ملحق انتخابي..!؟

جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 07:57
المحور: كتابات ساخرة
    

أما الأن الأن يعني اليوم في / 15 / 4/ وقد حُسمت، و عٌلمت، وبالمختصر المفيد أٌعلنت، نتائج انتخابات محافظة اللاذقية عروس الأبيض المتوسط..! هذه الانتخابات التي ستجري بعد سبعة أيام بالتمام والكمال، فإنه صار من الممكن، أو من الواجب، تقديم التهاني وباقات الورد لحضرات النواب العتيقين منهم والجدد والذين يلتحمون الآن بالجماهير يعبطونهم ويمطرونهم بالوعود والابتسامات وأرقام التلفونات..! هذا الحدث البعثي المعتاد والمكرر يدفع إلى القول: إن ناس هذه المدينة جارة مملكة أوغاريت العظيمة لا عظَّم الله أجور دافنيها، لا يستأهلون هذا الاستغباء، والاستهبال، و الشرشحة، وكدنا أن نقول غير ذلك لأنه يحدث ما يحدث قدام العالم بدوله الصغيرة، وأممه الكبيرة، وبخاصة في إفريقيا السمراء.!
صحيح أن هذا العرض لا يبقى إلا يوماً واحداً أو يومين كل عدة سنوات، ويسوى أن يتفرج الناس فالفرجة ليست منكراً..! كما أنه ليست هناك تذاكر ولا من يحزنون بل بخشيش وبخاشيش لكن، المؤسف، بل المحزن في الأمر، أن ما يحدث لا يليق بسوريانا، ولا بتاريخها، خصوصاً أننا بتنا نعيش في عصر المعلومة المباحة وليس القيم المستباحة.!
الجديد هذه المرة قدوم لجنة من القيادة الحزبية العليا لمعاينة نخبة المرشحين الحزبيين وفق مواصفات قياسية يُعمل بها في التلفزيون فليس معقولاً أن يصل إلى ( البرماكان ) واحد أكتع، أو ألدغ، أو أصلع و مدرع بشارب كثيف، أوشكله العام كله على بعضه زي حالتنا يعني مش ولا بد.! هذا والله توجه قيادي موفق فقد كان المشاهد يشعر بالاشمئناط حين يرى على الشاشة نائباً يتلعثم وفوق ذلك منحني الظهر على طول..! أو وجهه مجعلك كالخارج من عركة حامية الوطيس.! في حين سيرى في هذه الدورة الحسن والوسامة والجمال..وفوق ذلك النطق السليم وهذا كفيل بأن يعوِّض عن كل مضامين القيل والقال.!
وبالطبع من المنطقي أن يطلب المرشحون أبناء القائمة ـ وهم حتى هذه اللحظة ما زالوا أبناء بررة ـ من الناخبين أن يصِّوتوا للقائمة ( زي ما هي ) وهو الشعار الذي سرقه ـ الشيخ سعد ـ ودفع لتسويقه ما هب ودب من فرنكات و من دون أن يكون عضواً في الحزب القائد وذلك أثناء انتخابات الشقيقة قبل عامين.! ومن المنطقي أكثر بكثير، هذا الاندفاع اللحوي من بعض المشايخ الأفاضل للترشح والترشيح في هذه الدورة المباركة..! وفي هذا الفعل، تصحيح لخلل مزمن عانى منه جميع العاملين في قطاع المشيخة إضافةً إلى أنه يكشف عن جهل فقهي إذ لم يفطنوا قبل اليوم إلى أن ( محمد ) صلى الله عليه وسلم كان أول بعثي في تاريخ العرب فهو عليه السلام جاء ليبعث العرب من جاهليتهم قبل أن يولد الأرسوزي بألف وأربعمائة سنة وبحبوحة..! وهو عليه السلام الذي مهَّد وأسس لكثير مما جاء في المنطلقات النظرية للحزب فقد انتهت على يديه مسألة تناوب النبوة حيث توقف مدد الرسل وكان صلى الله عليه وسلم آخرهم.! وهو أول من وضع مادة ثامنة في دستور المدينة وقد جرى التقيد بها في سقيفة بني ساعدة وكانت تسمى في حينه ( القريشية ) وهي تعني تطويب منصب الخلافة لأبناء قريش حصراً وإلى الأبد وفكرة إلى الأبد هذه أصبحت أيضاً شعاراً يتوارثه العرب منذ ذلك الحين..!؟ وهكذا فإن المشايخ يعودون اليوم إلى رشدهم ولذلك لهم منا صوتنا يوم الانتخاب حتى ولو كان مبحوحاً.!

#جهاد_نصره (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات