً مفصلياً في مل
...
-
ماذا قال وزير خارجية سوريا الجديد عن العلاقة مع مصر؟
-
على تلة سان كريستوبال في بيرو.. الشامان يباركون زعماء العالم
...
-
القيادة الجديدة بسوريا: نتطلع لبناء علاقات استراتيجية مع مصر
...
-
-بعد جدل عاصف-.. مقابلة مع ماسك تطيح برئيسة قسم في صحيفة -في
...
-
الرقابة العسكرية سمحت بالنشر.. -قناة 12- العبرية تنشر تفاصيل
...
-
ضابط سابق من كييف: الأوكرانيون يعتبرون الدولة عدوا لهم بسبب
...
-
-حماس- تطالب بإرسال مراقبين أمميين إلى مستشفيات غزة -لتفنيد
...
-
المعارضة في مولدوفا تنتقد الحكومة بسبب الزيادة المتوقعة لأسع
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|